نحن على أعتاب حدث فلكي نادر للغاية، حيث ستصطف سبعة كواكب من نظامنا الشمسي في صف واحد متناسق في سماء الليل. في هذا المقال سنكشف عن موعد اصطفاف الكواكب هذا العام، كما سنعرض لكم تفاصيل هذه الظاهرة، أو الظاهرتين النادرتين المتوقع حدوثهم هذا العام، بالإضافة إلى أبرز المعلومات والحقائق عن ظاهرة محاذاة أو اصطفاف الكواكب.
تأتي هذه الظاهرة ضمن سلسلة من الظواهر الفلكية الهامة التي يشهدها عام 2025، والتي تتنوع بين ظواهر تحدث سنويًا وأخرى قد لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، وهو ما يدفع العديد من هواة مراقبة الظواهر الفلكية إلى الترقب الشديد لاقتناص فرصة رؤية هذه اللحظة النادرة أو الغريبة.
من بين الظواهر الفلكية المرتقبة هذا العام، والتي يُتوقع أن نشهدها مرتين في حدثين نادرين للغاية، تبرز ظاهرة المحاذاة الكوكبية، أو ما يُعرف أيضًا باصطفاف الكواكب، حيث تُشير هذه المُسميات جميعها إلى اللحظة التي يُمكن فيها رؤية مجموعة من الكواكب مُصطفة على خط واحد في السماء.
ما هي ظاهرة اصطفاف الكواكب؟
صحيح أن تواجد بعض الكواكب في جهة واحدة من الشمس ليس حدثًا فريدًا، إلا أن اصطفاف ما يقارب 6 أو 7 كواكب معًا، أي غالبية أو كل كواكب المجموعة الشمسية في وقت واحد، يُعتبر ظاهرة فلكية نادرة الوقوع، وهذا تحديدًا ما نترقبه في عام 2025.
يُطلق على اصطفاف ثلاثة أو أربعة كواكب على خط واحد في السماء اسم “المحاذاة الكوكبية” أو “اصطفاف الكواكب”، بينما يُعرف اصطفاف خمسة أو ستة كواكب معًا علميًا باسم “المحاذاة الكوكبية الكبيرة”، علمًا بأنّ محاذاة خمسة كواكب تُعدّ أكثر شيوعًا من محاذاة ستة كواكب.
بناءً على ذلك، تُعتبر مُحاذاة 7 كواكب في وقت واحد، التي نترقبها في شهر فبراير القادم، حدثًا نادرًا للغاية، ويُطلق عليها اسم “مُحاذاة كوكبية عظيمة”، حيث يرى العلماء خلالها إمكانية رؤية جميع كواكب نظامنا الشمسي تقريبًا، في واحدة من أندر الظواهر الفلكية على الإطلاق.
متى يحدث اصطفاف الكواكب 2025؟
ينشغل هواة الفلك ومراقبة الظواهر السماوية بسؤال مُلحّ: متى سيحين موعد ظاهرة اصطفاف الكواكب المُذهلة؟ وللإجابة على هذا التساؤل، كشفت وكالة ناسا، الرائدة في استكشاف الفضاء، أننا على أعتاب حدث فلكي نادر سيُبهر بلا شك عشاق رصد النجوم والكواكب. ففي مساء يوم 28 فبراير من عام 2025 تحديدًا، ستشهد سماء الليل حدثًا سماويًا استثنائيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث ستصطف سبعة كواكب من نظامنا الشمسي في مشهد فريد، مُشكّلةً صفًا واحدًا مُتناسقًا في صفحة السماء.
هذه الكواكب السبعة التي ستُشارك في هذا الاصطفاف الكوني هي: عطارد، أقرب الكواكب إلى الشمس؛ والزهرة، جارنا اللامع؛ وكوكب الأرض الذي نعيش عليه؛ والمريخ، الكوكب الأحمر؛ والمشتري، عملاق المجموعة الشمسية؛ وزحل، ذو الحلقات المميزة؛ بالإضافة إلى نبتون، الكوكب الأزرق البعيد. هذا الاصطفاف سيُتيح فرصة نادرة لرؤية هذه الكواكب مُجتمعة في منطقة صغيرة نسبيًا من السماء، مما يُضفي على الحدث طابعًا خاصًا ومُميزًا.
تُعرف هذه الظاهرة الفلكية المذهلة باسم “المحاذاة الكوكبية العظيمة”، وهي عبارة عن اصطفاف مرئي لعدد من كواكب المجموعة الشمسية في منطقة صغيرة نسبيًا من السماء، مما يُضفي على سماء الليل مشهدًا سماويًا خلابًا يأسر الألباب، ويُتيح فرصة فريدة لهواة الفلك وعامة الناس على حد سواء للاستمتاع بهذا المنظر الكوني الرائع.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الظاهرة ليست الحدث الفلكي الفريد من نوعه الذي ينتظرنا في الأشهر القادمة، بل هناك سلسلة من الأحداث الفلكية الأخرى المثيرة للاهتمام التي ستشهدها سماء الليل، والتي تتنوع بين زخات الشهب، واقترانات الكواكب مع القمر والنجوم، وغيرها من الظواهر التي تُثري معرفتنا بالكون وتُمتع ناظرينا بجمالها.
بالإضافة إلى ذلك، من المُتوقّع أن تُزيّن سماء الليل في يوم 21 يناير 2025 ظاهرة فلكيّة أخرى جديرة بالمُلاحظة، وهي عبارة عن مُحاذاة كوكبيّة واسعة النطاق، حيث ستصطفّ ستة كواكب في تشكيل سماويّ مُتناسق وبديع، هذه الكواكب هي: المريخ، والمشتري، وأورانوس، ونبتون، والزهرة، وزحل، لتُشكّل معًا مشهدًا فلكيًا رائعًا يستحقّ المُشاهدة والتأمّل، مع استثناء كوكب عطارد من هذا الاصطفاف تحديدًا، ممّا يجعل هذه الظاهرة فريدة من نوعها أيضًا، حيث يُمكن للمُهتمّين بعلم الفلك وهُواة مُراقبة النجوم الاستمتاع بهذا العرض السماويّ المُميّز.
كيف يمكن رؤية اصطفاف الكواكب؟
ينشغل العديد من هواة الفلك ومُحبي الظواهر السماوية بالبحث عن أفضل السُبل لرصد ومُشاهدة ظاهرة اصطفاف الكواكب، أو ما يُعرف أيضًا بمُحاذاة الكواكب، وهي ظاهرة تُثير فضول الكثيرين لما فيها من جمال وروعة كونية. والجدير بالذكر أن تحديد أوقات ظهور هذه الكواكب وترتيبها في سماء الليل يعتمد بشكل كبير على الموقع الجغرافي للمُراقب على سطح الأرض، حيث يختلف المنظر السماوي باختلاف خطوط العرض والطول.
فعلى سبيل المثال، ما يُمكن رؤيته بوضوح في نصف الكرة الشمالي قد لا يكون بنفس الوضوح أو قد يظهر في أوقات مُختلفة في نصف الكرة الجنوبي، كما أن التلوث الضوئي الناتج عن المدن يُعيق بشكل كبير رؤية هذه الظواهر بوضوح، لذا يُنصح دائمًا بالابتعاد عن المناطق الحضرية والتوجه إلى أماكن مُظلمة وصافية للحصول على أفضل تجربة رصد.
ولحسن الحظ، أصبح تحديد هذه المعلومات الدقيقة المتعلقة بالظواهر الفلكية، بما في ذلك مواعيدها وأماكن ظهورها وكيفية رصدها، أمرًا ممكنًا بفضل توفر مجموعة متنوعة من الأدوات والوسائل الحديثة التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والحسابات الفلكية الدقيقة.
هذه الأدوات تُسهل على هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفضاء الوصول إلى معلومات موثوقة وشاملة، وتُساعدهم في التخطيط لمشاهداتهم الفلكية بشكل أفضل. في السطور التالية، سنستعرض معكم أبرز هذه الأدوات والوسائل التي تُمكنكم من الحصول على معلومات دقيقة ومفصلة حول الظواهر الفلكية المختلفة.
موقع Time and Date
يوفر موقع Time and Date أداة تفاعلية متميزة تتيح للمستخدم تحديد التاريخ والوقت الذي يمكن فيه للشخص رصد المحاذاة الكوكبية، وفقا للمنطقة التي تتواجد فيها. تعرض هذه الأداة أوقات شروق وغروب كل كوكب، وموقع ظهوره في السماء، كما تقدم تقديرا لاحتمالات وصعوبة رصده.
موقع Stellarium
يقدم موقع (Stellarium)أداة مماثلة على الويب لعرض مواقع الكواكب في السماء.
تطبيق Sky Tonight
يمكن الاستعانة بتطبيق (Sky Tonight) المجاني للهواتف الذكية. يستخدم هذا التطبيق تقنية تحديد المواقع الجغرافية في الهاتف لتحديد موقع المراقب بدقة، ثم يعرض خريطة للسماء تظهر مواقع الأجرام السماوية في الوقت الفعلي.
استخدام التلسكوب
من الجدير بالذكر أن استخدام المناظير الفلكية أو التلسكوبات يعتبر أمرا ضروريا للاستمتاع بمشاهدة الكواكب بوضوح. لذلك، ينصح بالبدء في التخطيط لمشاهدة هذه الظاهرة الفلكية المميزة من الآن، مع التمني بأن تكون السماء صافية في في منطقتك ليلة الرصد.
معلومات عن ظاهرة اصطفاف الكواكب
لتعزيز فهمنا لظاهرة اصطفاف الكواكب وتصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة، سنستعرض بعض الحقائق الهامة حولها؛ ففي الواقع، لا تصطف كواكب النظام الشمسي بشكل مثالي على خط مستقيم واحد كما تُظهره العديد من الرسومات التوضيحية، فهذا التصوير لا يعكس الواقع الكوني، بل ما يُلاحظ هو اصطفاف ظاهري للكواكب على طول خط وهمي في السماء.
- في الحقيقة، لا تصطف الكواكب في نظامنا الشمسي بشكل مثالي على خط مستقيم واحد كما تُظهره العديد من الرسوم التوضيحية، فهذا التصوير لا يُطابق الواقع الفعلي في الكون، وإنما يُمكن مُلاحظة ظاهرة اصطفاف الكواكب ظاهريًا فقط على طول خط وهمي في السماء.
- يعود السبب الرئيسي لحدوث ظاهرة اصطفاف الكواكب إلى دوران جميع كواكب المجموعة الشمسية حول الشمس في مستوى واحد يُعرف بمستوى مسير الشمس.
- على الرغم من وجود انحرافات بسيطة في مدارات بعض الكواكب عن هذا المستوى، إلا أنها تدور جميعًا بشكل رئيسي في المستوى نفسه، ولهذا يُطلق على المشهد العام اسم “محاذاة الكواكب”، أي أن الكواكب تتزامن في مرورها على الجانب نفسه من الشمس خلال دورانها في مداراتها، ما يجعلها تبدو مُتقاربة في السماء في وقت واحد.
- من المُرجّح أن تشهد سماء الليل هذه الظاهرة الفلكية في أمسيتي 21 يناير و28 فبراير القادمين.
- على الرغم من المظهر الخلاب لظاهرة اصطفاف الكواكب، إلا أنها لا تُحدث أي تأثير مباشر على كوكب الأرض، فالقوة الجذبية للكواكب الأخرى تُعتبر ضئيلة للغاية مُقارنةً بقوة جاذبية الشمس والقمر للأرض، وعليه، فإن هذا الاصطفاف لا يُمكن أن يتسبب في وقوع كوارث طبيعية أو تغيّرات مناخية.
- تُعدّ دراسة ظاهرة اصطفاف الكواكب ذات أهمية بالغة لفهم حركة الكواكب داخل النظام الشمسي وتحديد مواقعها بدقة، كما تُساهم هذه الدراسات في تطوير نماذج حاسوبية تُحاكي حركة الأجرام السماوية.
- يُمكن رصدُ اصطفاف الكواكب بالعين المجردة في المواقع النائية الخالية من التلوث الضوئي، بينما يُتيح استخدامُ التلسكوبات والمناظير الفلكية رؤيةً أكثر وضوحًا وتفصيلًا لهذه الظاهرة.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.