فضل قول لا حول ولا قوة إلا بالله

تعتبر كلمة “لا حول ولا قوة إلا بالله” من أعظم الكلمات وأجلها في الإسلام، وقد وردت نصوص شرعية عديدة تبين فضلها وعظم شأنها، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: “ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله”، مما يدل على أنها كنز عظيم من كنوز الجنة.

وتتضمن هذه الكلمات معاني عقدية عظيمة القدر لمن فقهها، فهي تدل على أن العبد لا يملك حولاً ولا قوة إلا بالله، وأن كل ما يحدث في الكون هو بقضاء الله وقدره، وأن العبد يجب أن يتوكل على الله في جميع أموره.

وقد جاءت نصوص شرعية كثيرة في السنة النبوية تحث المسلم على التزام هذه الكلمات والإكثار من قولها، وإن تعاضد النصوص وكثرتها ما هو إلا دليل على عظم فضلها وعلو شأنها. وفي هذا المقال، سنستعرض فضل قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ونبين بعض المعاني العقدية التي تتضمنها.

اختلف أهل اللغة في تحديد معنى كلمة “الحول” في قول “لا حول ولا قوة إلا بالله”، حيث يرى البعض أنها مشتقة من “الحيلة” في الوصول إلى هدف ما، بينما يرى آخرون أنها مشتقة من “التحول”، أي الانتقال من حالة إلى أخرى. أما “القوة” فهي القدرة على الفعل.

وبناءً على ذلك، فإن معنى هذه العبارة هو أنه لا توجد حيلة أو قدرة لأي شخص على تحقيق أي شيء أو تغيير حاله إلا بإرادة الله ومشيئته. وهذا يشمل جميع جوانب حياة الإنسان، سواء كانت مادية أو معنوية، مثل الانتقال من الفقر إلى الغنى، أو من الضلال إلى الهداية، أو من المرض إلى العافية، أو غير ذلك من الأحوال التي يتمنى الإنسان تغييرها.

كما أنه لا قدرة للإنسان على الثبات على حاله الذي يحبه ويرضاه إلا بمعونة الله وتأييده، فكل قوة وكل قدرة هي من عند الله وحده، والإنسان لا يملك من أمره شيئاً إلا ما وهبه الله إياه.

معنى قول: لا حول ولا قوة إلا بالله عند ابن عبّاس

فسّر ابن عباس رضي الله عنهما معنى قول “لا حول ولا قوة إلّا بالله” بأنّه: “لا حول بنا على العمل بالطاعة إلا بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلا بالله”.

معنى قول: لا حول ولا قوة إلا بالله عند الإمام النووي

أورد الإمام النووي عند تفسيره لمعنى قول “لا حول ولا قوة إلّا بالله”، أكثر من تفسير بأكثر من صيغة وعقّب بعد إذٍ بكون جميع هذه التفسيرات متقاربة:

  • كلمة تفويض واستسلام لله تعالى وإذعان له واعتراف بأنّه لا صانع غيره ولا أحد بإمكانه ردُ الأمر إلّا هو، وأنّ العبد لا يملك من الأمر شيئًا.
  • لا حركة ولا استطاعة إلّا بمشيئة الله تعالى.
  • لا حول في دفع الشرور ولا قوة على تحصيل الأمور الخيّرة إلّا بالله.
  • لا حول أو ابتعاد عن معصية الله إلّا بعصمته وأمره، ولا قوة على طاعة الله إلّا بمعونته، وقد نُقل هذا الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه.

وردت عدّة أحاديث تُبيّن فضل “لا حول ولا قوة إلا بالله”، وفيما يأتي بيانها:

  • لا حول ولا قوة إلا بالله: كنزٌ من كنوز الجنة.

عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: “كُنَّا مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في سَفَرٍ، فَكُنَّا إذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّها النَّاسُ ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ، فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا، ولَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ثُمَّ أتَى عَلَيَّ وأَنَا أقُولُ في نَفْسِي: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ، قُلْ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فإنَّهَا كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ أوْ قالَ: ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ هي كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ”.

  • لا حول ولا قوة إلا بالله: سبب في تكفير الذنوب.

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما على الأرضِ رجلٌ يقولُ لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ وسبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ إلا كُفِّرَتْ عنهُ ذنوبُهُ ولو كانت أكثرَ من زَبَدِ البحرِ”.

  • لا حول ولا قوة إلا بالله: هي غراس الجنة.

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ليلةَ أُسْرِي به، مرَّ على إبراهيمَ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- فقال: من معك يا جبرائيلُ؟ قال: هذا محمَّدٌ، فقال له إبراهيمُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: يا محمَّدُ مرْ أمَّتَك فليكثِروا من غِراسِ الجنَّةِ فإنَّ تُربتَها طيِّبةٌ وأرضَها واسعةٌ، قال: وما غِراسُ الجنَّةِ؟ قال: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ”.

  • لا حول ولا قوة إلا بالله: باب من أبواب الجنة.

عن قيس بن سعد -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال له: “ألا أدلُّكَ على بابٍ من أبوابِ الجنَّةِ؟ لا حَولَ ولا قوَّةَ إلا باللَّهِ”.

  • لا حول ولا قوة إلا بالله: من الأذكار التي ينبغي تعلّمها وترديدها.

عن سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- قال: “جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ، قالَ: قُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلهِ كَثِيرًا، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ قالَ: فَهَؤُلَاءِ لِرَبِّي، فَما لِي؟ قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي”.

كلمة “لا حول ولا قوة إلا بالله” تضمنت معان عقدية عظيمة القدر، لمن فقهها غير دلالتها على القدر، منها:

أنها كلمة استعانة بالله العظيم

تتجلَّى دلالة قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” في كونها كلمة استعانةٍ بالله العظيم، فمن استعان به جلَّ جلاله، أعانه على قضاء حوائجه وتيسير أموره، فالاستعانة بالله من أجلِّ العبادات وأفضلها، ومكانتها تظهر في سورة الفاتحة التي أمر الله عباده بتلاوتها يوميًا، حيث يقول: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”، فهذه الآية تدلُّ على إخلاص الاستعانة بالله، وتأكيدها، لأن تقديم ما حقُّه التأخير يفيد حصر الاستعانة بالله وحده.

وكذلك كلمة “لا حول ولا قوة إلا بالله” تحمل معنى الإخلاص في الاستعانة، وتدلُّ على ما دلَّت عليه آية الفاتحة من تفويض الأمر لله تعالى، والاعتماد عليه وحده، وتبرُّؤ العبد من حوله وقوته، واعترافه بعجزِه وافتقاره إلى الله.

الإقرار بأنواع التوحيد الثلاثة

إن قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو إقرار عميق وشامل بأركان التوحيد الثلاثة (توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية).

فمن خلالها، يعترف العبد بوحدانية الله في ربوبيته، أي أنه سبحانه وتعالى هو المدبر الوحيد لهذا الكون، والمتصرف فيه بحكمته ومشيئته، فلا يحدث شيء في هذا الوجود إلا بإذنه وقدرته، وهذا الإقرار يمتد ليشمل توحيد الأسماء والصفات، حيث يعترف القائل بأن الله هو المتصف بصفات الكمال والجلال، من القدرة والعظمة والقوة والعزة، وهو الغني عن خلقه، القائم بذاته، ومن يؤمن بهذه الصفات، يدرك تمام الإدراك أنه لا ملجأ ولا منجا إلا إليه، ولا معبود بحق سواه.

وهذا يقود بدوره إلى توحيد الألوهية، حيث يخلص العبد عبادته لله وحده، فلا يرجو ولا يدعو غيره، لأنه يعلم أن الله هو المتصرف التام في كل شيء، وهو الملك الذي له القدرة المطلقة على كل شيء، فقول هذه الكلمات هو بمثابة اعتراف من العبد بعجزه التام أمام قدرة الله المطلقة، وتفويض الأمر كله إليه، مع التسليم الكامل بقضائه وقدره.

التوكل على الله وتفويض الأمور إليه

قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” هو تعبير عن التوحيد الخالص، والتسليم الكامل لله تعالى، والاعتراف المطلق بعجْز العبد وضعفه، وافتقاره التام إلى ربه، فهو إقرارٌ بأنّ الله وحده هو صاحب القدرة المطلقة، والقوة القاهرة، وأنه لا حول للعبد عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة له على طاعته إلا بمعونته وتوفيقه.

وفي هذه الكلمة العظيمة، يتجلى معنى التوكل على الله، وتفويض الأمور إليه، والاستسلام والإذعان له، مع إظهار الذل والافتقار له سبحانه، فهو الغني والعبد فقير إليه لا يملك من أمره شيئاً، وهذه الكلمة ليست مجرد قول باللسان، بل هي شعورٌ عميقٌ يستقر في القلب، ويترجم إلى عملٍ صالحٍ، وسعيٍ دائمٍ في مرضات الله، مع الثقة الكاملة بأنّ الله هو المعين والناصر، والموفق والميسر.

إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عنها بأنها كنز من كنوز الجنة:

فضل قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” عظيم، وقد وردت في فضائلها أحاديث نبوية شريفة، منها ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “كُنَّا مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في سَفَرٍ، فَكُنَّا إذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّها النَّاسُ ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ، فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا، ولَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ثُمَّ أتَى عَلَيَّ وأَنَا أقُولُ في نَفْسِي: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ، قُلْ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فإنَّهَا كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ أوْ قالَ: ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ هي كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ”.

وفي حديث آخر، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الكلمة كنز من كنوز الجنة، كما جاء في قول النووي رحمه الله: “قوله صلى الله عليه وسلم: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ: قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى واعتراف بالإذعان له وأنه صانع غيره ولا راد لأمره وأن العبد لا يملك شيئاً عن الأمر ومعنى الكنز هنا أنه ثواب مدخر في الجنة وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموالكم والكنز مال مجتمع لا يحتاج إلى جمع وذلك أنها تتضمن التوكل والافتقار إلى الله تعالى ومعلوم أنه لا يكون شئ إلا بمشيئة الله وقدرته وأن الخلق ليس منهم شئ إلا ما أحدثه الله فيهم”.

وهذا يدل على عظيم فضل هذه الكلمة المباركة، وأنها تحمل في طياتها معاني عظيمة من التوكل على الله والاستعانة به، والاعتراف بعجزه وقوته سبحانه.

وقول “لا حول ولا قوة إلا بالله” يوجب الإعانة ولهذا سنها النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذن: حي على الصلاة، فيقول المجيب: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا قال: حي على الفلاح، قال المجيب “لا حول ولا قوة إلا بالله”، وقال المؤمن لصاحبه: “ولولا إذا دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة ألا بالله”، ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شئ فقوله: ما شاء الله، تقديره: ما شاء الله كان فلا يأمن، بل يؤمن بالقدر ويقول لا قوة إلا بالله.

ومن فضلها أن الله سبحانه يصدق قائلها:

فضل قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” عظيم، ومن فضائلها أن الله سبحانه يصدق قائلها، فمن صدقه الله تعالى على ما يقول فليبشر بالخير بإذن الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ صَدَّقَهُ رَبُّهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَأَنَا وَحْدِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ قَالَ: قَالَ صَدَقَ عَبْدِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَلَا شَرِيكَ لِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا لِيَ الْمُلْكُ وَلِيَ الْحَمْدُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِي”.

وهذا الحديث يبين فضل هذه الكلمات العظيمة، وأن الله تعالى يصدق من يقولها، ويشهد له بالصدق، ففي قوله “لا حول ولا قوة إلا بالله” اعتراف العبد بعجزه التام عن القيام بأي أمر إلا بعون الله وتوفيقه، وأن كل قوة وحول إنما هي من عند الله وحده، وهذا الاعتراف يورث في قلب العبد التوكل على الله والاعتماد عليه في كل أموره، مما يجعله جديراً بتصديق الله له.

من قالها حين يخرج من بيته مع البسملة والتوكل على الله أنه يوفى ويُكفى ويُهدى:

ورد في السنة النبوية المطهرة فضل عظيم لمن يخرج من بيته متوكلاً على الله محوقلا، ذاكراً اسمه، قائلاً: “بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله”، حيث يُروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟”.

وفي رواية أخرى، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا خرج من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقال له: حسبك، قد كفيت وهديت ووفيت، فيلقى الشيطان شيطاناً آخر فيقول له: كيف لك برجل قد كفي وهدي ووفي؟”.

وهذا يعني أن من يقول هذا الدعاء عند خروجه من بيته، فإنه يحظى بعناية الله وتوفيقه، ويُكفى شرور الدنيا، ويُهدى إلى الحق، ويُوقى من مكائد الشيطان، حتى أن الشياطين لا يستطيعون إغواءه أو إضلاله.

من فضائلها أنها من الباقيات الصالحات ومن أحب الكلام إلى الله جل جلاله:

فضل قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” عظيم، فهو من الباقيات الصالحات وأحب الكلام إلى الله تعالى، قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا”(الكهف: 46). وقد ورد في تفسير هذه الآية عن جمع من الصحابة والتابعين أن الباقيات الصالحات هي: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقد سُئل ابن عمر رضي الله عنهما عن الباقيات الصالحات؟ فقال: “لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله”. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “هي ذكر الله، قول لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، واستغفر الله، وصلى الله على رسول الله والقيام والصلاة والحج والصدقة والعتق والجهاد وأعمال الحسنات وهي الباقيات الصالحات التي تبقى لأهلها في الجنة”.

وقد ورد في فضل هذه الكلمات أنها تكفر الذنوب، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كُفِّرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر”.

من فضائلها أنها غراس الجنة:

فضل قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” عظيم، ومن فضائله أنه غراس الجنة، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

وفي رواية أخرى، قال إبراهيم عليه السلام: “يا محمد، مر أمتك أن يكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة، وأرضها واسعة”، قيل: وما غراس الجنة؟ قال: “لا حول ولا قوة إلا بالله”. وهذا يدل على أن الإكثار من قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” يثمر في الجنة أشجارًا ونباتًا، كما يثمر التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.  


اكتشاف المزيد من عالم المعلومات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيك بهذه المقالة؟ كن أول من يعلق

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا. تساعدنا هذه الملفات على تذكر إعداداتك وتقديم محتوى مخصص لك. يمكنك التحكم في ملفات تعريف الارتباط من خلال إعدادات المتصفح. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية لدينا.
قبول
سياسة الخصوصية