القائمة إغلاق

أسباب هشاشة العظام وأعراضها وطرق الوقاية منها

رغم أن هشاشة العظام يمكن أن تصيب أي شخص في أي عمر، إلا أنها تشكل تهديداً خاصاً لكبار السن، حيث تحول حياتهم إلى تحدٍ يومي. فمع تآكل عظامهم، يزداد خطر التعرض للكسور، مما يؤدي إلى فقدان الاستقلالية وزيادة الاعتماد على الآخرين. هذا الواقع المرير دفع الباحثين إلى البحث عن طرق للكشف المبكر عن المرض وتطوير علاجات فعالة، بهدف تحسين نوعية حياة المصابين والحفاظ على استقلالهم.

هشاشة العظام مرض خفي يسرق من عظامنا قوتها وكثافتها، مما يجعلها عرضة للكسور بسهولة. ولكن ما هي الأسباب التي تؤدي إلى هذا المرض؟ وكيف يمكننا اكتشافه في مراحله المبكرة؟ في هذا المقال سنتعرف على الأعراض الشائعة لهذا المرض وكيف يمكن تشخيصه.

هشاشة العظام هي مرض مزمن يؤدي إلى تدهور صحة العظام، مما يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالكسور، خاصة في مناطق مثل الورك والعمود الفقري والرسغ. هذه الكسور لا تؤثر فقط على القدرة على الحركة والقيام بالأعمال اليومية، بل قد تؤدي إلى عواقب صحية خطيرة مثل الألم المزمن، والإعاقة، وزيادة خطر الوفاة.

وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 9 ملايين كسر تحدث سنوياً حول العالم بسبب هشاشة العظام، مما يمثل عبئاً كبيراً على الأنظمة الصحية والاجتماعية. ومن المتوقع أن يزداد هذا العبء بشكل كبير في المستقبل، خاصةً مع زيادة متوسط العمر المتوقع.

هشاشة العظام مرض معقد ينتج عن تفاعل العديد من العوامل. سواء كانت عوامل وراثية أو عوامل تتعلق بنمط الحياة، فإن هذه العوامل مجتمعة تساهم في ضعف العظام. في هذا المقال، سنقوم بتسليط الضوء على أهم هذه الأسباب.

العمر

يعتبر التقدم في العمر من أكثر العوامل شيوعا، والتي يزيد عندها خطر الإصابة بهشاشة العظام. في هذه المرحلة، تفقد العظام كثافتها بشكل طبيعي مع التقدم في السن.

الجنس

كشفت الأبحاث أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، خاصة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث. يرجع ذلك إلى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين الذي يلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على صحة العظام.

العوامل الوراثية

تلعب الجينات أيضا دورا في الإصابة بهشاشة العظام. لذلك، إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض، ربما تكون أكثر عرضة للإصابة بها.

نقص الكالسيوم وفيتامين د

الفيتامين والمعادن تلعب أيضا دورًا حيويًا في بناء العظام والحفاظ على قوتها. وبالتالي عليك ألا تتجاهل نقص معدلاتها في جسمك.

بعض الأدوية

يمكن أن تزيد بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات، من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

أسلوب الحياة

يمكن أن يساهم كل من التدخين، الإفراط في تناول الكحول، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني في ضعف كتلة العظام وبنيتها.

بعض الحالات الصحية

تزيد أيضا بعض الأمراض من خطر الإصابة بهشاشة العظام، مثل مرض السكري، أمراض الغدد الصماء، والتهابات الأمعاء، وغيرها.

هل تشعر بألم مزمن في العظام؟ أو لاحظت انخفاضًا في طولك؟ قد تكون هذه علامات على إصابتك بهشاشة العظام. في هذا المقال، سنتعرف على أبرز الأعراض التي تدل على الإصابة بهذا المرض، وكيفية التعامل معه.

ألم في الظهر أو المفاصل

تبدأ الأعراض المبكرة لمرض هشاشة العظام من خلال الشعور بآلام في بعض المناطق بالجسم، خاصة الظهر والمفاصل، سواء أثناء الحركة أو بذل أي مجهود.

انحناء في العمود الفقري

تعتبر آلام العمود الفقري أيضا مؤشرا مهما. وبشكل خاص إذا شعرت أو لاحظت انحناء في ظهرك.

فقدان الطول

فقدان بعض السنتيمترات من طولك، سواء من خلال مقاسات الملابس التي ترتديها أو متابعتك الشخصية لنفسك، قد يكون علامة على هشاشة العظام.

كسور سهلة الحدوث

من بين العلامات الرئيسية، خاصة في بعض المناطق مثل الورك والعمود الفقري والمعصم.

على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لمرض هشاشة العظام حتى الآن، إلا أن هناك العديد من الخيارات العلاجية والوقائية المتاحة التي يمكن أن تساعد في إبطاء تطور المرض وتقليل خطر الإصابة بالكسور، مثل:

الأدوية

هناك مجموعة من الأدوية والعلاجات المتاحة التي تساعد على زيادة كثافة العظام؛ وبالتالي تقليل خطر الإصابة بكسور.

التغذية

يلعب النظام الغذائي الصحي دورا مهما في دعم صحة العظام. لذلك، يجب الحرص على تناول نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د.

التمرينات الرياضية

يجب ممارسة بعض التمارين الرياضية لدعم كتلة العظام وقوتها، مثل المشي ورفع الأثقال الخفيفة.

تجنب العادات الضارة

يساعد تجنب العادات الضارة مثل التدخين والإفراط في تناول الكحول، في حماية جسمك وعظامك.

يمكن الوقاية من هشاشة العظام أو تأخير ظهورها من خلال اتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على الكمية الكافية من الكالسيوم وفيتامين د من خلال الغذاء أو المكملات الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي يساهمان بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض.

في الختام، يمكن القول إن هشاشة العظام مرض يمكن الوقاية منه والعلاج، ولكن يتطلب ذلك الاهتمام بصحتك والمتابعة الدورية مع الطبيب. لذا، احرص على تناول غذاء صحي غني بالكالسيوم وفيتامين د، وممارسة الرياضة بانتظام، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. ولا تتردد في استشارة طبيبك إذا كنت تشك في إصابتك بهشاشة العظام، فالعلاج المبكر يزيد من فرص التعافي وتحسين نوعية الحياة.

Related Posts

اترك رد