تعتبر مكملات البروتين عنصرًا أساسيًا في نظام العديد من لاعبي كمال الأجسام والرياضيين، حيث تعتبر مصدرًا سريعًا ومركزًا للبروتين الضروري لبناء وإصلاح العضلات. ولكن، هل هذه المكملات آمنة تمامًا؟ وهل الاستهلاك المفرط لها يمكن أن يؤدي إلى أضرار؟ في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أضرار البروتين على لكمال الأجسام، مع التركيز على الآثار الجانبية المحتملة للإفراط في تناولها.
أضرار مكملات البروتين لكمال الأجسام
فيما يأتي بيان تفصيلي لأضرار المكملات الغذائية لكمال الأجسام:
- احتمالية احتواء مساحيق البروتين على موادّ غير آمنة
تعتبر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مساحيق البروتين ضمن فئة المكملات الغذائية، مما يعني أنها تمنح الشركات المصنعة لهذه المنتجات حرية أكبر في إنتاجها وتسويقها. وبما أن اللوائح التنظيمية على المكملات الغذائية أقل صرامة من تلك المفروضة على الأدوية، فإن المسؤولية عن تقييم سلامة هذه المنتجات ووضع المعلومات الدقيقة على الملصقات تقع بالكامل على عاتق الشركة المصنعة.
هذا الوضع يجعل من الصعب على المستهلك التأكد من أن مسحوق البروتين الذي يشتريه يحتوي بالفعل على المكونات والمقادير المذكورة على العبوة، أو أنه خالٍ من الملوثات أو المواد الضارة التي قد تؤثر على صحته.
- إمكانية التسبّب بمشاكل في الجهاز الهضمي
الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه بروتينات الحليب أو الذين لا يتمتعون بقدرة كافية على هضم سكر اللاكتوز، قد يواجهون مجموعة من الأعراض المزعجة عند تناول مساحيق البروتين المستخلصة من الحليب، مثل الانتفاخ، الغازات، التشنجات المعوية، والإسهال. هذه الأعراض ناتجة عن عدم قدرة الجسم على هضم وتكسير مكونات الحليب بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تهيج الجهاز الهضمي وظهور هذه المشاكل الصحية.
- إمكانية احتوائها على نسبة عالية من السكريات والسعرات الحرارية
تختلف كمية السكر المضافة في مساحيق البروتين بشكل كبير، فبينما تحتوي بعض الأنواع على كميات قليلة نسبيًا، قد يصل محتوى بعض الأنواع الأخرى من السكر المضاف إلى مستويات مرتفعة جدًا تصل إلى 23 جرامًا في كل وجبة. هذا يعني أن الاعتماد على بعض أنواع مساحيق البروتين قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في كمية السكر المتناولة يوميًا، مما يرفع من خطر الإصابة بارتفاع سكر الدم، خاصةً عند تجاوز الحد الأقصى الموصى به من قبل جمعية القلب الأمريكية والذي يبلغ 25 جرامًا للنساء و36 جرامًا للرجال يوميًا.
وبالتالي، فإن اختيار نوع مسحوق البروتين ذو المحتوى المنخفض من السكر المضاف يعد أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الجسم وتجنب الآثار السلبية للسكر الزائد.
أضرار المبالغة في تناول البروتين لكمال الأجسام
يمكن أن يسبّب تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من البروتين على شكل مساحيق بروتينيّة، أو حتى من الطعام وحده العديد من الأضرار، نذكر منها ما يأتي:
- اكتساب الدهون
إنّ إدخال مساحيق البروتين إلى النظام الغذائي يعني إضافة كمية إضافية من السعرات الحرارية إلى إجمالي الاستهلاك اليومي. إذا لم يتم حرق هذه السعرات الزائدة من خلال ممارسة تمارين رياضية مكثفة، مثل رفع الأثقال، والتي تساهم في بناء العضلات، فإن الجسم سيقوم بتخزينها على شكل دهون. بعبارة أخرى، إذا كان الشخص يتناول كمية من البروتين تفوق حاجة جسمه، ولم يقُم بمجهود بدني كافٍ لحرق هذه السعرات الإضافية، فمن المحتمل أن يكتسب وزناً زائداً على شكل دهون بدلاً من بناء عضلات.
عندما يتناول الفرد كمية زائدة من البروتين أكثر مما يحتاجه جسمه، فإنه لا يستطيع تخزين هذا البروتين الزائد على حالته الأصلية. بدلاً من ذلك، يقوم الجسم بتحويل الفائض منه إلى دهون و تخزينه في الجسم، وهو ما لا يرغب فيه الكثيرون، خاصةً أولئك الذين يتناولون مكملات البروتين بهدف بناء العضلات وليس زيادة الوزن.
- زيادة خطر ضعف العظام
عند الإفراط في تناول البروتين، يتولد حمض زائد في الجسم نتيجة لزيادة نسبة الكبريتات والفوسفات الناتجة عن عملية الهضم. في محاولة لاستعادة التوازن الحمضي القلوي الطبيعي، يقوم الجسم بسلسلة من التفاعلات. أولاً، تعمل الكلى على زيادة إفراز الأحماض للتخلص من الحموضة الزائدة. ثانياً، يلجأ الجسم إلى الهيكل العظمي كمخزن للكالسيوم، حيث يتم سحب الكالسيوم من العظام وإطلاقه في الدم لتحييد الحموضة الزائدة.
ونتيجة لذلك، يزداد إفراز الكالسيوم عن طريق الكلى، مما يؤدي إلى نقصان تدريجي في كثافة العظام. هذا النقص في الكالسيوم يضعف بنية العظام ويزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، خاصة لدى الفئات العمرية الأكثر عرضة لهذا المرض، مثل النساء بعد انقطاع الطمث.
- التسبب بضرر للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى
عند اتباع أنظمة غذائية غنية بالبروتين بشكل مفرط، يتعرض الجسم لضغط إضافي، خاصة على الكلى. وذلك لأن البروتين عند هضمه في الجسم ينتج عنه كميات كبيرة من الفضلات النيتروجينية التي تسمى الكيتونات. تتراكم هذه الكيتونات في الدم وتفرز عن طريق الكلى. وبالتالي، فإن زيادة كمية البروتين في النظام الغذائي تؤدي إلى زيادة عبء العمل على الكلى، مما قد يؤدي على المدى الطويل إلى إجهادها وتلفها، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية في الكلى مسبقاً.
إن الإجهاد الناتج عن اتباع نظام غذائي عالي البروتين يمكن أن يشكل تهديداً حقيقياً لصحة الأفراد، خاصة أولئك الذين يعانون من ضعف في وظائف الكلى. فالكلى المسؤولة عن تصفية الفضلات الناتجة عن هضم البروتينات قد تجد صعوبة في التعامل مع الكميات الزائدة، مما قد يؤدي إلى تفاقم حالتها وتدهور وظائفها بشكل أسرع. كما أن الإفراط في تناول البروتين على المدى الطويل قد يرهق الكلى السليمة ويقلل من كفاءتها في أداء وظائفها الحيوية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
- الجفاف
عند الإفراط في تناول البروتين مع نقص في استهلاك الكربوهيدرات، يدخل الجسم في حالة تعرف بفرط الكيتوزية. في هذه الحالة، يقوم الجسم بتحويل الدهون إلى طاقة بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تراكم مركبات كيميائية تسمى الكيتونات في الدم. هذه الكيتونات، إذا زادت نسبتها، تصبح سامة للجسم وتضطر الكلى إلى بذل جهد كبير للتخلص منها عن طريق البول. هذا الإجهاد الكلوي يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل، خاصةً مع التعرق الناتج عن التمارين الرياضية، مما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف ويشكل تهديدًا على صحة الجسم بشكل عام.
لا يقتصر تأثير الجفاف على الجهاز البولي والكلى، بل يتعداه ليصل إلى أعضاء حيوية أخرى مثل القلب، ففي حالاته الشديدة، يمكن أن يؤدي إلى اختلال في وظائف القلب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن من بين الآثار الجانبية الشائعة للجفاف الشعور بالدوخة والخمول والتعب العام، كما قد يلاحظ المصاب رائحة كريهة للفم نتيجة لتغير التوازن الطبيعي للبكتيريا في الفم والجسم بشكل عام.