القائمة إغلاق

أفضل أنواع الخبز لمرضى القولون

يُعد الغذاء السليم حجر الزاوية في إدارة مرض القولون وتخفيف أعراضه المزعجة. فلتجنب تفاقم المشكلة، يتوجب على مرضى القولون اتباع نظام غذائي متوازن بعناية، يتضمن تجنب بعض الأطعمة التي قد تهيج القولون وتزيد من حدة الأعراض.

ومن بين هذه الأطعمة، يأتي الخبز في مقدمة القائمة، حيث لا بد من اختياره بحكمة. فبعض أنواع الخبز، وخاصة المصنوع من الحبوب المكررة والمصنعة، تشكل خطراً داهماً على صحة مرضى القولون، إذ تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون وغيره من الأمراض المزمنة.

فالحبوب المكررة، مثل تلك الموجودة في الخبز الأبيض، تفتقر إلى الألياف الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، وتؤدي إلى ارتفاع سريع في نسبة السكر في الدم، مما يزيد من مقاومة الإنسولين ويرفع من خطر الإصابة بسرطان القولون والكلى. وتعمل الحبوب الكاملة على ما يأتي:

  • منع تلف الحمض النووي.
  • تقمع وتمنع نمو الخلايا السرطانية.
  • تقلل خطر الإصابة بسرطان المعدة والجهاز الهضمي والقولون وغيرها من الأنواع.
  • توفر مضادات الأكسدة التي تعزز الحماية.
  • غنية بالعناصر المفيدة لصحة الجسم.

وتؤكد كاثي جو تولي، أخصائية التغذية في أفيرا ميديكال جروب لأمراض الجهاز الهضمي في سيوكس فولز، على الدور المحوري الذي تلعبه الكربوهيدرات في تغذية أجسامنا وأدمغتنا، فتمامًا كما يشعل الوقود محرك السيارة، تشعل الكربوهيدرات شرارة الطاقة في أجسامنا، مما يمدنا بالقوة اللازمة لممارسة أنشطتنا اليومية.

وتعتبر الحبوب الكاملة، كالقمح الكامل والشعير والأرز البني، من أفضل مصادر الكربوهيدرات المعقدة، فهي غنية بالألياف الغذائية التي تلعب دورًا حيويًا في صحة الجهاز الهضمي.

فالألياف تعمل بمثابة مكنسة طبيعية تنظف الأمعاء، مما يساعد على تنظيم حركة الأمعاء ومنع الإمساك، كما أنها توفر بيئة مثالية لنمو البكتيريا النافعة في القولون، والتي تلعب دورًا هامًا في تعزيز جهاز المناعة وحماية الجسم من الأمراض، بما في ذلك بعض أنواع السرطان.

خبز الشعير

يُعد الشعير من الحبوب الكاملة التي حظيت بتقدير كبير عبر التاريخ لما يتمتع به من قيمة غذائية عالية وفوائد صحية متعددة. فبفضل تركيبته الغنية بالألياف الغذائية، يعمل الشعير على تحسين عملية الهضم وتنظيم حركة الأمعاء، مما يقلل من خطر الإصابة بالإمساك ويحافظ على صحة الجهاز الهضمي.

كما أن محتواه العالي من البروتين والألياف يمنح الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يساعد على التحكم في الوزن والشهية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعير غني بمجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية لصحة الجسم، مثل فيتامينات ب المركب، وخاصة فيتامين ب1 الذي يلعب دورًا حيويًا في إنتاج الطاقة، والمعادن مثل المنغنيز والنحاس والزنك والمغنيسيوم والفسفور، والتي تساهم في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم.

ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يحتوي الشعير أيضًا على مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان. وبفضل هذه الخصائص الفريدة، يُعتبر الشعير عنصرًا غذائيًا مثاليًا لجميع أفراد الأسرة، ويمكن إضافته إلى العديد من الأطباق لتنويع النظام الغذائي وتحسين الصحة العامة.

أمّا بالنسبة للكمية التي يجب تناولها من خبز الشعير، فيعتقد البعض أنّ تناول 0.75 غرام لكل حصة غذائية من ألياف الشعير تُساعد في الوقاية من مرض سرطان القولون، وعلى الرغم من أنّ الشعير آمن إلّا أنّه لا يجب تناوله بكميات مفرطة، حيثُ يُمكن أن يسبب ذلك العديد من الآثار الجانبية مثل:

  • الغازات.
  • الشعور بالامتلاء أو الانتفاخ.
  • يُمكن أن يسبب حساسية لدى البعض.
  • تجنب الشعير لدى الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات في الهضم أو ممن يُعانون من حساسية تجاه الجلوتين.
  • في فترات الحمل يكون آمن بالكميات الاعتيادية في الطعام، لكن لا يُنصح بتناول براعم الشعير بكميات كبيرة في فترة الحمل كونها غير آمنة.
  • لا توجد معلومات كافية حول مدى سلامته للمرضع لذا يجب تجنبه في هذه الفترة.
  • قد يُسبب ردود فعل تحسسية لدى الأشخاص الذين يُعانون من حساسية تجاه أنواع أُخرى من الحبوب مثل الأرز الشوفان الذرة والقمح وغيرها.
  • عن تطبيقه على الجلد يُمكن أن يسبب ردود فعل تحسسية لدى البعض مثل الطفح الجلدي وصعوبة التنفس.

خبز الجاودار

يُعَد خبز الجاودار من الخيارات الغذائية الصحية التي تتميز بقيمتها الغذائية العالية، فهو غني بالألياف الغذائية التي تساهم في تحسين عملية الهضم والشعور بالشبع، كما يحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن التي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الجسم.

علاوة على ذلك، فإن خبز الجاودار يتميز بمؤشر نسبة السكر في الدم المنخفض مقارنة بالأنواع الأخرى من الخبز مثل الخبز الأبيض والقمح، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمرضى السكري والأشخاص الذين يرغبون في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية.

يتميز خبز الجاودار بطعمه المميز وقوامه الكثيف ولونه الداكن الذي يميزه عن الخبز الأبيض والقمح، وهذه الخصائص تجعله إضافة لذيذة ومغذية إلى أي وجبة.

ووفقًا للدراسات، فإن تناول حوالي أربع شرائح من خبز الجاودار يوميًا قد يساهم في الوقاية من سرطان القولون ومشاكله الهضمية الأخرى، وذلك بفضل محتواه العالي من الألياف التي تساعد على تنظيف الأمعاء وحماية الخلايا من التلف. ويساعد خبز الجاودار مرضى القولون من خلال ما يأتي:

  • زيادة إنتاج البراز، مما يخفف من محتويات القولون.
  • تسريع عملية العبور المعوي.
  • زيادة تواتر البراز بالإضافة إلى تغير التمثيل الغذائي البكتيري.

ومع ذلك وعلى الرغم من فوائد خُبز الجاودار الصحية ولمرضى القولون على وجه التحديد، إلّا أنّه لا يجب الإفراط في تناوله، بل يجب المحافظة على تناول الكميات المعتادة والطبيعية لتجنب حدوث بعض الآثار الجانبية لدى البعض مثل:

  • قد يسبب الانتفاخ لدى البعض ممن يُعانون من حساسية تجاه الجلوتين والألياف العالية.
  • غير مناسب للأشخاص الذين يُعانون من الاضطرابات في الهضم وللأشخاص الذين يتبعون نظام خال من الجلوتين.
  • يعمل على منع امتصاص بعض من المعادن كالزنك والحديد نظرًا لاحتوائه على حمض الفيتيك وهو من المواد المضادة للتغذية.
  • يحتوي على إضافات غير صحية، حيثُ يتم إضافة سكر بنسبة عالية لتحسين مذاقه.

خبز الشوفان

يُعد الشوفان من الأطعمة الشاملة التي تزخر بالعديد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم، مما يجعله خيارًا مثاليًا للإدراج في النظام الغذائي المتوازن. فحبوب الشوفان غنية بالألياف الغذائية، خصوصًا النوع القابل للذوبان المعروف بـ”بيتا جلوكان”، والتي تساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الشوفان على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل فيتامين ب المركب، وخاصة الثيامين المسؤول عن تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة، والمغنيسيوم الذي يلعب دورًا حيويًا في تنظيم ضغط الدم ووظائف العضلات، والحديد والزنك اللذين يدعمان جهاز المناعة ويساهمان في نمو الخلايا.

وبفضل هذه القيمة الغذائية العالية، يعتبر خبز الشوفان خيارًا صحيًا وشهيًا، ولكن يجب الانتباه إلى مكونات الخبز والتأكد من خلوه من الإضافات السكرية والدهون المهدرجة التي تلغي فوائده الصحية.

وينصح الخبراء بتناول حوالي 60 جرامًا من الشوفان يوميًا، أي ما يعادل حوالي نصف كوب من رقائق الشوفان، وذلك لتحقيق أقصى استفادة من فوائده الصحية. وللأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، يمكن أن يكون الشوفان جزءًا هامًا من نظامهم الغذائي، حيث تساعد الألياف الموجودة فيه على تنظيم حركة الأمعاء وتخفيف أعراض هذه المتلازمة.

ومع ذلك، ينصح بالبدء بإدخال الشوفان في النظام الغذائي تدريجيًا، وزيادة الكمية تدريجيًا حتى تتأقلم المعدة على هذا الغذاء الغني بالألياف. ومع ذلك يُمكن أن يسبب الشوفان بعض الأضرار مثل:

  • الانتفاخ.
  • الغازات.
  • تجنب الشوفان من قِبل الأشخاص الذين يُعانون من الاضطرابات الهضمية والذي يجب عليهم عدم تناول الجلوتين، حيثُ يُمكن أن يحوي على بعض الجلوتين نتيجة التلوث.
  • تجنب تناول الشوفان ممن يُعانون من مشاكل في المعدة والأمعاء والمريء، حيثُ تسبب هذه المشاكل تأخر في عملية الهضم وتعمل على سد الأمعاء.

خبز القمح الكامل

يُعد خبز القمح الكامل، بفضل تركيبته الغنية بالألياف الغذائية، من أبرز الخيارات الغذائية التي ينصح بها خبراء التغذية لمرضى القولون العصبي وغيره من اضطرابات الجهاز الهضمي.

فالألياف الموجودة في القمح الكامل تعمل كـ”ممسحة” طبيعية للأمعاء، حيث تساعد على تنظيم حركة الأمعاء وتحسين عملية الهضم، مما يخفف من أعراض الإمساك والإسهال والانتفاخ التي يعاني منها الكثير من المصابين بمشاكل القولون. ولا تقتصر فوائد القمح الكامل على مرضى القولون وحسب، بل تمتد لتشمل الوقاية من أمراض مزمنة أخرى.

فقد أظهرت العديد من الدراسات أن تناول 90 جرامًا من خبز القمح الكامل يوميًا، أي ما يعادل حوالي ثلاث حصص، يساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 17%. ويعزى ذلك إلى قدرة الألياف على ربط المواد المسرطنة في الأمعاء وطردها خارج الجسم، بالإضافة إلى دورها في تعزيز صحة البكتيريا النافعة في الأمعاء والتي تلعب دورًا حيويًا في تقوية جهاز المناعة والحفاظ على صحة الجسم بشكل عام.

كما أن القمح الكامل غني بالفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل فيتامينات ب المعقدة والمغنيسيوم والزنك، والتي تساهم في تعزيز الطاقة وتحسين المزاج والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. لذا، فإن إدراج خبز القمح الكامل في النظام الغذائي اليومي يعد خطوة مهمة للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتعزيز الصحة العامة.

ومن المهم تناول خبز القمح الكامل 100% دون إضافات مثل الزيوت النباتية والسكريات للحصول على فوائده.

ويُمكن أن يُعاني البعض من الحساسية عند تناول منتجات الخبز والذي يحوي على الجلوتين؛ الذي يُساعد في نمو عجين الخبز وإضافة ملمسًا رائع، حيثُ يعاني الأشخاص المصابون بحساسية الجلوتين من مرض الاضطرابات الهضمية، والتي تؤدي إلى منع امتصاص بعض العناصر الغذائية المفيدة وإتلاف بطانة الأمعاء، كما يصعب لديهم هضم الجلوتين، ويُمكن أن يُسبب ذلك بعض المشاكل مثل:

  • آلام المعدة.
  • انتفاخ.
  • إسهال.

Related Posts

اترك رد