في خضم زحام الحياة وتحدياتها اليومية، يظل البحث عن السعادة شغفاً لا ينطفئ في قلوبنا. تسعى الكتب عن السعادة لتكون بوصلةً موثوقةً في هذه الرحلة المعقدة، ففي صفحاتها نجد خرائط تفصيلية تسلط الضوء على الدروب التي تؤدي إلى السعادة الحقيقية.
هذه الكتب، بتنوعها وأساليبها، تقدم لنا رؤى عميقة حول طبيعة السعادة وكيفية تحقيقها، سواء أكان ذلك من خلال تطوير الوعي الذاتي، أو بناء علاقات قوية، أو حتى تغيير نمط تفكيرنا وسلوكياتنا. إنها كنز من الحكمة والمعرفة يلهمنا ويوجهنا نحو حياة أكثر إشراقاً ورضىً، حيث نستطيع أن نستمتع بكل لحظة ونعيش حياة مليئة بالمعنى والهدف. في هذا المقال سنرشح لك عدة كتب ستلهمك وتوجهك نحو مسار أكثر إشراقًا وإيجابية.
أفضل كتب تتحدث عن السعادة
في الآتي عرض لمجموعة من الكتب التي تقدم لنا مفاتيح تساعدنا على فهم العوامل المؤثرة على حالتنا النفسية، وتجيب عن سؤال كيف يمكن تعزيز إحساسنا بالرضا والسعادة:
مسالك السعادة
كتاب ‘مسالك السعادة’ الذي أصدرته دار الوطن للنشر، يدعونا الكاتب الفذ حسن صابر حسن سليمان إلى استكشاف الدروب التي تؤدي بنا إلى غاية سامية يتفق عليها الجميع، ألا وهي السعادة. فمهما اختلفت العقائد والمبادئ والأهداف، يبقى السعي وراء السعادة هو المحرك الأساسي للإنسان.
لكن الكثيرين يضلون الطريق في هذه الرحلة الشاقة. يقدم لنا هذا الكتاب بوصلة موثوقة، يرسم لنا خريطة واضحة المعالم، ويُرشدنا إلى طريق السعادة الحقيقية. ففي طيات صفحاته، نجد كنوزًا من الإرشادات والتوجيهات التي إذا ما طبقناها في حياتنا اليومية، وحرصنا على التمسك بها، ستتحول حياتنا من شقاء إلى نعيم، ومن يأس إلى أمل.
سنكتشف أن الحياة أكثر من مجرد وجود، وأن السعادة ليست مجرد حالة عابرة، بل هي أسلوب حياة. فحين نتبع هذه المسالك، سنشعر بطعم الحياة الحقيقي، وسننظر إلى العالم من منظور جديد. إن دافعنا وراء كتابة هذا الكتاب هو إيماننا الراسخ بأن الخير يجلب الخير، وأن الإصلاح هو سبيلنا إلى السعادة. نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم إلى سبيل الرشاد والسعادة.
البحث عن السعادة
في رحلة الإنسان بحثًا عن السعادة، يبرز كتاب “البحث عن السعادة” للشيخ ندا أبو أحمد كمنارة مضيئة. يتناول هذا الكتاب بعمق تلك المفاهيم الخاطئة التي يرتبط بها الكثيرون في تصورهم للسعادة، فنجد البعض يسعى إليها في تراكم الثروات، معتقدًا أن الأموال الطائلة والقصور الفارهة هي مفتاح القلوب السعيدة، بينما يغفلون عن أن السعادة الحقيقية لا تكمن في الكمّ المادي، بل في القناعة والرضا.
وآخرون يرون الشهرة طريقًا مختصرة للسعادة، دون إدراك أن الأضواء الكاشفة قد تخفي وراءها ظلمات من القلق والوحدة. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فكثيرون يربطون سعادتهم بتحقيق الإنجازات الأكاديمية والمهنية، أو بالتقليد الأعمى للثقافات الأخرى، أو حتى بالزواج من شريك مثالي يحققون من خلاله الصورة النمطية للسعادة.
لكن يبقى السؤال المحوري: أين تكمن السعادة الحقيقية؟ وما هي تلك المعايير التي يجب أن نضعها نصب أعيننا للوصول إليها؟ يقدم هذا الكتاب إجابات شافية لهذه التساؤلات، مما يجعله مرجعًا قيمًا لكل من يسعى إلى حياة أكثر سعادة ورضًا.
كتاب السعادة الحقيقية (Authentic Happiness)
في كتابه الذي يقع في 442 صفحة، يستكشف مارتن إي بي سيليجمان مفهوم السعادة بعمق وشمولية. يقسم المؤلف الكتاب إلى ثلاثة أجزاء مترابطة، كل منها يغوص في جانب مختلف من تجربة السعادة. يبدأ سيليجمان بتحديد العناصر الأساسية التي تساهم في الشعور بالسعادة، متناولاً ما يسمى بالعواطف الإيجابية التي تلعب دوراً حيوياً في تحقيق الرضا النفسي.
ينتقل بعد ذلك إلى استكشاف نقاط القوة والفضائل الكامنة في كل فرد، والتي تمثل الركائز التي يمكن البناء عليها لتحقيق حياة سعيدة ومؤثرة. وفي الجزء الأخير من الكتاب، يتوسع المؤلف في بحثه ليشمل المجالات المختلفة التي يمكن تجربة السعادة من خلالها، مثل العلاقات الإنسانية، والعمل، وتربية الأبناء.
يهدف سيليجمان من خلال هذا العمل الرائد إلى تقديم دليل عملي للأفراد الذين يسعون إلى تعزيز جوانب حياتهم الإيجابية وتجاوز التحديات التي قد تواجههم. فبدلاً من التركيز على علاج الأمراض النفسية، يركز الكتاب على بناء حياة أكثر سعادة ورضا، مما يجعله مرجعاً قيماً لكل من يرغب في استكشاف إمكاناتهم الكاملة وتحقيق أقصى قدر من الرفاهية النفسية.
كتاب عادات الدماغ السعيد (Habits Of A Happy Brain)
في كتابها المكون من 238 صفحة، تقدم لوريتا غرازيانو نهجاً عملياً مدته 45 يوماً لتدريب الدماغ على السعادة. تتعمق الكاتبة في فهم آليات عمل الدماغ، وكيف يمكن إعادة برمجة عاداتنا الفكرية لتفعيل المواد الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالسعادة والرضا، مثل السيروتونين والدوبامين والأوكسيتوسين والإندورفين.
من خلال سلسلة من التمارين والأنشطة البسيطة والممتعة، يقدم الكتاب رؤى عميقة حول كيفية عمل هذه المواد الكيميائية وكيف تؤثر على مزاجنا وسلوكنا. كما يرشد القارئ إلى كيفية بناء عادات جديدة وإعادة توجيه مسارات التفكير في الدماغ، مما يساهم في زيادة إنتاج هذه المواد الكيميائية وتعزيز الشعور بالسعادة والإيجابية. وبالتالي، فإن هذا الكتاب هو دليل شامل لأولئك الذين يسعون إلى تحسين صحتهم العقلية وتطوير عادات يومية تساهم في تحقيق حياة أكثر سعادة ورضا.
كتاب التعثر في السعادة (stumbling on happiness)
في كتابه المكون من 263 صفحة، يقدم لنا دانيال جيلبرت رحلة شيقة عبر دهاليز السعادة، بدءًا من تلك الأسئلة التي تداعب أذهاننا جميعًا: لماذا لا أشعر بالسعادة الكاملة؟ هل المال هو مفتاح السعادة الحقيقية؟ وما هو المبلغ الذي يكفيني لأعيش حياة سعيدة؟ بلغة سلسة ومباشرة، يكشف الكاتب عن حقيقة السعادة، وكيف أن أوهامنا النفسية تخدعنا وتشوه رؤيتنا للفرح.
بعد أن يؤكد لنا أن السعادة أمر نسبي يصعب قياسه، يأخذنا في جولة عبر دراسات وتجارب علمية ليخلص إلى استنتاجات مهمة: أولاً، عندما نتخيل أنفسنا في حالة معينة، فإننا نضيف أو نحذف تفاصيل دون وعي، وهذه التفاصيل البسيطة هي التي تشكل سعادتنا في النهاية.
ثانيًا، عندما نتذكر الماضي أو نتخيل المستقبل، فإن صورة الحدث في أذهاننا تكون مشوهة ومشابهة لحالتنا العاطفية الحالية، مما يؤثر على مشاعرنا المتخيلة. وأخيرًا، عندما تحدث الأحداث بالفعل، فإننا ننظر إليها من منظور مختلف تمامًا عما كنا نتوقعه، وهذا التناقض يؤثر على جهازنا المناعي النفسي ويجعلنا أقل قدرة على التكيف مع التغيرات.