القائمة إغلاق

أفضل الوجهات السياحية للعائلات في الأردن

تتمتع الأردن بطيف واسع من المقومات السياحية التي تجمع بين عبق التاريخ وأصالة الطبيعة، مما يجعلها ملاذاً مثالياً للعائلات الباحثة عن رحلات تجمع بين المتعة والمعرفة والاستكشاف. ففي هذا البلد الساحر، تتداخل الحضارات القديمة مع المناظر الطبيعية الخلابة، لتقدم للعائلات تجربة سياحية فريدة لا تُنسى.

من بين كنوزه العديدة، تبرز مدينة البتراء الوردية، تلك المدينة المنحوتة في الصخر والتي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، حيث يمكن للعائلات استكشاف معابدها الضخمة ومدافنها الملكية، والتعرف على قصة الحضارة النبطية التي شيدتها.

ولا يقتصر الأمر على البتراء فحسب، بل تمتد المتعة إلى وادي رم، الصحراء التي تشبه القمر، حيث يمكن للعائلات الاستمتاع بركوب الجمال بين الكثبان الرملية الشاهقة، والتخييم تحت سماء مرصعة بالنجوم، والاستمتاع بوجبات تقليدية حول نار المخيم، لتعيشوا تجربة بدوية أصيلة.

ولا تقتصر رحلة العائلة في الأردن على التاريخ والطبيعة، بل تشمل أيضاً فرصة الاسترخاء على شواطئ البحر الميت، حيث يمكنهم الاستمتاع بطفو أجسامهم على سطح الماء المالح، والاستفادة من خصائصه العلاجية. وبفضل البنية التحتية السياحية المتطورة والخدمات المتنوعة التي تقدمها الأردن، فإنها تضمن للعائلات قضاء عطلة ممتعة ومريحة في قلب التاريخ والطبيعة.

البتراء

البتراء، المدينة الوردية، تحفة معمارية فريدة محفورة في صخور وادي موسى، تعدّ شهادة حية على عظمة الحضارة النبطية التي سيطرت على طرق التجارة القديمة. تقع هذه المدينة الأثرية الساحرة في جنوب الأردن، وقد أدرجت في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كما أنها تحتل مكانة مرموقة ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة.

تأسست البتراء في القرن الرابع قبل الميلاد، وسرعان ما تحولت إلى مركز تجاري مزدهر، بفضل موقعها الاستراتيجي على طريق الحرير، الذي كان يربط بين الشرق والغرب. وقد أظهر الأنباط مهارة فائقة في تكييفهم مع البيئة الصحراوية القاسية، حيث قاموا ببناء نظام معقد من القنوات والأقنية لجمع مياه الأمطار وتخزينها، مما ساهم في ازدهار زراعتهم وحياتهم.

كما تميزوا بفنهم المعماري المذهل، حيث نحتوا في الصخور الوردية معابد وقصور ومقابر بديعة، أبرزها الخزنة الشهيرة التي تعدّ أيقونة البتراء.

في هذه المدينة القديمة، تتجسد عبقرية الإنسان في التناغم مع الطبيعة، حيث اندمجت العمارة النبطية بشكل مثالي مع المناظر الطبيعية الخلابة. فالصخور الوردية التي تحيط بالمدينة تمنحها سحراً خاصاً، وتجعلها تبدو وكأنها مدينة خيالية خرجت من قصص الأساطير. ولا يزال الكثير من أسرار البتراء مخفيًا تحت رمال الصحراء، مما يجعلها هدفًا للباحثين والمهتمين بالتاريخ والحضارات القديمة.

تعتبر البتراء اليوم واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، حيث يأتي إليها الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمالها وروعتها، واكتشاف كنوزها التاريخية والثقافية. ولا شك أن البتراء ستظل على مر العصور شاهدة على عظمة الحضارة النبطية، وإحدى عجائب الدنيا التي تستحق الزيارة والاكتشاف.

محمية ضانا

محمية ضانا، جوهرة الطبيعة في قلب الأردن، تمتد على مساحة شاسعة تتجاوز الثلاثمائة كيلومتر مربع جنوب المملكة، بالقرب من مدينة الطفيلة. تتميز هذه المحمية بتنوع بيئي فريد لا مثيل له، يجمع بين سلاسل جبلية شاهقة، وسهول واسعة، وأودية عميقة تخترقها أنهار موسمية، مما يجعلها لوحة طبيعية خلابة تتغير مع كل موسم.

هذا التنوع التضاريسي قد ساهم في خلق بيئات متنوعة، كل منها تؤوي مجموعة فريدة من النباتات والحيوانات. ففي أعالي الجبال، تزدان المنحدرات بأشجار العرعر والسنديان، بينما تتوزع في السهول والنباتات الصحراوية والشجيرات المعمرة.

وفي أعماق الأودية، تتدفق المياه العذبة لتشكل واحات خضراء تضم نخيلًا وتينًا برّيًا. هذا التنوع البيولوجي الفريد يجعل محمية ضانا موطناً لأكثر من 800 نوع من النباتات، و215 نوعًا من الطيور، و38 نوعًا من الثدييات، من بينها أنواع نادرة مهددة بالانقراض على مستوى العالم مثل الوعل النوبي والنمر العربي.

وتعتبر المحمية ملاذاً آمناً لهذه الأنواع، حيث توفر لها بيئة طبيعية مناسبة للتكاثر والحياة. وليس جمال الطبيعة وحده ما يميز محمية ضانا، بل تمتلك أيضاً تراثاً ثقافياً غنياً. ففي قلب المحمية تقع قرية ضانا التراثية، وهي قرية صغيرة تعكس نمط الحياة التقليدي لسكان المنطقة.

تتميز القرية ببيوتها الحجرية البسيطة وشوارعها الضيقة المرصوفة بالحجارة، والتي تحكي قصة تاريخها العريق. ويمكن للزوار الاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها من خلال الإقامة في هذه القرية، والتعرف على تقاليد وعادات السكان المحليين، وتذوق أطباقهم التقليدية.

وتوفر المحمية العديد من المسارات السياحية التي تناسب جميع الأذواق والقدرات، من مسارات سهلة للمشي لمسافات قصيرة، إلى مسارات طويلة ومناسبة لمحبي المغامرة وتسلق الجبال. ومن أشهر هذه المسارات مسار وادي ضانا، الذي يمر عبر أروع المناظر الطبيعية في المحمية، ويمنح الزوار فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة والاسترخاء بعيداً عن صخب الحياة اليومية.

وبالإضافة إلى قيمتها البيئية والسياحية، تلعب محمية ضانا دوراً هاماً في الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية البيئة. وتعمل إدارة المحمية على تنفيذ العديد من المشاريع البيئية والتنموية، بهدف تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة، وتحسين مستوى معيشة السكان المحليين، وتعزيز دورهم في حماية البيئة.

مغارة برقش (إربد)

تُعتبر مغارة برقش، المعروفة أيضًا بـ”كهف الظهر”، جوهرة الطبيعة الخفية في الأردن، حيث تختبئ في أعماق منطقة برقش بمحافظة إربد شمال المملكة. هذه المغارة الساحرة، التي نحتتها الطبيعة على مر العصور، تعد شاهداً على عظمة الخالق وقدرته على خلق روائع فنية طبيعية.

فبفضل تسرب المياه المعدنية وتفاعلها مع الصخور الجيرية على مدار آلاف السنين، تشكلت في باطن الأرض تحف فنية بديعة من الهوابط والصواعد الكلسية التي تتدلى من السقف أو ترتفع من الأرض بأشكال وأحجام وألوان لا حصر لها، كأنها قصور من البلور تزينت بأبهى الحلي.

تتميز مغارة برقش بطولها الذي يقدر بحوالي 3 كيلومترات، إلا أن الجزء المتاح للزوار يقتصر على جزء صغير منها، وذلك حرصًا على الحفاظ على هذه البيئة الهشة وحماية التكوينات الصخرية الدقيقة من التلف. وما زال الجزء الأكبر من المغارة يكتنف الغموض، مما يثير فضول المستكشفين ويدعوهم إلى المزيد من الاكتشاف.

تتنوع ألوان الصواعد والهوابط داخل المغارة بشكل مذهل، فنجدها تتراوح بين الأبيض الناصع الذي يعكس نور المصابيح ليضفي على المكان سطوعًا خاصًا، والأصفر الذهبي الذي يشبه قطرات العسل المتجمدة، والبرتقالي الذي يذكرنا بألوان الغروب، والبني الداكن الذي يعكس عمق الأرض. هذه الألوان المتناغمة تخلق لوحات فنية طبيعية خلابة، تجعل الزائر يشعر وكأنه يسير في متحف مفتوح يضم أروع التحف الفنية.

وتتميز مغارة برقش بجوها المعتدل طوال العام، حيث تسود فيها برودة لطيفة على مدار السنة، مما يجعلها ملاذًا منعشًا للهروب من حرارة الصيف. وتعتبر هذه المغارة وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمغامرة، حيث يمكنهم الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة والاسترخاء في أجواء هادئة وساحرة.

البحر الميت

يعتبر البحر الميت، ذلك العجب الطبيعي الذي يقع في أدنى نقطة على وجه الأرض، جوهرة السياحة في الأردن. يتمركز هذا البحر الفريد في وادي الأردن، محاطًا بالجبال الشاهقة، ويشترك في حدوده مع فلسطين. تشتهر مياهه بمستوى ملوحتها العالي الذي يفوق ملوحة مياه المحيطات بعشرة أضعاف، مما يجعله بيئة فريدة من نوعها لا مثيل لها في العالم.

هذه الملوحة الشديدة هي التي تمنح البحر الميت خصائصه العلاجية المعروفة، حيث تحتوي مياهه وطينه على تركيز عالٍ من المعادن والأملاح مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم، والتي تلعب دورًا حيويًا في علاج العديد من الأمراض الجلدية وتحسين صحة البشرة.

ومن أبرز ما يميز البحر الميت، قدرة الزوار على الطفو بسهولة على سطح مياهه دون الحاجة إلى بذل أي جهد، وذلك بفضل كثافة المياه العالية. هذه التجربة الفريدة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، حيث يستطيعون الاسترخاء والطفو في المياه الدافئة، والاستمتاع بمنظر الجبال المحيطة بهم.

بالإضافة إلى ذلك، يتميز البحر الميت بطقس دافئ وجاف على مدار العام، مما يجعله وجهة مثالية للسياحة طوال فصول السنة. فموقع البحر المنخفض يحميه من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يوفر بيئة آمنة للاستمتاع بأشعة الشمس والاسترخاء على الشاطئ.

وبفضل هذه المميزات الفريدة، أصبح البحر الميت مقصدًا سياحيًا عالميًا، حيث يأتي الزوار للاستمتاع بجمال الطبيعة، وتجربة الطفو الفريد، والاستفادة من الخصائص العلاجية لمياهه وطينه، مما يجعله واحدًا من أهم الوجهات السياحية في المنطقة.

Related Posts

اترك رد