رحل عن عالمنا جسدًا، لكن كلماته لا تزال تضيء دروبنا وتهدي قلوبنا. الشيخ محمد متولي الشعراوي، العلامة الجليل الذي وهب حياته لتفسير كلام الله بأسلوب عذب وقريب إلى الفهم، ترك لنا إرثًا عظيمًا من الأقوال الحكيمة والدرر القيّمة. في هذا المقال، نستعرض باقة مُختارة من كلماته النيّرة التي تتناول جوانب الإيمان، وفهم القرآن، وحقيقة الدنيا والآخرة، لتكون لنا نبراسًا يُنير بصيرتنا ويقوّي يقيننا.
1. قوة الإيمان الباطنة: رؤية القلب أصدق من البصر
يأخذنا الشيخ الشعراوي في رحلة إلى أعماق الإيمان، مؤكدًا على قوة البصيرة القلبية التي تتجاوز حدود الرؤية الحسية. يقول: “ترى بإيمانك ما تعجز عينك عن أن تراه.. هذه هي الرؤية الإيمانية، وهي أصدق من رؤية العين.. لأن العين قد تخدع صاحبها ولكن القلب المؤمن لا يخدع صاحبه أبداً.”
في هذه الكلمات، يوضح لنا أن الإيمان يمنحنا قدرة فريدة على إدراك الحقائق التي قد تغيب عن أعيننا المجردة. إنها بصيرة تنبع من اليقين بالله والثقة في وعده، تجعل المؤمن يرى الأمور بمنظور أعمق وأكثر شمولية، محذرًا من الانخداع بظواهر الدنيا الزائلة.
2. حقيقة الدنيا الفانية: العبادة غاية الوجود الإنساني
في معرض حديثه عن قيمة الحياة الدنيا، يقارن الشيخ الشعراوي بين حال من يغرق في ملذاتها وينسى الغاية الحقيقية من وجوده، وبين الأنعام التي تؤدي وظيفتها بفطرتها. يقول: “بيّن الحق سبحانه وتعالى أن الذين يلتفتون إلى الدنيا وحدها، هم كالأنعام التي تأكل وتشرب، بل إن الأنعام أفضل منهم، لأن الأنعام تقوم بمهمتها في الحياة، بينما هم لا يقومون بمهمة العبادة.”
هنا، يوجه الشيخ رسالة واضحة بأن الغاية الأساسية من خلق الإنسان هي عبادة الله وطاعته، وأن الانشغال بالدنيا وحدها وتجاهل هذه الغاية يجعله أدنى حتى من الأنعام التي تسير وفق مراد الله بفطرتها.
3. القرآن الكريم: نور الهداية الشامل والمهيمن
يُجلّ الشيخ الشعراوي قدر القرآن الكريم ومكانته السامية بين الكتب السماوية، مؤكدًا على وحدانية الرسالة الإلهية وكمال هذا الكتاب العظيم. يقول: “الكتاب نزل ليؤكد لنا، أن الله واحد أحد، لا شريك له، وأن القرآن يشتمل على كل ما تضمنته الشرائع السماوية من توراة وإنجيل، وغيرها من الكتب، فالقرآن نزل ليفرق بين الحق الذي جاءت به الكتب السابقة، وبين الباطل الذي أضافه أولئك الذي ائتمنوا عليها.”
في هذه الكلمات، يبيّن الشيخ أن القرآن هو خلاصة الرسالات السماوية، نزل ليؤكد على التوحيد الخالص ويصحح ما طرأ على الكتب السابقة من تحريف، فهو الميزان الحق الذي نفرق به بين الصواب والخطأ.
4. إدراكات النفس الخفية: حواس لا يحيط بها إلا الخالق
يتطرق الشيخ الشعراوي إلى طبيعة النفس البشرية المعقدة، مشيرًا إلى وجود ملكات وإدراكات خفية لا يدركها الإنسان تمام الإدراك. يقول: “هناك ملكات في النفس وهي الحواس الظاهرة.. وهناك إدراكات في النفس.. وهي حواس لا يعلمها إلا خالقها.”
في هذا القول، يفتح لنا الشيخ نافذة على عوالم داخلية أعمق من مجرد الحواس الخمس المعروفة، مؤكدًا على أن النفس الإنسانية تحمل أبعادًا وإمكانيات لا يحيط بها علمنا الكامل، وأن الخالق وحده هو العالم بأسرارها وخفاياها.
5. مسؤولية التبليغ: الأمة شريكة الرسول في إيصال الهداية
يُلقي الشيخ الشعراوي الضوء على مسؤولية الأمة الإسلامية في حمل رسالة القرآن وتبليغها للناس، مقتديةً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. يقول: “كل خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، يتضمن خطابا لأمته جميعاً، فالرسول صلى الله عليه وسلم كلف بأن يبلغ الكتاب للناس، ونحن مكلفون بأن نتبع المنهج نفسه ونبلغ ما جاء في القرآن للناس حتى يكون الحساب عدلا، وأنهم قد بلغوا منهج الله، ثم كفروا به أو تركوه.”
هنا، يوضح الشيخ أن مهمة التبليغ ليست قاصرة على الرسول صلى الله عليه وسلم وحده، بل هي مسؤولية ملقاة على عاتق كل مسلم، لإيصال نور القرآن وهدايته إلى العالمين، وإقامة الحجة على الناس يوم القيامة.
6. إعجاز القرآن الخالد: دليل الحق الذي لا يأتيه الباطل
يؤكد الشيخ الشعراوي على إعجاز القرآن الكريم وتفرده الذي يتحدى قدرات البشر على الإتيان بمثله. يقول: “كلما تأملنا في القرآن وفي أسلوبه، وجدنا أنه بحق لا ريب فيه، لأنه لا أحد يستطيع أن يأتي بآية، فما بالك بالقرآن. فهذا الكتاب ارتفع فوق كل الكتب، وفوق مدارك البشر، يوضح آيات الكون، وآيات المنهج، وله في كل عصر معجزات.”
في هذه الكلمات، يبيّن الشيخ أن القرآن ليس مجرد كتاب، بل هو معجزة إلهية خالدة، يتجلى إعجازه في أسلوبه وبلاغته ومعانيه العميقة، ويظل شاهدًا على الحق في كل زمان ومكان.
7. شمولية القرآن: دستور السماء الخالد
يُبرز الشيخ الشعراوي شمولية القرآن الكريم واحتواءه على جميع الأحكام والهدايات التي تحتاجها البشرية منذ بدء الرسالات وحتى قيام الساعة. يقول: “القرآن هو الكتاب الجامع لكل أحكام السماء، منذ بداية الرسالات حتى يوم القيامة.”
في هذا القول، يؤكد الشيخ على أن القرآن ليس كتابًا تاريخيًا أو محصورًا بزمان معين، بل هو دستور إلهي شامل، يتضمن المبادئ والقيم والأحكام التي تنظم حياة الأفراد والمجتمعات في كل عصر.
8. التسليم بالإيمان: حكمة الله فوق إدراك البشر
يتناول الشيخ الشعراوي قضية التسليم لحكم الله حتى وإن لم ندرك حكمته الظاهرة، خاصة في الأمور التعبدية. يقول: “في الإيمان هناك ما يمكن فهمه وما لا يمكن فهمه… فتحريم أكل لحم الخنزير أو شرب الخمر لا ننتظر حتى نعرف حكمته لنمتنع عنه، ولكننا نمتنع عنه بإيمان أنه ما دام الله قد حرمه فقد أصبح حراماً.” هنا، يعلمنا الشيخ قيمة التسليم المطلق لأوامر الله ونواهيه، مؤكدًا على أن إيماننا بأن الله حكيم وعليم يكفينا للامتثال لأوامره حتى وإن لم تتضح لنا الحكمة الكامنة وراءها.
9. عظمة معاني القرآن: بحر لا يدرك غوره الفهم البشري
يؤكد الشيخ الشعراوي على عظمة معاني القرآن الكريم التي تتجاوز حدود الفهم البشري الكامل. يقول: “لا يستطيع فهم بشري أن يصل إلى منتهى معاني القرآن الكريم، إنما يتقرب منها، لأن كلام الله صفة من صفاته، وصفة فيها كمال بلا نهاية.” في هذه الكلمات، يوضح الشيخ أن القرآن ليس مجرد كلمات، بل هو كلام الله الذي يحمل صفات الكمال المطلق، وبالتالي فإن معانيه لا يمكن أن يحيط بها العقل البشري إحاطة كاملة، بل نسعى دائمًا للتقرب منها وفهم جوانب منها.
10. الضال والمضل: الفرق بين الانحراف والإغواء
يختتم الشيخ الشعراوي هذه المجموعة من الأقوال بتوضيح الفرق بين من ينحرف عن طريق الحق وبين من يسعى لإضلال الآخرين. يقول: “الضال هو من تاه في الدنيا فأصبح ولياً للشيطان وابتعد عن طريق الله المستقيم.. أما المُضل فهو من لم يكتف بأنه ابتعد عن منهج الله وسار في الحياة على غير هدى.. بل يحاول أن يأخذ غيره إلى الضلالة.. يغري الناس بالكفر وعدم اتباع المنهج والبعد عن طريق الله.”
هنا، يبيّن الشيخ أن الضلال هو انحراف فردي، أما الإضلال فهو تجاوز ذلك إلى محاولة جر الآخرين إلى نفس طريق الضياع، مما يجعل المسؤولية أعظم والإثم أكبر.
كلام على لسان الشعراوي
- “الاستعانة بالله سبحانه وتعالى تخرجك عن ذل الدنيا فأنت حين تستعين بغير الله فإنك تستعين ببشر مهما بلغ نفوذه وقوته فكلها في حدود بشريته.. ولأننا نعيش في عالم أغيار فإن القوى يمكن أن يصبح ضعيفاً.. وصاحب النفوذ يمكن أن يصبح في لحظة واحدة طريداً شريداً لا نفوذ له.. ولو لم يحدث هذا. فقد يموت ذلك الذي تستعين به فلا تجد أحداً يعينك.”
- “مُهِمة هذا الكتاب – القرآن الكريم – هي أن يخرج الناس من ظلمات الجهل والكفر والشرك إلى نور الإيمان، لأن كل كافر مشرك تحيط به ظلمات، يرى الآيات فلا يبصرها، ويعرف أن هناك حسابا وآخرة ولكنه ينكرهما، ولا يرى إلا الحياة الدنيا القصيرة غير المأمونة في كل شيء، في العمر والرزق والمتعة، ولو تطلع إلى نور الإيمان، لرأى الآخرة وما فيها من نعيم أبدي ولَعَمِلَ من أجلها، ولكن لأنه تحيط به الظلمات لا يرى.. والطريقُ لأن يرى هو هذا الكتاب، لأنه يخرج الناس إذا قرأوه من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الحقيقة واليقين.”
- “كل واحد من العاصين يأتي يوم القيامة يحمل ذنوبه.. إلا المُضِل فإنه يحمل ذنوبه وذنوب من أضلهم.”
- “منطقة الاختيار في حياتي محددة.. لا أستطيع أن أتحكم في يوم مولدي.. ولا فيمن هو أبي ومن هي أمي.. ولا في شكلي هل أنا طويل أم قصير؟ جميل أم قبيح أو غير ذلك. إذن فمنطقة الاختيار في الحياة هي المنهج أن أفعل أو لا أفعل.”
- “عطاء الله سبحانه وتعالى وحِكمته فوق قدرة فهم البشر، ولو أراد الإنسان أن يحوم بفكره وخواطره حول معاني هذه الحروف – أوائل السور – لوجد فيها كل يوم شيئاً جديداً، لقد خاض العلماء في البحث كثيراً، وكل عالم أخذ منها على قدر صفائه، ولا يدعي أحد العلماء أن ذلك هو الحق المراد من هذه الحروف، بل كل منهم يقول والله أعلم بمراده.”
- “لو لَم يوجد يوم للحساب، لنجا الذي ملأ الدنيا شروراً دون أن يجازى على ما فعل.. ولكان الذي التزم بالتكليف والعبادة وحرم نفسه من متع دنيوية كثيرة إرضاء لله قد شقي في الحياة الدنيا.”
مقولات عن الشعراوي
1. أمية الرسول صلى الله عليه وسلم
يُزيل الشيخ الشعراوي أي لبس حول أمية النبي صلى الله عليه وسلم، محولًا ما قد يراه البعض نقصًا إلى دليل على عظمة الاصطفاء الإلهي. يقول: “إياك أن تظن أن الأمية عَيْب في رسول الله، فإنْ كانت عيباً في غيره، فهي فيه شرف؛ لأن معنى أمي يعني على فطرته كما ولدتْه أمه، لم يتعلم شيئاً من أحد، وكذلك رسول الله لم يتعلَّم من الخَلْق، إنما تعلم من الخالق فعلَتْ مرتبةُ علمه عن الخَلْق.”
2. خطورة رد أمر الله
يُحذر الشيخ الشعراوي بشدة من الاعتراض على أوامر الله أو التشكيك في حكمته. يقول: “إياك أن ترد الأمر على الله سبحانه وتعالى !! فإذا كنت لا تصلي، فلا تقل وما فائدة الصلاة، وإذا لم تكن تزكي، فلا تقل تشريع الزكاة ظلم للقادرين، وإذا كنت لا تطبق شرع الله، فلا تقل أن هذه الشريعة لم تعد تناسب العصر الحديث، فإنك بذلك تكون قد كفرت والعياذ بالله! ولكن قل يا ربي إن فرض الصلاة حق، وفرض الزكاة حق وتطبيق الشريعة حق، ولكنني لا أقدر على نفسي فارحم ضعفي يا رب العالمين، إن فعلت ذلك، تكن عاصيا فقط.”
3. عزة لقاء الله
يُبين الشيخ الشعراوي عظمة فضل الله على المؤمنين في إتاحة الفرصة للقائه في أي وقت شاءوا. يقول: “ويكفيك عِــزّاً وكرامة أنك إذا أردت مقابلة سيدك أن يكون الأمر بيدك .. فما عليك إلا أن تتوضأ وتنوي المقابلة قائلا: الله أكبــر….. فتكون في معية الله عز وجل في لقاء تحدد أنت مكانه وموعده ومدته.. وتختار أنت موضوع المقابلة.. وتظل في حضرة ربك إلى أن تنهي المقابلة متى أردت..! فما بالك لو حاولت لقاء عظيم من عظماء الدنيا؟! وكم أنت ملاقٍ من المشقة والعنت؟! وكم دونه من الحُجّاب والحراس؟! ثم بعد ذلك ليس لك أن تختار لا الزمان والمكان ولا الموضوع ولا غيره..!”
4. قيم الحياة في القرآن
يُؤكد الشيخ الشعراوي على أن القرآن الكريم يمنحنا القيم الحقيقية للحياة، والتي بدونها تفقد الدنيا معناها الحقيقي. يقول: “القرآن يعطينا قيم الحياة، التي بدونها تصبح الدنيا كلها لا قيمة لها، لأن الدنيا امتحان أو اختبار لحياة قادمة في الآخرة، فإذا لم تأخذها بمهمتها في أنها الطريق الذي يوصلك إلى الجنة، أهدرت قيمتها تماماً ولم تعد الدنيا تعطيك شيئاً إلا العذاب في الآخرة.”
5. حقيقة الرزق
يُبين الشيخ الشعراوي المفهوم الحقيقي للرزق بأنه ما ينتفع به الإنسان لا مجرد ما يملكه. يقول: “الرزق هو ما ينتفع به، وليس هو ما تحصل عليه، فقد تربح مالاً وافراً ولكنك لا تنفقه ولا تستفيد منه فلا يكون هذا رزقك ولكنه رزق غيرك، وأنت تظل حارساً عليه، لا تنفق منه قرشاً واحداً، حتى توصله إلى صاحبه، قال عليه الصلاة والسلام: يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيتن ولبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت.”
أشهر كلام الشيخ الشعراوي
- “المؤمن لا يطلب الدنيا أبداً.. لماذا؟.. لأن الحياة الحقيقية للإنسان في الآخرة. فيها الحياة الأبدية والنعيم الذي لا يفارقك ولا تفارقه. فالمؤمن لا يطلب مثلاً أن يرزقه الله مالاً كثيراً ولا أن يمتلك عمارة مثلاً.. لأنه يعلم أن كل هذا وقتي وزائلة.. ولكنه يطلب ما ينجيه من النار ويوصله إلى الجنة.”
- “قمة الغيب هي الإيمان بالله سبحانه وتعالى.. والإيمان بملائكته وكتبه ورسله والإيمان باليوم الآخر.. كل هذه أمور غيبية، وحينما يُخبرنا الله تبارك وتعالى عن ملائكته ونحن لا نراهم.. نقول ما دام الله قد أخبرنا بهم فنحن نؤمن بوجودهم.. وإذا أخبرنا الحق سبحانه وتعالى عن اليوم الآخر.. فما دام الله قد أخبرنا فنحن نؤمن باليوم الآخر.. لأن الذي أخبرنا به هو الله جل جلاله.”
- “الإنسان حينما يؤمن، لا بد أن يأخذ كل قضاياه برؤية إيمانية.. حتى إذا قرأ آية عن الجنة فكأنه يرى أهل الجنة وهم ينعمون.. وإذا قرأ آية عن أهل النار اقشعرّ بدنه.. وكأنه يرى أهل النار وهم يعذبون.”
- “الهدى يتطلب هادياً ومهدياً، وغاية تريد أن تحققه. فإذا لم يكن هناك غاية أو هدف فلا معنى لوجود الهدى لأنك لا تريد أن تصل إلى شيء.. وبالتالي لا تريد من أحد أن يدلك على طريق.. إذن لا بُد أن نوجد الغاية أولاً ثم نبحث عمن يوصلنا إليها.”
- “الغيب هو ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، والرسل لا يعلمون الغيب.. ولكن الله سبحانه وتعالى يعلّمهم بما يشاء من الغيب ويكون هذا معجزة لهم ولمن اتبعوهم.”
- “لا توجد ألفاظ في لغة البشر تعبر عن النعيم الذي سيعيشه أهل الجنة لأنه لم تره عين ولم تسمع به أذن ولا خطر على القلب.. ولذلك فإن كل ما نقرؤه في القرآن الكريم يقرب لنا الصورة فقط.”
- “إن الدين كله بكل طاعاته وكل منهجه قائم على أن هناك حساباً في الآخرة.. وأن هناك يوما نقف فيه جميعاً أمام الله سبحانه وتعالى.. ليحاسب المخطئ ويثيب الطائع.. هذا هو الحكم في كل تصرفاتنا الإيمانية.. فلو لم يكن هناك يوم نحاسب فيه.. فلماذا نصلي؟.. ولماذا نصوم؟.. ولماذا نتصدق؟.”
- “القرآن الكريم كتاب يبصرنا بقضية القمة في العقيدة وهي أنه لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، وهو بهذا يخرج الناس من الظلمات إلى النور.”
- “إذا أردت أن تحقق سعادة في حياتك، وأن تعيش آمنا مطمئنا.. فخذ الهدف عن الله، وخذ الطريق عن الله. فإن ذلك ينجيك من قلق متغيرات الحياة التي تتغير وتتبدل. والله قد حدد لخلقه ولكل ما في كونه أقصر طريق لبلوغ الكون سعادته. والذين لا يأخذون هذا الطريق يتعبون أنفسهم ويتعبون مجتمعهم ولا يحققون شيئا. إذن فالهدف يحققه الله لك، والطريق يبينه الله لك.. وما عليك إلا أن تجعل مراداتك في الحياة خاضعة لما يريده الله.”
ختاما
تبقى أقوال الشيخ محمد متولي الشعراوي منارات تضيء لنا دروب الحياة، وتذكرنا بالحقائق الكبرى للإيمان والوجود. إنها كلمات نابعة من قلب مؤمن وعقل مستنير، تحمل في طياتها الحكمة والعبرة والهداية. فلنجعل هذه القبسات النورانية نبراسًا لنا في فهم ديننا وتزكية نفوسنا والسير على طريق الحق المستقيم.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.