تُعتبر اليونان، وعاصمتها أثينا، دولة أوروبية جنوب شرقًا تقع في شبه جزيرة البلقان، وتمتد مساحتها الإجمالية، شاملةً الجزر المتناثرة في بحارها، إلى حوالي 131 ألف كيلومتر مربع، ويقطنها ما يُقارب 11 مليون نسمة، ويتعامل سكانها باليورو كعملة رسمية.
تتميز اليونان بموقعها الجغرافي الفريد حيث تُحاط بالبحار من ثلاث جهات، ما يجعل قطاعي النقل البحري والسياحة من أهم مصادر الدخل القومي. يعود تاريخ اليونان إلى حقبة موغلة في القدم، تحديدًا إلى 3000 عام قبل الميلاد، وقد شهدت البلاد فترات تاريخية هامة، منها الفترة الهلنستية التي بدأت مع غزو الإسكندر الأكبر، ثم تعاقبت عليها الإمبراطوريتان الرومانية والبيزنطية.
نالت اليونان استقلالها في القرن الخامس عشر، وتحديدًا عام 1830، ويُشار إلى أن الفترة المعروفة باليونان القديمة قد أنجبت العديد من الرواد والمفكرين في مجالات الفلسفة والتاريخ والفن والرياضيات والأدب، الذين أثروا الحضارة الإنسانية بإسهاماتهم القيّمة.
وتزخر اليونان بالعديد من المعالم السياحية الجذابة، من مناظر طبيعية خلابة وشواطئ رملية بيضاء ساحرة، فضلًا عن الآثار التاريخية التي تشهد على عظمة حضارتها القديمة، ما يجعلها وجهة سياحية مفضلة للعديد من الزوار من مختلف أنحاء العالم، الباحثين عن الاستمتاع بجمال الطبيعة واستكشاف عبق التاريخ.
أفضل الأنشطة السياحية في اليونان
استكشاف تاريخ أثينا
تُعتبر مدينة أثينا، عاصمة اليونان وأكبر مدنها، وجهة سياحية عالمية مرموقة، حيث يعود اسمها إلى الإلهة أثينا، وتتميز بموقعها الاستراتيجي في سهول أتيكا الوسطى. يتربع على رأس قائمة المعالم السياحية في أثينا واليونان بأكملها، معلم أكروبوليس أثينا (Acropolis of Athens) الشهير، الذي يُعدّ جوهرة التراث الإنساني ورمزًا للحضارة الإغريقية العريقة.
يكاد لا يكتمل أي برنامج سياحي إلى اليونان دون تخصيص وقت لزيارة هذا الموقع الأثري الاستثنائي. يتميز الأكروبوليس بموقعه المرتفع في قلب مدينة أثينا، حيث يشمخ على ارتفاع يناهز 152 مترًا فوق سطح البحر، ويتمثل في جبل صخري شامخ، احتضنت قمته عبر العصور مجموعة من المعابد المهيبة التي خُصّصت لعبادة آلهة اليونان القديمة.
من بين هذه المعابد، يبرز معبد البارثنون (Parthenon) كأيقونة معمارية فريدة، لا يُعتبر فقط تحفة فنية من بين معابد اليونان، بل يُصنّف أيضًا كأحد أبرز المعالم الأثرية في العالم القديم، شاهدًا على عظمة الحضارة الإغريقية وتأثيرها الخالد على تاريخ البشرية.
انظر إلى ميدان سينتاجما
يُعتبر ميدان سينتاجما القلب النابض لأثينا ورمزًا بارزًا في تاريخ المدينة الحديث، حيث يُشكّل هذا الميدان، الذي شهد على مرّ العصور انتفاضات ومظاهرات مفصلية، مركزًا حيويًا للتجمعات والفعاليات الشعبية في أثينا. يتوسط الميدان مبنى البرلمان اليوناني، الذي يُعدّ من أبرز المعالم التاريخية في المدينة، ممّا يُضفي على ساحة سينتاجما أهمية سياحية بالغة، حيث يقصدها الزوار من كل حدب وصوب.
ومن بين الأنشطة السياحية الموصى بها بشدة في اليونان، وتحديدًا في ميدان سينتاجما، مشاهدة مراسم تبديل الحرس التي يؤديها جنود “الإفزون” أمام نصب الجندي المجهول المُلاصق لمبنى البرلمان، وهي فرصة فريدة لالتقاط صور تذكارية مع هؤلاء الجنود بزيّهم التقليدي المُميز. وبعد الانتهاء من استكشاف ميدان سينتاجما، يُمكن للزوّار الاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة الخلابة في منتزه المدينة الذي يقع بجوار مبنى البرلمان مُباشرةً، حيث يُوفّر ملاذًا هادئًا وسط صخب المدينة.
غروب الشمس في سانتوريني
تُعتبر جزيرة سانتوريني اليونانية وجهةً سياحيةً عالميةً شهيرة، حيث يتدفق عليها آلاف الزوار سنويًا من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بأجوائها الفريدة ومناظرها الطبيعية الخلابة، وعلى رأسها تجربة مشاهدة غروب الشمس الساحر الذي يُعدّ من أبرز معالم الجذب السياحي في الجزيرة. وتشتهر تحديدًا قرية “أويا” الواقعة على الطرف الشمالي الغربي من الجزيرة كأفضل بقعة لمشاهدة هذا المنظر المهيب، حيث تتناغم ألوان السماء البرتقالية والوردية مع زرقة البحر وصفاء الأجواء، لترسم لوحة فنية طبيعية تأسر القلوب.
وللاستمتاع بتجربة مشاهدة غروب الشمس في أويا، تتعدد الخيارات المتاحة للزوار، حيث يُمكنهم اختيار الموقع الأمثل الذي يُناسبهم، سواءً كان ذلك من على شواطئ القرية الرملية الهادئة، أو على متن يخت فاخر ينطلق في رحلة بحرية ساحرة في مياه بحر إيجه، أو حتى على متن مركب تقليدي ينضم إلى جولة بحرية منظمة، مما يُتيح لهم الاستمتاع بتجربة لا تُنسى تُخلد في الذاكرة.
اكتشف الحياة الملونة في موناستيراكي وبلاكا
تُعتبر منطقتا موناستيراكي وبلاكا في قلب أثينا وجهتين ساحرتين تنبضان بالحياة والتاريخ، حيث تجتمع فيهما سحر الأزقة القديمة مع حيوية الأسواق والفعاليات الثقافية. ننصحك بشدة بزيارة هاتين المنطقتين اللتين تُعدّان من أبرز معالم الجذب السياحي في أثينا، حيث تتميزان بموقعهما المركزي على بُعد 10 دقائق سيرًا على الأقدام من وسط المدينة، ما يجعلهما وجهة مثالية لاستكشاف معالم المدينة بسهولة. تُشتهر موناستيراكي وبلاكا بمبانيها التاريخية العريقة التي تفوح منها رائحة الماضي، وبمتاجر الهدايا التذكارية المحلية التي تعرض منتجات يونانية تقليدية فريدة، ما يجعلهما مكانًا مثاليًا لشراء تذكارات مميزة للأهل والأصدقاء.
كما تُعتبر المطاعم والحانات اليونانية التقليدية المنتشرة في ساحات وشوارع موناستيراكي وبلاكا المزدحمة والحيوية قلبَ الحياة الاجتماعية في هاتين المنطقتين، حيث يمكنك الاستمتاع بأشهى الأطباق من المطبخ اليوناني الأصيل، وقضاء أمسيات ممتعة مع عروض الموسيقى الحية التي تُقام في كلّ زاوية تقريبًا، بالإضافة إلى التقاط صور رائعة للشوارع الملونة التي تصطف على جانبيها المنازل ذات النوافذ الكبيرة، ما يُضفي على المكان سحرًا خاصًا يستحق التسجيل والتوثيق. باختصار، تُقدّم موناستيراكي وبلاكا تجربة غنية تجمع بين التاريخ والثقافة والتسوق والترفيه، ما يجعلهما وجهة لا تُنسى في رحلتك إلى أثينا.
فينيسيا في قلب ميكونوس
تُعتبر جزيرة ميكونوس اليونانية وجهة سياحية مثالية في اليونان، تجمع بين صخب الحياة الليلية وأجواء الترفيه الممتعة، ما يجعلها من بين الجزر الأكثر زيارة وشهرةً في اليونان، حيث تجذب محبي الأجواء الحيوية والباحثين عن قضاء أوقات ممتعة. وفي المقابل، إذا كنت تبحث عن ملاذ هادئ ورومانسي، فإن حي “فينيسيا الصغيرة” أو “ليتل فينيس” كما يُطلق عليها محلياً، يُعدّ خياراً ساحراً لا يُضاهى.
يُصنف هذا الحي كواحد من أبرز المعالم الرومانسية في اليونان، حيث تتناغم المنازل الأثرية البيضاء التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر مع زرقة بحر إيجه في مشهد خلاب يأسر القلوب. عند وصولك إلى هذا الحي الساحر، ستشعر بجاذبية خاصة تأخذك في رحلة عبر الزمن، خصوصاً خلال لحظات غروب الشمس الساحرة التي تُضفي على المكان رونقاً لا يُنسى.
بعد ذلك، يمكنك الاستمتاع بالتنزه على طول الواجهة البحرية واستكشاف المقاهي والمحلات التجارية الصغيرة والمعارض الفنية المنتشرة في أرجاء الحي، مما يجعله وجهة مثالية تجمع بين التاريخ والجمال الطبيعي والتجربة الثقافية الفريدة.
تعرف على المطبخ اليوناني
انغمس في عالم المطبخ اليوناني العريق، الذي يُعدّ جوهر المطبخ المتوسطي والبلقاني، حيث تتألق موائد الطعام بأشهى الأطباق التي لا تُنسى. استمتع بتشكيلة واسعة من السلطات المنعشة، وتذوّق أطباق اللحوم الشهية مثل السوفلاكي والجيروس والمسقعة، بالإضافة إلى الدولمادس والحمص والبوريك وغيرها الكثير من المأكولات التقليدية التي تُقدم في المطاعم والحانات المنتشرة في أرجاء مدينة أثينا.
يُعتبر زيت الزيتون المُنتج محلياً والأطباق المُحضّرة من الأعشاب الطازجة من المكونات الأساسية في المطبخ اليوناني، كما تُعدّ المأكولات البحرية الطازجة، بتنوعها وغناها، خياراً مثالياً للزوّار. ولاكتشاف أسرار المطبخ اليوناني، ننصحك بزيارة المطاعم الساحلية التي تُقدم أطباقاً شهية مثل مُقبّلات الكوسا والباذنجان والكالاماري والأخطبوط، وهي من النكهات التي لا ينبغي تفويتها عند تجربة المطبخ اليوناني الأصيل.
قم بجولة في المتاحف اليونانية
تُعتبر زيارة المتاحف من أبرز الأنشطة السياحية والثقافية في اليونان، التي تزخر بتاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، حيث تُتيح هذه المتاحف للزوّار فرصة استكشاف الحضارة اليونانية الغنية والتعرّف على جوانب مُختلفة من تاريخها وثقافتها. يُمكن للسيّاح البدء بجولتهم في المتحف الأثري الوطني، الذي يُعدّ من أكبر المتاحف في اليونان وأحد أهم المتاحف على مستوى العالم، حيث تأسس في أواخر القرن التاسع عشر ويضمّ أكثر من 11 ألف قطعة أثرية قيّمة تمّ جمعها من جميع أنحاء البلاد، ممّا يجعله وجهة مثالية للغوص في أعماق التاريخ اليوناني القديم.
كما يُنصح بزيارة متحف الأكروبوليس الجديد، الذي يتميّز بتصميمه المعماري الفريد ومعروضاته الحديثة الاستثنائية، حيث يُقدّم تجربة مُمتعة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. ولعُشّاق الفن الحديث، يُعتبر متحف الفن الحديث وجهة لا بُدّ منها، حيث يعرض أهمّ الأعمال الفنية اليونانية المعاصرة، ممّا يُتيح للزوّار فرصة الاطّلاع على المشهد الفني الحالي في اليونان.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للزوّار زيارة متحف التاريخ الوطني، الذي يعرض معروضات تُوثّق تاريخ اليونان الحديث، ممّا يُساعد على فهم التطورات التاريخية التي شهدتها البلاد عبر العصور، ويُمكن من خلال هذه المتاحف التعرّف على الثقافة والتاريخ اليونانيين عن كثب، حيث تُقدّم تجربة ثقافية مُتكاملة تُثري معرفة الزوّار بتاريخ هذا البلد العريق.
قم بالسير في شارع Dimokratias
انطلق في رحلة ممتعة عبر شارع ديموقراطياس، الشارع الحيوي الذي يُعتبر قلب المدينة النابض بالحياة، حيث تتلاقى أشهر المطاعم الفاخرة والحانات الصاخبة والمقاهي الأنيقة والمتاجر المتنوعة ومحلات بيع التذكارات المحلية التي تُعبّر عن ثقافة المدينة وتاريخها. يمتد هذا الشارع بشكل موازٍ للميناء، ليشقّ طريقه عبر المدينة من طرف إلى آخر، مُضفيًا عليها جوًا من الحيوية والنشاط، خاصةً خلال فصلي الربيع والصيف اللذين يشهدان ازدحامًا واقبالًا كبيرًا من السكان والزوّار على حدّ سواء.
ولا يقتصر تميّز شارع ديموقراطياس على كونه مركزًا تجاريًا وترفيهيًا نابضًا بالحياة، بل يمتدّ ليحتضن معالم تاريخية قيّمة تُضفي عليه بُعدًا ثقافيًا وتاريخيًا هامًا، حيث يقع فيه كل من المنارة، رمز المدينة الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1880 خلال الفترة العثمانية، ومسجد الكسندروبولي، الذي يُعتبر المسجد الوحيد المتبقي في المدينة من العصر العثماني، ليشهد هذان المعلمان على تاريخ المدينة العريق وتراثها الغني.
تجوّل في المتاجر المحلية
تُعتبر أثينا وجهة مثالية لعشاق التسوق، حيث تُقدم مجموعة واسعة من الخيارات التي تُناسب جميع الأذواق والميزانيات. بدءًا من الشوارع النابضة بالحياة وصولًا إلى الأسواق التقليدية والمراكز التجارية الحديثة، تُوفر المدينة تجربة تسوق مُتنوعة ومُثيرة. يُعدّ شارع إرمو Ermou Street، أحد أشهر شوارع التسوق في أثينا، وجهة رئيسية لمحبي الموضة والباحثين عن الهدايا التذكارية، حيث تصطف المتاجر على جانبيه، مُقدمةً تشكيلة واسعة من الملابس والإكسسوارات وغيرها من المنتجات التي تُرضي مُختلف الأذواق.
أما إذا كنت تبحث عن تجربة تسوق فاخرة، فإن منطقة كولوناكي Kolonaki تُعتبر الخيار الأمثل، حيث تضمّ متاجر أشهر العلامات التجارية العالمية الفاخرة، بالإضافة إلى المطاعم والمقاهي الراقية التي تُضفي على المنطقة جوًا من الأناقة والرقي.
ولتجربة تسوق فريدة من نوعها، ننصحك بزيارة سوق موناستيراكي للسلع المستعملة Monastiraki Flea Market، الذي يقع في ميدان موناستراكي، حيث يُمكنك العثور على تشكيلة مُتنوعة من السلع المستعملة والتحف والهدايا التذكارية الفريدة، ما يجعله وجهة مثالية للباحثين عن القطع النادرة والقيّمة. باختصار، تُقدم أثينا تجربة تسوق مُتكاملة تُرضي جميع الأذواق والميزانيات، وتجعل من رحلتك إليها تجربة لا تُنسى.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
