في عالم اليوم المتصل، أصبحت إجادة اللغة الإنجليزية مهارة حيوية للنجاح الأكاديمي والمهني والشخصي. سواء كنت تطمح للدراسة في جامعة دولية مرموقة، أو التقدم لوظيفة في شركة عالمية، أو حتى الهجرة إلى بلد يتحدث الإنجليزية، فإن إثبات كفاءتك اللغوية من خلال اختبار معترف به دوليًا غالبًا ما يكون خطوة أساسية.
من بين الاختبارات الأكثر شيوعًا واعتمادًا لقياس مستوى إجادة اللغة الإنجليزية، يبرز اختبار التوفل (TOEFL) و اختبار الآيلتس (IELTS) كخيارين رئيسيين. كلا الاختبارين يقيمان قدرتك على استخدام اللغة الإنجليزية في سياقات أكاديمية ومهنية، ولكن لكل منهما هيكل وأسلوب تقييم مختلف.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: ما الفرق بين اختباري التوفل والآيلتس؟ هذا المقال يقدم لك تحليلًا تفصيليًا وشاملًا للفروقات الرئيسية بين هذين الاختبارين الهامين، لمساعدتك على اتخاذ القرار المستنير واختيار الاختبار الأنسب لتحقيق أهدافك.
إجادة اللغة الإنجليزية
قبل الخوض في تفاصيل اختباري التوفل والآيلتس، من الضروري أن نفهم بوضوح مفهوم إجادة اللغة. تشير إجادة اللغة إلى قدرة الفرد على استخدام اللغة بدقة وصحة عالية، مما يمكنه من نقل المعنى وفهمه بفعالية.
هذه القدرة تمكن الشخص من تطبيق اللغة في مختلف المجالات اللغوية الأساسية: القراءة، والكتابة، والاستماع، والمحادثة. وعلى الرغم من وجود اتفاق عام حول كيفية تصنيف مستويات إجادة اللغة من قبل المنظمات المتخصصة، حيث يقدر أن المتحدث الأصلي يمتلك في معجمه اللغوي ما بين 20 إلى 40 ألف كلمة، إلا أن الطلاقة في المحادثة اليومية قد تتطلب حوالي 3000 كلمة فقط.
لقياس مستوى إجادة اللغة الإنجليزية لدى الأفراد، تعتمد الهيئات الأكاديمية والمنظمات الدولية والشركات على اختبارين رئيسيين: التوفل والآيلتس، وهما محور حديثنا في هذا المقال.
ما الفرق بين اختباري التوفل والآيلتس؟
قبل أن تبدأ في التفكير في أي من الاختبارين هو الأنسب لك، من الضروري أن تحدد بوضوح بعض النقاط الأساسية التي ستساعدك في اتخاذ قرار دقيق ومناسب لأهدافك وظروفك. تشمل هذه النقاط:
- الأهداف الأكاديمية والمهنية: هل تحتاج الاختبار للقبول في جامعة تتحدث بالإنجليزية؟ ما هي متطلبات اللغة للوظيفة التي تتقدم إليها؟ بعض المؤسسات تفضل أحد الاختبارين على الآخر.
- اللهجة الإنجليزية المفضلة: هل أنت أكثر اعتيادًا على اللهجة الأمريكية أم البريطانية؟ التوفل يركز بشكل أكبر على اللهجة الأمريكية في مواد الاستماع والمحادثة، بينما الآيلتس يمزج بين اللهجتين مع ميل أكبر للبريطانية.
- أنواع المفردات والعبارات الاصطلاحية: هل أنت أكثر ألفة مع المصطلحات والعبارات الأمريكية أم البريطانية؟
- مدة الاختبار: هل لديك تفضيل لاختبار أقصر أم أن الوقت ليس عائقًا بالنسبة لك؟ يستغرق اختبار التوفل حوالي 4 ساعات، بينما يستغرق اختبار الآيلتس أقل من 3 ساعات.
- طبيعة الأسئلة: هل تفضل نمط الاختيار من متعدد أم أنك مرتاح لأنواع مختلفة من الأسئلة؟ يتكون اختبار التوفل بشكل أساسي من أسئلة الاختيار من متعدد، بينما يقدم اختبار الآيلتس تنوعًا أكبر في أنواع الأسئلة.
- مهارة تدوين الملاحظات: هل أنت جيد في تدوين الملاحظات أثناء الاستماع والقراءة؟ هذه المهارة مهمة بشكل خاص في اختبار التوفل.
بالإضافة إلى هذه النقاط، يتكون كلا الاختبارين من أربعة أقسام رئيسية تقيس مهاراتك اللغوية الأساسية: القراءة، والاستماع، والكتابة، والمحادثة. ومع ذلك، توجد فروقات رئيسية بين الاختبارين في هيكل هذه الأقسام وطريقة تقييمها، كما هو موضح بالتفصيل فيما يلي:
1. قسم القراءة:
- التوفل (TOEFL): يتضمن قسم القراءة في اختبار التوفل عادة ما بين 3 إلى 5 نصوص أكاديمية، ويُخصص لكل نص حوالي 20 دقيقة للإجابة على الأسئلة المتعلقة به. تكون مواد القراءة ذات طبيعة أكاديمية بحتة، مستمدة من الكتب والمقالات الجامعية. تعتمد الأسئلة بشكل كامل على نمط الاختيار من متعدد، حيث يتعين عليك اختيار الإجابة الصحيحة من بين أربعة خيارات متاحة.
- الآيلتس (IELTS): يحتوي قسم القراءة في اختبار الآيلتس أيضًا على 3 نصوص أكاديمية، ويُخصص لكل نص 20 دقيقة للإجابة على الأسئلة. تشبه طبيعة النصوص في الآيلتس تلك الموجودة في التوفل، حيث تكون ذات طابع أكاديمي. ومع ذلك، يختلف الآيلتس في أنواع الأسئلة، حيث يقدم مجموعة متنوعة تشمل أسئلة ملء الفراغات، والمطابقة بين العناوين والنصوص، والإجابة بنعم/لا/غير مذكور، والاختيار من متعدد، وغيرها.
2. قسم الاستماع:
- التوفل (TOEFL): يعتبر اختبار الاستماع في التوفل مختلفًا بشكل كبير عن نظيره في الآيلتس. في التوفل، يتعين عليك الاستماع لمدة تتراوح بين 40 إلى 60 دقيقة إلى مقتطفات من المحاضرات الجامعية أو المحادثات التي تدور في بيئات أكاديمية. خلال الاستماع، يُنصح بتدوين الملاحظات لمساعدتك في الإجابة على أسئلة الاختيار من متعدد التي تلي كل مقطع صوتي.
- الآيلتس (IELTS): يمثل اختبار الاستماع في الآيلتس أكبر فارق بين الاختبارين. يقدم الآيلتس مجموعة واسعة من أنواع الأسئلة في قسم الاستماع، بالإضافة إلى تمارين ذات أطوال متنوعة تتضمن محادثات اجتماعية ومواقف يومية بالإضافة إلى مواضيع أكاديمية. الميزة الهامة في الآيلتس هي أنك تجيب على الأسئلة في نفس الوقت الذي تستمع فيه إلى التسجيل الصوتي، وعادة ما تكون أنواع الأسئلة متنوعة وتشمل الاختيار من متعدد، وملء الفراغات، والمطابقة، والإجابة بكلمة أو رقم.
3. قسم الكتابة:
- التوفل (TOEFL): يتطلب اختبار الكتابة في التوفل إنجاز مهمتين كتابيتين على جهاز الكمبيوتر. تتضمن المهمة الأولى كتابة مقال أكاديمي من خمس فقرات يتكون من 300 إلى 350 كلمة حول موضوع معين. من الجدير بالذكر أن تدوين الملاحظات أثناء القراءة والاستماع يلعب دورًا هامًا في المهمة الثانية، حيث يتعين عليك قراءة مقتطف من كتاب والاستماع إلى محاضرة حول نفس الموضوع، ثم كتابة مقال موجز يتراوح بين 150 إلى 225 كلمة يدمج المعلومات المستخلصة من كلتا المصدرين.
- الآيلتس (IELTS): يحتوي اختبار الكتابة في الآيلتس أيضًا على مهمتين. تتضمن المهمة الأولى كتابة مقال قصير لا يقل عن 150 كلمة يصف ويحلل رسمًا بيانيًا أو جدولًا أو عملية ما. أما المهمة الثانية فهي كتابة مقال رأي أو مناقشة حول موضوع عام يتراوح بين 250 إلى 300 كلمة.
4. قسم المحادثة:
- التوفل (TOEFL): يختلف اختبار المحادثة في التوفل بشكل كبير عن نظيره في الآيلتس. في التوفل، يتم تسجيل إجاباتك على جهاز الكمبيوتر لمدة تتراوح بين 45 إلى 60 ثانية لكل سؤال من الأسئلة الستة المختلفة. تعتمد هذه الأسئلة على أوصاف قصيرة ومحادثات موجزة تستمع إليها. يستمر اختبار المحادثة في التوفل حوالي 20 دقيقة ويتم تقييم إجاباتك لاحقًا.
- الآيلتس (IELTS): يستمر اختبار المحادثة في الآيلتس لمدة تتراوح بين 12 إلى 14 دقيقة ويتم إجراؤه وجهًا لوجه مع فاحص بشري في شكل مقابلة شخصية، بدلًا من التحدث إلى جهاز كمبيوتر كما هو الحال في التوفل. يتضمن الاختبار جزءًا قصيرًا للإحماء يتكون أساسًا من حديث عام، يتبعه رد على نوع من المحفز البصري (مثل صورة أو بطاقة)، وأخيرًا مناقشة موسعة حول موضوع ذي صلة بالمحفز البصري.
5. نظام العلامات والتقييم:
- التوفل (TOEFL): تعتمد النسخة المستندة إلى الإنترنت من اختبار التوفل على نظام علامات يتراوح بين 0 و 120 درجة كحد أقصى. يتم تقييم كل قسم (القراءة، والاستماع، والمحادثة، والكتابة) على مقياس من 0 إلى 30 درجة. يتم تصنيف مستوى الأداء في كل قسم إلى مرتفع، متوسط، أو منخفض (في قسمي القراءة والاستماع)، وجيد، مقبول، محدود، أو ضعيف (في قسم المحادثة والكتابة).
- الآيلتس (IELTS): بمجرد اكتمال اختبار الآيلتس، يتلقى المتقدم علامة عامة تتراوح بين 1 و 9 نقاط، بالإضافة إلى علامة منفصلة لكل قسم من الأقسام الأربعة. تعكس العلامة العامة متوسط أداء المتقدم في جميع الأقسام. يتم وصف مستويات الأداء المختلفة بالعلامات، حيث تشير العلامة 9 إلى أن الفرد “مستخدم خبير” للغة، بينما تشير العلامة 1 إلى أنه “غير مستخدم” للغة. تتضمن المستويات الأخرى “مستخدم جيد” (7)، و “مستخدم متواضع” (5).
طريقة التحضير لاختباري التوفل والآيلتس
لا توجد خطة دراسية “صحيحة” أو “مثالية” تناسب الجميع عند التحضير لاختباري التوفل والآيلتس. عند إنشاء خطة دراسية مخصصة، من الضروري أن تحدد وتحلل نقاط قوتك وضعفك في اللغة الإنجليزية، وتقدر الوقت المتاح لديك للدراسة، وتحدد الموضوعات التي تحتاج إلى تركيز أكبر.
يجب أن تكون مُجهزًا بخطة دراسية واضحة، وكتب تحضيرية موثوقة، وتدريب جيد في أكاديميات متخصصة إن أمكن، لتحقيق أفضل النتائج. ما يصنع الفارق الحقيقي في اختبارات اللغة هو التحضير والإعداد الجيد لها، وهذا يتطلب استخدام مواد الدراسة الصحيحة والأساسية للوصول إلى العلامة المرجوة.
إذا كنت تفضل التعلم عبر الإنترنت أو شراء مواد خاصة بهذه الاختبارات، ستجد عددًا كبيرًا من الكتب والمراجع المتاحة، مما قد يجعلك تشعر بالضياع والتخبط في تحديد المادة والمصدر المناسبين.
في هذا الشأن، قدم المتخصصون في علم اللغة الإنجليزية العديد من الكتب والمراجع القيمة التي يمكن أن تكون نقطة انطلاق كافية لرحلتك نحو النجاح في اختباري التوفل والآيلتس.
ختاما
اختيار الاختبار الأنسب بين التوفل والآيلتس يعتمد بشكل كبير على أهدافك الشخصية والأكاديمية والمهنية، بالإضافة إلى نقاط قوتك في اللغة الإنجليزية وتفضيلاتك لأسلوب الاختبار.
من خلال فهم الفروقات الرئيسية بين الاختبارين في هيكل الأقسام، وأنواع الأسئلة، ونظام التقييم، يمكنك اتخاذ قرار مستنير يزيد من فرصك في تحقيق العلامة التي تطمح إليها وفتح الأبواب أمام مستقبلك.
تذكر أن التحضير الجيد والممارسة المستمرة هما مفتاح النجاح في أي من هذين الاختبارين الهامين!
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.