القائمة إغلاق

السكتة الدماغية: أسبابها، أعراضها، وطرق الوقاية والعلاج

السكتة الدماغية، الزائر المفاجئ الذي يهدد حياة الإنسان وسلامته، هي حالة طبية طارئة تنشأ عن انقطاع مفاجئ في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يحرم خلايا الدماغ الحيوية من الأكسجين والمواد المغذية الضرورية لبقائها على قيد الحياة.

فعندما يتوقف هذا الإمداد الحيوي، تبدأ خلايا الدماغ بالتدهور والموت بوتيرة سريعة، تاركةً وراءها ندوبًا عميقة قد تؤثر على وظائف الجسم المختلفة. وتشبه هذه العملية إطفاء مصباح كهربائي فجأة، حيث يتوقف الضوء عن الانبعاث نتيجة انقطاع التيار الكهربائي.

إن تأخر التدخل الطبي في مثل هذه الحالات الحادة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، حيث تتراكم الأضرار الدماغية بشكل متسارع، مما يزيد من احتمالية حدوث إعاقات دائمة، فقدان القدرة على الحركة والكلام، أو حتى الوفاة.

لذا، فإن التعرف المبكر على أعراض السكتة الدماغية أمر بالغ الأهمية لضمان تقديم الرعاية الطبية الفورية للمريض، وزيادة فرص الشفاء والحد من الآثار الجانبية لهذه الحالة المهددة للحياة.

تحدث السكتة الدماغية نتيجة خلل حاد في إمداد الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى نقص حاد في الأكسجين والمواد المغذية التي تحتاجها خلايا الدماغ لبقائها على قيد الحياة. هذا النقص الحاد في الأكسجين يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ وموتها، مما يترتب عليه مجموعة من العجز الوظيفي الذي يختلف باختلاف المنطقة المتضررة في الدماغ.

يمكن تقسيم أسباب السكتة الدماغية إلى نوعين رئيسيين:

  • الأول: هو السكتة الإقفارية، والتي تحدث عندما ينسد أحد الشرايين التي تغذي الدماغ، مما يعيق تدفق الدم إليها، وعادة ما يكون ذلك بسبب جلطة دموية.
  • الثاني: فهو السكتة النزفية، والتي تحدث عندما ينفجر أحد الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى أنسجة الدماغ المحيطة، ويزيد الضغط على الخلايا الدماغية ويؤدي إلى تلفها.

في كلتا الحالتين، فإن النتيجة النهائية هي نفسها، وهي موت خلايا الدماغ وفقدان الوظائف التي كانت هذه الخلايا مسؤولة عنها، مثل القدرة على الحركة والكلام والتفكير والذاكرة، وقد يؤدي ذلك إلى عجز دائم أو مؤقت، حسب شدة الإصابة وسرعة التدخل الطبي.

يوجد عدد من عوامل الخطورة التي قد تساهم في زيادة فرص إصابتك بسكتة دماغية.

  • يتعرض الرجال للخطر بشكل أكبر من النساء، ويزداد هذا الخطر مع تجاوزهم سن الـ55.
  • تشمل عوامل الخطورة المرتبطة بنمط الحياة، زيادة الوزن، البدانة، الخمول البدني، واستهلاك الكحول بكميات كبيرة، والتدخين وتعاطي بعض الأدوية غير الموصوفة من قبل طبيب، أو المخدرات.
  • عوامل الخطورة الطبية تشمل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم والسكري وانقطاع التنفس أثناء النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية، إلخ.
  • الحالات الشخصية أو العائلية السابقة للسكتات الدماغية أو النوبات القلبية أو النوبات الدماغية العابرة.
  • الهرمونات، مثل استخدام أقراص منع الحمل أو العلاجات الهرمونية التي تشمل الاستروجين، وكذلك زيادة مستويات هرمون الاستروجين من الحمل والولادة.

إن التعرف السريع والدقيق على أعراض السكتة الدماغية أمر بالغ الأهمية لإنقاذ حياة المصاب، فكل دقيقة تمر تفقد الدماغ خلايا عصبية لا تعوض.

تشمل أعراض السكتة الدماغية الشائعة صعوبة في التحدث أو الفهم، وشلل أو ضعف مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، وخاصة في جانب واحد من الجسم، بالإضافة إلى اضطرابات في الرؤية مثل الرؤية المزدوجة أو فقدان البصر الجزئي في إحدى العينين، وصداع شديد مفاجئ، ودوار، وارتباك، وصعوبة في المشي أو فقدان التوازن.

من الجدير بالذكر أن أعراض السكتة الدماغية قد تختلف من شخص لآخر، وقد تكون خفية في بعض الأحيان، خاصة عند النساء، حيث تشمل الأعراض الإضافية غثيانًا شديدًا، وهلوسات، وألمًا مفاجئًا في الصدر أو البطن، وضعفًا عامًا، وصعوبة في التنفس، وفقدان الوعي، وحتى نوبات تشنجية.

لذلك، يجب على الجميع أن يكونوا على دراية بهذه الأعراض وأن يتصلوا بخدمات الطوارئ فورًا عند ملاحظتها على أي شخص، حتى يتم نقله إلى أقرب مركز طبي متخصص لتلقي العلاج المناسب في أسرع وقت ممكن، حيث إن سرعة التدخل الطبي هي العامل الحاسم في تقليل الأضرار الناجمة عن السكتة الدماغية وتحسين فرص التعافي.

عند الشك في إصابة شخص ما بسكتة دماغية، تتطلب الحالة سرعة التصرف ودقة التشخيص. فالسكتة الدماغية حالة طبية طارئة تتطلب تدخلاً عاجلاً، حيث يؤدي تأخر العلاج إلى مضاعفات خطيرة قد تؤثر على وظائف الجسم الحيوية.

ولذلك، فإن الخطوة الأولى في التعامل مع هذه الحالة هي التوجه الفوري إلى أقرب مركز طبي، حيث سيقوم الفريق الطبي المتخصص بإجراء تقييم شامل للمريض. يبدأ هذا التقييم بفحص دقيق للأعراض التي يشكو منها المريض، والتي تختلف باختلاف المنطقة المتضررة في الدماغ، وقد تشمل شللًا في الوجه أو الذراع أو الساق، وصعوبة في الكلام أو الفهم، ودوخة، وفقدان التوازن، أو صداع شديد مفاجئ.

بعد ذلك، يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني شامل لتقييم حالة المريض العامة، ولتحديد أي علامات عصبية قد تدل على وجود سكتة دماغية.

بالإضافة إلى ذلك، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية المساعدة لتأكيد التشخيص وتحديد السبب الكامن وراء السكتة الدماغية، ومن هذه الفحوصات:

  • فحوصات الدم التي تساعد في تقييم وظائف الدم وتحديد وجود أي عوامل تخثر أو التهابات.
  • التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي اللذين يوفران صورًا مفصلة للدماغ تساعد في تحديد موقع ونوع الإصابة.
  • الموجات فوق الصوتية السباتية التي تستخدم لتقييم تدفق الدم في الشرايين القصبية.
  • تصوير الأوعية الدموية الدماغية الذي يساعد في تحديد وجود أي انسدادات أو تضيق في الأوعية الدموية الدماغية.
  • مخطط صدى القلب الذي يستخدم لتقييم وظيفة القلب والبحث عن أي جلطة دموية قد تكون السبب في السكتة الدماغية.

تلقّي الإسعاف الطبي الفوري والعاجل فور الإصابة بالسكتة الدماغية هو أمر حيويّ وحاسم جدًا، ونوع العلاج يتعلق بنوع السكتة الدماغية، كما في الآتي:

علاج السكتة الدماغية الإقفاريّة

لمعالجة السكتة الدماغية الإقفارية ينبغي على الأطباء استئناف تزويد الدماغ بالدم بأسرع وقت ممكن.
ينبغي إعطاء أدوية لتشجيع تخثر الدم في غضون ثلاث ساعات منذ لحظة ظهور الأعراض الأولى للسكتة الدماغية، والعلاج السريع لا يزيد فرص البقاء على قيد الحياة فحسب، بل يُمكن أن يُساعد في تقليل المضاعفات التي قد تنجم عن السكتة الدماغية.

قد يُوصي الطبيب المُعالِج بإجراء عملية جراحية لفتح شريان المسدود، جزئيًا أو كليًا، ومنها:

  • فتح الشريان (CEA).
  • تثبيت دعامة شبكية مرنة (stent) داخل التضيق.

علاج السكتة الدماغية النّزْفِيّة

قد تكون الجراحة مفيدة في معالجة السكتة الدماغية النزفيّة أو في منع السكتة الدماغية المقبلة.
يُمكن أن يُوصي الطبيب بأي من هذه الإجراءات إذا كان الشخص يُواجه خطرًا كبيرًا ومتزايدًا لتكوّن أمهات الدم أو تمزق أوعية دموية:

  • بَضع أمهات الدم (Aneurysm clipping).
  • جَدْل أو لَفّ أو ربط أمّ الدمّ.
  • إزالة الأوعية الدموية المشوهة.

يُنصح باتباع جميع طرق الوقاية للحماية من الإصابة بالسكتة الدماغية.

طرق وقائية منزلية

للوقاية من الإصابة بالسكتة الدماغية يُنصح باتباع أسلوب حياة صحي يشمل:

  • معالجة ارتفاع ضغط الدم.
  • تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالكولسترول والدهنيات.
  • تجنّب التدخين.
  • معالجة السكري.
  • المحافظة على وزن صحي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • معالجة الضغوط النفسية.
  • تجنّب المشروبات الكحولية.
  • تجنّب المخدرات.
  • المحافظة على نظام غذائي متوازن وصحي.

الوقاية بالأدوية

إذا كان شخص قد أُصيب بسكتة دماغية إقفاريّة فقد يُشجعه الطبيب على تناول أدوية للحد من مخاطر الإصابة بنوبة إقفاريّة عابرة، مثل: الأسبرين (Aspirin).
إذا كان العلاج بالأسبرين لا يقي من خطر الإصابة بنوبة إقفارية عابرة، أو إذا كان الشخص المعني غير قادر على تناول الأسبرين، فقد يصف له الطبيب أدوية أخرى لتمييع الدم.

Related Posts

اترك رد