ما هي الغزوات الإسلامية؟ الغزوة، في جوهرها اللغوي، مشتقة من الفعل “غزا”، الذي يحمل في طياته معاني الحرب والقتال والمواجهة، ومع ذلك، فإن مفهوم الغزوة في السياق الإسلامي يتجاوز مجرد العمل العسكري، حيث يشير إلى كل معركة أو مواجهة مسلحة نشبت بين المسلمين من جهة، والكفار أو المشركين من جهة أخرى.
وتتنوع الأسباب والدوافع التي أدت إلى هذه الغزوات، فمنها ما كان دفاعًا مشروعًا عن النفس والأموال والأعراض، وهو الحق الذي أقره الله تعالى في كتابه الكريم، مصداقًا لقوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، ومنها ما كان يهدف إلى نشر الدعوة الإسلامية والدفاع عن مبادئها وقيمها، وهو الأمر الذي حث عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِين}.
ومن هذا المنطلق يمكننا القول بأن الغزوات الإسلامية لم تكن مجرد صراعات عسكرية، بل كانت أيضًا جزءًا لا يتجزأ من مسيرة الدعوة الإسلامية، تهدف إلى إقامة العدل ونشر السلام بين الناس. وسيأتي هذا المقال على ذكر أسماء هذه الغزوات الإسلامية وتواريخها.
الغزوات الإسلامية وتواريخها
وقعت في عهد الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم – الكثير من الغزوات الإسلامية، وقد اتفق أهل السيرة على أنّها ثمانية وعشرين غزوةً، والتي كان ترتيبها بحسب تاريخ حدوثها على النحو الآتي:
- غزوة الأبواء -أو ودان-: وقعت في السنة الثانية للهجرة.
- غزوة بواط: وقعت في السنة الثانية للهجرة.
- غزوة العشيرة: وقعت في السنة الثانية للهجرة.
- غزوة سفوان -أو بدر الأولى-: وقعت في السنة الثانية للهجرة.
- غزوة بدر الكبرى: وقعت في السنة الثانية للهجرة.
- غزوة بني سليم: وقعت في السنة الثانية للهجرة.
- غزوة بني قينقاع: وقعت في السنة الثانية للهجرة.
- غزوة السويق: وقعت في السنة الثانية للهجرة.
- غزوة ذي أمر: وقعت في السنة الثالثة للهجرة.
- غزوة بحران: وقعت في السنة الثالثة للهجرة.
- غزوة أحد: وقعت في السنة الثالثة للهجرة.
- غزوة حمراء الأسد: وقعت في السنة الثالثة للهجرة.
- غزوة بني النضير: وقعت في السنة الرابعة للهجرة.
- غزوة ذات الرقاع: وقعت في السنة الرابعة للهجرة.
- غزوة بدر الآخرة: وقعت في السنة الرابعة للهجرة.
- غزوة دومة الجندل: وقعت في السنة الخامسة للهجرة.
- غزوة بني المصطلق: وقعت في السنة الخامسة للهجرة.
- غزوة الخندق: وقعت في السنة الخامسة للهجرة.
- غزوة بني قريظة: وقعت في السنة الخامسة للهجرة.
- غزوة بني لحيان: وقعت في السنة السادسة للهجرة.
- غزوة ذي قرد: وقعت في السنة السادسة للهجرة.
- صلح الحديبية: وقعت في السنة السادسة للهجرة.
- غزوة خيبر: وقعت في السنة السابعة للهجرة.
- غزوة عمرة القضاء: وقعت في السنة السابعة للهجرة.
- فتح مكة: وقعت في السنة الثامنة للهجرة.
- غزوة حنين: وقعت في السنة الثامنة للهجرة.
- غزوة الطائف: وقعت في السنة الثامنة للهجرة.
- غزوة تبوك: وقعت في السنة التاسعة للهجرة.
الغزوات التي شارك بها الرسول
لقد كانت الغزوات الإسلامية التي دوّنها أهل السيرة النبوية المطهرة ثمانية وعشرين غزوة، ولكنّ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لم يقاتل بيده إلا في سبع غزوات منها، حيث كان يشرف على باقي الغزوات دون أن يشارك في القتال بشكل مباشر.
وتلك الغزوات التي شهدت قتال النبي صلى الله عليه وسلم هي: غزوة بدر الكبرى، التي كانت أول معركة فاصلة في الإسلام، وغزوة أُحد التي شهدت بعض التحديات للمسلمين، وغزوة الخندق التي شهدت تكاتفًا كبيرًا من المسلمين في حفر الخندق للدفاع عن المدينة، وغزوة بني قريظة التي كانت ردًا على خيانة قبيلة يهودية للمسلمين، وغزوة بني المصطلق التي شهدت انتصارًا للمسلمين، وغزوة الطائف التي شهدت حصارًا لمدينة الطائف، وغزوة حُنين التي كانت معركة فاصلة أخرى للمسلمين.
وقد أشار بعض أهل السيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم شارك أيضًا في غزوتي بني النضير وخيبر، مما يضيف إلى قائمة الغزوات التي قادها بنفسه. ومن الجدير بالذكر أن الملائكة الكرام قاتلوا إلى جانب الرسول الكريم في عدد من الغزوات الإسلامية، مثل غزوة بدر والخندق وحُنين، وفي غزوة أُحد، حيث ورد في الحديث الشريف الذي رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: “رأَيْتُ عن يمينِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعن شِمالِه يومَ أُحُدٍ رجُلَيْنِ عليهما ثِيابٌ بِيضٌ ما رأَيْتُهما قبلُ ولا بعدُ – يعني جِبريلَ وميكائيلَ -“، والله تعالى أعلم.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.