القائمة إغلاق

الفرق بين التسويق والمبيعات

في عالم الأعمال الشاسع، تزخر المصطلحات التي قد تبدو للوهلة الأولى متشابهة، لكنها في الواقع تحمل معانيَ مختلفة، بل وقد يكون الاختلاف بينها جوهريًا، ومن بين هذه المصطلحات نجد التسويق والمبيعات، بالإضافة إلى استراتيجيات الإنتاج وغيرها الكثير. ولتوضيح هذه المفاهيم.

سنركز في هذا المقال بشكل خاص على التمييز بين التسويق والمبيعات، مع تسليط الضوء أيضًا على أوجه التشابه بينهما، وذلك بهدف إزالة أي لبس أو غموض قد يحيط بهذه المصطلحات الهامة في عالم الأعمال. فالتسويق والمبيعات يشكلان وجهين لعملة واحدة في نجاح أي مؤسسة، إلا أن لكل منهما وظيفته وأهدافه الخاصة التي تساهم في تحقيق النمو والازدهار.

المبيعات هي الجوهر الرئيسي لأي عمليةٍ تجاريةٍ وخدميةٍ ليست مجانيةً، جميع الشركات وجهات الأعمال المختلفة تقوم بكافة النشاطات التجارية والاقتصادية بهدف تحقيق المزيد من المبيعات، وإنّ المبيعات نفسها كمصطلحٍ هي أي عملية تبادلٍ بين بائعٍ وزبون تنتهي بمنح الزبون منتجًا أو خدمةً مع حصول البائع على عائدٍ ماديٍّ بعد بيع هذا المنتج.

يطلق اسم المبيعات على أي تعامل تجاري يتضمن تبادلاً مالياً بين بائع وزبون عرفت المبيعات أو عملية البيع منذ آلاف السنين حيث أن البيع كان له دور أساسي في تنمية اقتصاد كثير من الشعوب وتطورها وعلى مر العصور كان البائعون يقومون بإقناع الجمهور والمشترين بشراء سلع جديدة أفضل وأجود من التي يملكونها بالفعل إن فكرة ترويج المبيعات بدأت منذ عصر سلال القش وصولاً إلى عصر التكنولوجيا والتقنيات.

لقد جعل تقدم الحضارة البشرية من تطوير استراتيجيات البيع ضرورة ملحة، فلم تعد عملية البيع تلك العملية البسيطة بين بائع وزبون بل تطورت وأصبحت علماً قائماً بحد ذاته، حيث أصبح هناك أشخاص متخصصون في وضع خطط وانتهاج أساليب متجددة لجذب الزبون كي يشتري بضاعة ما خاصة لو كانت حديثة غير معروفة.

مثلما حدث في بداية اختراع التلفاز إذ لم يجرؤ أحد على تجربة هذا الاختراع الثوري حتى تكفلت الدعايات والإعلانات في جذب المشترين إليه واقناعهم أنه ضرورة حياتية ملحة وهذا ما يطلق عليه التسويق الذي يتداخل مع المبيعات لكن مع وجود بعض الفروقات الجوهرية

إن ازدياد تطور الأسواق وظهور منتجاتٍ جديدةٍ يومًا تلو الآخر أدى لنمو حاجةٍ إلى استراتيجية عملٍ لا تتمحور حول فكرة البيع أكثر ببساطةٍ، وإنما وضع خططٍ لجذب المستهلكين وأحيانًا خلق الحاجة لديهم للمنتج الجديد إن كان غير مسبوقٍ بالكامل. وفي هذا المجال بالتحديد ندخل بما يقال عنه التسويق ونلاحظ أن كلًا منهما مرتبطٌ مع الآخر خصوصًا من حيث الأهداف العامة للشركة.

التسويق هو مجموعةٌ من العمليات والأنشطة التي تشتمل على دراسة وتحليل الأسواق المستهدفة للشركة وثم وضع خطةٍ لإنتاج منتجٍ جديدٍ وتوفيره للمستخدمين. إن أهم ما يتعلق بالتسويق هو التأكد من معرفة أكبر قدرٍ من الناس بالمنتج الجديد وإطلاعهم على ميزاته وما يجعله يتفوق على المنتجات المنافسة.

يمكن تعريف التسويق على أنه مجموعة من العمليات أو الأنشطة التي تعمل على إكتشاف رغبات العملاء وتطوير مجموعة من المنتجات أو الخدمات التي تشبع رغباتهم وتحقق للمؤسسة المزيد من الأرباح خلال فترة زمنية مناسبة، ويمكن وضع تعريف آخر للتسويق بأنه فن البيع إلا أن المبيعات هي جزء لا يتجزأ من العملية.

إن التسويق هو طريقة لعرض المنتجات والخدمات بصورة تجذب انتباه المستهلكين والعملاء وتجلب الزبائن الجدد إلى السلعة أو الخدمة المقدمة وكلمة تسويق مشتقّة من السوق كبيان حقيقي لمدى أهمية هذا العلم الذي يضمّ مجموعة من العمليات والأنشطة التي تتمثل في دراسة السوق وتحديد الفئة المستهدفة من الزبائن ودراسة احتياجاتهم و متطلباتهم ورغباتهم، والعمل على تحقيقها وتحديد الأسعار المنافسة.

على أن تكون الأفضل بين السلع المنافسة في السوق والتي تلبي نفس الغرض مع ضمان الجودة للمنتجات وضمان تحقيق الأهداف المطلوبة ومن هنا نجد أنّها عملية شاملة تدرس كافة المجالات لتحقق الهدف الرئيسي المتمثل في اكتساب الميزة التنافسية على المستوى المحلي أو العالمي كما هو الحال في الشركات والمنظمات الكبرى التي تعمل على مستوى الدول وقد شهد علم التسويق تطوراً كبيراً ومهماً خاصة مع تطور سوق العمل ومتطلبات الحياة الإنسانية الحديثة.

المنتجات المنافسة بالتحديد هي من الأسباب الرئيسية لظهور فكرة التسويق، فمع وجود الكثير من المنتجات ضمن أسواقٍ ضيقةٍ بكثرةٍ الشركات لا بد من ابتكار أفكارٍ جذابةٍ وجديدة لشد انتباه الزبائن والحرص على نمو حاجةٍ لديهم للمنتج الجديد.

لقد طرحنا لكم مفاهيم عامة لفكرتي التسويق والمبيعات كي يكون لدينا نظرة أوضح حول الاختلافات والفروق بين الاثنين، ويمكننا أن نستتنج أن هذه الاختلافات الواضحة هي:

  • المبيعات هي نقل ملكية منتج من شخصٍ إلى آخر مقابل مبلغٍ ماليٍّ ذو قيمةٍ، أما التسويق فهو تحليل السوق وفهم احتياجات المستخدمين وضمان اهتمامهم بما يكفي بمنتجٍ جديدٍ.
  • علاقة المبيعات هي علاقةٌ منفردةٌ بين طرفين فقط، في حين تكون علاقة التسويق مع عدة أطرافٍ وجهاتٍ.
  • إنّ مبدأ البيع يعتمد على التركيز حول شيءٍ واحدٍ فحسب وهو ضمان بيع كل ما يتم إنتاجه، أما خطّة التسويق فتختصّ بضمان ترابط جودة ونوع المنتج مع احتياجات المستخدم والمعايير التي يتوقعها.
  • التسويق مبدأ لا ينتهي بمجرد البيع والشراء ببساطةٍ وإنما هو من استراتيجية طويلة المدى لها تأثيرٌ على المدى الطويل وتحتاج إلى الكثير من الوقت عكس المبيعات.
  • مبدأ المبيعات ينظر إلى القيمة النقدية فقط للبيع والشراء، في حين ينظر التسويق إلى ما يسعد المستخدم ويلبّي احتياجاته.
  • نشاط المبيعات يتم غالبًا من قبل بعض أفراد فقط أو على شكلٍ رقميٍّ، أما التسويق فهو نشاطٌ يحتاج إلى وسائط ترفيه متنوعة وضخمة لتحفيزه.
  • المبيعات تركز على احتياجات الشركة، التسويق يركز على احتياجات السوق.
  • في المبيعات يُنظر إلى العميل أو الزبون على أنه الحلقة الأخيرة من دورة إنتاج منتجٍ جديدٍ وبيعه، أما التسويق فهو على العكس ينظر إلى العميل على أنه الحلقة الأولى والأكثر أهميةً
  • المبيعات تتمحور أحيانًا حول إقناع البائع للزبون بشراء المنتج وبالتالي تكون تفاعل فردي محدود، أما التسويق فهو حركةٌ تفاعليةٌ ضخمةٌ من الشركة لكافة الناس من أجل إقناعهم بجودة المنتج وهذا بدوره يحفز المبيعات.
  • ونلاحظ باختصار أن المبيعات وظيفةٌ محدودةٌ وضيقة البعد تهدف فقط إلى زيادة الإيرادات المادية للشركة وبيع المنتجات، عكس التسويق الذي يُعتبر الجانب الذكي للشركة وما يُحفّز الزبائن على الاهتمام بمنتجاتها أو على الأقل معرفتها وتذكرها.

Related Posts

اترك رد