تُعد القهوة العربية، تلك النفحة العطرة التي تنتشر في أرجاء المشرق والمغرب، من أبرز أنواع القهوة شهرةً وتأثيرًا على مستوى العالم. إنّها مشروبٌ تقليديٌّ أصيلٌ، يحضر بطريقةٍ خاصةٍ تعكس تقاليد الضيافة العربية الأصيلة.
تعتمد القهوة العربية بشكل أساسي على حبوب البن العربي، والتي تشكل الغالبية العظمى من إنتاج البن العالمي. وتعود شهرتها الواسعة إلى مذاقها المميز وعطرها الفواح، اللذين يكتسبان نكهةً خاصةً من طريقة تحضيرها التقليدية في الدلة النحاسية.
لا تقتصر أهمية القهوة العربية على كونها مشروبًا لذيذًا، بل تمتلك أيضًا قيمة غذائية لا يستهان بها. فهي غنية بمضادات الأكسدة التي تساهم في حماية الجسم من الجذور الحرة وتأخير ظهور علامات الشيخوخة. كما تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن، وإن كانت بكميات قليلة نسبياً، مثل المغنيسيوم والمنغنيز والنياسين والريبوفلافين. هذه العناصر الغذائية تلعب دورًا حيويًا في دعم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم.
ومع ذلك، يجب التنويه إلى أنّ الإفراط في تناول القهوة العربية، كما هو الحال مع أي مشروب آخر، قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية غير المرغوبة. فالكافيين الموجود في القهوة بكميات كبيرة قد يسبب الأرق وزيادة التوتر وارتفاع ضغط الدم لدى بعض الأشخاص. لذا، ينصح بتناول القهوة باعتدال وعدم تجاوز الكمية الموصى بها يوميًا، والتي لا تتجاوز ثلاثة أكواب.
بالإضافة إلى الكافيين، تحتوي القهوة العربية على مركبات أخرى قد تؤثر على الجسم، مثل الأحماض الكلوروجينيك التي تساهم في خفض مستوى السكر في الدم وضغط الدم. ومع ذلك، فإن تأثير هذه المركبات يختلف من شخص لآخر وقد يتفاعل مع بعض الأدوية. لذلك، ينصح الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية معينة باستشارة الطبيب قبل زيادة استهلاكهم للقهوة.
القهوة العربية وفوائدها
تشتهر القهوة العربية بتذوقها المميز وفوائدها الصحية المتعددة، والتي تعود إلى تركيبتها الغنية بالمركبات النباتية ومضادات الأكسدة. إن محتواها العالي من مضادات الأكسدة يجعلها سلاحًا فعالًا في مكافحة الالتهابات التي ترتبط بالعديد من الأمراض المزمنة، مما يساهم في تعزيز الصحة العامة.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي القهوة العربية على تركيزات عالية من حمض الكلوروجينيك وحمض الكينيك، وهما مركبان نباتيان يتمتعان بخصائص مضادة للأكسدة قوية تساعد على حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، وبالتالي تقلل من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
لا تقتصر فوائد القهوة العربية على ذلك، فهي أيضًا مصدرًا ممتازًا للماء، حيث تحتوي القهوة المخمّرة على نسبة عالية تصل إلى 95% من الماء، مما يساهم في الحفاظ على رطوبة الجسم وتلبية احتياجاته اليومية من السوائل. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن القهوة مدرة للبول، لذا ينصح بتناولها باعتدال وعدم تجاوز خمسة أكواب في اليوم لتجنب الجفاف.
من الجدير بالذكر أن القهوة العربية تحتوي على نسبة قليلة من الصوديوم وكمية معتبرة من البوتاسيوم، حيث يحتوي كوب القهوة (8 أونصات) على حوالي 116 ملليغرام من البوتاسيوم. هذه التركيبة تجعلها مشروبًا مثاليًا للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض الصوديوم وعالي البوتاسيوم، حيث يساعد البوتاسيوم على تنظيم ضغط الدم والحفاظ على توازن السوائل في الجسم.