القائمة إغلاق

بذور البابايا: قيمتها الغذائية وفوائدها وأضرارها

بذور البابايا، تلك الحبات الصغيرة السوداء اللامعة ذات الملمس الخشن والداخل الرطب واللزج، غالبًا ما تُهمل أو تُرمى بعيدًا عند تناول ثمرة البابايا اللذيذة. إلا أن هذه البذور الصغيرة تخبئ في داخلها كنوزًا غذائية لا يستهان بها. على الرغم من مذاقها المر واللاذع الذي قد يبعد البعض عنها، إلا أنها صالحة للأكل وتُستخدم في العديد من الثقافات كجزء من النظام الغذائي اليومي.

يرجع ذلك إلى تركيبتها الغنية بمضادات الأكسدة القوية التي تحمي الجسم من التلف الناتج عن الجذور الحرة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المركبات النباتية التي تُساهم في تقليل الالتهابات ومحاربة البكتيريا الضارة.

لا تتوقف فوائد بذور البابايا عند هذا الحد، فهي تحتوي أيضًا على نسبة جيدة من الألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وتساعد على الشعور بالشبع، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية الصحية التي تلعب دورًا حيويًا في العديد من الوظائف الحيوية للجسم. وللاستفادة القصوى من فوائد بذور البابايا، يمكن تجفيفها وطحنها وإضافتها إلى العصائر أو السلطات أو حتى تحضير مشروب منها، مما يضفي نكهة مميزة ويزيد من القيمة الغذائية للأطعمة.

يحتوي كل 100 غرام من بذور البابايا المجففة على 558 سعرة حرارية تقريبًا، إلى جانب احتوائها على نسبة عالية من البروتين، والدهون، والألياف، وعدد كبير من الفيتامينات والمعادن، أهمها:

  • الحديد.
  • الكالسيوم.
  • المغنيسيوم.
  • الفسفور.
  • الزنك.
  • فيتامين أ.
  • فيتامينات ب.
  • فيتامين ج.
  • فيتامين هـ.
  • فيتامين ك.
  • الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، مثل حمض الأوليك (بالإنجليزية: Oleic acid).
  • مضادات الأكسدة، مثل: البوليفينول (بالإنجليزية: Polyphenols) والفلافونويد (بالإنجليزية: Flavonoids).

تُقلل خطر الإصابة بالعدوى

يُعتقد أن بذور البابايا قد تُساعد الجسم على محاربة العدوى؛ فهي تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا، وقد تُساعد على قتل أنواع مختلفة من البكتيريا وفقًا لبعض الدراسات، مثل:

  • الإشريكية القولونية.
  • السالمونيلا التيفية.
  • المكورات العنقودية الذهبية.
  • الشيغللة الزحارية.
  • الزائفة الزنجارية.

كما قد تمتلك بذور البابايا خصائص مضادة للفطريات مثل المبيضة البيضاء (Candida albicans) وفطريات الرشاشية الصفراء (Aspergillus flavus)، وذلك وفقًا لمراجعة حديثة نشرت عام 2024.

قد تقتل الطفيليات

تُعد بذور البابايا مصدراً طبيعياً لمادة الكاربين، وهي مادة كيميائية يُعتقد أنها تمتلك قدرة على مكافحة الطفيليات المعوية. وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2018 نتائج واعدة حيث لوحظ انخفاض ملحوظ في نسبة الطفيليات في براز الأطفال الذين تناولوا بذور البابايا المطحونة بانتظام لمدة شهرين، حيث وصلت نسبة الانخفاض إلى 63.9%.

ومع ذلك، يجب التأكيد على أن بذور البابايا ليست بديلاً عن العلاج الطبي التقليدي، بل يمكن اعتبارها مكمل غذائي داعم. فبالرغم من الفوائد المحتملة لبذور البابايا، إلا أن علاج الإصابة بالطفيليات يتطلب استشارة الطبيب واتباع التعليمات الموصوفة، والتي قد تتضمن استخدام أدوية مضادة للطفيليات إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

تُخفف الالتهابات

تحتوي بذور البابايا على عدد كبير من المركبات المضادة للالتهابات، ومن الأمثلة عليها:

  • فيتامين C.
  • الفلافونويد.
  • البوليفينول.

لذا يُعتقد أنّه يُمكن استخدام بذور البابايا لتخفيف أعراض بعض الحالات مثل النقرس والتهاب المفاصل، لكن من الضروري استشارة الطبيب أولًا قبل استخدامها لهذا الغرض؛ إذ لم تُثبت الدراسات فعاليتها في تخفيف هذه الحالات لدى البشر بعد.

يُمكن أن تُعزز وظائف الكلى

تشير بعض الأبحاث المبدئية إلى أن بذور البابايا قد تكون حليفًا قويًا لصحة الكلى، حيث يعتقد أنها تساهم في تعزيز قدرة الكلى على أداء وظيفتها الحيوية في تنقية الدم من السموم والشوائب وإخراج الفضلات الزائدة والسوائل عن طريق البول.

ويرجع هذا التأثير الإيجابي المحتمل إلى الثروة العالية لمضادات الأكسدة الموجودة في هذه البذور، والتي تعمل بمثابة درع واقٍ يحمي خلايا الكلى من التلف الناتج عن الجذور الحرة، وهي جزيئات ضارة تتكون داخل الجسم وتهاجم الخلايا السليمة، مما قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن معظم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أجريت على الحيوانات، وبالتالي فإن هناك حاجة ماسة إلى إجراء المزيد من الأبحاث على البشر لتأكيد هذه الفوائد وتقييم مدى فعاليتها وآمانها على المدى الطويل، قبل التوصية باستخدام بذور البابايا كعلاج مساعد لأمراض الكلى.

قد تُقلل خطر الإصابة بالسرطان

أشارت العديد من الدراسات المخبرية إلى أن بذور البابايا تحتوي على مجموعة من المركبات النشطة بيولوجياً والتي أظهرت قدرة على تثبيط نمو بعض أنواع الخلايا السرطانية، بل وربما تمنع تكوينها في المراحل الأولية. هذه النتائج الواعدة، التي تم الحصول عليها في بيئة مُتحكمة، تشير إلى إمكانية أن يكون لبذور البابايا دور وقائي في الحد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسات ما زالت في مراحلها الأولية، وتحتاج إلى مزيد من البحث والتأكيد من خلال تجارب سريرية واسعة النطاق على البشر لتقييم الفوائد الصحية الفعلية لبذور البابايا في الوقاية من السرطان، وتحديد الجرعات المثلى وآلية عمل هذه المركبات المضادة للسرطان بشكل دقيق.

تُعزز صحة الجهاز الهضمي

تُعد بذور البابايا مصدرًا غنيًا بالألياف، والتي تُساعد على تنظيم حركة الأمعاء والتخلص من الفضلات، مما يُخفف من أعراض الإمساك والبواسير بحسب الدراسات، كما قد تُقلل الألياف الغذائية من خطر الإصابة بأمراض مثل داء الالتهاب المعوي والقرحة الهضمية.

يُمكن تجربة الطرق الآتية لإضافة بذور البابايا إلى النظام الغذائي والحصول على فوائدها:

  • غسلها وتناولها مباشرة: حيث يُمكن تناول البذور مباشرةً إذا كانت ثمرة البابايا ناضجة، ولكن طعمها قد يكون مرًا ويُشبه الفلفل قليلًا.
  • تجفيفها وطحنها: يُمكن إضافة ملعقة صغيرة من بذور البابايا المطحونة إلى السلطات أو العصير.

ومن الضروري أن يبدأ الشخص بتناول ملعقة صغيرة من بذور البابايا، ثم يُمكنه زيادة الكمية تدريجيًا بعد أن يعتاد جسمه عليها.

Related Posts

اترك رد