تعرف على أسوأ أطعمة الكلى

تُعتبر الكلى من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، حيث تلعب دورًا هامًا في تنقية الدم والتخلص من السموم. إلا أن هناك علاقة وثيقة بين نمط الحياة وصحة الكلى، فقد كشفت الدراسات الحديثة، مثل الدراسة التي نُشرت في المجلة الأمريكية لأمراض الكلى، عن وجود ارتباط قوي بين بعض الخيارات الغذائية الخاطئة والعادات الضارة وزيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى.

فعلى سبيل المثال، يُعتبر النظام الغذائي غير المتوازن الذي يفتقر إلى العناصر الغذائية الهامة ويحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة والسكريات المضافة من العوامل التي تُهدد صحة الكلى. كما أن العادات السلبية كالتدخين تُلحق أضرارًا جسيمة بوظائف الكلى وتزيد من احتمالية تدهورها. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر السمنة وزيادة الوزن من العوامل الرئيسية التي تُساهم في زيادة العبء على الكلى وتُعرضها لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

وفي حين أن بعض عوامل الخطر، كالتاريخ العائلي للإصابة بأمراض الكلى، قد تكون خارجة عن سيطرة الفرد، إلا أنه من المُمكن التحكم في العديد من العوامل المُتعلقة بنمط الحياة، كالنظام الغذائي الصحي، الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على وزن صحي. ولذلك، يُمكن للأفراد اتخاذ خطوات فعّالة لحماية كُلاهم والحفاظ على صحتها ومنع حدوث أي تلف مُستقبلي.

ونظرًا للانتشار الواسع لأمراض الكلى المزمنة، يُشدد الخبراء على أهمية التركيز على الوقاية من هذه الأمراض بدلًا من الاكتفاء بإدارتها وعلاجها بعد حدوثها، حيث أن الوقاية تُمثل خط الدفاع الأول للحفاظ على صحة الكلى وتقليل العبء على النظام الصحي.

أسوأ أطعمة الكلى

تتعدد الأمثلة على أسوأ أطعمة للكلى، ومن خلال المقال الآتي سنقوم بذكر أهم أسوأ أطعمة للكلى:

اللحوم الحمراء

على الرغم من أن اللحوم الحمراء تُعتبر مصدراً غنياً بالبروتين الضروري لصحة الجسم، إلا أن الإفراط في تناولها واتباع نظام غذائي يعتمد بشكل كبير عليها قد يُلحق الضرر بالكلى. يرجع ذلك إلى أن الكلى تلعب دوراً حيوياً في عملية أيض البروتينات، وعند ارتفاع مستويات البروتين في الجسم نتيجة الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، يزيد العبء والضغط على الكلى لتصفية هذه الكميات الزائدة، مما قد يؤثر سلباً على وظائفها وقدرتها على العمل بكفاءة، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة ومشاكل صحية أخرى متعلقة بالكلى. لذا، يُنصح بتناول اللحوم الحمراء باعتدال كجزء من نظام غذائي متوازن للحفاظ على صحة الكلى.

الكافيين

يُعدّ الكافيين من المواد المنبهة الشائعة، ورغم أن الاعتدال في تناوله لا يشكل خطرًا في الغالب، إلا أن الإفراط فيه قد يؤثر سلبًا على صحة الكلى. فالاستهلاك المفرط للكافيين، الموجود في مصادر متعددة كـالقهوة والشاي والشوكولاتة ومشروبات الطاقة، قد يؤدي إلى زيادة تدفق الدم وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد العبء على الكلى.

إضافةً إلى ذلك، يُعتبر الكافيين مدرًا للبول، ما يعني زيادة التبول وبالتالي فقدان السوائل من الجسم، الأمر الذي قد يُسبب الجفاف. ويُعدّ الجفاف عامل خطر للإصابة بحصى الكلى، حيث يُقلّل من حجم البول ويزيد من تركيز الأملاح والمعادن فيه، ما يُسهّل تكوّن الحصوات. لذا، يُنصح بالحدّ من استهلاك الكافيين، وعدم تجاوز كوبين من القهوة يوميًا، مع الانتباه إلى احتساب مصادر الكافيين الأخرى لتجنب الآثار السلبية المحتملة على صحة الكلى والحفاظ على توازن السوائل في الجسم.

ملح الطعام

يُعدّ الإفراط في تناول ملح الطعام، أو ما يُعرف بكلوريد الصوديوم، من العوامل المُضرّة بصحة الجسم بشكل عام، ووظائف الكلى بشكل خاص. ففي حين يحتاج الجسم إلى كميات قليلة من الصوديوم لأداء وظائفه الحيوية على النحو الأمثل، فإنّ ارتفاع مستويات الصوديوم الناتج عن الإفراط في تناول الملح يُؤدّي إلى احتباس السوائل في الجسم، ما يُشكّل عبئًا إضافيًا على الكلى المسؤولة عن تنظيم توازن السوائل والكهارل في الجسم.

والأهم من ذلك، يُؤدّي ارتفاع مستوى الصوديوم في الدم إلى زيادة ملحوظة في مستويات البروتين المطروح في البول، وهو ما يُعتبر مؤشرًا على وجود خلل في وظائف الكلى، حيث أنّ الكلى السليمة تعمل على منع تسرب كميات كبيرة من البروتين إلى البول. ولذلك، يُنصح دائمًا بالاعتدال في تناول ملح الطعام للحفاظ على صحة الكلى والوقاية من المضاعفات الصحية المُحتملة.

الأطعمة المصنعة

تُعتبر الأطعمة المُصنّعة، كرقائق البطاطا (الشيبس) والبسكويت المُملّح والأجبان المُصنّعة واللحوم الباردة المُعلّبة، من بين أسوأ الخيارات الغذائية لصحة الكلى، وذلك لاحتوائها على مُستويات عالية من الفسفور المُضاف والصوديوم (الملح). يُشكّل ارتفاع نسبة هذه المُكوّنات الغذائية عبئًا كبيرًا على الكلى، حيث يُمكن أن تُسبّب تأثيرات ضارة على وظائفها الحيوية.

فبالنسبة لبعض الأفراد، يُمكن أن يُؤدّي الإفراط في تناول الصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يُساهم بدوره في تسريع تلف الكلى على المدى الطويل.

إضافةً إلى ذلك، يُمكن أن يُحفّز الاستهلاك المُفرط للملح تكوّن حصوات الكلى، وهي عبارة عن تجمّعات صلبة من الأملاح والمعادن تتشكّل داخل الكلى، وتتسبّب بأعراض مُزعجة تشمل الغثيان المُستمر والألم الحاد الذي قد يتراوح بين الخفيف والشديد، إضافةً إلى مشاكل واضطرابات في عملية التبوّل، كصعوبة التبوّل أو الشعور بألم أثناءه أو تغيّر لون البول أو زيادة عدد مرات التبوّل أو قلّتها عن المُعدّل الطبيعي. لذا، يُنصح بالحدّ من تناول هذه الأطعمة المُصنّعة للحفاظ على صحة الكلى ووظائفها.

السكر

يُعدّ الإفراط في استهلاك السكر من العوامل الرئيسية المُسببة للعديد من المشاكل الصحية، حيث يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بداء السكري والسمنة، وهما بدورهما يُعتبران من العوامل المُهمة التي تُساهم في تطور أمراض الكلى المُزمنة. وتتفاقم هذه المخاطر مع تناول المشروبات المُحلّاة صناعيًا مثل الصودا، التي تُعدّ مصدرًا غنيًا بالسعرات الحرارية الفارغة، أي أنها تُزوّد الجسم بكميات كبيرة من الطاقة دون أي قيمة غذائية تُذكر، ممّا يُثقل العبء على الكلى.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض المشروبات الغازية مثل الكولا على الفسفور المُضاف، الذي يُمكن أن يُلحق الضرر بالكلى، خاصةً عند استهلاكه بكميات كبيرة بالتزامن مع السكر. ومن المُثير للاهتمام أن صودا الحمية، التي يُفترض أنها بديل صحي، قد تكون في الواقع أكثر ضررًا على الكلى من المشروبات المُحلّاة العادية.

حيث أظهرت الدراسات أن النساء اللواتي يُواظبن على شرب صودا الحمية مُعرّضات لانخفاض وظائف الكلى بنسبة تصل إلى 30% على مدى عشرين عامًا مُقارنةً بغيرهن، ممّا يُشير إلى وجود علاقة سلبية قوية بين استهلاك هذه المشروبات وصحة الكلى على المدى الطويل.

أسوأ الأطعمة للكلى الأخرى

أما الأطعمة الأخرى التي يجب تحديد كميتها أو تجنبها من أجل الحفاظ على صحة الكلى، فتشمل:

  • منتجات الألبان: فهي غنية بالبروتين، بالتالي من المهم تحديد الحصة اليومية منها.
  • المشروبات الغازية: تحتوي على مستويات عالية جدًا من الكافيين والسكر والمحليات الصناعية.
  • الكحول: من شأنها أن تسبب الإصابة بالجفاف مما يرفع من خطر إصابة الكلى بالمشاكل المختلفة.

اكتشاف المزيد من عالم المعلومات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيك بهذه المقالة؟ كن أول من يعلق

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا. تساعدنا هذه الملفات على تذكر إعداداتك وتقديم محتوى مخصص لك. يمكنك التحكم في ملفات تعريف الارتباط من خلال إعدادات المتصفح. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية لدينا.
قبول
سياسة الخصوصية