تُعدّ “دول اليورو” ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي في القارة الأوروبية، حيث يُمثّل اليورو، العملة الموحدة، مفتاحًا لفهم أعمق للاتحاد الاقتصادي والنقدي الأوروبي، وما يترتب عليه من فوائد جمّة للاقتصاد الأوروبي بشكل عام. فمنذ نشأته، ساهم اليورو في تسهيل حركة التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء، ممّا أدّى إلى تعزيز الاستقرار المالي في المنطقة وخلق سوق موحدة أكبر وأكثر اندماجًا.
وتُعرّف العملات النقدية بأنها وحدات قياسية للتبادل التجاري، تختلف من دولة إلى أخرى، وتُعتبر وسيلة سهلة ومُيسّرة لإجراء المعاملات التجارية، وذلك بعد أن كان النظام التجاري قديمًا يعتمد على تبادل السلع مُباشرةً. وتوجد قائمة عالمية شاملة للعملات الرسمية المُستخدمة في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الدول ذات الاعتراف الجزئي أو تلك التي تتمتع بالحكم الذاتي.
ومن بين أشهر العملات العالمية التي تشهد تداولًا واسعًا ولها تأثير كبير في مؤشرات التداول الاقتصادي العالمي، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: الدولار الأمريكي الذي يُعتبر العملة الاحتياطية عالميًا، والفرنك السويسري الذي يُعرف باستقراره، واليورو الأوروبي الذي يُوحّد اقتصادات منطقة اليورو، والين الياباني، والجنيه الإسترليني، بالإضافة إلى بعض العملات الإقليمية الهامة كالمانات والدينار الكويتي والدينار الأردني والريال العُماني.
وتُعرف كل مجموعة من الدول التي تستخدم عملة مُحدّدة من هذه العملات باسم المنطقة أو الكتلة الاقتصادية التي تعتمد تلك العملة.
ما هي دول اليورو ؟
تُعرف دول اليورو بأنها مجموعة الدول التي اتفقت على توحيد عملتها النقدية لتصبح اليورو، وذلك في إطار سعيها نحو تعزيز التكامل الاقتصادي والمالي بينها. فكما هو معلوم، تتكتل الدول في تجمعات مختلفة بناءً على عوامل مشتركة، سواء كانت جغرافية كدول البلطيق، أو اتفاقيات دولية كدول دبلن، أو كما هو الحال مع دول اليورو التي جمعتها عملة موحدة، ألا وهي اليورو الأوروبي، الذي يُعدّ ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم.
وبشكل مُحدد، فإن دول اليورو هي الدول التي تعتمد اليورو كعملة رسمية لها في معاملاتها اليومية، سواء التجارية أو المالية. وقد بدأ هذا التوحد النقدي في 1 يناير 1999 على المستوى المصرفي بين أحد عشر عضوًا من أصل خمسة عشر عضوًا في الاتحاد الأوروبي آنذاك، وهي: النمسا، بلجيكا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، أيرلندا، إيطاليا، لوكسمبورغ، هولندا، البرتغال، وإسبانيا.
وفي هذه المرحلة، بدأت الشركات والمصارف وأسواق المال في هذه الدول بإجراء معاملاتها غير النقدية باليورو، في حين استمر التعامل بالعملات المحلية بشكل نقدي حتى 1 يناير 2002، وهو التاريخ الذي تم فيه تداول الأوراق النقدية والعملات المعدنية لليورو بشكل فعلي، مع ربط صارم لقيمة العملات القديمة باليورو خلال الفترة الانتقالية.
وبحلول عام 2002، حلّ اليورو محل العملات المحلية للدول المنضمة لاتفاق تطبيق اليورو، ليصبح العملة الرسمية في أغلب دول الاتحاد الأوروبي، حيث ينقسم اليورو الواحد إلى 100 سنت. وقد شهد اليورو تقلبات في سعر صرفه مقابل الدولار الأمريكي، حيث سجل أعلى قيمة له في 30 ديسمبر 2004 ببلوغه 1,3668 دولار أمريكي، بينما كانت أدنى قيمة له في 26 أكتوبر 2000 عند 0,8225 دولار أمريكي.
وتجدر الإشارة إلى أن اليورو لم يقتصر تأثيره على دول منطقة اليورو فقط، ففي عام 2003، اعتمد 51 بلدًا إقليميًا خارجه كعملة مرجعية أو أداة تثبيت نقدي. إلا أن منطقة اليورو واجهت تحديات اقتصادية، أبرزها الركود الاقتصادي في عام 2008 الذي أدى إلى انهيار مؤسسات مالية كبرى، وطال تأثير الأزمات المالية دولًا رئيسة في منطقة اليورو كفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
الدول الأعضاء التي تستخدم اليورو
اليورو (€) هو العملة الرسمية لـ 19 دولة من دول أوروبا وذلك من 27 عضو تابع لاتحاد الأوروبي، حيث تشكل هذه الدول معًا منطقة اليورو. على الرغم أنه كل دول الاتحاد الأوروبي في قارة أوروبا تمثل جزء من اقتصاد الاتحاد، فقامت 19 دولة تابعة للاتحاد بتغيير عملتها الوطنية إلى العملة الموحدة وهو اليورو، وتشكل هذه الدول أيضًا منطقة اليورو.
- النمسا
- بلجيكا
- قبرص
- إستونيا
- فنلندا
- فرنسا
- ألمانيا
- اليونان
- إيرلندا
- إيطاليا
- لاتفيا
- ليتوانيا
- لوكسمبورغ
- مالطا
- هولندا
- البرتغال
- سلوفاكيا
- سلوفينيا
- إسبانيا
معايير الانضمام إلى اليورو
معايير الانضمام إلى دول اليورو التي حددت في اجتماع ماستر يخت، وتضمنت تحديد معدلات التضخم العليا المسموح بها، ومستوى عجز الموازنة، ونسبة الدين للناتج المحلي، وكذلك سعر الفائدة واستقرار سعر صرف العملة، وبناء على هذه المعايير تم قبول انضمام أحد عشر بلدًا أوربيًا إلى العملة الموحدة، وحدد معدل تحويل عملاتها الوطنية إلى “يورو” عام 1999 على النحو الآتي:
- اليورو الواحد يعادل 40.3399 فرنكًا بلجيكيًا أو لوكسمبورجيًا.
- اليورو الواحد يعادل 1.95583ماركًا ألمانيًا.
- اليورو الواحد يعادل 166.386 اسكودوً برتغاليًا.
- اليورو الواحد يعادل 6.55957 فرنكًا فرنسيًا.
- اليورو الواحد يعادل 0.787564 ليرة إيرلندية.
- اليورو الواحد يعادل 1936.27ليرة إيطالية.
- اليورو الواحد يعادل 20371 فلورين هولندي.
- اليورو الواحد يعادل 13.7603 شلنًا نمساويًا.
- اليورو الواحد يعادل 200.482 بيزيتا إسبانية.
- اليورو الواحد يعادل 5.94573 ماركًا فنلنديًا.
ومن عام 1999 حتى عام 2002 تم إعلان الأسعار بالعملة الوطنية وبمكافئ اليورو، مع بقاء التداول بالعملة الوطنية. وفي عام 2002 جرى التحويل في كل دول اليورو من العملة الوطنية إلى اليورو، وكان يسمح بالتداول على التوازي بين العملة الوطنية أو باليورو، وبعد حزيران/يونيو 2002 اختفت العملات الوطنية في الدول الإحدى عشرة، واستخدم اليورو استخدامًا تامًا. وبانضمام اليونان عام 2002 أصبح عدد الدول المتعاملة باليورو اثنَيْ عشر بلدًا.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
