ما هي فوائد المانجو؟ تُعتبر المانجو، بلونها الزاهي وعبيرها الفواح، جوهرة الفواكه الاستوائية. فبمذاقها الحلو والعصير، الذي يمزج بين الحلاوة اللطيفة واللمسة الحمضية الخفيفة، تُسحر حواسنا وتمنحنا تجربة تذوق لا تُنسى. ولكن ما يجعل المانجو أكثر من مجرد فاكهة لذيذة هو كنوزها الغذائية المخفية تحت قشرتها الملونة.
فهي غنية بمجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية، والتي تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على صحة أجسامنا. فبالإضافة إلى قيمتها الغذائية العالية، تتميز المانجو بخصائص جمالية فريدة، حيث تدخل في العديد من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والشعر، مستفيدة من مضادات الأكسدة القوية التي تحتوي عليها والتي تساعد على تأخير ظهور علامات الشيخوخة وحماية الجلد من التلف.
لذا، دعونا نستكشف معاً فوائد المانجو، ونكتشف لماذا تعتبر هذه الفاكهة الاستثنائية فاكهة ثمينة من الطبيعة.
فوائد المانجو
محتواها من العناصر الغذائية
- مضادات الأكسدة
تُعتبر ثمرة المانجو مصدراً غنياً بمجموعة واسعة من المركبات الفينولية، وهي عبارة عن مضادات أكسدة قوية تعمل على حماية خلايا الجسم من التلف الناتج عن الجذور الحرة الضارة. من أبرز هذه المركبات الفينولية الموجودة في المانجو المنجيفيرين، وهو مركب فريد يتميز بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات قوية.
بالإضافة إلى المنجيفيرين، تحتوي المانجو على الكاتيشين والأنثوسيانين وحمض البنزويك والكيريستين، وهي جميعها مركبات فينولية معروفة بدورها في تعزيز صحة الجسم ومقاومة الأمراض، حيث تساهم في تقوية جهاز المناعة وحماية القلب والأوعية الدموية، كما أنها تلعب دوراً هاماً في مكافحة الشيخوخة المبكرة والحفاظ على نضارة البشرة والشعر.
كما أنَّ ثمرة المانجو تحتوي على هذه المضادات اللوتين والزيازانثين. هذان المركبان يعملان كمرشح طبيعي داخل شبكية العين، حيث يتراكم اللوتين والزيازانثين في منطقة البقعة الصفراء، وهي المنطقة المسؤولة عن الرؤية المركزية الحادة والألوان، مما يوفر حماية قوية لشبكية العين من الأضرار الناجمة عن الأشعة الضارة المنبعثة من الشمس والأجهزة الإلكترونية.
فبالإضافة إلى امتصاصهما للضوء الأزرق الضار الذي يعتبر من أهم أسباب إعتام عدسة العين والتنكس البقعي، يساهمان اللوتين والزيازانثين في تقوية الأوعية الدموية المغذية لشبكية العين، مما يحسن الرؤية ويقلل من خطر الإصابة بأمراض العيون المرتبطة بالتقدم في العمر.
- فيتامين ج
تعتبر المانجو مصدراً غنياً بفيتامين ج، حيث يغطي كوب واحد منها الاحتياجات اليومية للجسم من هذا الفيتامين الأساسي. يلعب فيتامين ج دوراً حيوياً في تعزيز صحة الجهاز المناعي، إذ يساهم بشكل فعال في إنتاج وتطوير الخلايا التائية التي تشكل خط الدفاع الأول لجسمنا ضد الأمراض والعدوى، كما يؤكد ذلك البحث المنشور في مجلة Journal of Leukocyte Biology عام 2014.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فيتامين ج ضروري للحفاظ على صحة الأوعية الدموية وتقوية جدرانها، مما يساهم في الوقاية من العديد من الأمراض القلبية الوعائية. كما أنه عنصر أساسي في بناء وتجديد النسيج الضام في الجسم، بما في ذلك الجلد والأربطة والأوتار، مما يعزز مرونة وقوة هذه الأنسجة ويحافظ على صحة الجسم بشكل عام.
- فيتامين أ
يعتبر فيتامين أ عنصرًا غذائيًا أساسيًا يؤدي دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الجسم، وخاصة الأنسجة الظاهرية مثل الجلد والشعر. فهو يساهم بشكل كبير في تعزيز حدة البصر، ونمو الخلايا، ويساعد في الحفاظ على صحة الجهاز التناسلي. كما أنه يلعب دورًا هامًا في إنتاج الزيوت الطبيعية التي ترطب الجلد والشعر، مما يحميها من الجفاف والتقصف.
وتُعد فاكهة المانجو مصدراً غنيًا بفيتامين أ، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمن يرغبون في تعزيز صحة بشرتهم وشعرهم. فبالإضافة إلى دوره في ترطيب فروة الرأس وتحفيز نمو الشعر، يساعد فيتامين أ الموجود في المانجو على حماية الشعر من التلف الناتج عن العوامل البيئية المختلفة.
وقد أكدت العديد من الدراسات العلمية، ومنها مراجعة نشرت في مجلة BBA Molecular and Cell Biology of Lipids عام 2012، على أهمية فيتامين أ في الحفاظ على صحة وسلامة الأنسجة الظاهرية، بما في ذلك الجلد والشعر والغدد الدهنية. لذا، فإن إدراج المانجو في النظام الغذائي بانتظام يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين صحة الشعر والبشرة، والحصول على مظهر صحي وشاب.
ومن الجدير بالذكر أنّ حبة واحدة منها ما يقارب 10% من الاحتياجات اليومية لهذا الفيتامين الأساسي. يلعب فيتامين أ دوراً حيوياً في تعزيز صحة الجهاز المناعي، مما يساهم في تقليل فرص الإصابة بالعدوى.
فوفقاً لدراسة علمية نشرت في مجلة Nutrition، فإن نقص فيتامين أ يؤدي إلى ضعف الاستجابة المناعية للجسم، سواء كانت استجابة خلوية تتعلق بقتل الخلايا المصابة، أو استجابة خلطية تعتمد على إنتاج الأجسام المضادة. وبما أن الأغشية المخاطية التي تبطن الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي هي الخط الدفاعي الأول للجسم ضد الميكروبات، فإن نقص فيتامين أ يجعل هذه الأغشية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
- الفولات
الفولات، أحد أعضاء عائلة فيتامينات ب المركب، هو عنصر غذائي أساسي لا غنى عنه لصحة الإنسان. فهو يدخل في العديد من التفاعلات الكيميائية الحيوية بالجسم، بما في ذلك عملية بناء الحمض النووي (DNA) وتكوين خلايا الدم الحمراء. وبفضل هذه الأدوار الحيوية، يرتبط الفولات ارتباطًا وثيقًا بصحة القلب والأوعية الدموية، ويساهم في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة.
كما أنه يلعب دورًا هامًا في نمو الأجنة وتطورهم، مما يجعله من العناصر الغذائية الأساسية التي يجب أن تحرص الحوامل على الحصول عليها بكميات كافية.
- البوتاسيوم
تُعد المانجو من الفواكة الغنية بالبوتاسيوم، في حين تكاد تخلو من الصوديوم، لذا فهي تساعد على تنظيم ضغط الدم، والمحافظة على توازن السوائل في الجسم.
فوائد تمتلك دلائل علمية أقل قوة
- تعزيز الهضم
تحتوي المانجو على مجموعة من الإنزيمات الهاضمة التي تُعرف بالأميلاز والتي تُحطّم جزيئات الطعام الكبيرة ليَسهُل امتصاصها، فهي تُجزّئ الكربوهيدرات المُعقدة إلى سكريات، مثل: الجلوكوز، والمالتوز، وتوجد هذه الإنزيمات في الثمرة الناضجة بشكلٍ أكبر، كما أنَّ المانجو تساعد أيضاً على التخفيف من مشاكل الجهاز الهضميّ، مثل: الإسهال، والإمساك، وذلك لاحتوائها على نسبةٍ عاليةٍ من الألياف، والماء.
وقد أشارت دراسة أولية نُشرت في مجلة Molecular nutrition and food research عام 2018، إلى أنَّ تناول المانجو يومياً، مدّة 4 أسابيع من قِبَل الأشخاص المُصابين بالإمساك المُزمن، كان لهُ نفس فعالية مكمل غذائي مُعيّن يحتوي على نفس الكمية من الألياف، في التحسين من أعراض الإمساك، مما يُشير إلى أنَّ المانجو تحتوي على مكونات أخرى تساعد على تحسين صحة الجهاز الهضمي.
- تعزيز صحة القلب
تُساعد كلٌّ من الألياف، والفيتامينات، والبوتاسيوم الموجودة في المانجو على تحسين عمل الشرايين، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، كما يساهم المغنيسيوم، والبوتاسيوم في تحسين ضغط الدم، والحفاظ على نبضٍ صحّيّ، بالإضافة إلى محتواها من مضاد الأكسدة المنجيفيرين، إذ أظهرت دراسةٌ مخبريّةٌ نُشرت في مجلة Journal of Ayurveda and Integrative Medicine عام 2017، أنَّ المنجيفيرين يحمي خلايا القلب من الالتهاب، والإجهاد التأكسدي، كما يُقلل من خطر الإصابة بتلف عضلة القلب.
كما أشارت دراسة مخبرية أُخرى نُشرت في مجلة Toxicology عام 2006، إلى أنَّ المنجيفيرين يمكنه المساعدة على خفض كلٍّ من كوليسترول الدم، والدهون الثلاثية، ومستوى الأحماض الدُهنية لدى الفئران المصابة بالنوبة القلبية. ومن الجدير بالذكر أنَّ هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لإثبات ذلك على البشر.
- تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان
تحتوي ثمرة المانجو على نسبة عاليةٍ من متعدد الفينول التي تمتلك خصائص مضادة للسرطان، فهي تساعد على تقليل خطر الإجهاد التأكسدي المرتبط بأكثر من نوع من أنواع السرطان، وأظهرت دراسة مخبرية نُشرت في مجلة Nutrition and Cancer عام 2008، أنَّ مُستخلص المانجو قد يساعد على التقليل من نموّ خلايا سرطان البروستاتا، وتعزيز عمليّة تدميرها عبر موت الخلايا المبرمج (Apoptosis).
وأوضحت دراسة أولية أخرى نُشرت في مجلة Journal of Agricultural and Food Chemistry عام 2010 أنَّ متعدد الفينول الموجود في أنواع مُتعددة من المانجو له خصائص مُضادة للسرطان.
بالإضافة إلى ذلك فقد أشارت دراسة مخبرية نُشرت في مجلة Nutrition Research عام 2015، إلى أنَّ متعدد الفينول الموجود في المانجو قللت من نمو الأورام لدى الفئران المُصابة بسرطان الثدي،[١٢]كما أشارت دراسة مخبرية أخرى نُشرت في مجلة The Journal of Nutritional Biochemistry عام 2017 إلى أن هذه المركّبات أيضاً تُساهم في وقف انتشار خلايا سرطان الثدي.
- تقليل خطر الإصابة بالسكري
بيَّنت دراسة مخبرية نُشرت في مجلة Medicina عام 2019، أنَّ أوراق المانجو قد تساعد على التقليل من خطر الإصابة بمرض السكري، وذلك عن طريق خفض مستويات السكر، والدهون في الدم، والمساهمة في التقليل من الوزن الزائد، وذلك لإحتوائها على المنجيفيرين، و بعض المركبات الكيميائية النباتية (Phytochemicals)، مثل الفينول (Phenol)، والفلافينويد (Flavonoid).