ظهرت الضريبة على الدخل من بداية تطور الحياة الاقتصادية والمالية في المجتمعات الإنسانية، حيث أصبح الناس ينتمون إلى دول أو ممالك يعيشون فيها ويمارسون فيها نشاطاتهم اليومية، ويخضعون بناءً على وجودهم في هذه الدول إلى مجموعة من التعليمات والأعراف والقوانين المحلية التي تصدر عن السلطة الحاكمة فيها، ولقاءَ حصول الأفراد الذين يعيشون في و*على مجموعة متنوعة من الخدمات وتوفير الحماية لهم فإنه تترتب عليهم بعض الالتزامات المادية تجاه الدولة، ومن تطور العلوم المالية بدأ مفهوم الضريبة بالتبلور، وتعد الضريبة على الدخل من أنواع الضريبة، وفي هذا المقال سيتم بيان مفهوم الضريبة على الدخل.
تعريف الضريبة على الدخل
تعتبر الضريبة بشكلٍ عام مبلغاً من المال تفرضه الحكومة على الأفراد بشكل إجباري، لأنّها أحد مصادر الإيرادات الحكوميّة، ولإعادة توزيع الدخل والثروات بين الأفراد لتحقيق المساواة والاستقرار الاقتصادي فيما بينهم، ومن أنواع الضرائب ضريبة الدخل، التي يتم فرضها على الأشخاص بنسبة تبعاً لممتلكاتهم، وتستخدمها الحكومة عادةً في توفير السلع للمواطنين، دفع الالتزامات وتمويل الخدمات العامّة، حيث يقوم النظام المتبع في جني الضرائب على زيادة قيمة الضريبة بشكل يتناسب طردياً مع مقدار دخلهم المشتمل على أموال الأجور، والمرتبات، والاستثمارات، والعمولات والأرباح من العمل.
تختلف ضريبة الدخل الخاصّة بالأشخاص عن تلك الخاصّة بالشركات والمؤسسات، العاملين والمقاولين، والشركات الخاصّة، بسبب وجود عدد من الاقتطاعات والخصومات غير المحتسبة، بينما تدفع الشركات ضريبة الدخل على أرباحها، بعد خصم رأس المال ومصروفات التشغيل من الدخل الكلي لها.
العوامل المؤثرة على ضريبة الدخل
بالإضافة إلى وجود سياسات وإجراءات محاسبية مختلفة تؤثر على مقدار ضريبة الدخل فإن هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على ضريبة الدخل والتي تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض قيمة ضريبة الدخل المُستحقة، وهناك بعض الحالات التي يتم فيه إعفاء بعض الأفراد من دفع ضريبة الدخل، ومن أبرز العوامل المؤثرة على الضريبة على الدخل ما يأتي:
- الوضع الاقتصادي العام: حيث تزداد قيمة الضريبة على الدخل بشكل عام في حالات الازدهار الاقتصادي، بينما يُلاحظ حدوث انخفاض في قيمة الضريبة على الدخل في حالات ركود الاقتصاد، ويعزى انخفاض ضريبة الدخل في حالات الركود وزيادته في حالات الازدهار إلى وجود ارتباط مباشر بين الدخل الفردي وانتعاش أو كساد اقتصاد الدولة.
- قيمة الدخل: تؤثر قيمة الدخل بشكل مباشر على قيمة ضريبة الدخل المستحقة، بل إن قيمة الدخل تُحدِّد فيما إذا كان دخل الفرد خاضعًا للضريبة على الدخل أم لا، حيث هناك ما يعرف بالإعفاء الشخصي على ضريبة الدخل إذا لم يتجاوز الدخل قيمة مالية محددة فإن صاحب الدخل يكون مُعفىً من الضريبة، وفي حالات استحقاق ضريبة الدخل فإن زيادة الدخل تؤدي إلى زيادة الدخل الخاضع للضريبة، ويزيد قيمة الضريبة المُستحقة.
- الحالة الاجتماعية: توثر الحالة الاجتماعية للمُكلَّفين على الخضوع الضريبي من عدمه، كما أن عدد أفراد الأسرة المُعالين من قبل رب الأسرة يؤثر على الخضوع لضريبة الدخل، حيث تعفى وفقًا لقانون ضريبة الدخل حالات محددة من دفع الضريبة بسبب عدم خضوع دخلها للضريبة.
آليّة احتساب ضريبة الدخل
يتم احتساب ضريبة الدخل عادةً تبعاً لشرائح ضريبيّة، يدخل من ضمنها دخل الفرد، ليدفع نسبة مئويّة معيّنة، على سبيل المثال، في حال كان دخل أحد الأشخاص في السنة 70,000 دولار، فهو إذاً ضمن الشريحة الواقعة بين (37,951 – 91,900) دولار، وبنسبة مئويّة تساوي (25%)، لذا يترتب عليه دفع ضريبة بنسبة (25%) من الدخل السنوي الخاص به، مع مراعاة وجود بعض الإعفاءات التي لا يتم احتسابها ضمن دخل الفرد الخاضع للضريبة.
الإعفاءات المستثناة من ضريبة الدخل
عند حساب ضريبة الدخل للأفراد، يوجد عدد من الاستثناءات التي لا تخضع للضريبة، ومنها ما يلي:
- الميراث.
- المبالغ المدفوعة للتأمين على الحياة.
- التأمين ضد الحوادث.
- التأمين الصحّي.
- تكاليف الدراسة.
- الهدايا الشخصيّة.
- التبرعات الخيريّة والهبات.
- الأشخاص ذوي الدخل المتدني، بمعدل تحت خط الفقر.