اللاوعي أو العقل الباطن هو ذلك الجزء الخفي من العقل الذي يتحكم في الكثير من سلوكياتنا وأفعالنا دون أن ندرك ذلك. فهو يحتوي على مخزون ضخم من الذكريات والأفكار والمشاعر التي تم قمعها أو نسيانها، والتي تؤثر بشكل كبير على طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا. وقد أشار سيغموند فرويد إلى أن اللاوعي يلعب دوراً حاسماً في تشكيل شخصيتنا وسلوكنا، حيث يمكن أن تتجلى محتوياته في الأحلام والأخطاء اللغوية والأعراض النفسية.
يمكننا تشبيه العقل البشري بجبل جليدي مهيب يطفو على سطح الماء، حيث يمثل الجزء الظاهر من الجبل، والذي يمكننا رؤيته بوضوح، ما نسميه بالوعي أو الإدراك الواعي، وهو ذلك الجزء الصغير الذي نستخدمه في التفكير واتخاذ القرارات والتفاعل مع العالم من حولنا.
أما الجزء الأكبر من الجبل الجليدي والذي يختفي تحت سطح الماء، فيمثل العقل الباطن أو اللاوعي، وهو بمثابة مستودع ضخم للأفكار والذكريات والعواطف والخبرات التي اكتسبناها طوال حياتنا، والتي تؤثر بشكل كبير على سلوكنا وأفعالنا دون أن ندرك ذلك. فالأفكار والمشاعر التي ندركها ونتعامل معها بشكل يومي لا تمثل سوى قمة الجبل الجليدي، بينما الجزء الأكبر والأعمق من عقولنا، وهو اللاوعي، يحتوي على كم هائل من المعلومات والمعتقدات التي تشكل هويتنا وشخصيتنا وتوجه سلوكنا في الحياة.
خصائص العقل الباطن
عندما نتحدث عن العقل الباطن، فإننا نشير إلى ذلك الجزء الخفي من عقلنا الذي يخزن تجاربنا، ويؤثر على سلوكنا، ويتحكم في العديد من عملياتنا النفسية. يتميز هذا الجزء من العقل بمجموعة من الخصائص المميزة، وهي كالآتي:
- تتواجد الأفكار المنطقية وغير المنطقية في العقل الباطن.
- لا تمتلك أفكار العقل الباطن يقيناً مقارنةً بالأفكار الواعية، كما أنّها غير مُرتّبةً ترتيباً زمنياً.
- العقل الباطن عبارة عن نظام شديد التعقيد يعمل وِفقاً لقوانين.
دور العقل الباطن وتأثيره
يُعتبر العقل الباطن بمثابة مخزن عميق لغرائز الإنسان ودوافعه الأساسية، وهو يشبه إلى حد كبير الضمير الذي يحمل في طياته القيم والمعايير الأخلاقية التي اكتسبها الفرد من مجتمعه. وقد أشار العالم النفساني الشهير سيغموند فرويد إلى أن هذا الجزء الغامض من النفس يمكن الوصول إليه واستكشافه من خلال العلاج النفسي التحليلي.
ومع ذلك، فإن الأفكار والمعتقدات الكامنة في العقل الباطن قد تحمل في طياتها بذور العديد من المشكلات النفسية، والتي قد تتجلى في صورة اضطرابات نفسية مختلفة تؤثر على حياة الفرد بشكل كبير. ومن أبرزها ما يأتي:
- الغضب.
- التحيّز.
- الاضطراب والضيق النفسي.
- السلوكيات الوسواسية أو القهرية.
- صعوبة في التواصل والتفاعل مع الآخرين.
- وجود الذكريات والمشاعر المكبوتة، والتي تُؤدّي إلى حدوث مشكلات نفسية عادةً.