القائمة إغلاق

تعريف تنمية الموارد البشرية .. مداخلها وأهميتها والصعوبات التي واجهتها

تعتبر تنمية الموارد البشرية من الأُطر التي تساعد على تطوير المهارات الشخصية والتنظيمية لدى الموظفين، من أجل تطوير المعرفة لديهم، وتنمية الإمكانيات المهنية، والنفسية، والشخصية الخاصة بهم، حيث تتضمن تنمية الموارد البشرية عدداً من الفرص الخاصة في التطور الوظيفي للموظفين، وفرص التدريب، والمساعدة الدراسية، وإدارة التطوير والأداء.

تعريف تنمية الموارد البشرية

يتم تعريف تنمية الموارد البشريّة Human Resource Development (HRD) على أنَّها تنمية قدرات ومهارات الموظفين والاستثمار بها، حيث تُعتبر تنمية الموارد البشريّة جزءًا لا يتجزأ من إدارة الموارد البشريّة التي يتم من خلالها تزويد العمّال والموظفين بالمهارات والمعرفة ذات العلاقة بشكلٍ مباشر بالقدرة على النمو في مكان العمل، بالإضافة إلى وضع خطة مناسبة وواضحة لتطوير أدائهم، وعادةً ما يتم هذا الأمر من خلال عقد ورشات تدريبية أو أنشطة تتم على مستوى المنظمات أو الشركات بشكلٍ عام، ويتم إعطاء مهمة متابعة الموظفين، وتطوير مبادرات مشابهة لمساعدة الموظفين على التطور والتقدم في مجال عملهم أو ما يُعرف بالتطور الوظيفيّ، وتحقيق الأهداف الأساسيّة في بيئة العمل إلى فريق الموارد البشريّة؛ حيث يشمل فريق الموارد البشريّة منسقين تعليم ومتخصصين في مجال التدريب ومطوري برامج التنمية.

مداخل تنمية الموارد البشرية

هناك ثلاثة مداخل للتنمية البشرية، ويختلف كل مدخل في أبعاده، وفلسفته، بالإضافة إلى الأدوات الخصة به، وفي الآتي نذكر هذه المداخل:

  • المدخل الفردي: في فلسفة هذا المدخل يتم التركيز على الفرد كوسيلة من أجل التطوير داخل المنظمة، وعليه فإنّ هذا المدخل يستلزم عدة أمور، منها:
    • النظر إلى الفرد بوصفه المتغيّر المستقلّ، أم المنظمة فهي تابعة له في عملية التطوير.
    • استخدام جميع المدخل التي تؤدي إلى تغيير الفرد، مما يساهم في عملية التنمية.
  • المدخل التنظيمي: يركز هذا المدخل في فلسفته على أنّ عملية التطوير يجب أن تتركز حول تهيئة النظام من أجل حدوث التطور، وهذا الأمر يحتاج إلى عدة مستلزمات، منها:
    • التركيز على الوظائف المختصّة بالتنظيم، سواء كان على مستوى المنظمة أو على مستوى الإدارات.
    • النظر إلى الأفراد بوصفهم متغيراً تابعاً، وعليه فإنّ أي تغيير في المنظمة سيؤدي إلى تغيير على مستوى الأفراد.
    • التركيز على بيئة المنظمة، والتي يجب أن تسمح بالابتكار، والتطوير.
  • المدخل الجماعي: تتمثّل فلسفة المدخل الجماعي في عدة نقاط، منها:
    • عدم التركيز على الفرد فقط؛ حيث يجب التركيز على الجماعة بشكل أكبر.
    • الافتراض بوجود قوى متكافئة فيما بين أطراف التغيير.
    • التميز بالشمولية؛ حيث إنه يحقق أفضل النتائج في أغلب الأحوال.

أهمية تنمية الموارد البشريّة

تُعد تنمية الموارد البشريّة أحد أهم الجوانب التي تحتويها الموارد البشريّة بشكلٍ عام، وتتمثل أهميتها في ما ياتي:

  1. تطوير القوة العاملة

تساعد تنمية الموارد البشريّة المنظمات والشركات على تطوير قوة عاملة مؤهلة بالشكل الصحيح من خلال تدريبها وتثقيفها وتزويّدها بالمعرفة اللازمة، ويتم نقل المهارات الوظيفيّة اللازمة إلى الموظفين لأداء أدوارهم والمهام المطلوبة منهم على أكمل وجه.

  1. تحسين العلاقات مع الموظفين

تعمل تنمية الموارد البشريّة إلى تحقيق تفاهم أفضل بين الموظفين أو العاملين مع إدارة الشركة أو المصلحة، فمن خلال مساعدة الإدارة للأفراد والموظفين في تطوير أدائهم وقدراتهم وأداء أدوارهم فإنَّ ذلك سيؤدّي إلى زيادة الثقة والتعاون وتعزيز العلاقات القائمة بينهم.

  1. توفير فرص للتطور الوظيفي

تعمل تنمية الموارد البشرية على تطوير الحياة المهنيّة لجميع الأشخاص العاملين في المنظمة، حيث يتم تزويد الأفراد بفرص تدريب وتطوير أداء مختلفة وفقًا لمتطلباتهم، فهي تساعدهم على معرفة مهاراتهم وقدراتهم ومعتقداتهم من وقت لآخر وفقًا للمتطلبات المتغيرة.

  1. تعزيز الإنتاجية

تساهم تنمية الموارد البشريّة في زيادة إنتاجية المنظمة بشكلٍ فعّال، فمن خلال نقل المعرفة للموظفين وتزويّدهم بالخبرات والقدرات والمهارات اللازمة؛ سيؤدّي ذلك إلى تحسين إنتاجيّة الأفراد بالإضافة إلى تحسن جودة المخرجات التي يقدّمها الأفراد للمنظمة، فقد يصبح جميع العاملين مؤهلين بالشكل الصحيح للقيام بالأداء الجيد.

  1. تحسين الرضا الوظيفي

ترتكز فكرة وهدف تنمية الموارد البشريّة على تحسين أداء الموظفين من خلال تعزيز قدراتهم وثقتهم بأنفسهم، لذلك تقوم تنمية الموارد البشريّة بالتوجيه الجيّد لأداء الموظفين وتوفير البيئة المناسبة للعمل لهم بالشكل الصحيح، والذي سيؤدّي بدوره إلى تحقيق رضا وظيفيّ يساهم في تحقيق أهداف المنظمة بشكل عام.

الصعوبات التي واجهت تنمية الموارد البشرية

واجهت تنمية الموارد البشرية العديد من الصعوبات من أجل تحقيق تنمية مستدامة من أجل الموارد والكفاءات، وقد تمثلت تلك الصعوبات فيما يلي:

  • الاتجاه نحو عولمة الأسواق: إن اتجاه الأسواق نحو العالمية من أهم العوامل التي تزيد من اهتمام المؤسسات المحلية والدولية في تسيير الموارد البشرية، وقد ازداد اتجاه المؤسسات نحو الأسواق العالمية لأن تلك المؤسسات مُنظمة حتى تتلاءم مع الأسواق المحليّة.
  • تنويع مزيج الموارد البشرية: من الممكن أن تضُم الشركات ذات النشاط الدولي عدداً من العاملين ذوي الجنسيات المتعددة، ومن مختلف الأعمار والثقافات، وهذا الأمر يعني وجود اختلاف في المهارات والقدرات، مما يتطلب إيجاد مزيد من التنمية والتدريب.
  • اتجاه المؤسسات للتصغير: تتجه المؤسسات الاقتصادية إلى التقليل من المستويات التنظيمية، وتسريح العمالة الزائدة، وتخفيض حجم العمليات، وهنا تكون وظيفة الموارد البشرية هي تدريب وتنمية مهارات العمالة الموجودة، بما يتناسب مع طبيعة المتغيرات الخاصة بالنشاط.
  • إعادة هندسة العمليات في المؤسسات: لجأ عدد كبير من المؤسسات إلى القيام بتغيرات هيكلية في عملياتها، من أجل التنسيق بين التحولات التنافسية، الأمر الذي أثّر في سياسات ونظم الموارد البشرية، ولهذا يجب أن يخضع الأفراد لبرامج تدريبية تختص بمعرفة مدى أهمية التغيير والدوافع الخاصة به.
  • الاتجاه نحو اللامركزية: تقتضي ظروف التنافس بين المؤسسات مشاركة الكفاءات البشرية والموارد في جميع مستويات التنظيم المختلفة، ويتم ذلك عن طريق زيادة الهامش الخاص في التدخل بالكفاءات من أجل تحليل المشاكل، وتقديم الاقتراحات لحلها، والاحتكاك مع العميل، ولهذا تجب تنمية مهارات العاملين الخاصة في التفاعل مع المشاكل بشتى أنواعها، مع التسيير والتفاوض من خلال المشاركة.

Related Posts

اترك رد