القائمة إغلاق

خصائص الشعر العربي الجاهلي وسبب قوته

يعد الشعر العربي فن من الفنون العربية التي ظهرت عند العرب منذ قديم العصور، وظل يتطور حتى أصبحوا يستخدمونه في التعبير عن حالتهم وشعورهم، كما أنهم استخدموه في نقل ثقافتهم وتاريخهم عبر الزمان، بالإضافة إلى أن الشعر هو كلام ذات وزن وقافية وذلك حتى تتناسب الأبيات مع بعضها، وأدى إلى ذلك ظهور العديد من الكتب الشعرية التي تساعد في تعلم أوزان الشعر وقوافيه، بالإضافة إلى تعليم البلاغة وكيفية استخدام الكناية والاستعارة والتشبيه أثناء الكتابات الشعرية

الشعر العربي الجاهلي

هو أحد أنواع الشعر العربيّ الذي ظهر قبل مئةٍ وخمسين عاماً من مجيء الدّين الإسلاميّ، ويُعتبر شعراً ناضجاً، كما له مكانةٌ مهمّة في تاريخ الأدب العربيّ نظراً لانتشاره في منطقة شبه الجزيرة العربيّة بشكل كبير.

حظي الشعر الجاهلي بانتشارٍ أكبر من النّثر في العصر الجاهلي؛ وذلك لاعتماده بشكل كبير على الخيال والعاطفة بالدرجة الأولى؛ على النقيض تماماً من النثر؛ إذ يعتمد على التّفكير والمنطق فقط، ويُشار إلى أنّ العرب في العصر الجاهليّ كانت لديهم قدرة عالية على الحفظ السريع بالرغم من انتشار الأمية حينها.

من الجدير بالذكر أنّ تاريخ بداية الشّعر العربيّ مجهولة؛ وذلك لانتشار الأُمّية في ذلك الوقت، وبالتالي عدم تدوين أي معلومة تشير إلى ذلك في الجاهلية، فعُرِف الشّعر العربي قبل مئةٍ وخمسين عاماً من مجيء الإسلام فقط، وقدّم الشعر العربي الجاهليّ في تلك الفترة تمجيداً للقبائل العربيّة، والإشادة بحسَبِها ونسبها.

برز عددٌ من أهمّ الشُّعراء في العصر الجاهلي، وخاصةً شعراء المُعلّقات، وهم عنترة بن شداد، وزهير بن أبي سُلمى، ولبيد، وامرؤ القيس، بالإضافة إلى شُمول الشّعر العربيّ على عددٍ ضخمٍ من الدّواوين الشّعريّة التي لم ينتقل إلينا منها سوى شذرات، ومنها ما وصل كاملاً.

خصائص الشعر الجاهلي

يمتاز الشعر الجاهلي بجُملة من الخصائص والمميزات، يمكن تقسيمها وتوضيحها على النحو الآتي:

الخصائص الموضوعيّة للشعر الجاهلي

  • الاستطراد: يوصف الشعر الجاهليّ على أنَّه مستطرد؛ وذلك بسب تعدد موضوعاته، فلا يقف على موضوع واحد، وتبدو القصيدة وكأنَّها مجموعة من الخواطر، التي ترتبط مع بعضها البعض بوحدة الوزن والقافية.
  • افتتاح القصيدة الجاهليّة بالمقدمة الطللية، وذلك من خلال الوقوف على الديار والتغني بها.
  • توظيف الحكمة بشكل كبير في القصائد الجاهليّة، بحيث تُعبّر الحكمة عن تجربة الشاعر وخبراته في الحياة.

الخصائص المعنويّة للشعر الجاهليّ

  • تصوير الواقع على حقيقته، وعدم الجنوح إلى المبالغة في التصوير.
  • جنوح معظم شعراء الجاهليّة إلى الاشتراك في المعاني، والتي يُصورن فيها واقعهم الحسيّ.
  • الإحساس في جمال البيئة والطبيعة، وذلك من خلال تصوير المرأة ومزج جمالها بجمال الطبيعة.

الخصائص الفنيّة للشعر الجاهليّ

  • غلبة التشبيه على القصيدة الجاهلية.
  • توظيف عدداً من المحسنات اللفظية والمعنوية.
  • تصوير الطبيعة وعناصرها، وتمثيل الحياة فيها.
  • توظيف الاستعارة.
  • توظيف الموسيقى الهادئة في بعض الأحيان، والصاخبة في أحيان أخرى، وذلك بناء على موضوعات القصائد.
  • توظيف لغة ذات تراكيب فخمة، ومعانٍ صعبة، حيث تحتاج المعاني الجاهليّة إلى معجم لغويّ لتفسير مفرداته.

أغراض الشعر الجاهلي

  • الوصف: يستخدم الشّعراء غرض الوصف لكل ما يحيط بهم في البيئة الصحراوية التي كان يعيش بها الشعراء الجاهليون، فشمل ذلك كل من الحيوان، والنبات، والجماد، والإنسان.
  • المدح: يُستخدم هذا الغرض لغايات الثّناء، والشكر للأشخاص، وأحياناً للتكسّب من ذوي الأموال.
  • الرثاء: شاع استخدامه بحقِّ أبطال القبيلة الذين قُتلوا في المعارك، وهو عبارة عن مدح الميت.
  • الهجاء: ذكر صفات العدو السيئة وعيوبه، ويستخدم غالباً في الغارات.
  • الفخر: التّباهي بالحسب والنّسب، والصّفات الحميدة التي يتّسم بها الشّاعر وقومه.
  • الغزل: شمل على الغزل العفيف والماجن للمرأة.
  • الزهد والحكمة: وصف الحياة الزاهدة وذكر الحكمة في الأبيات الشعرية.

عناصر الشعر الجاهلي

يتكون الشعر الجاهلي من 5 عناصر وهم:

  • العاطفة: وهي تعد من أهم العناصر التي توضح ما هو هدف الشاعر، كما أنها تعبر عن حالته سواء حزين أو فرحان.
  • الفكرة: يعتمد بناء القصيدة على فكرة أساسية مرتبطة بالعديد من الأفكار الفرعية.
  • الخيال: ويعني الأشياء الغير مرتبطة بالواقع، ويستعين به الشاعر من أجل إضفاء طابع مميز نحو القصيدة.
  • الأسلوب: وهي الطريقة التي يستخدمها الشاعر أثناء كتابته للقصيدة، ومن المعروف أن لكل شاعر أسلوبه الخاص في الكتابة.
  • النظم: وهو الاستخدام الصحيح للمزج بين كل من الألفاظ والمعاني.

مقومات القصيدة الشعرية

  • وحدة الوزن: يجب أن تكون جميع أبيات القصيدة على نفس الوزن أو أوزان متشابه، كما يجب الالتزام بالتفعيلات العروضية، مع الاهتمام بالترتيب الموسيقي الخاص بالشعر.
  • وحدة القافية: يجب أن تكون جميع قوافي القصيدة الشعرية ثابتة، فمثلا في حين الانتهاء بأول بيت شعر بحرف الميم يجب أن تنتهي جميع الأبيات بنفس الحرف.

Related Posts

اترك رد