الطواف في اللغة هو الدَّوران حول الشيء، أمَّا في الاصطلاح فهو ركنٌ من أركان الحجّ والعمرة، ولا يصحُّ الحج والعمرة إلَّا بأداء هذا الركن، والطواف هو أن يطوف الحاجُّ أو المعتمر ببيت الله الحرام سبعة أشواطٍ، على أن يبدأ الحاج أو المعتمر الطواف من أمام الحجر الأسود وأن ينتهي عند الحجر الأسود أيضًا، وأن يجعل الكعبة الشريفة على يساره أثناء طوافه، ومن السُّنَّة أن يرمل المعتمر في الأشواط الثلاثة الأولى والرمل هو المشي بسرعة وبخطًى متقاربة، وأن يضطبع المعتمر أو الحاجُّ في الطواف، والاضطباع جعل وسط الرداء تحت الكتف الأيمن وطرفي الرداء على الكتف الأيسر.
دعاء الطواف حول الكعبة
لم يرد عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ذكر أو دعاء مخصوص في الطواف، ويستحبُّ للمحرم عند الطَّواف حول الكعبة أن لا يتكلَّم إلا بخير؛ فيذكر الله تعالى ويدعوه بما شاء من الأدعية، وله أن يقرأ من القرآن سرًّا إذا أراد، ولم يثبت عنه -عليه السلام- سوى أنه كان إذا أتى الحجر الأسود يكبّر الله، وفيما يأتي يعض الأدعية التي قد يدعو بها المحرم في طوافه:
دعاء الركن اليماني والحجر الأسود
ورد عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، وللمسلم أن يدعو الله بما شاء في طوافه، إذ لم يرد دعاء مخصص لكل شوط عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أو أصحابه الكرام.
دعاء استلام الحجر الأسود
يسنُّ استلام الحجر الأسود باليد في أوَّل الطواف وتقبيله، فإن لم يستطيع لمسه بيده فيلمسه بمحجن ونحوه ويقبله، ويستحب أيْضًا استلامه قبل البدء بالسعي بين الصفا والمروة، وهو من مواطن إجابة الدعاء فحريٌّ بالمسلم أن يدعو الله بما شاء، ومن الأذكار المأثورة عند استلام الحجر الأسود ما يأتي:
- التكبير، فقد ورد عن عبدالله ابن عباس أنه قال: (طاف النّبيّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالبَيْتِ علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى الرُّكْنَ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ كانَ عِنْدَهُ وكَبَّرَ).
- قول الرسول: (بسم الله والله أكبر، إيمانًا وتصديقًا بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم).
- من قوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، وهذا الذكر ورد أن عبد الرحمن بن عوف كان يدعو به.
أدعية متنوعة للطواف حول الكعبة
- اللهم يا مُنزِل الطّور، يا ربَ البيت المعمور، يا حقّ يا نور، اغفرلي ذنبي، واعفُ عن خطيئتي، إنك أنت العفوّ الغفور.
- اللهم يارب العزّة التي لا تُرام، يا راحم الجنّ والأنس والأَنعام، أسعدني في دنياي وآخرتي، واغفر لي خطيئتي، يا ذا الجلال والإكرام.
- اللهم ياربَّنا، يا سامع دعوتنا، اغفر خطايانا، واعف عن سيّئاتنا، واسترنا في دنيانا وآخرتنا، ولا تخزنا يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون.
- اللهم إنّا نسألك بكلِّ اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أن ترفع درجاتنا يوم القيامة، وتسكننا في أعلى درجات الجنَّة، يا ذا الفضل والمنّة.
- اللهم يا سابغ النعم، يا صاحب الفضل والكرم، أكرمنا في الدنيا والآخرة، وارضنا وارضَ عنّا، يا رحمن الدنيا والآخرة.
- اللهم يا خالق البحار والأنهار، ومكوّر النهار على الليل والليل على النهار، اجعلنا ووالدينا وذرّيّاتنا من العتقاء من النار.
- اللهم يا منزِل الحديد، يا فعّال لما تريد، لا تحرمنا لطفك، واسترنا بسترك، وأكرمنا في الجنة بجوارك، إنَّك أنت الحق الشهيد، المبدئ المعيد.
- اللهم إنِّي أعوذ بك من الحقد والغلِّ والكبر، وأعوذ بك من نوائب الدهر، وأسألك الغنى وأعوذ بك من الفقر، وأسألك الهداية لكل خير، وأعوذ بك من كل شر.
- اللهم يا سامع الصوت، وسابق الفوت، يا من بيده الحياة والموت، ارزقني خير الحياة وخير الممات، وجنبي الفتن والمُلمَّات، يا سميع الدعوات.
- اللهم يا رافع السماوات، يا قاضي الحاجات، يا كاشف العلَّات، اغفر ذنبي وارفع درجتي في علِّيين، يا وليَّ المتقين.