رياضات غريبة في العالم: أنشطة غريبة لن تصدق أنها موجودة

تتنوع الرياضات حول العالم، فمنها ما يحظى بشعبية واسعة النطاق ويستقطب اهتمام الجماهير في مختلف القارات، مثل كرة القدم التي تعتبر الرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم، أو كرة السلة والتنس وغيرها من الرياضات التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الرياضية العالمية.

ومع ذلك، يوجد في المقابل مجموعة من الرياضات التي قد تبدو غريبة أو غير مألوفة للوهلة الأولى، بل وقد يتشكك البعض في وجودها أصلاً. هذه الرياضات غالباً ما تتميز بطابع فريد ومثير، وقد تنطوي على تحديات جسدية وذهنية غير تقليدية، وتتطلب مهارات خاصة قد لا تكون شائعة في الرياضات التقليدية، وفي بعض الأحيان تتسم هذه الرياضات بمستوى عالٍ من الخطورة، مما يزيد من إثارتها وتشويقها، ويدفع البعض إلى ممارستها بحثاً عن المغامرة والتحدي.

كرة القدم الفقاعية

نشأت فكرة رياضة كرة القدم الفقاعية، المعروفة باسم (Bubble Footbal)، في دولة النرويج كجزء من برنامج تلفزيوني ترفيهي، وسرعان ما انتشرت هذه الرياضة المبتكرة واكتسبت شعبية واسعة في مختلف أنحاء العالم.

يعود السبب وراء تسميتها بهذا الاسم إلى العنصر الأساسي في اللعبة، وهو ارتداء اللاعبين لكرات فقاعية ضخمة قابلة للنفخ تغطي الجزء العلوي من الجسم، مما يضفي عليها طابعًا فريدًا ومثيرًا. تجرى مباريات كرة القدم الفقاعية بين فريقين، يتألف كل فريق من خمسة لاعبين، يتنافسون لتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف.

تتسم مباراة كرة القدم الفقاعية بإيقاعها السريع ومجرياتها الحماسية، حيث تقتصر مدة اللعب على 10 فقط، مقسمة إلى شوطين متساويين، يفصل بينهما استراحة قصيرة مدتها 5 دقائق، تتيح للاعبين استعادة أنفاسهم وتجديد طاقتهم.

وفي حال انتهاء المباراة بالتعادل، يمتلك الحكم سلطة تقديرية لتمديد وقت اللعب، وذلك لإتاحة الفرصة للفريقين لحسم النتيجة. أما فيما يتعلق بآلية تسجيل الأهداف، فيُسمح للاعبين باستخدام أي جزء من أجزاء الجسم لتسديد الكرة، باستثناء اليدين، مع التأكيد على غياب حارس المرمى في هذا النوع من المباريات، مما يجعل مسؤولية الدفاع عن المرمى مهمة جماعية مشتركة بين جميع لاعبي الفريق.

ملاكمة الشطرنج

تعد رياضة ملاكمة الشطرنج، التي يطلق عليها اسم (Chess boxing)، من الرياضات الحديثة التي تجمع بين لعبتين متناقضتين تمامًا، وهما الشطرنج والملاكمة، في تنافس فريد من نوعه يختبر القدرات الذهنية والبدنية للمتنافسين على حد سواء. تجري هذه المنافسة على حلبة الملاكمة التقليدية، ولكن مع إضافة رقعة الشطرنج في منتصفها، حيث يتناوب الخصمان على لعب جولات من الشطرنج تليها جولات من الملاكمة، وذلك وفقًا لترتيب محدد.

تستمر جولة الشطرنج الواحدة لمدة أربع دقائق، بينما تقتصر جولة الملاكمة على ثلاث دقائق فقط، مما يتطلب من المتنافسين التكيف السريع بين التركيز الذهني العميق والقوة البدنية العالية. تتكون المباراة بأكملها من 11 جولة، موزعة بالتناوب بين ست جولات من الشطرنج وخمس جولات من الملاكمة، مما يضيف عنصرًا استراتيجيًا آخر إلى المنافسة.

يُتوج الفائز في مباراة ملاكمة الشطرنج عندما يتمكن من هزيمة خصمه في أي من اللعبتين، سواء كان ذلك عن طريق تحقيق كش ملك في الشطرنج، أو بتلقين الخصم الضربة القاضية في الملاكمة.

بالإضافة إلى ذلك، تُعد مخالفة القواعد المحددة من قبل المنظمات الدولية الراعية لهذه الرياضة سببًا لخسارة اللاعب، مما يضمن سير المنافسة بنزاهة وعدالة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الرياضة تتطلب من المتنافسين ليس فقط إتقان اللعبتين، بل وأيضًا القدرة على إدارة الطاقة والتركيز بينهما، مما يجعلها تحديًا فريدًا من نوعه يجمع بين العقل والجسد.

الهوكي تحت الماء

نشأت رياضة الهوكي تحت الماء (Underwater hockey) في بدايات الخمسينيات من القرن الماضي في منطقة ساوث سي بإنجلترا، وذلك عندما شعر مجموعة من الغواصين بالملل أثناء تواجدهم تحت سطح الماء، مما دفعهم إلى ابتكار هذه الرياضة كوسيلة للتسلية والترفيه، وتعتمد هذه الرياضة على فرق تتكون من ستة لاعبين، حيث يسعى كل فريق إلى دفع قرص الهوكي نحو مرمى الفريق المنافس باستخدام عصا قصيرة، مع ضرورة منع الفريق الآخر من تحقيق الهدف.

ويتم لعب هذه الرياضة في حوض سباحة مخصص، حيث يرتدي اللاعبون معدات الغوص الكاملة التي تشمل الزعانف وقناع الغطس والقفازات، وذلك لتمكينهم من الحركة بحرية تحت الماء، ويتميز مرمى الهوكي تحت الماء بعرضه البالغ ثلاثة أمتار وبأنه دون حواجز، مما يزيد من صعوبة اللعبة وإثارتها، وتتم إدارة المباراة بواسطة حكمين متخصصين، يتوليان مسؤولية ضمان سيرها وفقًا للقواعد المحددة، واتخاذ القرارات اللازمة لضمان نزاهة اللعب وسلامة اللاعبين.

دحرجة الجبن

رياضات

تعتبر رياضة دحرجة الجبن، أو ما يعرف بـ (Cheese rolling)، واحدة من أكثر رياضات المطاردة إثارة وشهرة في المملكة المتحدة، وتحديدًا في منطقة تلة كوبر الشهيرة. يتمثل جوهر هذه الرياضة في دحرجة قطعة كبيرة من جبن غلوستر المزدوج، يصل وزنها إلى حوالي ثلاثة كيلوغرامات، من قمة تلة كوبر شديدة الانحدار.

يتنافس المشاركون على الوصول إلى أسفل التلة بأسرع ما يمكن، حيث يعتبر أول شخص يصل هو الفائز. تجدر الإشارة إلى أن الإمساك بقطعة الجبن المتدحرجة يكاد يكون مستحيلاً بسبب سرعتها العالية، وبالتالي، فإن دورها يقتصر على إعلان بداية السباق، تمامًا كصافرة البداية في الرياضات الأخرى. يقام هذا الحدث السنوي المثير في نهاية شهر مايو، ويستقطب حشودًا كبيرة من المتفرجين والمشاركين.

ومع ذلك، فإن هذه المسابقة لا تخلو من المخاطر، فتلة كوبر تتميز بانحدارها الشديد وارتفاعها الذي يصل إلى حوالي 180 مترًا، بالإضافة إلى طبيعتها الوعرة وغير المعبدة، مما يعرض المتسابقين لخطر التعثر بالصخور وأغصان الأشجار، والسقوط والإصابة بالكسور.

ورغم هذه المخاطر الكبيرة، لم يتم تسجيل أي حالات وفاة بين المشاركين على مر السنين، مما يدل على شجاعة وإصرار المتنافسين. أما بالنسبة لشروط المشاركة، فهي بسيطة للغاية، حيث يشترط فقط أن يكون عمر المتسابق 18 عامًا أو أكثر.

مصارعة الأصابع

تُعتبر رياضة مصارعة الأصابع، التي تُعرف أيضًا باسم (Fingerhakeln) في بعض المناطق، من الرياضات التقليدية التي تعود جذورها إلى مناطق بافاريا في ألمانيا والنمسا، حيث تتجلى فيها قوة وصلابة المتنافسين. تعتمد هذه الرياضة على مبارزة فردية بين شخصين، حيث يجلس كل منهما مقابل الآخر على طاولة مخصصة لهذه الغاية، وتتضمن الطاولة خطًا مستقيمًا يحدد منطقة كل لاعب.

يتمثل الهدف الرئيسي في هذه المنافسة في سحب إصبع الخصم إلى منطقة اللاعب الآخر، وذلك باستخدام حلقة مطاطية يتم تثبيتها حول الإصبع الأوسط لكل من المتنافسين. تبدأ المباراة بإشارة من الحكم، حيث يبدأ كل لاعب في سحب الحلقة المطاطية بأقصى قوة ممكنة في اتجاهه، في محاولة لسحب إصبع الخصم وتجاوز الخط المحدد.

تتطلب هذه الرياضة مزيجًا من القوة البدنية والتركيز الذهني، حيث يجب على اللاعبين الحفاظ على توازنهم وثباتهم أثناء سحب الحلقة، مع تحمل الألم الناتج عن الضغط الشديد على الأصابع. على الرغم من أن مدة المباراة قد لا تتجاوز بضع ثوانٍ، إلا أن هذه الرياضة تنطوي على مخاطر كبيرة، حيث يمكن أن تؤدي إلى إصابات خطيرة مثل التواءات في الأصابع أو حتى خلعها.

غوص الموت

تعتبر رياضة (Death diving) النرويجية من الرياضات الترفيهية الخطرة التي تتطلب مهارات عالية وشجاعة كبيرة، حيث يقوم المتسابق بالقفز من ارتفاع شاهق يبلغ 10 أمتار، ويؤدي خلالها حركات بهلوانية إبداعية ومبتكرة في الهواء، مثل الدوران والشقلبة، قبل أن يرتطم بسطح الماء.

وتتميز هذه الرياضة بكونها لا تعتمد على وضعية الوقوف عند الوصول إلى الماء، بل يتخذ المتسابق وضعية الانحناء، مما يزيد من صعوبتها وخطورتها، حيث قد يؤدي الخطأ في القفز إلى ارتطام عنيف بالماء، مما يتسبب في إصابات وجروح وكسور خطيرة.

وتنقسم رياضة غوص الموت إلى فئتين رئيسيتين: الفئة الكلاسيكية، التي تتطلب من المتسابق القفز بوضعية أفقية مع مد الذراعين والساقين على شكل حرف “X”، ويمنع الدوران خلال هذه الفئة، ويتعين على المتسابق اتخاذ وضعية الجنين قبل الارتطام بالماء، أي الالتفاف حول نفسه. أما الفئة الثانية فهي الغوص الحر، الذي يتيح للمتسابق حرية الحركة الكاملة أثناء القفز، مما يجعله أكثر إثارة وتحدياً.


اكتشاف المزيد من عالم المعلومات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيك بهذه المقالة؟ كن أول من يعلق

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا. تساعدنا هذه الملفات على تذكر إعداداتك وتقديم محتوى مخصص لك. يمكنك التحكم في ملفات تعريف الارتباط من خلال إعدادات المتصفح. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية لدينا.
قبول
سياسة الخصوصية