القائمة إغلاق

شرح حديث اغتنم خمساً قبل خمس

استكشف معنى الحديث الشريف “اغتنم خمساً قبل خمس” وتعلم كيف تستغل أوقاتك ومواهبك لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة. شرح مفصل لأبعاد الحديث وتطبيقاته العملية على حياتنا اليومية.

إن الإسلام بقواعده الكبرى ومبادئه العظيمة يدعو المسلم إلى ربط أيام العمر بالأعمال الصالحة سواء في الوقت الصعب والسهل، في الجد والهزل، أو في الصحة والسقم، وعدم التفريط في لحظات العمر مهما طالت بما لا يجدي نفعا، وقد ثبت الحث على اغتنام الوقت آيات وأحاديث نبوية، من هذه الأحاديث الصحيحة وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة.

ففي حديث ابن عباس رضي الله عمهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: “اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.

ومعنى هذا الحديث أنّ هذه الخمس هي أيام العمل والقوّة والإكثار من الطاعات، فمن فاتهُ العمل فيها فلن ينفع الإنسانُ عندها الندم على ما فرّط في زمن القوة، حيث إنّ بعد القوّة الضعف، وبعد الشباب الهرم، وبعد الصحة المرض، فمن فرّط في أيام شبابه فلا يُمكنهُ تدارُك ما فاته في أيام كِبره.

وفي الحديث حثٌّ عظيم على اغتنام الفُرص في زمن المُهلة قبل أن يأتي الوقت الذي يندم فيه الإنسان على ما قصّر، قال الله -تعالى-: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ)، فالغنيّ والصحيح ومن يملك الوقت يستطيع فعل أشياء كثيرة لا يستطيع فِعلها الفقير والمريض والكبير.

شرح حديث اغتنم خمساً قبل خمسٍ

  • شبابك قبل هرمك:

أي اغتنم الإنسان للطاعة حال قدرته قبل هجوم عجز الكبر عليه فيندم على ما فرّط في طاعة الله -تعالى- في وقتِ شبابه، ولذلك فقد جاء عن بعض الفُقهاء في باب الاستطاعة في الحج أنّ من لا يملك المال ولكنّه يستطيع العمل والكسب، واستطاع السفر مع القافلة للعمل والكسب حتى يصل إلى مكة، فهو مستطيع مادّياً.

  • صحتك قبل مرضك:

إنّ الصحة والمرض بيد الله -تعالى-، ولكن في وقت المرض قد يفوّت الإنسان الكثير من الطاعات والعِبادات، ومن فضل الله -تعالى- أنّه يكتبُ للإنسان الأجر كاملاً في حال المرض لمن داوم على الخير في أوقاتِ الصحة، ومن المعاني القريبة لذلك، قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (تعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يعرفُك في الشدَّةِ).

  • غناك قبل فقرك:

يُقصد بذلك اغتنام أوقات الغنى بالطاعة والتصدُّق قبل أن يأتي الفقر، و(اغتنم غِناك)؛ أي القُدرة على أداء العبادات الماليّة والخيرات، (قبل فقرك)؛ أي قبل أن يأتي الفقر والفقد إمّا بالحياة أو بسبب الممات.

  • فراغك قبل شغلك:

المقصود اغتنام الفراغ بالطاعة في الدُّنيا قبل الانشغال بأهوال القيامة، لعلّها تكون شفيعةً لهُ من العذاب، فالوقت والفراغ هو رأس مال الإنسان، وهو من أعظم نعم الله -تعالى- عليه، كما أنّ أهل الجنّة يتحسّرون على الوقت الذي مضى من أعمارهم من غير طاعة.

وهذه الصفة مُتكاملة مع الحياة والصحة والمال؛ لأنّ الإنسان الذي يملك الوقت والصحة يكون قادراً على كسب المال، وقال بعض العُلماء: “أهم نعم الله -عز وجل- على العبد ثلاث: الإيمان، والصحة، والفراغ”.

  • حياتك قبل موتك:

المقصود استغلال الإنسان حياته في كلّ الأحوال؛ سواء في الكِبر، أو المرض، أو الصحة، أو الغنى، أو الفقر في الأعمال الصالحة التي تنفعه بعد موته وانتهاء أجله؛ لأنّهُ بالموت تنقطع الأعمال، فيقترض الإنسان من نفسه في الدُّنيا لنفسه في الآخِرة.

Related Posts

اترك رد