صعوبات الكتابة هي إحدى العقبات التي يتعرّض لها الأطفال خلال مرحلة الدراسة، بحيث يواجه الطفل العديد من الصعوبات المرتبطة بالتعلّم، كصعوبة الفهم، والإدراك، والتفكير، والنطق، كما وتشمل حالات صعوبات التعلّم الأطفال ذوي الإعاقات الجسديّة، أو العقليّة، أو النفسيّة، بالإضافة للأطفال الذين يعانون من عيوب بالسمع أو البصر، وتختلف صعوبات التعلّم من طفل لآخر، كما ويمكن التغلّب عليها.
أسباب صعوبات الكتابة
- أسباب متعلّقة بالشخص نفسه: وهي التي ترتبط بوجود عجز حركي أو إدراكي، وكذلك عجز في الذاكرة البصريّة، واستخدام اليد اليسرى، وكذلك نقص الدافعيّة والإهمال، فلا ينتبه للتعليمات أو لما يكتبه.
- أسباب متعلّقة بالبيئة المحيطة بالطفل: كالأسرة والمدرسة، فإهمال الأهل للمشاكل البسيطة منذ الصغر، قد تؤدّي إلى تراكمها وزيادتها، وكذلك التدريس القهري، وعدم إشراف المدرّس على طلّابه وتصحيح أخطائهم.
الاضطرابات المسببة لصعوبات التعلم في الكتابة
- اضطرابات الإدراك البصري: حيث لا يستطيع الطفل تمييز الأشياء والصور التي يراها.
- اضطرابات علاقة المكان بالبصر: فلا يستطيع إدراك الوضع بالفراغ، وتجميع الأشياء إلى الكل.
- اضطرابات في القدرات الحركيّة المرتبطة بحاسّة البصر: فلا يمكنه تمييز العلاقات المكانيّة ومعالجتها.
- اضطرابات التناسق بين الحركة والبصر: كالرسم، أو إعادة كتابة ما قام بمعرفته وإدراكه مسبقاً.
أنواع صعوبات الكتابة
هناك عدة أنواع لصعوبات الكتابة، وهي كالآتي:
- صعوبات التعلم النمائية
صعوبات التعلم النمائي هي ضعف بمهارات الإدراك، والذاكرة، والانتباه اللازمة من أجل القدرة على التحصيل في الموضوعات الأكاديمية، فحتى يتعلم الطفل الكتابة لا بدّ من أن ينمّي مهاراته السمعيّة والبصريّة.
- صعوبات التعلم الأكاديمية
حيث تشمل صعوبات التعلم الأكاديمية صعوبة التهجئة والتعبير الكتابي، بالإضافة لصعوبات إجراء العمليات الحسابية، وصعوبات الكتابة، وهناك عدة جوانب لصعوبات التعلم الأكاديمية، وهي كالآتي:
- صعوبات القراءة: وهو عدم قدرة على القراءة، نتيجة انخفاض القدرة على اكتساب مهارات الكتابة والقراءة، مما يؤدي لمحاولة تعلم المادة عن طريق حفظها مع تجنب الكتابة والقراءة، ومن مظاهر صعوبات القراءة، انعدام الدقة في القراءة، صعوبة فهم المقروء، والقراءة ببطء، مع صعوبة بالكتابة العكسية للحروف والكلمات، وصعوبة الهجاء، وقد تكون نتيجة صعوبات الفهم، بحيث لا يستطيع الطالب فهم معنى الجمل والعبارات والكلمات.
- صعوبة الكتابة: هو عدم القدرة على الكتابة، أو التفكير أثناء الكتابة.
- اضطرابات الانتباه والتركيز: نتيجة تشتت الذهن، وزيادة الحساسية للمؤثرات الخارجية.
- صعوبة الحساب: نتيجة صعوبة فهم العلاقة بين الأرقام، بالإضافة لصعوبات الإدراك السمعي والبصري للأرقام، مع صعوبة إجراء العمليات الحسابية.
- صعوبة الحركة: نتيجة اضطراب التكامل الحسي، بالإضافة لعدم القدرة على التوفيق بين أداء النظر واليد، وعدم قدرة الطالب على التحكم في الحركات البسيطة كالتقطيع والكتابة.
خصائص الأطفال المصابين بصعوبات التعلم في الكتابة
- تحتوي دفاترهم الكتابيّة على العديد من الأخطاء المتعلّقة بالإملاء والتهجئة وتركيب اللغة وعلامات الترقيم، وكتابة الأحرف بشكل متشابك وغير واضح.
- يكتبون بشكل غير واضح وغير منظّم، بالإضافة إلى إمكانيّة رؤية حروف محذوفة من بعض الكلمات، أو حروف مضافة للكلمة ليس لها علاقة بها.
- يكتبون كلّ ما يرد في أذهانهم دون ربط المواضيع ببعضها، حيث تكون الجمل المستخدمة قصيرة ومفكّكة، ولا تعبّر عن معنى أو مضمون.
- لا يهتمّون بتصحيح أخطائهم، ويقومون بتكرارها حتّى بعد تصحيح المدرّسين لها.
- تكون أصابعهم قريبة جدّاً من رأس القلم أثناء الكتابة.
التقييم والعلاج
يعتمد تقييم الطفل على ما تتمّ ملاحظته عندما يمارس عمليّة الكتابة، مثل جلسته وطريقة مسكه للقلم، ووضعيّة ورقة الكتابة، بالإضافة إلى ما تتمّ كتابته، وعلاج المشكلة يكون بمعرفتها جيّداً، ثمّ القيام بتعليم الطفل أساسيّات الكتابة وأشكال الحروف بشكل تدريجي، وهنالك مراكز متخصّصة في هذا المجال يمكنها أن تساعد الطفل بشكل جيّد وبأساليب مختلفة وخاصّة بحالته، فلا يجب على الأهل إهمال هذه المشكلة التي سترافقه طوال حياته إن لم يتمّ حلّها في مراحلها الأولى، ممّا سيتسبّب بالعديد من المشاكل النفسيّة للشخص: كعدم الثقة بالنفس، وعدم قدرته على التقدّم في مراحل الدراسة المختلفة، ممّا سيؤثّر في إمكانيّة حصوله على مستقبل جيّد.