إذا كنت تجد صعوبة في التعامل مع مواد دراسية تُسبب لك النفور والإحباط، فاعلم أنك لست وحدك. “طريقة ريتشاردسون للمذاكرة” تُقدم لك منهجية مُثبتة لجعل مذاكرة هذه المواد أسهل وأكثر فعالية.
طريقة ريتشاردسون، ببساطة، هي استراتيجية مُصممة خصيصًا لمساعدتك على التعامل مع المواد الدراسية التي تكرهها أو تجدها صعبة. لا تُركز هذه الطريقة فقط على تحسين الفهم والحفظ، بل تُعطي أهمية كبيرة للتغلب على المشاعر السلبية المرتبطة بهذه المواد. كما تعتمد هذه الطريقة على مبادئ بسيطة غير تقليدية لكنها فعّالة، وهي كالآتي:
طريقة ريتشاردسون للمذاكرة
لا تستمع للنصائح التقليدية
كثيرًا ما نواجه موادًا دراسية نجد صعوبة في تقبّلها أو حتى نشعر تجاهها بالكُره. وعندما نشارك هذا الشعور مع الآخرين، سواءً كانوا أساتذة أو أصدقاء، غالبًا ما نتلقى ردودًا متشابهة تركّز على أهمية المادة وضرورتها لمستقبلنا الدراسي، وتحثّنا على الاجتهاد وتجنّب الكسل.
صحيحٌ أنّ هذه النصائح قد تكون قيّمة، إلا أنّها نادرًا ما تُحدث تغييرًا فوريًا في مشاعرنا السلبية تجاه المادة. فالمشكلة لا تكمن دائمًا في نقص المعلومات عن أهمية المادة، بل في وجود حاجز نفسي يصعّب علينا التفاعل معها بشكل إيجابي. هذه المقدمة تُمهّد لمناقشة كيفية التعامل مع هذا الحاجز وتجاوزه.
الكثيرون يشاركونك هذا الشعور؛ فـ«ويل ريتشاردسون»، مؤسس مدونة «How To Study Faster»، كان يعاني بدوره من كرهه لمادة الرياضيات، رغم إدراكه لأهميتها الكبيرة ودورها المحوري في توفر فرص العمل في بلاده.
واجه ريتشاردسون صعوبة في التعامل مع مادة دراسية لم يستطع تقبلها. حاول تطبيق نصيحة صديق بالتظاهر بحب المادة، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل. هذا الوضع اليائس دفعه للبحث عن حلول مبتكرة وغير تقليدية، ليس فقط لمذاكرة المادة بفاعلية، بل أيضًا لتقبلها دون مقاومة أو كره. فما هي الطريقة التي توصل إليها ليشاركها معك؟
غير عقليتك
قد يُعيق كرهك لمادة دراسية معينة تقدمك الدراسي بشكل كبير. فمن الطبيعي أن يكون مستوى مذاكرتك للمادة التي تستمتع بها أعلى من مذاكرتك لمادة لا تُحبها.
لكن الأمر لا يتوقف على مجرد الحب والكره، بل يشمل أيضًا مدى استيعابك للمادة، كما يشير مؤسس موقع “How to study faster”. فالعقل البشري مُبرمج على تذكر المعلومات التي يعتبرها مهمة. بالتالي، عندما تُقنع نفسك بصعوبة مادة ما، أو باستحالة فهمها، فإن عقلك سيتعامل معها على أنها غير ذات أهمية. ونتيجة لذلك، سيصبح تذكر المعلومات، والإجابة على الأسئلة، واسترجاع ما درسته بشكل عام، عملية صعبة وشاقة للغاية.
وهكذا تظل في دائرة لا تستطيع الخروج منها حتى تغير نظرتك لتلك المادة، ولكن كيف أفعل هذا؟ إليك الخطوة التالية..
حدد المشكلة
ابدأ بالتفكير مليًا في أسباب كرهك لهذه المادة تحديدًا، واسأل نفسك بصراحة: ما الذي يجعلها غير ممتعة مقارنةً بالمواد الأخرى؟ هل يرجع ذلك إلى صعوبة فهمها أو الشعور بالملل أثناء دراستها؟ هل هناك نقص في تأسيسك السابق فيها يعيق فهمك الحالي؟ أم أن المشكلة تتعلق بطريقة تدريس الأستاذ أو عدم قدرته على إيصال المادة بشكل محبب؟ وهل أنت غير مدرك لأهمية دراسة هذه المادة أو تشعر بأنها عديمة الفائدة ولا تخدم أي هدف؟
ستقودك الإجابة عن هذه الأسئلة إلى خطوة تالية، وهي العمل على حل المشكلة المسببة لكرهك لهذه المادة؛ فهل تكره مادة التاريخ مثلًا لأنك غير قادر على حفظ التواريخ؟ إذن، عليك أولًا أن تحل هذه المشكلة تحديدًا.
لماذا تدرس هذه المادة؟
وجد ريتشاردسون نفسه فجأةً مُحبًا للرياضيات دون بذل جهدٍ يُذكر في محاولة حبها، بل فعل شيئًا آخر؛ فبينما كان يعشق البرمجة، اكتشف اعتمادها الكبير على المنطق، وهذا لم يشكل مشكلةً في البداية، لكن احتراف البرمجة والغوص في تفاصيلها المعقدة تبيّن أنه يعتمد بشكل كبير على الكثير من القواعد الرياضية.
بدأ مؤسس “How to study faster” يدرك الفائدة العملية لمادة الرياضيات، ما منحه حافزًا قويًا لتعلمها ومذاكرتها، وذلك لفهمه الهدف منها وارتباطها بمجال شغفه، البرمجة، إضافة إلى اعتماده أسلوب التطبيق العملي في التعلم بدلًا من مجرد حفظ قواعد مجردة دون فهم فائدتها.
افهم الصورة الكاملة
انطلاقًا من الملاحظة القائلة بأن كل مادة دراسية تخدم جانبًا أو تخصصًا آخر قد تحتاجه مستقبلًا في العمل أو الحياة العامة والخاصة، لا تقتصر في المرات القادمة على مجرد مذاكرة المواد بشكل سطحي، بل تعمّق في فهمها من خلال طرح الأسئلة على الأساتذة والبحث عبر الإنترنت عن تطبيقاتها العملية والفوائد التي ستعود عليك من دراستها.
قد تكتشف يومًا أن هذه المادة التي تبذل جهدًا في دراستها هي بالضبط ما كنت تحتاجه، أو أنها ستكون المفتاح الذي يوصلك إلى تحقيق أهدافك المستقبلية.
هل المشكلة في الوسيلة؟
قد يتبادر إلى ذهنك تساؤل آخر: ماذا لو كانت المادة التي أكرهها لن تفيدني في عملي المستقبلي أو مسيرتي الدراسية؟ يجيب «ريتشاردسون» بأن كرهك أو عدم حبك لتلك المادة هو مسؤولية المعلم الذي لم يقدمها بشكل جذاب أو مبسط. بدلًا من تغيير المعلم، ركز على تغيير وسيلة التعلم نفسها؛ ابحث عن فيديوهات تعليمية مبسطة على الإنترنت، استعن بصديق للدراسة معه، أو التحق بدورة تدريبية عبر الإنترنت.
يمكنك أيضًا مشاهدة أفلام وثائقية علمية أو تاريخية بحسب المادة الدراسية، أو حتى فيلمًا سينمائيًا ذا صلة. اقرأ كتبًا ممتعة حول الموضوع، وإذا كنت تتعلم لغة جديدة، فاستمع إلى الأغاني. لقد أصبح التعليم مفهومًا أوسع بكثير من مجرد محاضرة مملة وشرح تقليدي من معلم غير مُجيد.
ابدأ بالتدريج
إذا وجدت نفسك تفكر قائلًا “مهما حاولت أن أحب تلك المادة ستظل صعبة علي”، فأنت بحاجة لنصيحة موقع “Sealy Tutoring” البريطاني المختص بدعم الطلاب، والتي تنصحك بالبدء بتخفيف حدة التعامل مع المذاكرة، فبدلًا من اعتبارها شيئًا جديًا ومعقدًا، ابدأ بقراءة عابرة للدرس لفهم محتواه، ثم خذ قسطًا من الراحة وعاود القراءة لاكتساب المعلومة، ثم استرح قليلًا مرة أخرى وابدأ بتقسيم الدرس إلى أجزاء صغيرة لتسهيل مذاكرتها بعد أن استوعب عقلك الفكرة الأساسية.
لضمان مذاكرة فعّالة دون ملل، ينبغي تقسيمها إلى أجزاء صغيرة تتخللها فترات راحة قصيرة، مما يمنح العقل فرصة لترتيب المعلومات واستيعابها بشكل أفضل.
خذ وقتك
بناءً على نصيحة “Sealy Tutoring”، لتذاكر مادة صعبة بنجاح، تجنب التسرع أو اتباع نظام صارم، وابدأ بالدروس السهلة أولًا، أو حتى بالدرس الذي يبدو أكثر إثارة للاهتمام من غيره.
إذا كنت بحاجة إلى تأسيس نفسك جيدًا في هذه المادة، فخصص وقتًا إضافيًا لذلك، سواء يوميًا أو أسبوعيًا، لدراسة أساسيات هذا العلم. يمكنك الاستعانة بأستاذك أو صديق، أو الاعتماد على نفسك باستخدام مصادر التعليم الحر المتاحة من كتب وشبكة الإنترنت.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.