القائمة إغلاق

ظاهرة عسر القراءة لدى الأطفال: أنواعه، وأسبابه، وأهم طرق علاجه

يعاني الكثير من الأطفال من مشكلة عسر القراءة، وتُوجَّه إليهم صفات الغباء واتهامات التقصير والإهمال، فهل فعلاً يعاني هؤلاء الأطفال من معدلات ذكاء منخفضة؟ وما هي أسباب مشكلة عسر القراءة في المقام الأول؟ ثم كيف يجب التعامل معها ومساعدتهم على تجاوزها؟ دعونا نجيب عن هذه التساؤلات في السطور القادمة.

ظاهرة عسر القراءة لدى الأطفال

تحدث هذه الظاهرة نتيجة وجود خلل في عمل الأعصاب، وهذا الخلل سيؤدي إلى عدم قدرة الأطفال على اكتساب المهارات المتعلقة بالقراءة، والكتابة، والهجاء، ولكن تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الأطفال سيكتسبون المهارات الأخرى بشكلٍ طبيعي، وستؤدي ظاهرة عسر القراءة إلى عدم قدرة الطفل على تمييز ونطق بعض الكلمات، وهي شائعة الحدوث وقد تستمر طوال الحياة، وقد تختلف شدتها من شخصٍ لآخر.

عادةً ما يتم اكتشاف هذه الظاهرة عند دخول الأطفال للمدرسة، ويوجد أسباب عديدة قد تؤدي إلى حدوث ظاهرة عسر القراءة، كما ويوجد العديد من الحلول التي تساعد على العلاج، وسيتم توضيح الأسباب والحلول لظاهرة عسر القراءة لدى الأطفال لاحقًا.

أنواع عسر القراءة

يوجد عدة أنواع مختلفة لحالة عسر القراءة، إليك قائمة بأهمها:

  • عسر القراءة الرئيس (Primary dyslexia)

هو أكثر أنواع عسر القراءة شيوعًا، وينتج عن خلل وظيفي في منطقة معينة من الدماغ، ولا تخف حدة هذه الحالة من عسر القراءة مع الزمن.

  • عسر القراءة الثانوي (Secondary or developmental dyslexia)

ينشأ هذا النوع من عسر القراءة عادةً نتيجة حصول مشكلات أثناء عملية نمو وتطور دماغ الجنين في الرحم، لكن غالبًا ما يتعافى الطفل من عسر القراءة الثانوي مع تقدمه في العمر.

  • عسر القراءة المرتبط بحادث (Trauma dyslexia)

يظهر هذا النوع من عسر القراءة نتيجة تعرض المنطقة المسؤولة عن معالجة اللغات من الدماغ لحادث أو إصابة ما، وهو نوع نادر الحدوث.

أسباب عسر القراءة

ما زالت الأسباب الدقيقة للإصابة بعسر القراءة غير واضحة حتى الآن، لكن يُرجح العلماء أن هذه العوامل قد تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة:

  • الوراثة والجينات.
  • ولادة الطفل بوزن منخفض أقل من الطبيعي.
  • ولادة الطفل مبكرًا (الأطفال الخداج).
  • تعرض المرأة أثناء الحمل بالطفل لمواد كيميائية ضارة قد أثرت بشكلٍ سلبي على نمو الجنين في الرحم، مثل: الكحول، ودخان السجائر والنيكوتين، وبعض أنواع الأدوية، والمخدرات.

أعراض عسر القراءة

يمكن أن يكون من الصعب التعرف على أعراض التلعثم قبل أن يدخل طفلك المدرسة ولكن يمكن أن تشير بعض الأدلة المبكرة إلى وجود مشكلة. وبمجرد أن يصل طفلك إلى سن الدخول إلى المدرسة، قد يكون معلم طفلك هو أول من يلاحظ المشكلة. تختلف حالات الشدة ولكن تصبح الحالة ظاهرة عادةً عندما يبدأ الطفل في تعلم القراءة.

قبل المدرسة

تتضمن العلامات التي تشير إلى خطر إصابة طفل صغير بالتلعثم:

  • التحدث المتأخر.
  • تعلم الكلمات الجديدة ببطء.
  • المشاكل في تكوين الكلمات بطريقة صحيحة، مثل عكس الأصوات في الكلمات أو الخلط بين الكلمات التي تبدو متشابهة.
  • المشاكل في تذكر أو تسمية الأحرف والأرقام والألوان.
  • الصعوبة في تعلم أغاني الحضانة أو لعب الأغاني الموسيقية.

عمر المدرسة

بمجرد أن يدخل طفلك المدرسة، قد تصبح علامات وأعراض التلعثم أكثر وضوحًا وتتضمن التالي:

  • القراءة بصورة جيدة بأدنى المستوى المتوقع من العمر.
  • المشاكل في التعامل مع ما يسمعه وفهمه.
  • الصعوبة في العثور على الكلمة المناسبة أو تكوين الإجابات عن الأسئلة.
  • المشاكل في تذكر تسلسل الأشياء.
  • الصعوبة في ملاحظة (وبالتالي في سماع) أوجه التشابه والاختلاف في الأحرف والكلمات.
  • عدم القدرة على قراءة نطق كلمة غير مألوفة.
  • الصعوبة في الكلام.
  • قضاء وقتًا طويلًا بشكل غير معتاد لإكمال المهام التي تتضمن القراءة أو الكتابة.
  • تجنب الأنشطة التي تتضمن القراءة.

حلول ظاهرة عسر القراءة لدى الأطفال

لا يوجد طريقة تساعد على تصحيح الخلل الذي يحدث في الدماغ، ويؤدي إلى حدوث ظاهرة عسر القراءة، ولكن يوجد العديد من الحلول التي تساعد على التحكم في هذه الظاهرة، وتجدر الإشارة إلى أنه كلما كان التشخيص مبكرًا كلما كانت إدارة الحالة أفضل، وسيتم توضيح الحلول التي يمكن استخدامها، وهي كالآتي:

  • العلاج المبكر: الأطفال الذين يتم علاجهم في المراحل المبكرة من الإصابة، وخاصةً في رياض الأطفال أو في الصف الأول، عادةً ما يظهرون تحسن في مهارات القراءة لديهم، وسيتمكنون من استكمال حياتهم الدراسية، ولكن الأشخاص الذين لا يتلقون المساعدة في المراحل المبكرة سيواجهون صعوبات في استكمال الحياة الدراسية.
  • استخدام الأساليب التعليمية: تساعد هذه الأساليب على تعليم الطفل كيفية التعرف على الأصوات والكلمات وكيفية استخدامها، وأيضًا تساعد على تعزيز قدرة الطفل على فهم الحروف التي تمثل الأصوات والكلمات وتعزيز قدرته على فَهم ما يقرء، كما ويتم من خلالها جعل الطفل يقرأ بصوتٍ مرتفع لتعزيز الطلاقة في التحدث، وتجدر الإشارة إلى أنه وخلال هذه الأساليب التعليمية قد يتم تعزيز القدرة على القراءة عن طريق الاستماع أو الرؤية أو اللمس.
  • برنامج التعليم المنفرد: في بعض الدول كالولايات المتحدة قد يتم مساعدة الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة عن طريق تخصيص مدرس لتعزيز قدرتهم على القراءة، وتجدر الإشارة إلى أنه سيتم وضع برنامج واضح وسيقوم المدرس بتنفيذه مع الطفل المصاب.

Related Posts

اترك رد