ظروف الزمان والمكان، تلك الأدوات اللغوية الرقيقة التي تضفي على الجمل رونقًا خاصًا، وتحدد إطارًا زمنيًا ومكانيًا للأحداث. في رحلتنا عبر عالم اللغة العربية، سنستكشف معًا هذا الجانب الحيوي من بنية الجملة، وكيف يساهم في إيصال المعنى بدقة ووضوح. سنتعرف على أنواع الظروف المختلفة، وأساليب استخدامها، ودورها في تزيين النصوص وتقويتها.
المفعول فيه أو الظرف هو: اسمٌ منصوب يذكر في الجملة على تقدير “في”، وأمّا إن لم يكن تقديره “في” فهو ليس ظرفًا، ويُذكر لبيان مكان أو زمان حدوث الفعل، وعليه فينقسم المفعول فيه إلى نوعين:
- مفعول فيه ظرف زمان: وهو الاسم المنصوب الذي يدلّ على زمان حدوث الفعل، وذلك على نحو: وصلتُ إلى المنزل ظهرًا، فكلمة “ظهرًا” قد حدّدت زمان حدوث فعل الوصول، وأشهر ظروف الزمان هي: أبد، وحين، وزمان، ووقت، وساعة، ويوم، وشهر، وغير ذلك من الأسماء التي تدلّ على الزمان.
- مفعول فيه ظرف مكان: وهو الاسم المنصوب الذي يدلّ على مكان حدوث الفعل، وذلك على نحو: سألقاك عندَ المتجر، فلفظ “عند” مع إضافته قد حدّد مكان حدوث فعل اللقاء، وأشهر ظروف المكان هي: أسماء الجهات “أمام، وخلف، ويمين، ويسار، وفوق، وتحت”، وأسماء المقادير المكانية مثل: “ميل، وفرسخ، وبريد، وقصبة، وكيلومتر” وغير ذلك من الألفاظ الدّالة على المكان.
أقسام ظروف الزمان والمكان
تُعدّ الظّروف من الأسماء التي تدخل على الجُمل بِنوْعيها الجمل الاسمية والجمل الفعليّة، وهي أسماء تنساق في دلالاتها لاحتياجات الجملة والإشارات اللّغوية والدّلالية التي تحملها ألفاظ الجملة، وهي لهذا تتفرّع إلى عدّة فروع من العام إلى الخاص، فالظروف عامّة والتي تحمل في معناها تقدير حرف الجر” في” قبلها تقسم بدورها إلى قسمين من حيث الدلالة العامة؛ قسم يحمل دلالة بعينها، وآخر يكتسب دلالته من الاسم الذي يليه.
كلّها تتفرّع إلى فرع آخر أساسيّ ينقسم حسب دلالته إلى زمان ومكان، ومن ناحية أخرى فإنّ هذه الظروف تنقسم في دلالتها الزمانيّة والمكانية إلى قسمين آخرين فيكون منها ما يُسمّى بالظرف المختص، ومنها ما يُسمّى بالظرف المُبهم، ومن هنا تقسم أيضًا تبعًا لأحكامها الإعرابية إلى ظروف منصوبة وأخرى مبنية، كما يقسم حسبالاشتقاق والتصرف إلى قسمين آخرين هما الظروف المتصرفة والظروف غير المتصرفة.
الظرف المختص
تحمل ظروف الزمان والمكان دلالتها على الاختصاص والإبهام تبعًا لمعنى الظرف، والظروف المُختصّة هي: التي تدلّ على مكان أو زمان مَحصور كما أنّ لها حدود معروفة، فيدلّ على زمان مُحدّد أو مكان مُحدّد، وظرف الزمان المُختصّ: هو الذي يدلّ على وقت مُقدّر مُعيّن ومُحدّد، مثل: “يوم، ساعة، لحظة، شهر، سنة، عام، حول، أسبوع، الساعة، ليلة، اليوم، الشهر، السنة، الأسبوع”، كأن يُقال: “درست ساعة كاملة” و “صُمت شهرًا “.
أمّا ظرف المكان المُختصّ: فهو الذي يدلّ على مكان مُحدّد وله صورة معيّنة في الذّهن مثل: “جامع، كنيسة، بحر، ومكتبٍ، مدرسة، ومدينة”، ويندرج تحت هذا النّوع أسماء البلاد والقرى والجبال وغيرها، إلا أنّ الأسماء المختصة التي تدلّ على المكان لا تعد ظرفًا ولا تكون منصوبة كسائر الظروف المُختصّة التي تدلّ على الزمان، وإنّما تُعرب حسب مَوقعها في الجملة.
الظرف المبهم
يُطلق مفهوم الظّرف المُبهم على الأسماء التي تدلّ على أماكن أو أزمنة بصورة عامّة شائعة غير محدّدة أو محصورة، وظروف الزمان المُبهمة تشمل الأسماء التي تدلّ على أزمنة مفتوحة غير مُحدّدة مثل؛ وقت، دهر، زمان، وغيرها من الأسماء المعرفة والمنكرة، وكذلك فإنّ ظروف المكان المُبهمة هي الأسماء التي تدلّ على أمكنة عامة غير مُحدّدة أي لا تتراءى لها صورة مُعيّنة في الأذهان وتشمل الاتّجاهات مثل: (فوق، تحت، أمام، وراء، خلف، عند، يمين، شمال، بين وغيرها)، وتشمل أيضًا أسماء المقادير الكمية مثل: (فرسخ، ميل وغيرها)، وهذا النوع من الظروف يُلازم النّصب على الظرفية، أي يكون إعرابه ظرف زمان أو مكان منصوب دائمًا.
كيفية إعراب ظرف الزمان والمكان
تُعدّ ظروف الزمان والمكان من الأسماء المُعربة ويكون حكمها النّصب على الظرفية بشكل لازم؛ لذلك صُنّفت الظروف على أنّها واحدة من المفاعيل، وأطلق على الظروف المفعول فيه، ولكن ذلك لا يمنع من وجود ظروف زمان ومكان كانت قد أخذت عن العرب وقد بُنيت على حركة واحدة، وبذلك فإنّ ظروف الزمان والمكان تُقسم من حيث الإعراب إلى قسمين: الظروف المبنية والظروف المعربة.
أما تعريف الظرف المبني فه الذي يلزم آخره حركة إعرابية واحدة لا يتأثر بالعوامل الداخلة عليه، وأما الظروف المعربة فهي التي تتغير حركات أواخرها تبعًا للعوامل الداخلة عليها أو تبعًا لتغير مواضعها في الجمل، وتلك الأحكام الإعرابيّة تتّصل بدلالاتها وتتوّزع على النحو الآتي:
الظروف المبنية
- الظرف المبني على الضم: ويشمل: ” حيث، منذ، قط”، وتُعرب هذه الظروف عند ورودها في الجملة ظرف زمان أو مكان مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول فيه، ومثاله: لم أغضب والدي قطّ. ويعرب الظرف قطّ على النحو الآتي: ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب مفعول فيه، ويعرب الظرف حيث على هذا النحو إلا أنه يختص بالمكان.
- الظرف المبني على الفتح: ويشمل: “الآن، أيّان، هناك، هنالك، ثَم، ثَمة”، وتُعرب هذه الظروف عند وُرودها في الجملة: ظرف زمان أو مكان مبنيّ على الفتح في محل نصب مفعول فيه، ومثاله: أيان تذهب تجد الأصدقاء. ويعرب الظرف إيان : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه.
- الظرف المبني على السكون: وتشمل:” إذ، مذ، لدى”، وهذه الظّروف تند ورودها في الجملة تُعرب: ظرف زمان أو مكان مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه، ومثاله: جئتك إذ زيد قائم. ويعرب الظرف إذ: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه.
- الظرف المبني على الكسر: ويشمل الاسم” أمس” ويُعرب هذا الاسم عند وروده في الجملة منكرًا: ظرف زمان مبني على الكسر في محل نصب مفعول فيه، ومثاله: مضى بفصل قضائه أمس. ويعرب الظرف أمس: ظرف زمان مبني على الكسر في محل نصب مفعول فيه.
الظروف المعربة
- الظروف المبهمة: وتشمل المقادير والاتّجاهات مثل: “أمام، وراء، خلف، تحت، فوق، عند، بين، حول، ومنها أيضًا ظرف المكان يمين و شمال” وتلزم هذه الأسماء الظرفية وتُعرب: ظرف زمان أو مكان منصوب وعلامة نصبه الفتح تكون مضافة، فإن سُبقت بحرف جر أُعربت اسمًا مجرورًا، ومثاله: النجاح أمام المثابرين. ويعرب الظرف أمام: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- الظروف المختصة: وتشمل سائر الألفاظ التي تحمل في ذاتها دلالة معينة ومحددة مثل: “مساء، صباح، ظهر، ساعة، ليلة، لحظة، يوم”، وهذه الأسماء قد تُعرب ظرفًا منصوبًا في حال جواز دخول حرف الجر على الظرف وذلك بتقدير حرف الجر (في) قبلها مثل: “يُحاسب الناس على أعمالهم يوم القيامة” على تقدير:” في يوم القيامة”، أمّا إذا لم يجز تقدير حرف الجر(في) قبلها فإنّها تخرج عن الظرفية وتُعرب حسب موقعها في الجملة مثل: “يوم العيد بهيج”، ومثاله: غدًا يوم آخر، ويكون إعراب ظرف الزمان غدًا: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
العامل المتعلق بالظرف
- الفعل الظاهر: وهو ما يُوجب نصب الاسم على الظرفيّة على نحو: سافرت ليلة الأمس، ويكون الفعل عاملًا للنصب في الاسم الواقع بعد الفاعل على أنّه مفعول به أو مفعول فيه أو أنّه يجر بحرف جر.
- الفعل المقدر: وهو يوجب نصب الاسم على الظّرفية على تقدير وجوده وقد قالت بذلك المدرسة البصرية، بينما رفضت المدرسة الكوفيّة التقدير على هذا النحو، ومثال ذلك: “العدو خلفك” وتقديره : “العدو يقف خلفك”.
- المصدر: ويسد المصدر مسد الفعل كعامل موجب للنصب بفعل دلالته على الحدث، فالمصدر اسم يدل على حدث إلا أنه غير مقترن بزمن وهذا ما يميزه عن الفعل، وهو على نحو: إنجازك اليوم موجب للشكر.
- الوصف: ويقصد به الأسماء التي تحمل دلالة الحدث القائم بها، أو الواقع منها أو عليها، كاسم الفاعل أو اسم المفعول أو الصفة المشبهة، وصيغة المبالغة، وهي على نحو: المرور ممنوع ليلًا.
حذف عامل الظرف
- إذا وقع العامل جوابًا للاستفهام فإنّه يُحذف جوازًا كأن يُقال: متى ستسافر؟ ويكون الجواب يوم الغد على تقدير سأسافر يوم الغد.
- إذا وقع ظرف الزمان أو المكان خبرًا فإنّ العامل يُحذف وجوبًا وهو وعلى نحو: الرحلة غدًا ، وهي على تقدير الرحلة كائنة غدًا.
- إذا وقع ظرف الزمان أو المكان حالًا فإنّ العامل يحذف وجوبًا وهو على نحو: توارى القمر خلف الغيوم وهي على تقدير توارى القمر الكائن خلف الغيوم
- إذا كان ظرف الزمان أو المكان صفة فإنّ العامل يُحذف وجوبًا، وهو على نحو: رأيت قمرًا بين الغيوم، وهي على تقدير :رأيت قمرًا منيرًا بين الغيوم.
- إذا وقع الظرف في جملة صلة الموصول فإنّ العامل يُحذف وجوبًا على نحو: أهديتُك الكتاب الذي عندي وهي على تقدير: أهديتك الكتاب الذي وجد عندي.
ما ينوب عن ظرف الزمان والمكان
تنوب عن الظروف أمور عدّة تنتصب على أنّها مفعول فيه، وهي ستة أمور:
- اللفظ الذي يضاف إليه الظرف: إذا كان اللفظ يدلّ على الكلّية أو البعضيّة مثل: كل، بعض، جميع، عامة، نصف، ربع، وغيره، وذلك على نحو: سافرتُ كلَّ الليل، فلفظ “كلّ” ناب عن المفعول به “الليل” فأخذ مكانه، فإعراب كلَّ هو: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- صفة المفعول فيه: وذلك إذا جاءت قبله، مثل: صبرتُ كثيرًا من الوقتِ، فـ” كثيرًا” هي صفة لظرف الزمان “الوقت” وقد نابت عنه فأخذت مكانه، يُقال في إعرابها: كثيرًا: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- اسم الإشارة: إذا ما أشار إلى الظرف، سواء أشار لظرف الزمان أو لظرف المكان، وذلك على نحو: مشيتُ هذا المساء مشيًا كثيرًا، فقد أشار اسم الإشارة “هذا” إلى ظرف الزمان “مساء” فأخذ مكانه وناب عنه، ويُعرب: هذا: الهاء للتنبيه، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان.
- العدد: إذا ما جاء تمييزه ظرفًا أو أضيف له ظرف، وذلك على نحو: سافرتُ ثلاثين شهرًا، ومشيتُ أربعةَ فراسخٍ، فالعدد “ثلاثين” قد ناب عن ظرف الزمان شهرًا إذ مُيّز به، والعدد “أربعة” ناب عن ظرف المكان فرسخ إذ أضيف إليه، وفي الإعراب يقال:
- ثلاثين: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم.
- أربعة: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- المصدر: إذا تضمّن معنى الظرف، وذلك عندما يأتي المصدر مضافًا إليه بعد الظرف، ثمّ يحذف الظّرف فيأخذ المصدر مكانه، وأكثر ما يرد ذلك في ظروف الزمان بشرط أن تحدّد وقتًا أو مقدارًا معيّنًا، وذلك على نحو: جئتُ صلاةَ الظّهر، انتظرتك ذهابك إلى المدرسة ورجوعك منها، كما قد يرد ذلك في ظروف المكان، وذك على نحو: جلستُ قربَك، ففي الإعراب يُقال:
- صلاة: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- ذهابك: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- قربك: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخر.
- بعض الألفاظ المسموعة التي ضُمّنت معنى “في”: ومن ذلك ما سمع عن العرب قولهم: أحقًّا أنّك ذاهب؟ وجهد رأيي أنّه بريء، وغير شكٍّ أنّك قادم، فكل من “حقًّا، وجهد، وغير” منصوب على الظرفية الزمانية.
إعراب ما يأتي بعد ظرف الزمان والمكان
يُعرب ما بعد ظرف الزمان والمكان مضافًا إليه سواء أكان ما يليها اسمًا مفردًا أم جملة، ومن الظروف التي تدخل على الاسم “بعدَ، وعند” وغيرها من الظروف، وذلك على نحو: “سأراك بعدَ المدرسةِ”، فإعراب بعد والمدرسة هو:
بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
المدرسة: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
وهناك أيضًا ظروف لا تدخل إلّا على الجملة، وفي هذه الحالة تُعرب الجملة بعد الظرف في محل جر بالإضافة، ومنها “إذ، وإذا، وحيث” وغيرها، وذلك على نحو: جئتُ حيثُ بدأتُ دراستي، فإعراب حيث هو: مفعول فيه ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب، وجملة (بدأتُ) جملة فعليّة في محل جرٍّ بالإضافة.
ويُقال في القاعدة الإعرابيّة المشهورة: “بعد الظروف ضيوف”؛ أي بعد الظروف يكون إعراب الجملة مضافًا إليه مجرورًا.
أمثلة على ظرف الزمان والمكان
ضمّت مصادر اللّغة من القرآن الكريم والسنة بالإضافة إلى مصادر الأدب الأخرى شواهد كثيرة على الظروف، وفيما يأتي جمل وآيات قرآنية فيها ظرف زمان ومكان :
آيات قرآنية فيها ظرف زمان ومكان
- “وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا“
- “وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا“
- “يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ”
- “وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا”
- “ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ”
- “يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا”
- “وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ”
- “ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذْ هَدَيْتَنا”
جمل تحتوي على ظرف زمان ومكان
- الجنة تحت أقدام الأمهات
- سافرت لدن طلوع الشمس.
- المخضرم من يعيش بين عصرين
- يغرق الكون في صمت وديع قبل أن تودعه الشمس.
- إنه كون متوازن خلق وأبدع من لدن حكيم خبير.
- ثمة أمواج تهبط حينًا وتعلو حينًا آخر.
- وقف المُصلّون خلف الإمام