تُعتبر رياضة المشي من أبسط الأنشطة البدنية وأكثرها فعالية في الوقت ذاته. فهي لا تتطلب أي معدات أو مهارات خاصة، مما يجعلها مناسبة للجميع. وبالمواظبة على ممارستها بانتظام، ستلاحظ تحسناً ملحوظاً في صحتك العامة ولياقتك البدنية.
وجد الباحثون في دراسة حديثة أن ساعة إضافية من المشي اليومي يمكن أن تساهم بشكل كبير في زيادة متوسط العمر المتوقع، خاصةً بالنسبة للأفراد الذين لا يمارسون الرياضة.
الأشخاص الذين يمارسون نشاطاً بدنياً أقل من 25% من المستوى الموصى به، يمكنهم تحقيق زيادة ملحوظة في متوسط العمر المتوقع بإضافة ساعة من المشي يومياً، وذلك بحسب دراسة أجراها فريق بحثي من جامعة جريفيث الأسترالية بتحليل بيانات في الولايات المتحدة.
يُساهم ارتداء هذه الساعة في إضافة ما يُقارب 6.3 ساعات إلى متوسط العمر المتوقع، وهو ما يُبرز بشكل جليّ أهمية النشاط البدني كعامل أساسي في تعزيز الصحة العامة وزيادة متوسط العمر.
فوائد رياضة المشي اليومي
يُعاني بعض الأفراد من صعوبة تخصيص وقت كافٍ لمزاولة التمارين الرياضية بشكل روتيني، لكن الخبراء يُشيرون إلى أن المواظبة على المشي يوميًا تُعدّ بديلًا ممتازًا. سنستعرض في الأسطر القادمة فوائد المشي اليومي.
صحة القلب والأوعية الدموية
تساعد تمارين المشي يوميا بانتظام على تقوية القلب. بالإضافة إلى تحسين الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
السيطرة على الوزن
يحرق المشي الكثير من السعرات الحرارية الزائدة في الجسم. ويساعد ذلك بشكل كبير على خسارة الوزن والحفاظ على وزن صحي.
صحة العظام والمفاصل
يعزز المشي من كثافة العظام، ويقلل من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، خاصة في الركبتين والوركين.
تحسين المزاج
يفرز الجسم هرمونات السعادة، المعروفة باسم الإندورفين، أثناء ممارسة الرياضة. يساعد ذلك على تحسين المزاج وتقليل التوتر والاكتئاب.
صحة الدماغ
يرتبط تمرين المشي يوميا بزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساعد على تحسين الذاكرة وزيادة القدرة على التركيز، ويقلل من خطر الإصابة بالخرف.
تقوية العضلات
يعزز المشي بشكل يومي من قوة عضلات الساقين والأرداف والظهر. وبالتالي، يساعد على تجنب أمراض مثل آلام المفاصل والعمود الفقري.
تحسين النوم
يساعد المشي المنتظم على تحقيق الاسترخاء، وتنظيم الساعة البيولوجية للجسم، بشكل يؤدي إلى تحسين نوعية وجودة النوم.
المدة المناسبة للمشي
يثير موضوع المدة اليومية المخصصة للمشي اهتمام الكثيرين، وذلك بغية الاستفادة من منافع المشي في تعزيز الصحة العامة. تشير أغلب الأبحاث العلمية إلى أهمية ممارسة التمارين الرياضية بشكل عام لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا، لضمان الحصول على قدر من النشاط البدني المتوسط.
بناءً على ذلك، يُشكّل المشي أداةً مُجدية لتحقيق الغاية من النشاط البدني. يُمكن الحصول على 150 دقيقة أسبوعياً من خلال المشي المنتظم، أي ما يُقارب 30 دقيقة يومياً خلال أغلب أيام الأسبوع. ولتيسير الأمر، يُمكن تجزئة هذه المدة إلى فترات زمنية أقل على مدار اليوم، على سبيل المثال، المشي لمدة ربع ساعة صباحاً ومثلها مساءً.
من بين الاقتراحات التي يقدمها المتخصصون للمساعدة على اعتياد المشي تدريجياً، نذكر ما يلي:
البدء ببطء
إذا كنت جديدا في المشي، ابدأ بفترات قصيرة وزد تدريجيا من المدة والمسافة.
اختيار الوقت المناسب
اختر وقتا خلال اليوم تشعر فيه بالراحة والنشاط، بعيدا عن ضغوط العمل.
الانتباه إلى الإحماء والتبريد
خصص بضع دقائق للإحماء قبل المشي والتبريد بعده لتجنب الإصابات.
اختيار مسار آمن
اختر مسارا آمنا ومريحا للمشي، مثل الحدائق أو الممرات المخصصة للمشاة.
الاستماع إلى جسدك
لا بد من الانتباه دائما إلى الإشارات التي يعطيها إليك جسدك أثناء ممارسة رياضة المشي. فإذا شعرت بأي ألم، توقف واسترح.
مؤشرات ظهور نتائج المشي على صحتك
يُمثل المشي هدية ثمينة تُقدمها لنفسك في أي وقت من اليوم، فهو يُساهم في الحفاظ على اللياقة البدنية ويُعزز الصحة العقلية والنفسية. ولكن، متى يُمكننا أن نلمس نتائج المشي على أجسامنا؟
يُعدّ ظهور نتائج المشي أمرًا نسبيًا يختلف من شخص لآخر، ويعتمد ذلك بشكل أساسي على عوامل متعددة، من أهمها:
اللياقة البدنية الأولية
الأشخاص الذين يبدأون من الصفر يمكن أن يشعروا بالنتائج بشكل أسرع من أولئك الذين لديهم أساس بدني.
الانتظام
كلما زادت ممارسة رياضة المشي بانتظام، زادت معها سرعة ظهور النتائج، والاستفادة بأكبر قدر ممكن من المزايا الصحية، الجسدية والنفسية.
مدة الجلسة وشدتها
يساعد المشي لمسافات أطول وبوتيرة أسرع، على حرق سعرات حرارية أكثر، كما يؤدي إلى نتائج أسرع.
غذاء صحي
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يعزز من فوائد المشي، ويساعد على تحقيق الأهداف بشكل أسرع.
ختاما
بعد أسبوعين من الالتزام بالنصائح المذكورة، ستشعر بزيادة ملحوظة في الطاقة والنشاط، بالإضافة إلى تحسن في المزاج، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية حدوث بعض التعب العضلي في البداية كأثر جانبي مؤقت للمشي، والذي سيتلاشى مع الاستمرار والتعود.
خلال شهر من المواظبة على المشي، من المحتمل أن تشعر بتحسن في وزنك مع زيادة في قوة عضلاتك وقدرة مفاصلك على التحمل، أما التحولات الأكثر وضوحًا، كفقدان الوزن بشكل ملحوظ وتحسن كبير في لياقتك البدنية وتغيرات إيجابية في مظهر جسمك، فتظهر عادةً خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر.
في نهاية المطاف، نُشدد على أن المشي يُعتبر من أبسط وأكثر الأنشطة البدنية فاعلية، حيث لا يستلزم الأمر اقتناء أي معدات خاصة باستثناء حذاء رياضي مناسب يُساهم في تحسين تجربة المشي وزيادة الاستمتاع بها، فضلاً عن وجود رغبة حقيقية في تعزيز الصحة.
لتحقيق أقصى قدر من الفائدة، يُنصح بممارسة المشي بشكل يومي منتظم، مع ضرورة تذكير النفس بأهمية الصبر وعدم التوقف عن الممارسة في حال عدم ملاحظة نتائج سريعة، فالجسم يحتاج إلى وقت كافٍ للتكيف مع هذا النشاط وإظهار التغييرات الإيجابية.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.