كيفية التعامل مع ضغوطات الحياة

يُعدّ الإجهاد والضغوطات اليومية جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان، وهي ظاهرة شائعة بين مختلف الفئات العمرية، حيث يواجه الأفراد مجموعة متنوعة من الضغوطات في حياتهم اليومية. تتنوّع هذه الضغوطات لتشمل جوانب عديدة من حياة الفرد، فمنها الضغوط المادية التي تنشأ نتيجة لصعوبات مالية مثل ضيق الرزق أو كثرة المتطلبات والالتزامات المادية المتزايدة، والتي تُثقل كاهل الأفراد وتُسبب لهم قلقًا مستمرًا بشأن توفير احتياجاتهم الأساسية وتحقيق الاستقرار المالي.

بالإضافة إلى ذلك، تشمل الضغوطات اليومية أيضًا الضغوط المهنية أو ضغوط العمل، والتي تنتج عن كثرة المسؤوليات والواجبات المطلوبة من الفرد في بيئة العمل، مثل المهام المتراكمة والمواعيد النهائية الضيقة والتوقعات العالية من المديرين والزملاء، مما يُؤدّي إلى شعور الفرد بالإرهاق النفسي والجسدي وزيادة مستويات التوتر والقلق لديه. هذه الضغوطات، سواء كانت مادية أو مهنية، تُشكّل تحدّيًا كبيرًا للأفراد وتُؤثّر سلبًا على صحتهم النفسية والجسدية وقدرتهم على الاستمتاع بحياتهم بشكل عام.

وعن ضغوطات المراهقين

تُشكّل التحديات والصعوبات التي يواجهها المراهقون مصدر الضغوطات النفسية والاجتماعية التي قد تستمر آثارها السلبية لتؤثر على مراحل حياتهم اللاحقة. تتنوّع هذه الضغوطات لتشمل جوانب عديدة، من أبرزها ضغط الأقران الذي يُعدّ من أقوى العوامل المؤثرة في سلوك المراهقين وقراراتهم.

يتمثّل هذا الضغط في محاولة الأقران التأثير على المراهق وحثّه على القيام بأفعال قد تكون ضارة أو غير صحيحة، مثل تعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة، وشرب الكحوليات، والانخراط في ممارسات خطيرة كرفع الأثقال بطرق غير آمنة، وغيرها من السلوكيات السلبية الأخرى.

يُعتبر ضغط الأقران هذا من العوامل المولّدة للضغوطات الحياتية بشكل عام، وذلك لصعوبة مقاومته والتصدّي له، حيث يمثّل بالنسبة للمراهق وسيلة مهمة للتكيّف والاندماج مع مجموعة معينة من أقرانه، ممّا يُساهم في تقليل الشعور بالحرج وعدم الارتياح والقلق الاجتماعي الذي قد يعيشه المراهق في بداية تكوينه الاجتماعي وتفاعلاته مع محيطه، حيث يسعى المراهق للانتماء والقبول من المجموعة ممّا يجعله أكثر عرضة للاستجابة لضغوطاتهم.

ويمكن التعامل مع ضغوطات المراهقين التي يشعرون بها بسبب أقرانهم من خلال ما يأتي:

  • دعم الأهل: يمكن للآباء التأثير على أبنائهم المراهقين، كون المراهق يستفيد من وجود شخصٍ بالغٍ يثقون به، للمساعدة في حل مشاكلهم، لذا ينصح بضرورة الانخراط في حياة المراهق للتعرف على المشاكل التي قد تنشأ.
  • الاختيار المناسب للأصدقاء: يمكن للمراهق مصاحبة الأفراد الذين يبقون بعيداً عن الأنشطة الخطيرة، بالإضافة إلى المشاركة في الأنشطة التي يمكن للمراهق التمتع بها للتخلص من الضغط، كما ينصح بضرورة تجنب الأنشطة الخطيرة التي تسبب مشاكل اجتماعية وضغوطات نفسية كبيرة.

وهذه بعض السلوكيات لتغلب على الضغوط للإحساس بالراحة:

  • التحلي بالهدوء والاسترخاء قبل التفكير في كيفية التعامل مع الضغوط التي نواجهها والتي تسبب لنا الضغط النفسي، واستخدام مختلف الأساليب التي تخفف التوتر، وتجنب القيام بردود فعل قوية والتي من الممكن أن تعرضنا للمرض واستنزاف طاقاتنا النفسية والجسدية.
  • ممارسة التمارين الرياضية، لتساعد في تقليل الضغط النفسي، اذ ان ممارسة الرياضة تعمل على اكساب الشخص صحة جيدة، وتساعده على التغلب على بعض المشكلات الخاصة بالإرهاق والتعب.
  • التوازن بين ممارسة النشاطات الاجتماعية والحصول على العزلة.
  • يجب تحمل مسؤولية القرارات الشخصية والتصرفات الذاتية.

كيفية اتخاذ قرار تحت الضغط

يمكن اتباع بعض الأمور عند اتخاذ قرارٍ مهم تحت الضغط النفسي المتسبب من ضغوطات الحياة، ومنها ما يأتي:

أولاً، الإلمام الشامل بالوضع الراهن يُعدّ قوة حقيقية؛ فالمعرفة المتعمقة بالجوانب المحيطة بالمشكلة تزيد من احتمالية اتخاذ قرار سليم. لذا، يُنصح بتوظيف مهارات البحث والتحليل لدراسة كافة المواضيع ذات الصلة، مع التركيز على البراهين الموثوقة وتجنب الاعتماد على الآراء الشخصية غير المدعومة بالأدلة. كما يجب الابتعاد عن التحيز والتفكير بموضوعية عند تقييم المعلومات لاتخاذ قرارات عقلانية.

ثانياً، من المهم الإلمام بنتائج الموضوع من خلال استخدام تقنيات التنبؤ لتقدير النتائج المحتملة للقرار، مع مراعاة الآثار قصيرة المدى وطويلة الأمد التي قد تطال الفرد والآخرين على حد سواء. هذا التحليل المستقبلي يساعد على فهم التداعيات المحتملة واتخاذ قرارات أكثر وعياً.

أخيراً، يُستحسن التشاور مع الآخرين، وخاصة المتخصصين والموضوعيين؛ حيث يمتلك هؤلاء القدرة على تقديم مشورة قيّمة ومنظور مختلف بعيداً عن أي ارتباط عاطفي أو مصلحة شخصية، مما يُساهم في اتخاذ قرارات أكثر توازناً وشمولية.

كيفية التخلص من ضغوطات الحياة

للتغلب على ضغوطات الحياة المتزايدة، يمكن اتباع استراتيجيات متعددة تشمل البحث عن هوايات مسلية ومنفّسة عن الضغوط، والتخفيف من ضغوط العمل عبر تنظيم المهام وتحديد الأولويات، وممارسة أنشطة التأمل والاسترخاء كاليوجا أو حضور الدروس الدينية التي تُساعد على صفاء الذهن، بالإضافة إلى تمارين التنفس العميق التي تُساهم في خفض معدل ضربات القلب وتهدئة الأعصاب.

كما يُعد قضاء الوقت مع العائلة والأحباء من أهم العوامل التي تُساعد على تخطي صعوبات الحياة وتسهيل التعامل مع التحديات، مع الحرص على الابتعاد عن مصادر التوتر وتجنب المواقف الصعبة قدر الإمكان.

يُضاف إلى ذلك الاستماع إلى الموسيقى الهادئة التي تُعزز الشعور بالراحة والاسترخاء، وأهمية تنظيم النوم وتخصيص ساعات محددة وثابتة للنوم والاستيقاظ والالتزام بها، بما في ذلك أوقات العمل والدراسة والمحاضرات، حيث يُساهم تنظيم الوقت في تنظيم الجهد المبذول لإنجاز المهام المطلوبة ويكسب الشخص انضباطاً والتزاماً، كما يُساعد الحصول على قسط كافٍ من النوم في الوقاية من الإرهاق والتعب الجسدي الذي يؤثر سلباً على الكفاءة والفعالية.

من الضروري أيضاً التعامل مع المشكلات ببساطة وواقعية وتجنب كل ما يُسبب التوتر والحزن، والانتباه إلى تناول الوجبات اليومية بانتظام للحفاظ على صحة الجسم والعقل. باختصار، يُمكن التغلب على ضغوط الحياة من خلال التوازن بين الأنشطة المختلفة، الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية، وتنظيم الوقت والمهام.


اكتشاف المزيد من عالم المعلومات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيك بهذه المقالة؟ كن أول من يعلق

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا. تساعدنا هذه الملفات على تذكر إعداداتك وتقديم محتوى مخصص لك. يمكنك التحكم في ملفات تعريف الارتباط من خلال إعدادات المتصفح. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية لدينا.
قبول
سياسة الخصوصية