كيفية تصميم متجر إلكتروني ناجح، يُعدّ إطلاق متجر إلكترونيّ أمرًا بالغ الأهمية لأي تاجر أو صاحب وحدة إنتاجية في العصر الحالي، وذلك نظرًا للنمو المتزايد في التعاملات الرقمية عبر الإنترنت، سواء مع المتاجر الإلكترونية الكبيرة أو حتى تلك التي يديرها أفراد برأس مال محدود.
هذا التوسع في التجارة الإلكترونية يجعل من الضروري لأي صاحب عمل أن يُنشئ متجرًا إلكترونيًا خاصًا به؛ ليُوسّع نطاق عمله ويخلق له مجالًا أرحب، ويتمكّن من الوصول بمنتجاته إلى قاعدة أوسع من العملاء المحتملين في مختلف المناطق الجغرافية. ولا يقتصر الأمر على مجرد إنشاء المتجر، بل يجب أن يتميّز هذا المتجر الإلكتروني عن غيره ليحظى بالرواج والانتشار المطلوبين، ويستقطب أعدادًا كبيرة من الزوار بشكل يومي، بل ويسعى لجذب الآلاف منهم، ما يُساهم في تعزيز نمو المبيعات وزيادة الأرباح.
ولتحقيق هذا الهدف وضمان نجاح المتجر الإلكتروني، يتعيّن على القائمين عليه الاهتمام بجوانب عديدة، من أهمها التصميم الجذاب والاحترافي، الذي يُعتبر أمرًا نسبيًا ويختلف من منتج لآخر، حيث يتطلب تصميم متجر إلكتروني لمنتج معين خصائص وميزات مختلفة عن تصميم متجر لمنتج آخر.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب المحتوى دورًا حاسمًا في نجاح المتجر الإلكتروني، إذ يتطلب وجود فريق من صناع المحتوى المحترفين الذين يتمتعون بمهارات كتابية عالية وخبرة واسعة في مجالهم، ولديهم معرفة عميقة بطبيعة المنتجات المعروضة وخصائص العملاء المحتملين، ما يُمكنهم من إنشاء محتوى تسويقي فعّال يجذب العملاء ويُشجعهم على الشراء.
كيفية تصميم متجر إلكتروني ناجح
تصميم بسيط
عند الشروع في تصميم موقع إلكتروني أو متجر إلكتروني، يُعدّ عنصر البساطة من أهم الجوانب التي يجب أخذها بعين الاعتبار. فالبساطة في هذا السياق لا تعني فقط المظهر الخارجي، بل تتعدى ذلك لتشمل سهولة التصفح والتنقل داخل المتجر. يجب أن يتمكن الزائر من الوصول إلى مبتغاه بأقل قدر ممكن من التعقيدات والإجراءات، وأن يجد طريقه بسهولة بين أقسام وصفحات الموقع.
كما يُستحسن أن يكون التصميم متوافقًا مع مختلف أنواع الأجهزة، سواء كانت حواسيب مكتبية أو محمولة أو هواتف ذكية أو أجهزة لوحية، لضمان تجربة مستخدم سلسة ومريحة بغض النظر عن الجهاز المُستخدم. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري مراعاة التوازن في تنسيق عناصر صفحة المتجر الإلكتروني، سواء كانت هذه العناصر مرئية كصور المنتجات والشعارات، أو كتابية كالنصوص والعناوين، أو غير ذلك كالأيقونات وأزرار التفاعل.
يجب أن تتكامل هذه العناصر مع بعضها البعض بشكل متناسق وجذاب، مما يُضفي على المتجر مظهرًا احترافيًا ويسهل على الزائر فهم محتواه. كما يُفضّل أيضًا تقسيم المتجر الإلكتروني داخليًا إلى صفحات فرعية ومنظمة، بحيث يتم عرض كافة المنتجات بشكل مُفصّل وواضح، مع توفير معلومات كافية عن كل منتج، وذلك بهدف تسهيل عملية البحث والاختيار على المستهلك المُستهدف، وتمكينه من الوصول إلى المنتجات التي يبحث عنها بسهولة ويسر.
علاوة على ذلك، عند تصميم المتجر الإلكتروني، من المهم تضمين أكبر قدر ممكن من المزايا والخصائص التي يوفرها الموقع، وكذلك عرض شامل وواضح للمنتجات التي يقدمها المتجر، وذلك بطريقة جذابة تُثير اهتمام الجمهور المُستهدف وتُشجعه على التفاعل مع المتجر. ومع ذلك، يجب الحرص على عدم الإفراط في عرض العناصر وتجنب ازدحام الصفحات، مما قد يُشتت انتباه الزوار ويُعيق تجربة التصفح لديهم. فالتوازن بين عرض المعلومات وجاذبية التصميم هو مفتاح نجاح أي متجر إلكتروني.
المرونة
يُعدّ عنصر المرونة من أهمّ العوامل التي يجب أن يتميّز بها المتجر الإلكتروني الناجح، حيث ينبغي أن يُصمّم المتجر بطريقة شاملة ومرنة في آنٍ واحد، بحيث يضمن عرض جميع المنتجات المُقدّمة بشكل واضح وجذّاب، مع توفير معلومات وافية وشاملة حول كلّ منتج، بما في ذلك أساليب استخدامه المُثلى، وفوائده المتعدّدة، ومواصفاته التقنية إذا لزم الأمر.
كما يُستحسن تخصيص صفحات مُفصّلة للأسئلة الشائعة التي قد يطرحها العملاء، وذلك بهدف توفير إجابات شافية ووافية تُساعدهم على اتّخاذ قرارات شراء مُستنيرة، بالإضافة إلى ذلك، من الضروريّ كتابة وصف دقيق وجذّاب لكلّ منتج، يُبرز مميزاته وخصائصه بشكل مُقنع، ويُشجّع العملاء على شرائه، ولا يقتصر مفهوم المرونة في المتجر الإلكتروني على عرض المنتجات والمعلومات فحسب.
بل يشمل أيضًا توفير خيارات دفع مُتنوّعة وآمنة، وذلك لتلبية احتياجات العملاء المُختلفة، وتجنّب مشاكل السلال المتروكة التي تُعدّ من أبرز التحديات التي تواجه المتاجر الإلكترونية، حيث يُمكن أن يُؤدّي عدم توفّر خيارات دفع مُناسبة للعميل إلى تخلّيه عن عملية الشراء.
لذلك، يجب أن يُقدّم المتجر خيارات دفع مُتعدّدة، مثل الدفع بواسطة البطاقات الائتمانية، والمحافظ الإلكترونية، والدفع عند الاستلام، وغيرها، مع ضمان سهولة استخدام هذه الخيارات ووضوحها، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يُوفّر المتجر سهولة تبديل خيارات الشراء وتعديلها، كإضافة منتجات إلى السلة أو حذفها، وتغيير الكميات المطلوبة، وذلك بهدف منح العملاء تجربة شراء مُريحة وسلسة، تُساهم في تعزيز رضاهم وولائهم للمتجر، وتخلق لديهم انطباعًا إيجابيًا يدفعهم إلى تكرار الزيارة والشراء في المُستقبل.
التحديث الدائم
يُعدّ تحديث المتجر الإلكتروني بشكل دائم من الجوانب الحيوية لنجاحه واستمراريته، ولتحقيق ذلك، يُفضّل عند تصميم المتجر إنشاء قوالب مرنة وقابلة للتعديل والتحرير بسهولة. هذه القوالب تُمكّن المسؤولين عن المتجر من عرض جميع المنتجات المتوفرة بشكل واضح وجذاب، بالإضافة إلى إمكانية تحديث هذه الصفحات باستمرار لمواكبة ديناميكية المخزون؛ فيتم تعديل الصفحات عند نفاذ كميات منتجات معينة أو عند إضافة منتجات جديدة إلى المعروضات، مما يضمن دقة المعلومات المعروضة للعملاء.
ولا يقتصر التحديث على إضافة وحذف المنتجات فحسب، بل يشمل أيضًا التحديث المستمر للعروض الترويجية والتخفيضات سواء من خلال تغيير الأسعار أو من خلال طرق التعامل مع المنتج، كإضافة هدايا أو عروض تجميعية. ومن المزايا الهامة للتحديث المستمر للمتجر الإلكتروني قدرته على مواكبة المناسبات المختلفة على مدار العام، حيث يُمكن تصميم صفحات خاصة وألوان مُناسبة لكل مناسبة وعرض المنتجات ذات الصلة بها.
على سبيل المثال، يُمكن تصميم صفحات خاصة لموسم المدارس تعرض الأدوات والقرطاسية المدرسية، أو لموسم رمضان بعرض المنتجات الغذائية والرمضانية، أو لموسم الحج بعرض مستلزمات الحج، وكذلك الأمر بالنسبة للبطولات الرياضية المختلفة حيث يُمكن عرض المنتجات الرياضية ذات الصلة. هذه المرونة في التصميم تمنح المتجر فرصًا ذهبية لمواكبة كل ما هو جديد ومُستجد، وبالتالي تحقيق التميز عن المنافسين وكسب رضا العملاء من خلال توفير تجربة تسوق مُتجددة ومُثيرة للاهتمام.
خيارات النشر
عندما يهتم المتجر الإلكتروني بإتاحة روابط سريعة للنشر عبر المنصات الأخرى، سيدعم العملاء للتفاعل مع المتجر، وبالتالي يؤدي لخلق حالة من ولاء العملاء المتجر، ويجب الاستعانة بمتخصص لإنشاء روابط تتوافق مع كافة الأجهزة، لتسهيل عرضها عبر كافة منصات التواصل الاجتماعي.
تسليط الضوء على العلامة التجارية
يراعى عند تصميم موقع إلكتروني أن يتضمن عناصر العلامة التجارية حتى تترسخ في وجدان الجمهور، أيضا يفضل استخدام نطاق احترافي حتى يحتوي على اسم المتجر ليتميز عن غيره، ومن ثم يسهل التوصل إليه.
تجربة العملاء
عند إتاحة الفرصة العملاء لعرض تجاربهم مع المتجر الإلكتروني سيخلق حالة من المصداقية لدى شرائح كبيرة من الجمهور المستهدف، خاصة عندما يشاهد أحد الزوار شخصًا يعرفه أو من بلده، فيحفز ذلك هذا الشخص ليتعامل مع المتجر. أيضا يجب الاهتمام بالرد على استفسارات العملاء والزوار وتعليقاتهم سواء السلبية منها للتوضيح أو الاستفادة منهم، أو التعليقات الإيجابية للترحيب بهم كعملاء رائعين.
تنويع قوالب النشر
عند عرض المنتجات يتم تخصيص صفحات المنتجات المتشابهة، ويتم عرض صور لواجهة المنتج مع عرض وصف المنتج بشكل مختصر وسعره بصورة واضحة، وعندما يريد الزائر التعرف أكثر على المنتج يضغط على الصورة فيتم عرض معلومات أكثر تتضمن فيديوهات لشرح هذا المنتج، إضافة لطرق استبدال أو استرجاع المنتج وإمكانية الحصول عليه سواء عبر التسوق الإلكتروني أو عبر منافذ البيع إن وجد.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.