كيف تستطيع الحفاظ على مستوى معيشي جيد في ظل غلاء الأسعار الذي لا يتوقف؟ سنقدم لك في هذا المقال استراتيجيات مبتكرة لتقليل مصاريفك اليومية، وتوفير المال للاستثمار في مستقبلك.
مع غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني في مختلف أرجاء العالم، ومنه عالمنا العربي، بسبب عدة عوامل جيوسياسية مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والاضطرابات في سلاسل الإمداد، وتأثيرات جائحة كورونا التي ما زالت ممتدة حتى وقتنا الراهن، لجأ البعض للقروض من البنوك أو المعارف والأصدقاء لتغطية التزاماتهم المالية المتزايدة، وأدى هذا لغرق المزيد من البشر في كابوس الديون.
تقليل المصروفات من أفضل الطرق لمساعدتك في ادّخار المال. هناك الكثير من الطرق التي يمكنك من خلالها المحافظة على أموالك لأطول وقت ممكن وبالتالي تجنّب شعور “الكثير من المال المطلوب بنهاية الشهر وها قد أفلست” المعتاد. ستتطلب بعض هذه الطرق تخطيطًا وبحثًا، ولكنها بنهاية الأمر ستستحق هذا المجهود، كما أن هناك بعض الطرق الأخرى التي يمكنك تنفيذها في الحال.
فكيف نقلل من مصاريفنا ونفقاتنا ونتخلص من بعض العادات الاستهلاكية غير الضرورية في حياتنا، دون أن يتأثر مستوى الحياة الذي اعتدنا عليه كثيرا؟
ابدأ بتتبع عادات إنفاقك:
ما ستحتاجه أولًا هو فكرة تفصيلية عن مآل أموالك، ومن ثم يمكنك البحث عن طرق كي تتجنب إنفاق أموالك على الأشياء غير الضرورية وتقلل من مصروفات معيشتك. تذكر دائمًا أن الأمر لا يتعلق بما هو أرخص، ولكن بالأفضل. حلل احتياجاتك واحسب المال اللازم لها. الأهم هو أن تفهم أن تقليل المصروفات هو أسلوب معيشة من المفترض أن تتخذه دائمًا، وأنه عليك تغيير طرق تفكيرك. لا تفكر أبدًا أن بعض الجنيهات القليلة لا تهم.
ضع ميزانية:
يجب ألا يكون إنشاء الميزانية أمرا معقدا. إنها ببساطة خطة توضح أين ستذهب أموالك وكيف ستنفقها. وهنا يجب الابتعاد عن التعقيد -وهو خطأ يرتكبه العديد من الناس- وبإمكانك تقسيم ميزانيتك إلى 3 مجموعات وهي:
- الاحتياجات الأساسية.
- الرغبات وهي الكماليات.
- الأهداف.
بهذه الطريقة البسيطة ستكون قادرا على مراقبة وتعديل إنفاقك الإجمالي في هذه الفئات حسب الحاجة، مما يجعل ميزانيتك أكثر قابلية للإدارة بكثير من وجود ميزانية أكثر تفصيلا.
تخلص من عادات الشراء غير الضرورية:
على الرغم من أن هذه الطريقة قد لا تكون ذات الفضل الأكبر في توفير الأموال، إلا أنها مهمةٌ للغاية وسهلةٌ. هل من الضروري أن تمر على المقهى في الصباح؟ هل من المهم أن تبتاع الصودا والوجبات الخفيفة؟ ما رأيك أن تعد القهوة في منزلك، يكلف كوب القهوة في المنزل أقل من جنيهين فقط! كما يمكنك أن توفر في سعر المياه الغازية إذا ابتعتها بالجملة من المتجر. هل من الضروري حقًا أن تدخل جميع الأفلام في السينما، وما يصاحب سعر تذاكر الأفلام من الفشار أو المواصلات كل شهر؟ هل تفقدت مكتبتك لتبحث عن أية أفلام، أو حسبت تكلفة استخدام نتفليكس عبر الإنترنت؟ تلك الخطوات سريعةً وأغلبها تصبح جزءًا أساسيًا من حياتك مع التعود. ستشعر بألم نفسي في بادئ الأمر، ولكن عندما ترى المال الذي وفرته، ستلاحظ فارقًا كبيرًا على الفور.
- اصنع قائمة تسوق قبل الذهاب إلى المتجر والتزم بها. تلك القائمة مفيدة في حالات الشراء الاندفاعي. هل سبق أن توجهت للمتجر لشراء علبة بيض وخرجت بسلة تحتوي على 15 غرضًا؟ هل قمت بشراء كيسين من حلوى الخطمي أو العلبة الكبيرة من الحبوب فقط لأنها كانت تحت التخفيض؟ لا. أنت على الأرجح لم تحتج إلى نصف تلك الأشياء الإضافية ولكنك اشتريتها على كل حال. تعطيك قائمة المشتريات فكرةً واضحةً عما تحتاجه، كما أنها تجعلك تتخلص من الأغراض غير الضرورية.
قم بتجميد بطاقات الائتمان:
إحدى العقبات الكبيرة لخفض النفقات هي ديون بطاقات الائتمان، فالعديد منا يستسهل استخدام هذه البطاقات، وبالذات حين لا يكون لدينا المال الكافي لشراء غرض ما نحتاجه. ولكن تذكر أن ديون هذه البطاقات تنمو بسرعة، فأغلبها يضع فوائد عالية خصوصا إذا ما تأخر سداد دين البطاقة، وهو شيء يحدث مع الكثيرين منا.
إذا كان لديك ديون على بطاقة الائتمان، فإن تجميد بطاقاتك يعد طريقة جيدة لخفض النفقات الشهرية، ويمكنك تجميد بطاقاتك بالمعنى الحرفي للكلمة حيث اقترح بعض الخبراء الماليين وضع البطاقات في وعاء به ماء ووضعها في الفريزر، فإذا كنت ترغب في استخدامها، فعليك إذابة الجليد أولا، وذلك حسب ما ذكرت منصة “ديبيت.أورغ”..
إذا كنت ترغب في القيام بذلك بشكل رسمي أكثر، فيمكنك إيقاف بطاقات الائتمان مؤقتا بالانتقال إلى موقع الإنترنت أو التطبيق الخاص بها وتجميدها، مما يمنع أي عمليات شراء جديدة، وهذا يقودنا إلى نقطة أخرى بالغة الأهمية وهي: سداد ديون البطاقات.
- سداد ديون البطاقات أولوية قصوى:
كلما تخلصت من الديون بشكل أسرع، زادت الأموال التي ستحصل عليها في ميزانيتك الشهرية أو توفرها في مدخراتك، لهذا الغرض ضع سداد ديون بطاقاتك الائتمانية في المقام الأول، وذلك قبل سداد الديون الأخرى مثل قسط السيارة أو المنزل، فديون هذه البطاقات تنمو بسرعة بسبب ارتفاع الفوائد المتراكمة عليها كلما طال أمد سدادها، وهنا يجب أن يتضمن جزء من ميزانيتك مدفوعات أعلى من الحد الأدنى لبطاقتك الائتمانية حتى تتخلص منها بأسرع وقت ممكن.
استخدم النقد فقط:
وبدلا من البطاقات ننصحك بالتحول إلى الإنفاق النقدي، فهذا سيجعلك تتسوق بواقعية وأنت ترى الأموال تخرج من محفظتك، وسيقلل ذلك كثيرا من عمليات الشراء الاندفاعية غير المحسوبة.
وكما هو الحال مع العديد من أنظمة الإنفاق والميزانية الأخرى هذه الأيام، هناك تطبيقات يمكنها مساعدتك في إدارة ذلك مثل تطبيق “مينت” (Mint) وتطبيق “مينفيلوب” (Mnvelopes) وغيرهما.
اختصارات منزلية:
- مصاص دماء اسمه الكهرباء:
هناك مصاص دماء في منزلك وأنت لا تشعر، فأي جهاز كهربائي يتم توصيله بالتيار الكهربائي يمتص الطاقة ويستهلكها حتى عند إيقاف تشغيله وعدم استخدامه.
يُطلق على هذه الحالة “طاقة مصاص الدماء” (vampire power)، أو الحمل الوهمي، وهي تمثل 10% على الأقل من فاتورة الطاقة في منزلك، وهذا قدر كبير من الهدر لشيء لا يتم استخدامه. إذا كانت فاتورة الكهرباء الخاصة بك تصل إلى مبالغ كبيرة في الشهر فإن هذا هو السبب على الأرجح كما ذكرت منصة “فيفث بيرسون” (Fifth Person).
نعلم أنه سيكون من الصعب عليك أن تقوم بتوصيل وفصل جهاز تستخدمه كل يوم مثل جهاز الحاسوب الخاص بك، ولكن هذا هو الحل الواضح والبسيط للتخلص من مصاص الدماء الخفي في بيتك. ببساطة افصل أي جهاز كهربائي لا تستخدمه بانتظام.
كما نلاحظ أن الكثير من العائلات تقوم بإنارة البيت كاملا في الليل مع أنها لا تستخدم سوى غرفة أو غرفتين منه. قم بفصل التيار عن الغرف والأماكن غير المستخدمة، وستجد أن فاتورة الكهرباء قد انخفضت بشكل كبير نهاية الشهر.
- تناول الطعام في البيت:
يكلف تناول الطعام في المطاعم الكثير من المال، وهنا يمكن أن يوفر إعداد وتناول وجبات الطعام في المنزل الكثير من المصاريف، وفي هذا السياق ننصحك بتخطيط وجباتك الأسبوعية، حدد ما الذي ستتناوله هذا الأسبوع، وخطط له والتزم بمخططك.
وهنا، تقدم شبكة الإنترنت مجموعة لا حصر لها من نصائح الطهي والوصفات، حتى للذين لا يجيدون الطهي، فإذا لم يكن لديك وقت لإعداد وجبات الطعام خلال الأسبوع بسبب العمل، فقم بإعداد بعض الوجبات في عطلة نهاية الأسبوع، ثم قسمها في أوعية خاصة وضعها في الثلاجة لتضمن توفر طعامك في أيام العمل، كذلك بإمكانك إعداد “ساندويشات” سريعة في الليل لأخذها معك للعمل في الصباح حيث ستوفر ثمن وجبات الإفطار في المطاعم.
أفكار مفيدة:
- فكر في كل عملية شراء قبل إتمامها. اسأل نفسك هل تحتاجها حقًا أم أنك ترغب فيها فقط. هل تملك شيئًا يمكنه أن يقوم بنفس العملية؟ هل هذا الشيء ذو جودة عالية، أم أنك ستحتاج لتغييره بعد بضعة استخدامات؟ والأهم، هل أنت مستعدٌ لإرجاء خطط التوفير فقط للحصول عليه؟ إذا لم يكن شيئًا ضروريًا على الإطلاق، فلتكن الإجابة لا، لن أشتريه.
- استعمل قاعدة الأربع وعشرين ساعة. انتظر أربع وعشرين ساعةً قبل أن تشتري شيئًا غير ضروري.
- امنع المشروبات الكحولية. يمثل الكحول مصروفات زائدة عليك يمكنك أن تتخلص منها.
- يمكنك أن تستثمر أموالك في الأغراض المُستعمَلة. تُعتبر البطاريات القابلة لإعادة الشحن خيارًا جيدًا إذا كان استهلاك بطاريتك للطاقة عاليًا – السؤال الذي يجب أن تسأله لنفسك: لماذا تستهلك بطاريتك طاقةً عاليةً وكيف يمكنك تقليل ذلك؟
- أقلع عن التدخين. بعيدًا عن تكلفة التدخين الشهرية، فهناك أيضًا تكلفة تدمير صحتك وحياتك (بالإضافة لتأمين السيارة والمنزل) و(احتمالية كبيرة) لتكلفة المشاكل الصحية الناجمة عن التدخين.
- العزل. سيوفر لك عزل العلية والجدران (متضمنةً منافذ كهرباء الجدران الخارجية) المال بمرور الوقت. عليك أن تتفقد عوازل الطقس الخارجي حول الأبواب ومن الخارج. إذا استطعت رؤية ضوء النهار بين الباب والإطار العازل، عليك أن تشتري لفةً من الفوم اللاصق وتغلق بها الشقوق حول الأبواب.
- توقف عن استعمال المناديل والمناشف الورقية. تتميز المناشف القماشية بقدرتها على الامتصاص وإمكانية استعمالها أكثر من مرة. يمكن أن تُصنع المناديل القماشية من غطاء منضدة قديم. كما أنها تتميز بقدرتها على التنظيف أكثر من المناشف الورقية.
- ازرع حديقةً. يمكن حتى للمساحة الصغيرة إنتاج كميات كبيرة من الطعام الطازج. يمكنك بالطبع أن تنفق ثروةً على متجر البستنة، ولكن عليك أن تتجول في المتاجر وتسأل الجيران وتبدأ بمساحات صغيرة.
- قِس استهلاك الطاقة. يمكنك أن تلجأ لمراقب استهلاك الكهرباء (بالإنجليزية: Electricity monitor)، يُعتبر ذلك الجهاز فعّالًا في قياس الطاقة المُستهلكَة لحظة بلحظة. يعرض ذاك الجهاز كمية الطاقة المُستهَلكة في منزلك بالجنيهات والكيلو وات. تشير الدراسات إلى أن توفير استهلاك الطاقة يُنتج 10% إلى 20%.
- استعمل المناديل القماشية عندما لا تكون مريضًا. لا يُعد الأمر مُثيرًا للاشمئزاز إذا قمت بغسلها؛ فهي تُعتبر صحيةً وعمليةً أكثر من المناديل الورقية.