القائمة إغلاق

كيفية كتابة مقال ادبيّ وماهي خصائصه وأشهر كتّابه

هل تسعى لكتابة مقال أدبي ساحر يجذب القراء ويترك بصمة في قلوبهم؟ إن كتابة مقال ليست مجرد ترتيب للأحرف والكلمات، بل هي فن يجمع بين الإبداع والمعرفة. في هذا المقال، سننطلق بك في رحلة شيقة عبر عالم الكتابة الأدبية، حيث ستتعرف على أسرار صياغة العبارات البليغة كما سنستعرض أبرز خصائص المقال الأدبي، ونستلهم من أشهر كتّابه على مر العصور.

الكتابة الأدبية من أرقى الكتابات على الإطلاق، كيف لا، وهي تطير في سماء المجد والأدب بجناحيّ الشعر والنثر، لذلك لا عجب ولا غرابة أن يكون النثر مضماراً يتنافس فيه المتنافسون، ولا جرم أن نعقد له المحافل والسباقات والجوائز والاحتفالات، ولا غرو أن تصير الكتابة الأدبية ديدن الكثيرين، وحلم الأكثر أن ينشر له مقالاً أدبياً، فللنثر مكانته في ساحة الأدب، فله من الكعب أعلاه، ومن المجد ذؤابته، ومن العز أصله وفخره، لذلك لا يزال يطرق مسامع النُقّاد والأدباء والكتّاب سؤال عنوانه كيف لي أن أكتب مقالاً أدبياً؟

هيكل المقال

إنّ كيفية كتابة مقال أدبي تتطلب تأملاً لبنية المقال الأدبي، فالمقال الأدبي يعني عرض لما يتأمله الكاتب، أو يشعر به، فهو وجه من وجوه التعبير الوجداني، وهذا لا يجعل المقال محصورًا بالكاتب نفسه، بل يتعداه إلى كل ما يحيط به فيعرضه برؤيته الخاصة، فقد يكون المقال الأدبي ذاتيًا، أو إنسانيًا، أو دينيًا، أو وطنيًا يبثُّ الكاتب من خلاله انفعالاته الوجدانية الصادقة البعيدة عن كل تزييف.

ومن أهم أدوات الكاتب التي ينبغي له أن يمتلكها ليكتب مقالًا أدبيًا الملَكة الأدبية، والمقدرة الفنية؛ التي تعينه في تصوير موضوعه تصويرًا مؤثرًا، بالإضافة إلى العبارة البليغة وحرارة الفكرة، والخيال الذي يُعدُّ لغة العاطفة، وفي هذا تأكيد على أن العاطفة ركيزة المقال الأدبي الأساسية، على أنَّ هذا لا يتعارض مع وجود بعض الومضات الفكرية التي قد تتخلل المقال الأدبي، محاطة بهالة عاطفية، فينسجم الفكر بالعاطفة ويخلقان معًا عملًا أدبيًا متكاملًا، وتتنوع مصادر إلهام الكاتب عند كتابة مقال أدبي؛ فهناك الحالات الوجدانية التي يمر بها، والحوادث اليومية التي يصادفها، وهموم الإنسان، وقضايا المجتمع وغيرها، أما هيكل المقال فقوامه كما يأتي:

  • المقدمة: تلخيص محتوى المقال وفكرته الرئيسة، ويجب أن تكون موجزة، متضمنة وسائل التشويق، ممهدة لموضوع المقالة.
  • الموضوع: أساس المقال، يبدأ من حيث انتهت المقدمة، ويشغل مساحة أكبر من المقدمة والخاتمة، يعالج فيه الكاتب خواطره وأفكاره ومشاعره بطريقة مؤثرة، ومقنعة بشتى الوسائل.
  • الخاتمة: تركيز وتثبيت لعناصر المقال، وتسليط الضوء على الجوانب المهمة.

كيفية كتابة مقال أدبي

تُعد كيفية كتابة المقال الأدبي من أهم الأمور التي يهتم بها الكاتب؛ لأنها تحتاج لمهارات لغوية وأدبية عالية، وفيما يلي بعض الأمور التي يمكن الاستعانة بها لتكون كتابة المقال الأدبي أمرًا ممكنًا وسهلًا:

  • اكتب مخطّطاً أوّليّاً للمقال: قبل البدء بكتابة المقال لابد من تحديد المخطّط العام له، ويكون ذلك بكتابة النقاط الرئيسة، والعناوين الفرعيّة، وعدد الفقرات التي سيتكوّن منها المقال. وغالباً يُنصح البدء بكتابة مقال مكوّن من خمس فِقرات: مقدّمة، وثلاث أفكار رئيسة بحيث تحتلّ كل فكرة فِقرة منفصلة، وخاتمة. بعد التمرّن والتمرّس في كتابة المقال، يمكن توسيعه ليضمّ عدداً أكبر من الفقرات الرئيسة.
  • ابتكر مادّة مميّزة للمقال: تجنّب اختيار المواضيع العامة التي كَثُر التحدّث عنها، بل اختر موضوعاً جديداً، وتنقّل بين عناوينه بطريقة إبداعية وفريدة، ومن المهم أن تذكر آراء المُختصّين في هذا الموضوع، لكن لابد من تحديد رأيك الخاص أيضاً.
  • اقتبس لدعم رأيك: تعمل الاقتباسات على تدعيم وجهة نظرك وتأكيد صحّتها للقارئ، فقد تكون هذه الاقتباسات حكمة، أو بيتاً شعريّاً، أو رأياً. تأكد من توثيق الإقتباس لمصدره بشكل صحيح لحفظ الحقوق الفكرية. كما يجب لفت الانتباه إلى أهميّة الإنتقائية في اختيار الإقتباسات التي تخدم النص، ولا تبالغ فيها حتى لا يعتقد القارئ أنك تستغل الإقتباس لحشو المقالة وزيادة حجم المقال.
  • اختر أسلوبك بعناية: انتقِ كلماتك بعناية، وحافظ على الطابع الشخصيّ في المقال، واختر كلماتك وألفاظك الخاصة التي تخدم الفكرة الرئيسة في المقال. ولا تنسى أهميّة تسلسل الأفكار، وطريقة الطرح السَّلِسَة المرتبطة بالترتيب الزمني.
  • نمّق خاتمة المقال: كما أنّ للمقدّمة أهميّة كبيرة لتشجيع القارئ إنهاء المقال، فإنّ للخاتمة أيضاً أهميّة تتمثّل في تلخيص الأفكار الرئيسة أو خلاصة المقال فيها. ومن خلالها تشفي الرغبة المعرفيّة التي يسعى القارئ للحصول عليها من خلال قراءة مقالك.
  • احرص على اللغة السليمة: لأنّ الأخطاء اللغوية على بساطتها تُشتّت القارئ، وتلفت انتباهه للأمور اللغوية أكثر من الفكرة، إضافة إلى استخفافه بدقّة المقال إن كان مليئاً بالأخطاء اللغوية والنحوية. أعد قراءة ما كتبته، وابحث عن الأخطاء وصحّحها.

خصائص المقال الأدبي

للمقال الأدبي مجموعة من الخصائص التي تميزه عن باقي المقالات الأخرى ويكون بذلك من أكثر الأنواع التي يُقبل الكاتب على كتابتها، ومن هذه الخصائص:

  • الترتيب التسلسيّ والمنطقيّ للأفكار المطروحة؛ فتكون كلّ فكرةٍ ممهدةً للفكرة التي تليها، و نتيجةً للفكرة التي سبقتها.
  • التقيّد بوضوح الفكرة، والابتعاد عن استخدام الألفاظ الغريبة.
  • الالتزام بعرض عناصر المقال.
  • تعتمد على أسلوب الخيال الأدبيّ، والتصوير، والتشبيه، والاستعارات.
  • تستخدم فيه عباراتٌ جزلة الألفاظ، وبسيطة في المعنى، بمعنى أن يكون النص الأدبي غير معقدٍ.
  • التركيز على عمق الأفكار، ووضوحها.
  • استخدام لغة سليمة إملائيًا وقواعديًا.
  • يعد المقال الأدبي قطعة نثرية محدودة الطول.
  • يبرز فيه الانفعال الوجداني.
  • يقنع ويمتع في آنٍ واحد.

أشهر كُتّاب المقال الأدبي

ساهم تطور المقال الأدبي في ظهور عدد كبير من الكتاب المختصين بالمقال الأدبي عملوا في عدد كبير من المجلات الصحف ومنهم:

  • رفاعة الطهطاوي.
  • أحمد أمين.
  • عباس العقاد.
  • عبد الله أبو السعود.
  • طه حسين.
  • سليم العنجوري.
  • سليم النقاش.
  • خليل مطران.
  • مصطفى كامل.

Related Posts

اترك رد