عندما تجري مقابلة عمل من أجل الفوز بوظيفة، من المعلوم أن أي خطأ، مهما كان بسيطًا، يمكن أن يكلفك عرض عمل. لذا، عليك أخذ الوقت الكافي للاستعداد، حتى تتمكن من تحقيق أفضل انطباع ممكن في كل مقابلة عمل تجريها.
يوجد العديد من الأمور التحضيرية التي يجب على الشخص المُتقدّم لوظيفة ما إتمامها قبل الذهاب للمقابلة الشخصية؛ وذلك لتحقيق أداء جيّد، وإعطاء انطباع إيجابي لدى الشخص الذي سيجري المقابلة، إذ لا يجب الاكتفاء بحضور المقابلة فقط دون تحضير وصقل للمهارات؛ وذلك لنيل فرصة العمل بهذه الوظيفة بجدارة.
حيث أن أفضل وسيلة لإجراء مقابلة عمل ناجحة هو تحضير إجابات للأسئلة المحتملة التي سيطرحها عليك صاحب العمل، فذلك يساعد بشكل كبير في تسويق مهاراتك وخبراتك بفعالية، وبالتالي التميّز عن المرشحين الآخرين ونيل الوظيفة.
الأسئلة الأكثر شيوعاً في مقابلات العمل وكيفية التحضير لها:
- أخبرنا المزيد عن نفسك
ننصحك بالإجابة إيجازا والتركّيز على حياتك المهنية، وأهدافك وتطلعاتك المستقبلية. فليس من المناسب التحدث عن حياتك الشخصية أو عائلتك، بل يتعين عليك التركيز على خلفيتك التعليمية ومسيرتك المهنية واهتماماتك، بالإضافة الى أسباب اهتمامك بالحصول على الوظيفة والأمور التي تجعلك مؤهلاً لها، وكيف يمكنك المساهمة في تطوير الشركة وتحقيق أهدافها. لذا استغل هذا السؤال للتركيز على مدى تناسب قيمك الشخصية والمهنية مع ثقافة الشركة.
- لمَ تركت وظيفتك السابقة؟
تجنّب التحدث بالسوء عن فريق عملك أو مديرك السابق خلال مقابلة العمل حتى وان كنت مستاءً من تصرفاتهم وسلوكياتهم. فمدراء التوظيف ينظرون بطريقة سلبية الى الأشخاص الذين لا يظهرون الولاء والاحترام تجاه مدراءهم السابقين، كما أنهم يتجنبون العمل مع الأشخاص الذين يفشون أسرار الشركة ويطعنون بسمعتها وسمعة زملائهم في العمل.
يمكنك القول أنك تبحث عن تحديات جديدة، أو إنك تعلمت بما فيه الكفاية من وظيفتك السابقة وأنك تبحث الآن عن فرص تعلّم جديدة، أو أنه تمت إعادة هيكلة القسم أو الشركة التي كنت تعمل لديها، أو أنك مستعد لبدء مرحلة جديدة في مسيرتك المهنية بعد أن قمت بتحقيق كافة أهدافك المهنية في شركتك السابقة. ولهذا يتعين عليك اظهار رضاك عن نجاحاتك السابقة، وبأنك تطمح لتحقيق المزيد من النجاحات في مسيرتك المهنية.
- لمَ ترغب بالعمل لدينا؟
يبحث أصحاب العمل عن المرشحين الذين يظهرون حماساً للعمل لديهم، والذين يتمتعون بمستوى عالٍ من النزاهة والأخلاق. لذا أظهِر هنا لصاحب العمل بأنك قمت بإجراء أبحاث حول الشركة، وأنك ترغب بالعمل لديها وتعتقد أنها الشركة الرائدة في مجال عملها. يتعين عليك إظهار مدى قدرتك على التكيّف، ورغبتك بالانسجام مع ثقافة الشركة وطريقة عملها.
- ما هي أهم نقاط ضعفك؟
لا تذكر أية نقاط ضعف أو صفات سلبية قد تؤثر على أدائك للوظيفة. فليس من المناسب هنا التحدث عن عدم قدرتك على الالتزام بالمواعيد أو تحقيق الأهداف. فيمكنك القول بأنك شخص طموح للغاية، أو أنك تهتم كثيراً بالتفاصيل أو تفضل العمل على أكثر من مشروع في الوقت عينه.
تحدث عن صفة سلبية ليس لها علاقة بالوظيفة التي تطمح للحصول عليها ولن تؤثر على أدائك في العمل، وذكر الإجراءات التي قمت باتخاذها لتحسين هذه الصفة السلبية، كالمشاركة في الدورات التدريبية، أو قراءة الكتب أو الاستعانة بمرشد، فذلك يظهر لأصحاب العمل بأنك شخص مبادر، وملتزم بمبدأ التعلّم المستمر، وتسعى لاكتساب مهارات جديدة على الدوام.
نصائح خلال المقابلة الشخصية:
- ممارسة التواصل غير اللفظي بشكل إيجابي: يُعطي التواصل غير اللفظي انطباعاً أولياً قد يكون إيجابياً أو سلبياً عن الشخص المُتقدّم، إذ يكون إيجابياً عند إبداء ثقته بنفسه من خلال الوقوف بشكل مستقيم، والحفاظ على التواصل البصري مع الشخص المسؤول عن المقابلة، والمصافحة القوية عند بدء المقابلة.
- الاستماع الجيد: يُعدّ الاستماع من أهمّ مهارات التواصل مع الآخرين، حيث يجب على المُتقدّم الإصغاء جيداً للمعلومات التي يطرحها المقابل، وإبداء الاهتمام بها، وإخباره بالاستماع لكافة المعلومات والتعليمات، إذ من الممكن فقدان جزء كبير من المعلومات المهمّة التي تتعلّق بالوظيفة عند عدم الاستماع للشخص المسؤول عن المقابلة.
- تجنّب التحدّث بإسهاب: يجب على المُتقدّم التحدّث من خلال الإجابة عن الأسئلة المطروحة عليه فقط دون إسهاب ووفق ما يطلبه الشخص المسؤول عن المقابلة، حيث من الممكن أن يقع المُتقدّم بأخطاء فادحة ويتعثّر عند الإجابة على الأسئلة عند التحدّث كثيراً خارج حدود الموضوع الذي تمّ طرحه، كما يجب عليه الاستعداد للإجابة عن الأسئلة مسبقاً، والقراءة عن الوظيفة، ومعرفة متطلباتها، والنظر في مطابقتها لمهاراته، والتحدّث عنها فقط.
- التحدث بلغة مناسبة وصحيحة: يجب على المُتقدّم التحدّث بلغة احترافية أثناء المقابلة الشخصية، والابتعاد عن الألفاظ العامية وغير المناسبة التي من الممكن أن تعطي انطباعاً سيئاً، وبالتالي خسارة الوظيفة؛ كالتطرّق إلى إشارات تتعلّق بالعمر، أو العِرق، أو السياسة، أو الدين، وغيرها.
- تجنّب التعامل أثناء المقابلة بعفوية وتلقائية: يجب على المُتقدّم التحدّث بشكل احترافي أثناء المقابلة الشخصية، والابتعاد عن العفوية والتلقائية أثناء الحديث، إذ من المهم إبداء الحماس والفعاليّة أثناء المقابلة، لكن دون تجاوز حدود الترشّح للوظيفة، بالإضافة إلى ضرورة توازن مستوى إجابات المُتقدّم مع أسلوب وطرح الشخص المسؤول عن المقابلة.
- تسويق المهارات الشخصية: يُساعد تسويق المهارات، والإمكانيّات، والمؤهلّات التي يتمتّع بها المُتقدّم على إعطاء انطباع إيجابي لدى الشخص المسؤول عن المقابلة، إذ يجب التفكير بها كأنّها سلعة ويودّ المُتقدّم التسويق لها، بالإضافة إلى مشاركة أسباب استحقاقه لهذه الوظيفة، وتوضيح سبب الاهتمام بها دون غيرها.
- المناقشة في الأجر: يجب على المُتقدّم تجنّب إعطاء مبلغ محدد عن الراتب المتوقّع عند السؤال عنه، إذ سيتجاهل الشخص المسؤول عن المقابلة المُتقدّم للوظيفة إذا كان الأجر الذي طلبه عالياً جداً، بل يجب الإجابة بعمومية قدر الإمكان، وفي حين تمّ الضغط على المُتقدّم للوظيفة للإجابة عن المبلغ بشكل محدّد، يجب أن تكون الإجابة متوازنة، ويجب الإشارة إلى أنّه يتوقّع الحصول على متوسط الأجر لشخص يمتلك نفس خبرته.
- إنهاء المقابلة بثقة: تُعدّ نهاية المقابلة فرصة قوية للختام بشكل إيجابي، والحديث بشكل نهائي في مدّة تتراوح بين الثلاثين ثانية إلى دقيقة واحدة عن القدرات والمهارات التي يمتلكها المُتقدّم بإيجاز، وطرح المعلومات التي لم يتمّ التطرق إليها باختصار، والتأكيد على أنّه هو الشخص الأنسب لهذه الوظيفة، كما يُمكن للمُتقدّم مصافحة الشخص المسؤول عن المقابلة مرة أخرى عند الوداع، وشكره على تخصيص الوقت لمقابلته.