يُعدّ الإرهاق في العمل تحديًا حقيقيًا يُواجهه الكثيرون، حيث يُؤثّر سلبًا على جوانب الحياة المهنية والشخصية على حدٍ سواء، مُخلّفًا آثارًا سلبية على الأداء والسلوك ومستوى التحفيز. يُمكن أن يُصبح الإرهاق مُشكلة مُزمنة إذا لم يتم فهم أسبابه واتخاذ الإجراءات التصحيحية المُناسبة، ممّا قد يُؤدّي إلى مخاطر جسيمة.
خاصّةً في فترات مثل الحجر الصحي، يزداد خطر التعرّض للإرهاق بسبب تغيّر أنماط العمل والحياة. لكن، لحسن الحظ، هناك العديد من الاستراتيجيات الفعالة للتغلب على الإرهاق في العمل التي تُساعد على استعادة التوازن وتحسين جودة الحياة، دون الحاجة إلى اللجوء لمُنتجات الطاقة المُكلفة. هذه الاستراتيجيات تُشكّل مفتاحًا لبدء رحلة نحو حياة أكثر سعادة وإنتاجية، من خلال التركيز على فهم أسباب الإرهاق وتطبيق تغييرات مُناسبة في أسلوب العمل والحياة.
نصائح لتجنب الإرهاق في العمل
نشّط جسدك
مكافحة الإرهاق في العمل تتطلب اتخاذ خطوات فعّالة لتنشيط الجسم، فعلى الرغم من صعوبة الشعور بالحيوية والدافعية للقيام بنشاط بدني خلال استراحة الغداء، إلا أن ممارسة الرياضة تُعتبر وسيلة ممتازة للتغلب على الإرهاق وزيادة مستويات الطاقة، حيث يُعد تحريك العضلات وحرق السعرات الحرارية من خلال التمارين الرياضية بمثابة منشط طبيعي للجسم، إذ يُساهم في زيادة إمداد الجسم بالطاقة ورفع مستوى الانتباه والتركيز لساعات طويلة بعد التمرين، وبالتالي تحسين الأداء والإنتاجية في العمل.
وحتى في حال عدم الرغبة في المشي لمدة عشر دقائق متواصلة، يُمكن استبدال ذلك بالخروج إلى الهواء الطلق وممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة أو القيام بجولة قصيرة حول مبنى المكتب، فكل هذه الأنشطة تُساهم في تحسين الدورة الدموية وتجديد النشاط والتخفيف من الشعور بالإرهاق.
استفد من الإضاءة الطبيعية
للتغلب على الإرهاق في بيئة العمل، يُعتبر استغلال الإضاءة الطبيعية من أهم الاستراتيجيات الفعّالة؛ فالضوء الطبيعي، وخاصةً ضوء الشمس، يمتلك قدرة فائقة على تحسين المزاج وتقليل الشعور بالإرهاق والتعب.
لذا، يُنصح بجعل الضوء الطبيعي جزءًا لا يتجزأ من روتين العمل اليومي قدر الإمكان، وذلك من خلال اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة مثل رفع ستائر النوافذ في المكتب للسماح لأشعة الشمس بالدخول، أو اختيار موقع عمل قريب من النافذة للاستفادة القصوى من ضوء النهار. هذه الخطوات تُساهم في تعزيز الطاقة واليقظة وتقليل الآثار السلبية للإرهاق في العمل.
احرص على شرب كمية كافية من المياه
يُعدّ شرب كميات كافية من المياه أمرًا بالغ الأهمية للتغلب على الإرهاق والتعب الناتج عن العمل، حيث يلعب الماء دورًا حيويًا في وظائف الجسم المختلفة، ويُعتبر الجفاف أحد الأسباب الرئيسية للشعور بالضعف والخمول وانخفاض مستويات الطاقة خلال النهار.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي نقص السوائل في الجسم إلى تقلصات وتشنجات عضلية مؤلمة، ما يزيد من حدة الإرهاق ويُفاقم الشعور بالتعب وعدم الراحة. لذلك، يُنصح بشدة بالحرص على شرب الماء بانتظام طوال اليوم، ويُفضل الاحتفاظ بزجاجة مياه على المكتب أو في مكان العمل لتسهيل ذلك.
ولأولئك الذين لا يُفضلون شرب الماء بمفرده، يُمكن تجربة شرب الشاي باعتدال مع الانتباه إلى كمية الكافيين المستهلكة، حيث يُعتبر الشاي خيارًا أفضل من القهوة التي قد تُساهم في جفاف الجسم بسبب تأثير الكافيين المُدرّ للبول، ما يُعيق استفادة الجسم من الماء الموجود فيها ويُقلل من ترطيبه. بالتالي، يُعتبر الحفاظ على رطوبة الجسم من خلال شرب الماء بكميات كافية استراتيجية فعّالة لمكافحة الإرهاق وتحسين الأداء وزيادة النشاط خلال ساعات العمل.
احرص على نيل قسط من النوم
يُعدّ الإرهاق في العمل من المشكلات الشائعة التي تواجه العديد من الموظفين، ورغم أن الرغبة في البقاء في المنزل والنوم قد تكون مُلِحّة عند الشعور بالتعب والإرهاق، إلا أن مسؤوليات العمل غالبًا ما تتطلب الحضور والالتزام. وللتغلب على هذا الإرهاق وتحسين الأداء والإنتاجية خلال ساعات العمل، يُنصح بأخذ قيلولة قصيرة تتراوح مدتها بين 20 إلى 30 دقيقة خلال فترة الراحة.
تُعتبر هذه القيلولة بمثابة منشط طبيعي يساعد على استعادة النشاط والتركيز، ويُمكن أخذها في مكان هادئ ومناسب داخل بيئة العمل، مثل المكتب الخاص إذا كان متوفرًا، أو حتى في المقعد الخلفي للسيارة إذا لم يتوفر مكان مخصص للقيلولة. تُساهم هذه الممارسة في تقليل الشعور بالإرهاق وتحسين المزاج وزيادة اليقظة، مما ينعكس إيجابًا على جودة العمل وزيادة الإنتاجية.
اتخذ وضعية سليمة
للتغلب على الإرهاق في العمل الناتج عن الجلوس المطول، يُنصح باتخاذ وضعية جلوس سليمة تُساعد على تنشيط الدورة الدموية وتخفيف الضغط على الجسم. ولتحقيق ذلك، يجب الجلوس بشكل مستقيم مع شد الكتفين والظهر، مع الحرص على التنفس بعمق وبطء. هذه الوضعية تُساهم في تحسين تدفق الأكسجين إلى الدماغ والعضلات، ما يُقلل من الشعور بالتعب والإرهاق أثناء العمل. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أيضًا القيام بتمارين تمديد بسيطة بين الحين والآخر لتخفيف التوتر في العضلات والمفاصل.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.