كيف تختلف مع مديرك في الرأي مع الاحتفاظ بوظيفتك؟

يُعتبر الاختلاف في الرأي ظاهرة طبيعية في بيئات العمل، بل وفي الحياة بشكل عام، حيث يميل الأفراد أحيانًا إلى تبني وجهات نظر متباينة حول المشاريع والقرارات الهامة، وقد ينشأ عن ذلك قلق مشروع حيال التبعات المحتملة لهذا الاختلاف، خاصةً عند وجود تباين في وجهات النظر مع شخص ذي منصب أعلى في الهيكل الإداري، كالمدير المباشر على سبيل المثال.

هذا القلق، الذي ينبع من الخوف من فقدان الوظيفة أو التأثير سلبًا على المسار المهني، يُعدّ مفهومًا، لكنه لا ينبغي أن يثني الموظف عن التعبير عن رأيه بطريقة مهنية وبنّاءة. فالتعبير عن الرأي بوضوح واحترام، مع مراعاة التسلسل الإداري وآداب الحوار، يُعدّ مفتاحًا للحفاظ على علاقة مهنية صحية وقوية مع المدير، بل وقد يُسهم في تحسين جودة القرارات المتخذة.

فالأشخاص الماهرون في التواصل يعرفون كيفية إيصال وجهة نظرهم بفاعلية، حتى وإن كانت مخالفة لرأي السلطة، بل ويستطيعون التأثير إيجابًا على مسار القرارات. لذلك، من الضروري تعلّم استراتيجيات فعّالة للتعبير عن الرأي باحترام ووضوح، بما يُحقق المصلحة المشتركة للموظف والمؤسسة، ويُجنّب المخاطرة بالمسيرة المهنية، بل وقد يُساعد المؤسسة على تجنب المشاكل أو المآزق المحتملة نتيجة عدم البوح بالآراء القيّمة.

لذا إليك مجموعة من الخطوات التي عليك اتباعها للتعبير عن رأيك دون خسارة وظيفتك، وحتى تُحقق مكاسب شخصية وتساعد الشركة أو المؤسسة التي تعمل بها على الخروج من مشكلة أو مأزق ربما تمر بهم إذا لم تَبُحْ برأيك وتتحدث عما يدور بذهنك خشية من فقدانك لوظيفتك.

خطوات للتعبير عن الرأي المختلف أمام مديرك دون خسارة وظيفتك

يُعدّ التعبير عن الرأي المختلف مع المدير تحديًا دقيقًا يتطلب مهارة وحكمة لضمان عدم التأثير سلبًا على المسار المهني. فـ “الرأي” يُعتبر أداة قيّمة للتطوير والتحسين، لكن طريقة تقديمه تُحدث الفارق. إليك خطوات مُفصّلة للتعبير عن “الرأي” المخالف أمام مديرك بفاعلية دون خسارة وظيفتك:

1. اختيار التوقيت والمكان المناسبين لطرح الرأي: يُعدّ التوقيت من أهم عوامل نجاح أي نقاش، خاصةً مع المدير. فإثارة مسألة ما في وقت أو مكان غير مناسبين قد يُفاقم المشكلة ويُفشل أي حوار. لذا، من الضروري اختيار الوقت والمكان المُناسبين لعرض الرأي المخالف، كاجتماع فريق العمل حيث يُشارك الجميع بأفكارهم واقتراحاتهم، ممّا يُجنّب ظهورك بمظهر المُعارض أو المُهاجم.

2. عرض الرأي بهدوء واحترام: عند طرح الرأي المخالف، من المهم البدء بشرح بسيط وهادئ يُوضح وجود وجهة نظر مُختلفة، مع الاستئذان من المدير للتعبير عنها. هذا الأسلوب يُظهر احترامك له ويُهيّئ الأجواء لحوار بنّاء.

3. فهم دوافع المدير: يُعتبر فهم دوافع المدير واهتماماته مفتاحًا أساسيًا للتأثير والإقناع. فكلّما فهمت ما يُحرّك مديرك، زادت قدرتك على صياغة “الرأي” بطريقة تتناسب مع رؤيته وأهدافه. هذا الفهم يُساعدك على التعبير عن الرأي بطريقة تجذب انتباهه وتُحقّق التوافق بينكما.

4. استخدام ضمير “نحن”: يُساعد استخدام ضمير نحن في عرض الأفكار على إظهار أن هدفك هو مصلحة الجميع، وليس مجرد فرض “رأيك” الشخصي. كما يُساهم هذا الأسلوب في بناء روابط إيجابية مع المدير والزملاء، ممّا يُفيدك على المدى الطويل.

5. البدء بالإيجابيات قبل عرض الرأي المخالف: عند مُعارضة قرارات المدير، من المُستحسن البدء بالإشارة إلى الجوانب الإيجابية في قراره أو قراراته السابقة. هذا يُظهر إنصافك ويُمهّد الطريق لعرض الرأي المخالف بشكل بنّاء. يجب أن يكون التعبير إيجابيًا ومُباشرًا وبسيطًا، مع تجنّب أي لهجة جافة أو فظة.

6. طرح الأسئلة بدلًا من فرض الآراء: بدلًا من إلقاء الآراء والتعليمات بشكل مُباشر، يُمكنك طرح أسئلة على المدير تُشعره بأنه هو صاحب القرار. على سبيل المثال، يُمكنك القول: “أعجبتني فكرة تسليم العمل بجدول دوري، ولكن ما رأيك بتسليمه أسبوعيًا بدلًا من شهريًا؟” ثمّ تبدأ بطرح أسبابك. هذا الأسلوب يُشجّع الحوار ويُقلّل من احتمالية المُقاومة.

7. مُناقشة الأهداف قبل الخطة: عندما يرفض المدير فكرة ما، قد يكون ذلك لاعتقاده بأنها تُهدّد أهدافه أو مصلحة الشركة. لذا، من المهم صياغة الرأي في سياق هدف مُشترك يهتم به المدير فعلًا، كزيادة الإنتاجية أو تنظيم العمل. هذا يُساعد على تحويل النقاش من مُعارضة شخصية إلى سعي مُشترك لتحقيق هدف مُشترك.

8. التعبير عن الرأي في الوقت المُناسب: من الضروري التعبير عن الرأي قبل فوات الأوان، مع الحرص على وجود وقت كافٍ لاتخاذ القرار. فالتعبير عن الرأي في اللحظة الأخيرة قد لا يُتيح أي فرصة للتغيير.

9. فهم ثقافة المؤسسة تجاه الآراء المُخالفة: من المهم فهم ثقافة المؤسسة تجاه الآراء المُخالفة. فإذا كانت المؤسسة تُشجّع على تبادل الآراء ووجهات النظر المُختلفة، فإن التعبير عن الرأي المخالف يُعتبر فرصة للتطوير والتحسين. أمّا إذا كانت المؤسسة لا تدعم ذلك، فيجب التفكير مليًا في عواقب الاختلاف وتقييم ما إذا كانت المُغامرة تستحق ذلك.

باتباع هذه الخطوات، يُمكنك التعبير عن الرأي المُخالف لمديرك بفاعلية واحترافية، مع الحفاظ على علاقة إيجابية معه وضمان عدم التأثير سلبًا على مسارك المهني.

أشياء لا يجب عليك القيام بها أثناء التعبير عن رأيك

عند التعبير عن وجهة نظرك أو رأيك في بيئة العمل، من الضروري اتباع آداب الحوار الفعال وتجنب بعض السلوكيات التي قد تؤثر سلبًا على علاقاتك المهنية ومسارك الوظيفي. إليك بعض الإرشادات الهامة:

  • تجنب افتراض الضرر: لا تفترض مسبقًا أن اختلاف وجهات النظر سيؤدي حتمًا إلى الإضرار بعلاقتك مع مديرك أو يؤثر سلبًا على مستقبلك المهني. في كثير من الأحيان، تكون العواقب أقل حدة مما تتوقع، وقد يساهم اختلاف الآراء في إثراء النقاش وإيجاد حلول مبتكرة.
  • التعبير عن الرأي كوجهة نظر: عند عرض رأيك، عبر عنه كوجهة نظر شخصية قابلة للنقاش، وتجنب عرضه كحقيقة مطلقة أو بديهية لا تقبل الجدل. كن منفتحًا على الحوار والنقاش، واستقبل النقد البناء بصدر رحب، فهذا يعكس احترافيتك ومرونتك.
  • الابتعاد عن العبارات الحادة: تجنب استخدام العبارات التي تحمل أحكامًا قاطعة أو نبرة استعلائية، مثل “قرار متسرع” أو “كيف لم يخطر هذا ببالك؟” أو “من الأحمق الذي استشرته؟”. هذه العبارات قد تسيء للآخرين وتخلق لديهم ردة فعل سلبية تجاهك.
  • الحوار الهادئ والمنفصل: إذا كنت تختلف مع مديرك في وجهة النظر، حاول تهيئة الظروف المناسبة للحوار. ابدأ بمحادثات منفصلة في أوقات وظروف هادئة، عندما تكون المخاطر أقل والجو العام مناسبًا. هذا يساعد على تخطي الحواجز النفسية وتسهيل التواصل الفعال.
  • الاستماع الفعال: لا تكتفِ بإلقاء رأيك على مديرك والانصراف دون الاستماع إلى وجهة نظره. الاستماع الفعال جزء أساسي من الحوار البناء، ويساعد على فهم وجهات النظر المختلفة والوصول إلى حلول مشتركة.
  • مراعاة التسلسل الإداري: إذا كان لديك زميل في العمل يحقق إنتاجية أعلى منك في نفس المشروع الذي تراه يتطلب جهدًا غير واقعي، فمن الأفضل مناقشة الأمر معه أولًا قبل التوجه إلى مديرك. هذا يحافظ على التسلسل الإداري ويمنع تضارب وجهات النظر.
  • حسن الظن: لا تفترض سوء النية في رفض مديرك لمقترحاتك. قد تكون هناك ظروف أو ضغوطات إدارية أو مالية تحد من قدرته على تبني أفكارك في الوقت الحالي. حاول فهم وجهة نظره وظروف العمل المحيطة به.
  • احترام القرار النهائي: حتى لو كنت لا تتفق مع القرار النهائي لمديرك، من المهم أن تحترم هذا القرار وتدعمه. الاعتراض المستمر على القرارات الإدارية يعيق سير العمل ويؤثر سلبًا على بيئة العمل. عليك احترام قرارات مديرك والسماح له بتنفيذ مهامه وفقًا لأوامر الإدارة العليا.

اكتشاف المزيد من عالم المعلومات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيك بهذه المقالة؟ كن أول من يعلق

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا. تساعدنا هذه الملفات على تذكر إعداداتك وتقديم محتوى مخصص لك. يمكنك التحكم في ملفات تعريف الارتباط من خلال إعدادات المتصفح. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية لدينا.
قبول
سياسة الخصوصية