هل سبق لك أن اختلفت مع مديرك في الرأي حول مشروع مهم؟ هل شعرت بالقلق من فقدان وظيفتك نتيجة لذلك؟ الاختلاف في الآراء أمر طبيعي في بيئة العمل، لكن التعبير عنه بطريقة صحيحة هو مفتاح الحفاظ على علاقة مهنية قوية مع مديرك والحفاظ على وظيفتك. في هذا المقال، سنستكشف الاستراتيجيات التي تساعدك على التعبير عن رأيك بوضوح واحترام، حتى تتمكن من إحداث فرق إيجابي دون المخاطرة بمسيرتك المهنية.
يعد الاختلاف فعلا إنسانيا طبيعيا، ولكننا كبشر لدينا انحياز فطري نحو تجنب المواقف التي قد تضر بنا، والقلق من هذه المواقف طبيعي تماما، وجوهر القلق أنه ستكون هناك آثار سلبية جراء فتح النقاش. وقد تجد نفسك أحيانًا تختلف مع مديرك أو رئيسك في العمل، وترى أن أفكاره وآراءه حيال شيء ما غير صائبة، وهنا ستكون في موقف لا تُحسد عليه؛ إذ إنك تخشى البوح عن رأيك حتى لا تخسر وظيفتك، لذلك تبقى صامتًا ولا تتحدث عن أي شيء.
فالاختلاف مع الشخص الذي يحتل مرتبة أعلى منك في التسلسل الهرمي بالعمل يتطلب التفكير الدقيق والبراعة، إذ يوجد حولنا دوما أناس مهرة يعرفون كيف يقولون الحقيقة لمن يملك السلطة، بل ويغيرون مسارات قراراتهم.
لذا إليك مجموعة من الخطوات التي عليك اتباعها للتعبير عن رأيك دون خسارة وظيفتك، وحتى تُحقق مكاسب شخصية وتساعد الشركة أو المؤسسة التي تعمل بها على الخروج من مشكلة أو مأزق ربما تمر بهم إذا لم تَبُحْ برأيك وتتحدث عما يدور بذهنك خشية من فقدانك لوظيفتك.
خطوات للتعبير عن رأيك أمام مديرك دون خسارة وظيفتك:
1- إثارة مسألة ما في وقت غير مناسب ربما يؤدي إلى كبر حجم المشكلة أو فشل أي محادثات تجريها مع أي شخص، خاصة مديرك، لذا قم بختيار الوقت والمكان المناسبين للنقاش، كاجتماع لفريق العمل حيث يشارك الجميع بالاقتراحات والأفكار لئلا تبدو عدوانيا.
2- اشرح ببساطة وهدوء أن لديك رأيا مختلفا، واسأل عما إذا كان يمكنك التعبير عنه.
3- اعرف دوافع مديرك، حيث أن أفضل وسيلة للتفاوض هي فهم دوافع الجانب الآخر ومعرفة اهتماماتهم، وأفضل طريقة لإقناع مديرك أو رئيسك بالاستماع إليك هي قدرتك على التعبير عن نفسك وعن رأيك بالطريقة التي تجذب انتباهه من خلال استخدام الوسائل التي تحفزه وتجعلكما تسيران على نفس الطريق نفسه.
4- استخدم في عرض أفكارك ضمير “نحن” للدلالة على أنك تريد مصلحة الجميع وتسعى لإنشاء روابط يمكنك الاستفادة منها لاحقا.
5- ابدأ معارضتك لقرارات المدير بالإشارة بوضوح إلى شيء إيجابي في القرار أو قراراته الأخيرة، فكن إيجابيا ومباشرا وبسيطا لأن الأغراب ليسوا مضطرين لتحمل طبيعتنا الفظة والجافة.
6- يمكنك طرح أسئلة على مديرك، بدلا من إلقاء الآراء والتعليمات ليشعر وكأنه هو من يتخذ القرار دون إملاء منك، مثل “أحب حقا فكرتك في تسليم العمل بجدول دوري، ولكن ما رأيك في تسليمه أسبوعيا بدلا من شهريا، ما رأيك؟” ثم ابدأ بطرح أسبابك.
7- ناقش الأهداف قبل الخطة، فعندما يرفض المدير فكرة يكون ذلك لأنه يعتقد أن معارضتك له تشكل تهديدا لأهدافه ومصلحة الشركة، لذا صغ رأيك بسياق هدف متبادل يهتم به مديرك بالفعل كزيادة الإنتاجية وتنظيم العمل.
8- لا تنتظر حتى اللحظة الأخيرة، في كل الأحوال، يجب أن تُعبّر عن رأيك قبل فوات الأوان، واحرص أن يكون هناك دائمًا وقت كافٍ لاتخاذ القرار، ولا تقترف الخطأ الذي يرتكبه بعد الأشخاص الذين يعبرون عن رأيهم في اللحظة الأخيرة فلا يكون بالإمكان إحداث أي تغيير.
9- اعلم أن اختلافك مع مديرك ليس انتحارا مهنيا، في حال كان يحفز موظفيه على ابتكار أفكار أفضل لأداء العمل، لذا لو لم تكن مؤسستك المهنية تدعم الآراء المتباينة ووجهات النظر فكر كثيرا فيما ستجنيه من الاختلاف، وهل يستحق المغامرة أم لا.
أشياء لا يجب عليك القيام بها أثناء التعبير عن رأيك:
1- لا تفترض أن الاختلاف سيؤذيك، ويضرب علاقتك بمديرك ومستقبلك المهني، فغالبا ما تكون العواقب أخف وطأة مما نعتقد.
2- لا تعبر عن آرائك وكأنها حقائق بديهية بسيطة، فقط عبر عن وجهة نظرك، وكن منفتحا على الحوار وتقبل النقاش والانتقاد.
3- لا تستخدم تعبيرات فيها حكم قاطع مثل “قرار متسرع، كيف لم يخطر هذا ببالك؟، من الأحمق الذي استشرته؟” لأن هذه العبارات تزعج الآخر وتحفزه ضدك.
4- لا تكن عدوانيا، ومهد لاختلافك مع مديرك بإجراء محادثات منفصلة معه عندما تكون المخاطر أقل، والوقت مناسب، والأجواء هادئة، لتتخطى الحاجز النفسي.
5- لا تلق رأيك على مديرك وتذهب دون سماع رأيه.
6- لا تقم بمناقشة مديرك بالأساس إذا كان لك زميل في العمل يحقق إنتاجا أعلى منك في نفس المشروع الذي تراه يتطلب جهدا غير واقعي.
7- لا تفترض سوء النية في رفض مديرك لمقترحاتك، لأنه قد تكون عليه ضغوط تقيد قدرته على المغامرة والتغيير.
8- لا تعترض على القرار النهائي لمديرك حتى لو كان من الصعب عليك متابعة خطته التي رفضتها من قبل. وعليك احترام قراراته والسماح له بالمضي قدما بعمله وتنفيذ أوامر الإدارة وأصحاب القرار.