الإفلاس المالي هو كابوس يهدد الكثيرين. ولكن هل تعلم أن هناك أداة بسيطة يمكنها أن تحميك من هذا المصير؟ إنها الميزانية. الميزانية هي أكثر من مجرد أرقام وجداول، إنها فلسفة حياة تركز على التخطيط والإنفاق الذكي. في هذا المقال، سنقدم لك خطوات عملية لإنشاء ميزانية شخصية فعالة تساعدك على تحقيق أهدافك المالية.
هي لحظةٌ خاطفةٌ تقود الإنسان إلى درجةٍ من التفكُّر، ليعود بحكمةٍ عظيمةٍ؛ مفادها: إنَّ أعظم إنجازات الحياة هي امتلاك الفرد لمهارات الإدارة الأساسية، وقد يندهش بعضهم من فكرة أنَّ أحد أهم هذه المهارات هي: إدارة مصادر الدخل (الراتب) بحكمة وعقلانية.
فبغض النظر عن وضعك المالي الحالي، فإن وجود ميزانية مالية يعد خارطة طريق لحياتك، تسهل عليك الميزانية تتبع مسار النفقات، فبمجرد أن تحصل على راتبك تجد أن الراتب تبخر في خلال أيام محدودة، إلا إن كنت محظوظا ولديك خطة واضحة لنفقاتك.
إن تحديد ميزانية للتحكم في النفقات ليس أمرا مستحيلا، ولكن قبل كل شيء لا بد أن نأخذ في الاعتبار أن كل شخص يناسبه ميزانية مختلفة عن الآخرين، فليست كل طريقة لإدارة الميزانية تناسب الجميع، هناك الكثير من جداول الميزانيات المختلفة التي تساعدك على سرد ومراقبة مسار نفقاتك، فلا تقيّد نفسك بالأمثلة الموجودة فقط ويمكنك إنشاء نموذج بسيط مناسب لك.
خطوات عمل الميزانية
لعمل الميزانية الخاصّة بالشخص يُمكن اتّباع الخطوات التالية:
خطوات أولية
- تحديد الدخل: يكون ذلك بمعرفة كم الأموال التي يحصل عليها الشخص كلّ شهر، وإذا كان لديه دخل متغير عليه وضع متوسّط له كي يتمكّن من معرفة طريقة إنفاق الأموال.
- تحديد النفقات الثابتة: هي النفقات التي لا تتغيّر من شهر لآخر، مثل: إيجار المنزل، وأقساط السّيّارة، وفاتورة الكهرباء وقروض البنك وغيرها.
- تحديد المصاريف المتغيرة: تشمل حاجّيات البقّالة، وتناول الطعام خارج المنزل، والملابس والترفيه، وتسمّى بالمتغيرة لأنّه يُمكن التقليل منها من شهرٍ لآخر.
خطوات خلال الشهر
- مقارنة النفقات بالدخل: لإنشاء ميزانية مثالية يجب أن تتوافق النفقات الصادرة مع الدخل؛ فإذا أنفق الشخص كل دولار من الدخل في مكانٍ مُعيّن يساوي دولار فإنّ هذا يسمّى “ميزانية الصفر دولار”، وإذا كان الدخل لا يتطابق مع النفقات فالشخص بحاجة إلى ضبط الميزانية وفقاً للراتب؛ وذلك بتقليص النفقات المتغيرة، وإذا كان الشخص يمتلك أموالاً إضافية نهاية الشهر يمكنه وضعها في قسم الادخار، وإذا خفّض النفقات المتغيرة بشكل كبير إلّا أنّ الدخل لم يكفِ بعد لتلبية النفقات الثابتة عليه عندها إيجاد حلول لتغيير النفقات الثابتة، كما يُمكنه البحث عن عمل إضافيّ أو عمل جديد أفضل.
- متابعة النفقات: وذلك حتّى تبقى المصروفات تحت السيطرة ولمنع أي نفقات زائدة.
- إعادة ضبط الميزانية: قد يحتاج الشخص إلى تغيير الميزانية عند ظهور نفقات غير متوقعة؛ فقد يحتاج إلى الأخذ من نفقات الملابس مثلاً لإصلاح عطل السيّارة.
- تقييم الميزانية: تأتي هذه المرحلة في نهاية الشهر؛ بحيث قد يُغيّر الفرد أو يُبدّل الميزانية حسب ما يُناسبه.
المحافظة على الميزانية
للحفاظ على الميزانية يمكن اتّباع النصائح التالية:
- التركيز على مبدأ الوقاية خير من العلاج؛ وذلك لتوفير مصاريف إصلاح الأعطال.
- الادخار من الدخل ما نسبته 5% أو بالنسبة التي تلائم حالة الفرد، ويمكن زيادة المبلغ أكثر كلّما اكتسب الشخص خبرة أكبر في إدارة الميزانية.
- التدرّب على إعادة ترتيب الأموال من شهر لآخر لمواجهة أي ظروف أو مواجهات طارئة، وذلك دون الحاجة للّجوء إلى صندوق الادّخار؛ فمثلاً إذا أراد أحد شراء جهاز تلفزيون جديد عليه تقليل تناول الطعام خارج البيت.
- الحرص على أن تكون النفقات أقلّ من الدخل دائماً، وهذا لا يعني الحرمان؛ بل يعني إدارة الأموال بالطريقة الصحيحة بحيث توضع الأموال في مكانها الصحيح، ويُخفّض الإنفاق من شيء أقل أهمية إلى شيء آخر أكثر أهميّة.