شهدت التجارة الإلكترونية انتشارًا واسعًا في الآونة الأخيرة، حيث يتزايد إقبال الأفراد على إنشاء مشاريع تجارة إلكترونية لما توفره من استقلالية تمنحهم دورًا قياديًا في إدارة أعمالهم ومستقبلهم المهني، بالإضافة إلى مرونة عمليات البيع والشراء التي تتميز بها هذه التجارة، وانخفاض التكلفة المطلوبة لبدء مشروع تجارة إلكترونية مقارنةً بالمشاريع التقليدية.
فإذا كنت تتساءل “كيف ابدأ مشروع تجارة إلكترونية ناجح؟” فأنت في المكان الصحيح، حيث يتطلب البدء في أي مشروع، وخاصةً المشاريع الإلكترونية، دراسة متأنية وإلمامًا شاملًا بجوانب المشروع المختلفة، من تخطيط وتسويق وإدارة مالية ولوجستية، ونحن هنا لنقدم لك الدعم والإرشاد في رحلتك نحو تأسيس مشروعك الإلكتروني.
عوامل نجاح مشروع التجارة الالكترونية
عند التفكير في إطلاق مشروع تجارة إلكترونية ناجح، يتبادر إلى الذهن سؤال هام: ما هي العوامل الأساسية التي تضمن النجاح في هذا المجال التنافسي؟ الإجابة تتجاوز مجرد امتلاك موقع إلكتروني جميل أو تقديم خدمة عملاء جيدة. النجاح الحقيقي في عالم التجارة الإلكترونية يتطلب تكامل مجموعة من العناصر الهامة التي تعمل بتناغم لتحقيق النمو والازدهار. قد يتبادر إلى ذهن البعض عوامل مثل:
- تصميم ويب احترافي وجذاب: واجهة مستخدم سهلة التصفح وجذابة بصريًا.
- خدمة عملاء متميزة: توفير دعم سريع وفعال للعملاء عبر قنوات متعددة.
- صور منتجات عالية الجودة: عرض المنتجات بشكل احترافي وجذاب باستخدام صور واضحة وواقعية.
- عروض ترويجية مبتكرة: تقديم عروض وخصومات مميزة لجذب العملاء وزيادة المبيعات.
هذه العوامل مهمة بلا شك، ولكنها ليست سوى جزء من الصورة الكاملة. فنجاح مشروع التجارة الإلكترونية يعتمد بشكل كبير على التفاعل والتكامل بين هذه العوامل وغيرها. إن التركيز على جانب واحد وإهمال الجوانب الأخرى قد يؤدي إلى فشل المشروع حتى لو بدا ظاهريًا مثاليًا.
التكامل هو مفتاح النجاح في التجارة الإلكترونية:
إن السر الحقيقي للنجاح يكمن في الجمع بين هذه العناصر وتكاملها بشكل فعال. هذا التكامل هو ما يدفع المشروع خطوات كبيرة إلى الأمام بدلًا من الاكتفاء بخطوات صغيرة. للأسف، يقع العديد من رواد الأعمال الجدد في خطأ التركيز المفرط على جانب واحد، مثل تصميم متجر إلكتروني مثالي، مع إهمال الجوانب الأخرى الحيوية، ما يؤدي في النهاية إلى إغلاق المشروع بعد فترة قصيرة.
المبيعات:
تُعتبر المبيعات هي المحرك الأساسي لأي مشروع تجارة إلكترونية. لذلك، يجب أن يكون زيادة حجم المبيعات هو الهدف الرئيسي والخطة المركزية للمشروع. جميع الجهود التسويقية، مثل حملات التسويق الرقمي عبر محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، تهدف في النهاية إلى زيادة حركة المرور إلى الموقع وبالتالي زيادة المبيعات. هذه الزيادة في المبيعات بدورها تجذب المزيد من العملاء المحتملين وتساهم في نمو المشروع.
أولوية المبيعات قبل كل شيء:
من الضروري التركيز على تحقيق مبيعات جيدة قبل البدء في التفكير في جوانب أخرى مثل خدمة العملاء المتميزة أو بناء هوية تجارية فريدة. تحقيق المبيعات هو الخطوة الأولى والأساسية لأي مشروع تجاري ناجح. فبدون مبيعات، لا يوجد مشروع من الأساس. ببساطة، إذا لم تتمكن من تحقيق مبيعات، فإن مشروعك محكوم عليه بالفشل حتى قبل أن يبدأ فعليًا.
خطوات فتح مشروع تجارة الكترونية ناجح
الخطوة الأولى في إنشاء مشروع تجارة إلكترونية
عند الشروع في تأسيس مشروع تجاري إلكتروني، من المهم التركيز على الجوانب العملية والتنفيذية بدلًا من الانغماس في التفكير بأفكار طموحة واسعة النطاق في البداية. يُعدّ إنشاء متجر إلكتروني بسيط عبر منصات التجارة الإلكترونية المعروفة مثل Shopify خطوة أولى حاسمة، حيث يُمكّن ذلك من عرض المنتجات وبيعها عبر الإنترنت بسهولة وفاعلية.
قد يستغرق إنشاء هذا المتجر الإلكتروني وقتًا قصيرًا نسبيًا، حوالي 30 دقيقة على سبيل المثال، لكن من الضروري عدم المبالغة في قضاء وقت طويل في هذه المرحلة الأولية. يُستحسن هنا استحضار مقولة ريد هوفمان، الشريك المؤسس لموقع LinkedIn، التي تؤكد على أهمية إطلاق المنتج أو المشروع في أقرب وقت ممكن، حتى لو كان في مرحلة أولية، حيث يقول: “إن لم تكن تشعر بالحرج من النسخة الأولى لمنتجك، فذلك يعني أنّك قد أطلقت مشروعك متأخرًا جدًا.”
ينطبق هذا المبدأ بشكل خاص على مشاريع التجارة الإلكترونية، حيث يُعتبر الإطلاق السريع للمشروع، حتى بنموذج أولي، ومن ثم البدء في استراتيجيات التسويق الإلكتروني لجلب المبيعات، هو المفتاح لتحقيق النجاح. يتيح هذا النهج فرصة قيّمة لتطوير وتحسين جوانب أخرى من المشروع التجاري الإلكتروني بناءً على التفاعل الفعلي مع السوق واحتياجات العملاء. بمجرّد أن تبدأ مشروعك الخاص، استعن بالقائمة التالية، لضمان أنّك غطّيت جميع الجوانب المهمّة في عملية تأسيس متجرك الالكتروني:
1. العثور على المنتج المناسب
إن كنت جديدًا في عالم التجارة الإلكترونية، فربما أنت الآن تتساءل باحثًا عن المنتج المناسب لبيعه. في الواقع، يعتبر هذا السؤال العقبة الأكبر والسبب الأعظم الذي يحول دون أن يبدأ الكثير من الأشخاص مشروعهم الإلكتروني الخاصّ.
في الواقع، عليك أن تكون استراتيجيًا في في تحديد منتج واحد على الأقل أو عدّة منتجات عصرية يصعب العثور عليها في المتاجر التقليدية أو مواقع التجارة الإلكترونية الشهيرة مثل أمازون، حيث أنّ إهمال هذا الأمر واختيار منتجات عامة كالمجوهرات أو الكتب سيؤدي إلى طريق مسدود، نظرًا لوجود العديد من الشركات والمتاجر الإلكترونية الرائدة التي تلبي حاجة الزبائن من هذه المنتجات.
بدلاً من ذلك عليك التفكير في منتجات محدّدة تجذب اهتمام جمهور معيّن. جرّب القيام بما يلي:
- ضع قائمة بالمنتجات المحتملة التي قد ترغب في بيعها في متجرك الإلكتروني.
- فكّر بمنتجات تجذبُ اهتمامك أنت أو أفراد عائلتك، أو أصدقائك.
- يمكنك سؤالهم عمّا قد يرغبون في شرائه من متجر إلكتروني.
- تفقّد مواقع البيع المختلفة على شبكة الإنترنت مثل Pinterest، Etsy أو حتى انستغرام، أو صفحات البيع على فيسبوك.
مصادر الإلهام متوفرة في كلّ مكان إن أنت بحثت جيّدًا، ويمكنك دومًا التأكّد إن كان بيع منتج معيّن فكرة مناسبة أم لا من خلال البحث عنه على Google Trends.
عندما تصل إلى هذه المرحلة عليك أن تفكّر في كيفية العثور على مصدر منتجاتك، وهنا قد يكون الـ Dropshipping خيارًا قابلاً للتطبيق في خطّة العمل الخاصة بمتجرك الإلكتروني.
ما هو الـ Dropshipping؟
يعتبر الـ Dropshipping نموذج أعمال متزايد الانتشار بين روّاد الأعمال الجدد، نظرًا لأنه ينطوي على تكاليف استثمار أولية أقل بكثير من نماذج أعمال التجارة الإلكترونية التقليدية التي تحتاج منك إلى العثور على الموردين وجرد المخزون بنفسك. كما أنّ نسبة المخاطرة فيه أقلّ أيضًا.
أمّا عن مبدأ عمل الـ Dropshipping فهو كالتالي:
- عليك أوّلاً العثور على مزوّد للمنتجات التي ترغب في بيعها في سوق التجارة الإلكترونية مثل Oberlo.
- الخطوة التالية تتمثّل في تصدير هذه المنتجات إلى متجرك الإلكتروني الخاصّ (دون شرائها أو شحنها إلى عنوانك الخاصّ).
- عندما يشتري أحدهم منتجًا من متجرك، تقوم أنت بطلب المنتج إلكترونيًا من مزوّدك الخاص.
- يقوم المزوّد بشحن المنتج وإرساله مباشرة إلى الزبون. دون المرور بك، وتحصل أنت على نسبة من الربح.
بهذه الطريقة، لن تضطرّ للتعامل مع عملية الشحن وإيصال المنتجات إلى العملاء، وتمتلكَ بذلك وقتًا أكبر للتركيز على توسيع عملك التجاري من خلال تطوير استراتيجيات التسويق.
2. البحث عن الأعمال التجارة الإلكترونية الأخرى من حولك
يُعدّ البحثُ عاملاً مهمًّا من عوامل نجاح المتجر الإلكتروني الخاصّ بك. بمجرّد أن تختار منتجاتك، بادر على الفور بإلقاء نظرة على ما يفعله منافسوك. هل يستثمرون كثيرًا في الإعلانات؟ أم أنّهم يتبعون استراتيجيات تسويق أخرى مختلفة؟
معرفة مقدار الجهد والمال الذي تحتاجه للاستثمار في الشركات الناشئة قد يغيّر دوافعك لبيع منتجات معيّنة، ويقودك لتحديد منتجات أفضل للبيع، كما يمنحك فهمًا أعمق لكيفية بدء نشاط تجاري صغير ناجح على الإنترنت.
إليك فيما يلي بعض الأمور التي يتعيّن عليك التركيز عليها عند إجراء بحث حول منافسيك في التجارة الإلكترونية:
- ما هو نموذج أعمالهم؟
- هل يقومون ببيع منتجات مختلفة أم يركّزون على منتج واحد فقط؟
- ما هي منصّات التواصل الاجتماعي التي يستخدمونها في التسويق لمنتجاتهم.
- ما هو سوقهم المستهدف؟
- كيف يسوّقون لمنتجاتهم (الإعلانات المدفوعة على منصات التواصل الاجتماعي، تقنيات الـ SEO، التسويق عبر الإيميل…الخ)؟
- ما مدى تفاعل جمهورهم معهم وما مدى ولائهم لهم؟
الإجابة عن هذه الأسئلة، ستمنحُك فكرة عامّة عن منافسيك وتساعدك على تشكيل وبناء خطّة عمل قويّة تضمن لك تحقيق النجاح الذي تطمح إليه.
الخطوة الثانية: بناء متجرك الإلكتروني
بعد أن اخترت المنتجات التي تريدها، وأجريت البحث والتقصّي اللازم حول منافسيك، حان الآن وقت البدء فعليًا في بناء متجرك الإلكتروني.
1. اختيار أدوات إدارة المحتوى المناسبة
يسهّل اختيار أدوات إدارة المحتوى المناسبة مثل Shopify إعداد متجرك الإلكتروني. فمثل هذه المواقع توفّر العديد من القوالب Templates الجاهزة لتبدأ بها، والتي لا تحتاج إلى فريق متخصص في البرمجة أو التطوير.
احرص على ما يلي في هذا الشأن:
- اختر موضوعًا يناسب جمهورك المستهدف.
- ضع أسعارًا تعكس النجاح الذي تطمح للوصول إليه.
- اختر لمتجرك اسمًا مميّزًا يضمن أن يتذكّره زبائنك على الدوام.
- صمّم شعارًا متفرّدًا…تذكّر أنّك تستطيع أن تكون مبدعًا وخلاّقًا دون أيّ حدود.
2. تأكّد من عملية الطلب والشراء
عندما يصبح متجرك الإلكتروني جاهزًا لاستقبال الطلبات، احرص على تجربة عملية الطلب والشراء للتأكد من أنها تسير بسلاسة ودون أيّ مشكلات.
تخلّص من أيّ خطوات ثانوية قد تطيل عملية الشراء، وركّز على طلب المعلومات الضرورية فقط لإتمام عملية الدفع والشحن إلى عنوان العميل.
3. سوّق متجرك ومنتجاتك بذكاء
بعد أن افتتحت متجرك الإلكتروني الخاص، وأصبحت مستعدًّا تمامًا للبدء بعملية البيع، حان الوقت للدعاية والإعلان. ركّز على التسويق الإلكتروني لمتجرك بنسبة 110%!
بإمكان جميع الأمور الأخرى الانتظار حتى تتأكّد من قدرتك على جلب حركة مرور إلى المتجر، والوصول إلى العملاء المحتملين. يكمن السرّ في التسويق الإلكتروني، في العثور على منصّة التسويق المناسبة لمنتج معيّن ثمّ تطوير استراتيجية التسويق الخاصّة بك بحيث تصبح تكلفة جلب زبون جديد أقلّ من سعر بيع عملية البيع الواحدة…عليك بعدها السعي للبقاء في هذه الحلقة التي تنفق فيها أقلّ ممّا تكسب كلّ يوم.
- أعد استثمار أرباحك
احرص أيضًا على إعادة استثمار كلّ أرباحك في التسويق والدعاية. لا يزال الوقت مبكّرًا على ادّخار الأرباح. ومن المهمّ أن تتابع باستمرار العلاقة بين الأرباح والمبالغ التي تمّ إنفاقها على عملية التسويق الإلكتروني.
- ضع أسعارًا مناسبة لمنتجاتك
نظرًا لأن التسويق الإلكتروني قد يكلّف الكثير من المال، عليك أن تضع أسعارًا مناسبة لمنتجاتك كي لا تخسر. تذكّر: استثمار بقيمة 100 دولار يجب أن يعود عليك بمبيعات لا تقلّ عن 101 دولار كحدّ أدنى، وإلاّ كان مشروعك فاشلاً.
- ركّز على استراتيجيات التسويق قصيرة الأمد
عليك في بداية عملك في التجارة الإلكترونية أن تركّز على استراتيجيات التسويق التي تجلب لك مبيعات فورية، وتحقّق لك الربح الذي تحتاجه. ما لم تكن تملك ميزانية كبيرة للتسويق، فتجنّب في هذه المرحلة اللجوء إلى الخطط التسويقية طويلة الأمد كتقنيات تحسين محركات البحث، أو التسويق عبر البريد الإلكتروني.
بدلاً من ذلك جرّب التسويق المباشر عن طريق فيسبوك أو الإعلانات المدفوعة على Adwords. وتعلّم من الآخرين وأساليبهم في التسويق على هذه المنصّات أو غيرها من أحدث وسائل التسويق.
الخطوة الثالثة: إنجاح متجرك الإلكتروني
بعد أن تمكّنت من بناء متجرك الإلكتروني بنجاح، واستطعت من خلال استراتيجيات التسويق الصحيحة البدء بتحقيق المبيعات والأرباح، لابدّ لك الآن من الانتقال إلى المرحلة التالية، ألا وهي إنجاح المتجر ورفع أرباحه.
فيما يلي بعض النصائح والخطوات التي ستساعدك في تحقيق هذا الأمر:
1. خدمة العملاء
ما نسبته 45% من الزبائن الأمريكيين سيتخلّون عن عملية الشراء إن لم يتمّ الإجابة عن استفساراتهم أو التعامل مع شكاويهم بسرعة.
وعليه فإنّ خدمة العملاء المتميزة تعدّ عاملاً مهمًّا لضمان نجاح عملك التجاري على المدى الطويل. لذا احرص على توفير محتوى خدمة ذاتية مناسب، وصفحة أسئلة شائعة مفصّلة.
قدّم خدمة المحادثة الفورية لخدمة العملاء، وشجّعهم على تقديم مراجعات وتغذية راجعة للمنتجات التي يشترونها. والأهم من ذلك كلّه، هو أن تبني الثقة المتبادلة مع جمهورك.
هذه الأمور جميعها ستمنح متجرك الإلكتروني دليلاً قويًا على جودة خدماتك، وتخلق لك قاعدة من العملاء الأوفياء الذين سيعودون دومًا إلى متجرك. والذين تعتبر تكلفة حيازتهم أقلّ 5 مرّات من تكلفة جذب عملاء جددًا.
2. تحسين عملية التحويل Conversion Optimization
ما نسبته 69% من زائري متجرك الإلكتروني قد يغادرونه دون شراء أيّ منتج. تخيّل كم سترتفع أرباحك إن تمكّنت من حثّ هذه النسبة على الشراء، بدلاً من فقدانهم؟
احرص على تحسين رحلة العميل في متجرك، وزيادة نسبة نسبة تحويله إلى عملية الشراء، من خلال:
- العروض والخصومات لفترة محدودة.
- رسائل التذكير بعمليات الشراء غير المكتملة Cart Abandonment Email.
- حملات إعادة الاستهداف الدعائية Retargeting Campaign التي تستهدف العملاء الذين سبق لهم زيارة متجرك دون شراء أيّ منتج.
3. تحسين المتجر الإلكتروني Store Optimization
ضع في حسبانك أنّ 44% من المتسوّقين عبر الإنترنت سيخبرون أصدقائهم وعائلاتهم عن تجربتهم في التسوق من متجرك. لذا بمجرّد وضع أساسات متجرك الإلكتروني، يصبح تحسين موقعك الإلكتروني الخطوة التالية الأهم. احرص على ما يلي:
- زيادة سرعة موقع الويب الخاص بك.
- استخدام شريط تنقّل سلس بين صفحات الموقع.
- إنشاء صفحات منتجات جذّابة.
- إظهار المنتجات المشابهة أو ذات العلاقة.
- التأكد من ظهور موقعك الإلكتروني بشكل مناسب على شاشات الهواتف المحمولة.
- تحسين خاصية البحث في المتجر.
4. حسن إدارة المخزون
تميل المنتجات الأكثر مبيعًا للنفاذ بسرعة، ولهذا السبب لابدّ من إدارة مخزون منتجاتك بكفاءة. ابحث على الدوام عن منتجات جديدة تسهم في استمرار جلب حركة مرور إلى متجرك الإلكتروني. ولا تعتمد فقط على مجموعة محدّدة من المنتجات لكسب كلّ الأرباح.
بدلاً من ذلك قم بعرض أحدث المنتجات لعملائك السابقين، واختبر مدى شعبية المنتجات الجديدة من خلال Google Trends.
عوامل النجاح الرئيسية في مشروعات التجارة الإلكترونية
لا تتسرع على الإطلاق
يُعدّ التسرّع في إطلاق موقع ويب من أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها روّاد الأعمال في مجال التجارة الإلكترونية، حيث يُؤثّر هذا الخطأ سلبًا على نجاح المشروع. فإطلاق موقع ويب يُمثّل فرصة واحدة لا تتكرّر للانطباع الأوّل لدى العملاء، ممّا يستدعي التروّي والتخطيط المُحكم قبل الإطلاق الفعلي.
فعلى الرغم من أهمية حجز اسم النطاق المُناسب واستخدامه كإشارة للاستعداد للانطلاق عبر صفحة بسيطة كـ “قريبًا”، إلا أنّ التسرّع في إطلاق موقع ويب غير مُكتمل أو غير مُجهّز بشكل جيّد يُمكن أن يُؤدّي إلى نتائج عكسية، ويُفقد المشروع فرصة ذهبية لبناء قاعدة عملاء قويّة في سوق التجارة الإلكترونية التنافسي. لذا، يُنصح بالتأني والتحضير الشامل قبل إطلاق أي موقع ويب تجاري إلكتروني لضمان تحقيق أفضل النتائج.
كل شيء تم اختباره
تُعتبر “التجارة الإلكترونية” مجالًا ديناميكيًا يتطلب اختبارًا وتحليلًا مُكثفين في جميع مراحله، بدءًا من مرحلة ما قبل الإطلاق، مرورًا بمرحلة الإطلاق، وصولًا إلى مرحلة ما بعد الإطلاق. يُمثل الاستثمار في هذه العمليات عنصرًا حاسمًا لنجاح أي مشروع تجارة إلكترونية، حيث يُساعد على فهم تجربة العميل بشكل شامل وتحديد نقاط القوة والضعف في المنصة.
من خلال التفكير بمنظور العميل، يُمكن تحديد المشاكل التقنية والتصميمية التي قد تُعيق تجربة المستخدم، مثل بطء الموقع أو عدم عمله بشكل صحيح، وهي من أبرز مشاكل التجارة الإلكترونية التي تُؤثر سلبًا على المبيعات ورضا العملاء. يُتيح هذا التحليل المُعمق الاستفادة القصوى من أهمية التجارة الإلكترونية كأداة فعّالة للوصول إلى شريحة واسعة من العملاء وتحقيق النمو المستدام، مع تجنب المشاكل الشائعة التي قد تُعيق هذا النمو.
تركيز المستخدم
في عالم التجارة الإلكترونية المتنامي، يُعتبر افتقار العملاء إلى القدرة على لمس المنتجات وفحصها عن كثب، بما في ذلك شمها ورؤيتها مباشرة قبل الشراء، من أبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع، حيث يُشكّل هذا النقص في التفاعل الحسي عائقًا أمام اتخاذ القرارات الشرائية، ورغم عدم وجود حل جذري لهذه المشكلة الحسية حتى الآن.
إلا أن هناك استراتيجيات فعّالة يمكن أن تُعوّض هذا النقص في جوانب أخرى من تجربة التسوق عبر الإنترنت، وتشمل هذه الاستراتيجيات الرئيسية تقديم أسعار تنافسية وجذابة تُحفّز العملاء على الشراء، وتوفير خيارات شحن مجانية أو بأسعار معقولة تُخفّف من تكلفة الشراء الإجمالية، وتبسيط عملية الدفع الإلكتروني من خلال توفير بوابات دفع آمنة وسهلة الاستخدام، بالإضافة إلى تصميم عربات تسوق إلكترونية مُبسّطة وواضحة تُسهّل على العملاء إضافة المنتجات وإتمام عملية الشراء بسلاسة، ممّا يُحسّن تجربة المستخدم الشاملة في مجال التجارة الإلكترونية.
دمج العناصر الاجتماعية
لتعزيز فعالية منصات التجارة الإلكترونية وزيادة معدلات التحويل، يُوصى بشدة بدمج مجموعة من العناصر الاجتماعية الهامة التي تُساهم في بناء الثقة وتعزيز التفاعل بين العملاء والعلامة التجارية. يشمل ذلك تضمين مراجعات وتقييمات المنتجات التي يُقدمها المستخدمون السابقون، حيث تُعد هذه المراجعات مصدرًا موثوقًا للمعلومات بالنسبة للمشترين المحتملين، وتُساعدهم في اتخاذ قرارات شراء مُستنيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن إضافة شهادات الجودة أو الاعتمادات التي حصلت عليها المنتجات أو الشركة، ممّا يُعزز مصداقية العلامة التجارية ويُطمئن العملاء بجودة المنتجات المُقدمة. كما يُعتبر تضمين أزرار المُتابعة على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة خيارًا هامًا، حيث يُمكن للعملاء من خلالها مُتابعة آخر الأخبار والعروض والتحديثات الخاصة بالمتجر الإلكتروني، والتفاعل مع المُحتوى المُنشور.
وأخيرًا، يُنصح بتوفير خيارات تسجيل الدخول الاجتماعي المُتنوعة، والتي تُسهل على العملاء عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول باستخدام حساباتهم الحالية على منصات التواصل الاجتماعي، ممّا يُبسط مسار التحويل ويُقلل من احتمالية التخلي عن عملية الشراء. تُساهم هذه العناصر الاجتماعية المُتكاملة في بناء مُجتمع افتراضي حول العلامة التجارية، وتعزيز الولاء والانتماء لدى العملاء، ممّا يُنعكس إيجابًا على أداء المتجر الإلكتروني وزيادة المبيعات.
العمل عن كثب مع وسائل الإعلام
يخبرك أي رجل أعمال في التجارة الإلكترونية أنه يستعين بمصادر خارجية أو يفوض لأعضاء الفريق الآخرين بالجنون فالوسائط الاجتماعية هي نبض عملك لأنه يمنحك نظرة مستمرة على حياة عملائك على الرغم من أنه من الجيد جدًا أن يكون لديك مدير الإعلام الاجتماعي ولكن من المناسب أيضًا المشاركة فيه.
استخدم الهاتف المحمول
ستلعب الأجهزة اللوحية دورًا متزايد الأهمية حيث يقفز إنفاق المستهلكين في جميع أنحاء العالم عبر الهاتف المحمول من 204 مليار دولار في عام 2014 إلى 626 مليار دولار في عام 2018 إذا لم تقم ببناء شركات التجارة الإلكترونية باستخدام الهاتف المحمول فقد يختفي نشاطك التجاري في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.
ختاما
ممّا سبق، نجد أن التجارة الإلكترونية، وإن كانت أسهل من التجارة التقليدية تحتاج أيضًا إلى الكثير من الإعداد والتخطيط. وكلّما أحسنت التخطيط في المراحل الأولى، أصبح الأمر أسهل بعد ذلك.
لا تتردّد، ولا تقلق بشأن امتلاك المنتج المثالي، أو التصميم المثالي لمتجرك، بدلاً من ذلك ركّز على الجوانب المهمّة المتعلّقة باستراتيجيات التسويق واكتساب العملاء الجدد فهذان الأمران هما اللذان يحقّقان لك المبيعات والربح الذي تطمح إليه. وبعد أن تتمكّن من بناء قاعدة مقبولة من العملاء والزبائن، يمكنك بعدها الانتقال إلى المرحلة التالية المتمثلة في تحسين شكل الموقع وتصميم المنتجات وغيرها.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.