لم يكن قيام العصر العباسي مجرّد بيعة خليفةٍ عن غيره، أو انتقال الحكم من الأمويين إلى العبّاسيين، بل هي ثورةٌ شاملةٌ في تاريخ المجتمع الإسلاميّ، حيث كانت الثّورة العبّاسيّة نقطة تحولٍ مهمّةٍ في تاريخ المجتمع الإسلاميّ مع ما نتج عنها من تغييرٍ جذريٍّ في هذا المجتمع لازمه طوال العصر العباسيّ الأول.
حاول المؤرخون تفسير أسباب هذا التّحوّل، وكشف سرّه ومكنوناته انطلاقاً من عدّة مفاهيمٍ منها:
- ثورة الفرس على الحكم العربيّ.
- مجرّد ثورةٍ على الأمويين لإبعادهم عن الحكم.
- التطوّرات التي شهدها العالم الإسلاميّ خلال القرن الهجريّ الأوّل.
تعريف العصر العباسي
العصر العبّاسيّ هو الفترة الزّمنية التي ظهرت فيها الدّولة العبّاسيّة على يد العبّاسيّين بعد سقوط الدّولة الأمويّة، ويمتدّ نسبها إلى العبّاس عمّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
قامت الدولة العبّاسيّة عام 132هـ على يد العبّاسيين، وقد أعدّوا لها في رويّةٍ وسريّةٍ، وسقطت الدّولة العبّاسيّة على أيدي التّتار إثر سقوط بغداد عام656هـ.
ثورة العباسيين
نتيجة للاضطرابات الخطيرة التي شهدتها الدولة الأمويَّة، ظهر الهاشميون للمطالبة بأحقيَّة آل البيت في الخلافة، وخاصةً فرع أبناء العبّاس عمّ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، والذي لم يثبت أنَّه طالب بالخلافة، ولم يكن ابنه عبد الله بن العبّاس أيضًا طامعًا بالخلافة، واعتزل الفتن التي قامت بعد مقتلِ عليّ بن ابي طالب، وقد ظهر طموح العباسيين في الخلافة على يد حفيده محمد بن علي بن عبد الله بن العبّاس، واستغل العباسيين سياسية التهميش والحرمان التي اتبعها الأمويون بحقِّ المسلمين من غير العرب ونشروا بينهم مبادئ الثورة، ونجح العباسيون في ثورتهم وقيام الدولة العباسيَّة في عام 133هجريَّة، وسيكون هذا المقال لمحة عن العصر العباسي.
أقسام الدّولة العبّاسيّة
اصطلح المؤرخون على تقسيم تاريخ دولة الخلافة العباسيَّة إلى أربعةِ عصورٍ أساسيَّة، وذلك وفقًا لقدرات الخلافة وتطوّر أوضاعها السياسيَّة، وازدهار الحياة الثقافيَّة والفكريَّة، وهذه العصور بالترتيب هي العصر العباسيّ الأول عصرُ القوة والتوسع والازدهار، والعصر العباسيّ الثاني عصر النفوذ التركيّ، والعصر العباسيّ الثالث عصرُ النفوذ البويهي الفارسيّ، والرابع هو عصر النفوذ السلجوقيّ التركيّ وفي لمحة عن العصر العباسي عامةً من الممكن إعطاءُ نبذةٍ مختصرةٍ عن هذه العصور الأربعة:
العصر العباسيّ الأول
يمتدُّ العصر العباسي الأول من عام 132هجريَّة وحتى عام 232هجريَّة، منذ استلام أبو العبّاس عبد الله السفاح للخلافة العباسيَّة، أي أنَّه أول الخلفاء العباسيين الذي عمل على تمتين دعائم الدولة الجديدة بالضرب بشدّة على أيدي أعدائها، وجاء بعده الخليفة العباسيّ المشهور أبو جعفر المنصور -عبد الله بن محمد- والذي يعدُّ المؤسس الحقيقي للدولة العباسيَّة، لما عُرفَ عنه من العزم وما اتُصف به من المكر والدهاء الذين استغلهم لتخلو له الساحة السياسيَّة تمامًا، فتخلص من عمِّه عبد الله بن عليّ، وقضى على أبي مسلم الخراسانيّ الذي أسس للدولة العباسيّة في خراسان، كما نجحَ المنصور بالسيطرة على الثورات التي قام بها العلويون، وهو مَنْ أمر ببناء مدينة بغداد عاصمة العباسيين، وجاء بعده ابنه المهدي ثم الهادي.
وصارت الخلافة لهارون الرشيد الذي يُعد عصره هو العصر الذهبيَّ للخلافة العباسيَّة على جميع الأصعدة سياسيَّا واقتصاديًا وعلميًا، ثم استلم الخلافة من بعده أولاده الأمين ثم المأمون، حتى وصلت إلى الخليفة محمد بن هارون الرشيد المعتصم الذي كان حكمه استبداديًا مقرونًا بالعطف وحسن التدبير، وهو من أدخل العنصر التركي إلى الدولة العباسيَّة فأوكلَ إليهم أمر سلامته الشخصيَّة، وخصَّهم بالنفوذ وأعطاهم قيادة الجيوش، وتوفي المعتصم ليأتي بعده الواثق بن المعتصم بن هارون الرشيد تاسع الخلفاء العباسيين، الذي أحسن للعلويين، وظلَّ على سياسة أبيه في تحكيم الأتراك، وتوفي الواثق عام 232هجريَّة دون أن يولي أحدًا من بعده، ليكون آخر خلفاء العصر العباسيّ الأول.
العصر العباسي الثاني
امتد هذا العصر من عام 232هجريَّة وحتى عام 334هجريَّة، وقد ابتدأ بخلافة المتوكل وانتهى بخلافة المستكفي، وتميّز بضعف الخلافة وسقوط هيبتها شيئًا فشيئًا حتى تجرأ أمراء الأطراف على الانفصال عنها، وانتقلت الدولة المركزية إلى اللامركزية في نظام الحكم، وقامت دول انفصاليَّة مستقلة استقلالًا تامًا أو جزئيًا مع الاعتراف بسلطان الخلافة الروحي، ومن الواضح أنَّ الدولة العباسيَّة أثناء قيامها حملت بذور الانفصال، حتى تطلعت الشعوب غير العربية للحصول على مبدأ المساواة التامة مع العرب وفقًا لأحكام الشريعة الإسلاميَّة، وعملت الخلافة العباسيَّة على تنفيذ هذا المطلب مما أدى إلى تقوية الروح الشعوبيَّة لدى الشعوب غير العربيَّة ودفعها لإقامة دول انفصاليَّة، وحافظت في الوقت ذاته على الولاء لمنصب الخليفة.
وعلى ذلك فإنَّ المطالبة بهذه المساواة كان هدفه سياسيَّا، ويشمل هذا العصر عهود الخلفاء المعتمد والمعتضد والمكتفي الذي تمكن بعد قتال طويل من قتل زعيم القرامطة زكرويه عام 294هجريَّة، واطلق على هذه المرحلة اسم صحوة الخلافة، وقد أحكم الأتراك قبضتهم على دار الخلافة في هذا العصر، واحاطوا بالخليفة واصبحوا يشاركونه في صنع القرارات السياسيّة، ويتدخلون في اختيار الخلفاء وعزلهم، لم يخضع الخلفاء لهم بهذه السهولة ولكن لم يكن لهم القوة الكافية لمجابهتهم.
العصر العباسي الثالث
امتد العصر العباسي الثالث من 334هجريَّة وحتى عام 447هجريَّة ويعدّ هذا العصر ردة فعل مناهضة للنفوذ التركي الذي تمكن من السيطرة على مقدرات الخلافة العباسيَّة في العصر العباسي الثاني، أمَّا العصر البويهي فيمثل حركة فارسيَّة شيعيّة زيدية لإعادة الاعتبار الذي تراجع خلال القرن الثالث الهجريّ، واختلف هذا العصر في مظاهره عن العصر العباسيّ الثاني من حيث التركيز على المشرق، وقد استنجد العباسيين بالبويهين ضد الأتراك، وكان من المتوقع بعد ذلك أن يعيد البويهيون الاستقرار والوحدة إلى أقاليم الخلافة بفرض سيطرتهم عليها، وكبح جماح جندهم، وإفساح المجال أمام الخلافة كي تقوم بمسؤولياتها وتجنُّب إثارة الفتن المذهبية، إلا أنَّ ذلك لم يتحقق لأنَّهم دخلوا بغداد يحملون روح العداء للخلفاء العباسيين المخالفين لهم في المذهب.
وقد ذكر الكثير من المؤرخين أنَّ بني بويه قد أذلوا الخلفاء العباسيين، وأنَّ الخليفة فقد السلطة الفعليَّة التي أصبحت بيدهم، ولكن الحقيقة أنَّ بني بويه لم يكونوا السبب المباشر لضعف الخلافة العباسيَّة وفقدانها لهيبتها، بل إنّهم ورثوا وضعًا قائمًا بدأ قبل عهدهم، فقد الخليفة اثنائه كل اختصاصاته كمصدر أول للسلطة في الدولة.
العصر العباسي الرابع
وهو عصر النفوذ السلجوقي وسقوط الخلافة العباسيَّة، وقد ظهر السلاجقة على مسرح أحداث الخلافة العباسيَّة في الوقت الذي تجاذبت فيه السيادة على منطقة المشرق الإسلاميّ خلافتان؛ أولاهما الخلافة العباسَّة السنيَّة، والثانية الخلافة الفاطميَّة الشيعيَّة، وقد أصابهما الضعف واعتراهما الانحلال بسبب تسلط بني بويه على الخلفاء العباسيين وازدياد نفوذ الوزراء بعد خلافة الحاكم بأمر الله الفاطمي وأحدث ظهور السلاجقة الأتراك في هذه الفترة تغيرًا في موازين القوى في المنطقة، وقد دخل السلطان السلجوقي طغرلبك بغداد عام 447هجريَّة واعترف به الخليفة سلطانًا على جميع المناطق التي تحت يده، فكان دخوله إلى بغداد إعلانًا بسقوط الدولة البويهية وقيام الدولة السلجوقيّة.
أسماء الخلفاء العباسيين وسنة تولّيهم الخلافة
من أبرز الخلفاء العبّاسيين الذين تولوا الخلافة:
- أبو العبّاس السفّاح 132هـ.
- أبو جعفر المنصور 136هـ.
- أبو عبد الله محمد المهدي بن المنصور 158هـ.
- أبو محمد موسى الهادي 169هـ.
- أبو جعفر هارون الرشيد 170هـ.
- أبو موسى محمّد الأمين 193هـ.
- أبو جعفر عبد الله المأمون 198هـ.
- أبو إسحاق محمّد المعتصم 218هـ.
- أبو جعفر هارون الواثق 227هـ.
- أبو الفضل جعفر المتوكّل 232هـ.
- أبو جعفر محمّد المنتصر 247هـ.
- أبو العبّاس أحمد المستعين 248هـ.
- أبو عبد الله محمّد المعتز 252هـ.
- أبو إسحاق محمّد المهتدي 255هـ.
- أبو العبّاس أحمد المعتمد 256هـ.
- أبو العبّاس أحمد المعتضد 279هـ.
- أبو محمّد علي المكتفي 289هـ.
- أبو الفضل جعفر المقتدر 295هـ.
- أبو منصور محمّد القاهر 320هـ.
- أبو العبّاس أحمد الراضي 322هـ.
- أبو إسحاق إبراهيم المتّقي 329هـ
- أبو القاسم عبد الله المستكفي 333هـ.
- أبو القاسم المفضّل المطيع 334هـ.
- أبو الفضل عبدالكريم الطّائع 362هـ.
- أبو العبّاس أحمد القادر 381هـ.
- أبو جعفر عبد الله القائم 422هـ.
- أبو القاسم عبد الله المقتدي 467هـ.
- أبو العبّاس أحمد المستظهر 487هـ.
- أبو منصور الفضل المسترشد 512هـ.
- أبو جعفر المنصور الرّاشد 529هـ.
- أبو عبد الله محمّد المقتفي 530هـ.
- أبو المظفر المستنجد 555هـ.
- أبو محمّد الحسن المستضيء 566هـ.
- أبو العبّاس أحمد النّاصر 575هـ.
- أبو نصر محمّد الظّاهر 622هـ.
- أبو جعفر المنصور المستنصر 623هـ.
- أبو أحمد عبد الله المستعصم 640هـ.
إسهامات الدّولة العبّاسيّة
ساهمت الدّولة العبّاسيّة في كثيرٍ من العوامل التي أدت إلى تقدّمٍ واسعٍ في تاريخ الأمّة الإسلاميّة،منها:
- شاركت في تدفّق البضاعة الواردة من الصين إلى البلاد الإسلامية بسبب علاقاتها الوثيقة مع الصّين؛ حيث أقامت روابط تجاريةٍ مع الصين فتحت لهم المجال لعبور الطريق البرّي من الصين باتّجاه الغرب.
- وصلوا إقليم السّند، وزادو المنفذ العربيّ الإسلاميّ في تلك المنطقة نتيجةً للفتوحات العربيّة الإسلاميّة التي وصلتها.
- دخلت السّفن العربيّة الإسلاميّة الى الهند وجنوب الصّين التي أصبحت نقطة تجمع السفن القادمة من أقصى الشرق إلى العراق في مدينة بصرة تحديداً، ونتيجةً لذلك أصبح ميناء بصرة من أهم الموانئ العالميّة.
- ازدهرت الدّعوة الإسلامية في إيران، وتركستان، و السّند، ومصر، والمغرب، والأندلس ، مما أدّى إلى إحياء هذه البلاد اقتصاديّاً، وفكريّاً، وعلميّاً، وأصبح الجيش وقيادته تحت سيطرتهم.
- أُنشأت العديد من الأنظمة الإسلاميّة التي تعتمد على مبدأ الإمامة الذي تتمحور حوله الدّعوة العبّاسيّة.
- وُثّق التّراث العربيّ الإسلاميّ نتيجةً لظهور مدارس إقليميّة أكسبت العلوم والمعارف الإسلاميّة بعض الوضوح.
- أُدخلت تجارة الهند إلى الأسواق العراقيّة.
العلم والفكر في العصر العباسي
ظهر في العصر العباسي عدد كبير من العلماء والمفكرين في مختلف العلوم وآداب والفنون، وقد اجتمع في هذا العصر أئمة الإسلام الأربعة وفي مقدمتهم الإمام الفقيه أبو حنيفة النعمان، والإمام مالك بن أنس إمام المدينة المنورة، والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل، وظهر في العصر العباسيّ أيضًا أكبر الشخصيات اللغوية في تاريخ اللغة العربية ومنهم سيبويه والخليل بن أحمد، والكسائي والإمام الفراء، كما كُتب أول كتابين تاريخين عن السيرة النبويَّة وهما سيرة ابن هشام و كتاب الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد.
وقد شهدت العلوم في العصر العباسي تطورًا كبيرًا فانتقلت من المراحل الشفوية إلى مراحل التدوين والتوثيق في الكتب والموسوعات، وتأسست في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد أول مؤسسة علميَّة وهي دار الحكمة، وزاد نشاطها العلمي في عهده ابنه المأمون، ولم يكتفي المسلمون بالترجمة عن الكتب الغربية القديمة بل أضافوا عليها، ومن أهم المنجزات العلميّة المرصد الفلكي الذي أقامه الخليفة المأمون، الذي ساعد علماء الجغرافية والهندسة، كما تطورت العلوم الطبية وخاصة طب العيون وعلم التخدير، ومن أهم العلماء الذي لمع اسمهم في العصر العباسي ابن الهيثم والرازي والخوارزمي وجابر بن حيان.
الدول التي استقلت عن الخلافة العباسية
انتهى العصر العباسي الأول ولا يزال المسلمون في دولة واحدة تحت إمرةِ خليفة واحد، وإن كانت هناك ولايات في الدولة على خلاف مع الخليفة الحاكم إلا أنَّها كانت خلافات جزئية ومؤقتة، كالدولة الأموية في الأندلس ودولة الخوارج في المغرب، ورغم خلافهم مع الدولة العباسيَّة إلا أنهم لم يلعنوا لأنفسهم عن خلافة مستقلة، كما قامت دولة الأدارسة في المغرب الأقصى على يد إدريس بن عبد الله بن حسن، وتأسست دولة الأغالبة في المغرب الأدنى ولكنَّها بقيت تابعة للعباسيين.
لكن، في عصور الضعف التي اعترت الدولة العباسيَّة نشأت الدويلات في المشرق والمغرب ومن أمثلتها في المشرق الدولة الطاهرية والدولة الصفارية والدولة السامانية، وظهرت الدول المستقلة أيضًا في المغرب مثل الدولة الطولونية، والدولة الإخشيدية والدولة الفاطميّة، وظهرت الدولة الحمدانية في حلب، والسبب الرئيس وراء ظهور كل تلك الدويلات هو الضعف الشديد الذي أصاب الخلافة العباسيّة، وضعف الإيمان في نفوس الناس وتراجعت الافكار الإسلاميَّة في العقول، وانتشر الجهل، وذلك أدى إلى وجود أكثر من خليفة في البلاد الإسلاميَّة، وكثرت الدول التي انفصلت عن الخلافة الأساسيَّة.
سقوط بغداد ونهاية الخلافة العباسية
بويع الخليفة المستعصم بالله بالخلافة فب عام 640هجريّة، وكان آخر الخلفاء العباسيين، وامتدت فترة خلافته حتى عام 656هجريّة حين قُتل على يد المغول وقائدهم هولاكو خان، وكانت الأوضاع في بغداد آنذاك سيئة جدًا فقد اشتهر الخليفة المستعصم بعدم جديته في إدارة شؤون الخلافة، ولم يستعد للزحف المغولي، ظنًا منه أنَّه يملك المكر والصمود أمام خطرهم، ووقف الخليفة عاجزًا عن وضع حدٍّ للمشاكل المتفاقمة في بغداد، فاستنجد بالأيوبيين الذين كانوا في بلاد الشام وبالمماليك من مصر لمساندته ضد المغول، ولكن ظهرت أمامهم من المشاكل ما منعهم من النهوض لمساعدته، وحتى سلاجقة الروم خضعوا لحكم المغول، فصار العالم الإسلاميّ متفككًا.
استغلَّ هولاكو هذا الضعف والتفكك ليزحف إلى بغداد ويدخلها دون شرطٍ أو قيد، وعاث فيه فسادًا، فهدم المساجد وجرّد القصور من تحفها النادرة، وأتلف الكتب وحرق المكتبات وقتل الكثير من رجال العلم، وبسقوط بغداد ومقتل الخليفة المستعصم انتهت الدولة العباسيَّة التي عمّرت أكثر من خمسة قرون.