ماذا يحدث عند قول “سبحان الله وبحمده” 100 مرة؟

هل تعلم أنه يمكنك تغيير ميزان حسناتك بالكامل في أقل من دقيقتين؟ قد يبدو الأمر مبالغًا فيه، لكنه الحقيقة التي وعدنا بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. في خضم انشغالنا اليومي، نبحث دائمًا عن طرق سهلة وسريعة لكسب الأجر والثواب، وهنا يأتي دور فضل الذكر، وتحديدًا قول “سبحان الله وبحمده” مئة مرة.

إن أهمية الذكر اليومي تكمن في أنه يجعل لسانك رطبًا بذكر الله، ويصل قلبك بخالقك طوال الوقت، سواء كنت في سيارتك، أو في عملك، أو حتى أثناء قيامك بالأعمال المنزلية. ومن بين أعظم الأذكار التي يمكنك أن تجعلها جزءًا من روتينك، خاصة في أذكار الصباح والمساء، هي “سبحان الله وبحمده”. فماذا يحدث حقًا عندما تردد هذا الذكر العظيم مئة مرة؟

الأجر الأول والمباشر الذي وعد به النبي ﷺ لمن يحافظ على هذا الذكر هو مغفرة الذنوب. تخيل أن كل الأخطاء والزلات التي ارتكبتها، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، يمكن أن تُمحى بعمل بسيط لا يستغرق سوى دقائق معدودة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مئة مرة، حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر.” (رواه البخاري ومسلم).

تأمل معي هذا التشبيه البليغ: “زبد البحر”. عندما تقف أمام البحر، ترى الزبد يمتد على طول الساحل بكميات هائلة لا يمكن حصرها أو عدها. هذا التشبيه يوضح لنا مدى عظمة رحمة الله ومغفرته. مهما بلغت ذنوبك وكثرت، فإن رحمة الله أوسع، وهذا الذكر هو أحد أبوابها العظيمة. إنها فرصة يومية لتجديد العهد مع الله، وبدء صفحة جديدة بيضاء ونقية. هذا الحديث يمنح كل مسلم الأمل والراحة، ويذكره بأن باب التوبة مفتوح دائمًا، وأن الله يفرح بعبده الذي يذكره ويسعى لمغفرته.

لكن فضل هذا الذكر لا يتوقف عند محو السيئات فقط، بل يمتد ليشمل زيادة الحسنات بشكل لا يمكن تخيله. يوم القيامة، عندما توضع الأعمال في الميزان، ستكون في أمسّ الحاجة إلى أي عمل صالح يثقّل كفة حسناتك. وهنا يأتي فضل آخر لهذا الذكر البسيط.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.” (رواه البخاري ومسلم).

هذا الحديث يوضح لنا القيمة الحقيقية لهذه الكلمات. قد تكون “خفيفة على اللسان”، لا تتطلب منك أي جهد أو عناء لقولها، لكن أثرها عند الله عظيم. إنها “ثقيلة في الميزان”، مما يعني أن أجرها يفوق الكثير من الأعمال التي قد تتطلب جهدًا ووقتًا أكبر. والأجمل من ذلك كله، أنها “حبيبة إلى الرحمن”. أن تفعل شيئًا يحبه الله هو أسمى غاية يمكن أن يصل إليها المؤمن. فبترديدك “سبحان الله وبحمده”، أنت لا تمحو ذنوبك وتزيد حسناتك فحسب، بل تقوم بعمل يحبه الله عز وجل.

الجنة هي حلم كل مؤمن، والعمل من أجلها هو هدف الحياة. يقدم لنا هذا الذكر طريقة سهلة ومباشرة للاستثمار في آخرتك وبناء قصورك في الجنة، لبنة لبنة، أو نخلة نخلة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال: سبحان الله وبحمده، غُرست له نخلة في الجنة.” (رواه الترمذي وصححه الألباني).

تخيل هذا المشهد: في كل مرة تردد فيها “سبحان الله وبحمده”، تُغرس لك نخلة في جنة عرضها السماوات والأرض. إذا قلتها مئة مرة في اليوم، فهذه مئة نخلة. وإذا داومت على ذلك لمدة شهر، فهذه ثلاثة آلاف نخلة. تخيل بستانك الخاص في الجنة ينمو ويكبر كل يوم بفضل هذا العمل البسيط. هذا الحديث يحول الذكر من مجرد عبادة روحية إلى مشروع استثماري حقيقي في الآخرة، مما يجعلك أكثر حماسًا للمداومة عليه.

الآن بعد أن عرفت هذا الفضل العظيم، قد تتساءل: كيف يمكنني أن أواظب على قول “سبحان الله وبحمده” مئة مرة يوميًا دون أن أنسى؟ الأمر أسهل مما تتوقع.

  1. اجعلها جزءًا من أذكار الصباح: أفضل وقت لقولها هو بعد صلاة الفجر كجزء من أذكار الصباح. ابدأ يومك بهذا الكنز من الحسنات والمغفرة.
  2. استخدم السبحة أو عداد الذكر: يمكن أن يساعدك استخدام سبحة أو تطبيق عداد على هاتفك في التركيز وتتبع العدد بسهولة.
  3. اربطها بعادة يومية: يمكنك ربطها بوقت معين، مثل فترة انتظارك للقهوة صباحًا، أو أثناء قيادتك للسيارة إلى العمل، أو حتى أثناء المشي.
  4. لا يجب أن تكون متتالية: ليس شرطًا أن تقولها مئة مرة في جلسة واحدة. يمكنك تقسيمها على مدار اليوم. عشر مرات بعد كل صلاة، على سبيل المثال، ستوصلك إلى خمسين مرة بسهولة، ويمكنك إكمال الباقي في أي وقت فراغ.

إن قول “سبحان الله وبحمده” مئة مرة هو من أسهل العبادات وأعظمها أجرًا. إنه فرصة يومية لتطهير نفسك من الذنوب، وتثقيل ميزان حسناتك، وبناء بيتك في الجنة، ونيل محبة الرحمن. كل هذا في أقل من دقيقتين. لا تفرط في هذا الكنز، وابدأ من اليوم. اجعل لسانك يلهج بذكر الله، وشاهد كيف يمتلئ قلبك سكينة وحياتك بركة.


اكتشاف المزيد من عالم المعلومات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيك بهذه المقالة؟ كن أول من يعلق

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا. تساعدنا هذه الملفات على تذكر إعداداتك وتقديم محتوى مخصص لك. يمكنك التحكم في ملفات تعريف الارتباط من خلال إعدادات المتصفح. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية لدينا.
قبول
سياسة الخصوصية