قبل الإجابة عن سؤال “ما هو العمل التطوعي؟” يجب ان نعلم أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا يستطيع العيش بمعزل عن الآخرين، فهو يحتاج إلى التفاعل والتواصل مع أفراد المجتمع في مختلف جوانب حياته، سواء في محيط الأسرة أو في أماكن الدراسة والعمل، فالاجتماعية صفة فطرية تميز الإنسان وتحفزه على التعاون والتكاتف مع الآخرين.
كما أن الفطرة السليمة للإنسان تدعوه دائماً إلى فعل الخير وتجنب الشر، والأعمال التطوعية تعتبر من أهم مظاهر الخير في المجتمع، حيث تساهم في إبراز الصورة الإيجابية للمجتمع وتدل على مدى تقدمه وازدهاره، كما تعكس مدى انتشار القيم والأخلاق الحميدة بين أفراده.
لذلك، يعتبر العمل التطوعي نشاطاً إنسانياً هاماً ومظهراً من مظاهر السلوك الاجتماعي السليم، فهو سلوك حضاري يعزز قيم التعاون والتكافل الاجتماعي، ويساهم في تحقيق الرفاهية والتقدم للمجتمع ككل.
ما هو العمل التطوعي؟
يُعتبر العمل التطوعي بمثابة عطاء ومساعدة للآخرين، وهو جهد يبذله الفرد عن طيب خاطر بهدف تحقيق الخير للمجتمع وأفراده. ويُطلق عليه “تطوعي” لأنه ينبع من إرادة الفرد دون إجبار أو ضغط من أحد، بل هو تعبير عن رغبة داخلية في تقديم العون والمساهمة في بناء مجتمع أفضل.
كما يُعد العمل التطوعي دليلًا على ازدهار المجتمع وتقدمه، حيث أن زيادة عدد الأفراد المتطوعين والمنخرطين في الأعمال الإيجابية يعكس قوة المجتمع وتماسكه، ويساهم في تحقيق التنمية والازدهار. فالعمل التطوعي هو قوة دافعة للتغيير الإيجابي، ومساهمة فعالة في بناء مجتمع متكافل يسوده التعاون والعطاء.
ما هي فوائد ومميزات العمل التطوعي؟
العمل التطوعي هو استثمار للمستقبل، وبناء لمجتمع أفضل وعالم أكثر إنسانية. ويتميز العمل التطوعي عن غيره من الأعمال بفوائد ومميزات جمة، منها:
- يعد العمل التطوعي خيارا جيدا للحصول على العديد من الخبرات المهمة التي تحمل نتائج إيجابية للمتطوع نفسه، والمؤسسة التي يعمل لصالحها أيضاً، حيث يمكن للمتطوع أن يكسب مهاراتٍ جديدة أو يحسن المهارات التي يمتلكها.
- تعتبر الأنشطة التطوعية من أهم النشاطات العامة التي تساهم في المحافظة على تطور المُجتمع.
- يساعد المتطوعين على الاستفادة من وقت فراغهم، وتحويله إلى نشاط تطوعي مُفيد.
- تخفف الأعمال التطوعية من المشكلات المؤثرة على المجتمع والأفراد.
- يساهمُ العمل التطوعي في زيادة قدرة المتطوعين على التواصل الفعال مع الأفراد الآخرين.
كيفية تعزيز وتطوير العمل التطوعي
يُعتبر العمل التطوعي رافداً أساسياً من روافد التنمية والتقدم في كل المجتمعات والدول، حيث يُساهم في تفعيل ثقافة التكافل والتعاون بين الأفراد، ويُعزز من الشعور بالمسؤولية المجتمعية. لذا، فإن تعزيز وتطوير العمل التطوعي يجب أن يكون هدفاً دائماً تسعى إليه المؤسسات والأفراد على حد سواء.
وسائل تعزيز وتطوير العمل التطوعي:
- الإعلان عن الحملات التطوعية: يجب أن يتم الإعلان عن الحملات التطوعية بشكل مستمر وفعّال في مختلف وسائل الإعلام، سواء كانت مكتوبة، أو مرئية، أو مسموعة، وذلك بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، وتحفيزهم على المشاركة في هذه الحملات.
- التعريف بإنجازات الحملات التطوعية: من الضروري التعريف بالإنجازات التي حققتها الحملات التطوعية، والتأكيد على الأثر الإيجابي الذي أحدثته في المجتمع. ويمكن القيام بذلك من خلال نشر قصص النجاح، وعرض الإحصائيات التي تُظهر حجم الفائدة التي تحققت.
- نشر ثقافة التطوع: يجب العمل على نشر ثقافة التطوع بين الناس، وخاصة بين الشباب، وذلك من خلال المؤسسات التعليمية، مثل المدارس والجامعات، وكذلك من خلال تنظيم جولات تثقيفية حول خدمة المجتمع المحلي، وأهمية العمل التطوعي.
- ابتكار أساليب جديدة للعمل التطوعي: يجب على مديري البرامج التطوعية أن يكونوا مبدعين في ابتكار أساليب جديدة للعمل التطوعي، والتي تُساهم في تشجيع الأفراد المتطوعين، وحثهم على الاستمرار في التطوع، وتوفير الموارد اللازمة لدعمهم، وتمكينهم من تحقيق النتائج المرجوة بأفضل صورة ممكنة.
- تحديد مجالات التطوع: من المهم تحديد المجالات التي يُمكن استخدام التطوع فيها، حتى يتم تحديد الوسائل المناسبة للتعامل مع كل مجال على حدة.
- وضع أهداف وخطط بديلة: ينبغي وضع مجموعة من الأهداف للعملية التطوعية، ووضع خطط بديلة في حال فشل الخطط الأصلية، لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
- توفير فرص متكافئة: يجب الحرص على توفير الفرص المتكافئة بين المتطوعين، وعدم التمييز بينهم على أي أساس.
- التخطيط والتنظيم والتوجيه: يجب تطبيق التخطيط والتنظيم والتوجيه المناسبين لضمان نجاح العمل التطوعي، وتحقيق أهدافه.
- دعم التواصل الفعال: يجب دعم التواصل الفعال بين المتطوعين، وتبادل الخبرات والمعلومات فيما بينهم.
- حسن اختيار المتطوعين: يجب الحرص على حسن اختيار الأفراد المتطوعين، وفقاً لمجموعة من المعايير، مثل: نوع المهارات والمؤهلات والمسؤوليات المتعلقة بالمهمة، وطبيعة المتطوعين، والواجبات المطلوبة من كل متطوع، والوقت المطلوب والمخصص لتنفيذ خطوات العمل التطوعي.
أشكال العمل التطوعي
توجد العديد من أشكالِ الأعمال، والأنشطة التطوعية التي تساهم في تحقيق الفوائد للمجتمع، ومن أهم هذه الأشكال:
- التطوع الافتراضي أو الإلكتروني؛ أيّ التطوع عن بُعد عن طريق شبكة الإنترنت.
- التطوع الشامل؛ أيّ التطوع على مدار الساعة (سبعة أيام في الأسبوع).
- التطوع قصير الأجل؛ أي عمل المتطوعين لأوقات قصيرة ومحددة مسبقا.
- التطوع في المنشآت الربحية كالشركات والمؤسسات من أجل الحصولِ على خبرة أو مهارة ما.
- التطوع في الدوائر الحكومية؛ حيث تَستعين المؤسسات الحكومية بالمتطوعين بشكل كبير.
- التطوع في منظمات خدمة المجتمع (المنظمات غير الربحية).
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.