إذا كنت طالبًا مدرسيًا، فمن المحتمل أنك لا تزال تواجه صعوبة في التمييز بين الفيزياء والكيمياء، وربما تخلط بينهما باعتبارهما مادتين علميتين تتطلبان مذاكرة وفهمًا عميقين وخيالًا واسعًا يمكّنك من استيعاب القوانين والمعادلات، وربما عانيت كثيرًا لتمييز دروس الفيزياء عن الكيمياء من عناوينها فحسب.
الفيزياء والكيمياء في الأصل علمان مترابطان بشكل وثيق، بل يُعتبران في جوهرهما فرعًا واحدًا، إلا أن التوسع الهائل في مجال العلوم وتشعبه أدى إلى فصلهما إلى تخصصات فرعية أصغر، مما سمح بدراسة كل منهما وبحثه على حدة كمجال مستقل.
ما هو الفارق بينهما؟
الفيزياء والكيمياء هما في الأصل علم واحد يدرس سلوك المادة، إلا أن الفيزياء تركز على الجوانب الخارجية، حيث تُدرس سلوك المادة وتفاعلها مع الأجسام الأخرى وعلاقاتها بها، مثل دراسة السرعة والتسارع وأنواع القذف وحركة النواس والنابض وغيرها من الأمثلة التي تُعنى بدراسة سلوك المادة من منظور خارجي.
تختص الكيمياء بدراسة سلوك المادة الداخلي وعلاقات مكوناتها على المستوى الذري والجزيئي، سواءً فيما بينها أو مع مكونات الأجسام الأخرى، مع التركيز على الروابط الكيميائية التي تجمعها، فتبدأ بدراسة مكونات المادة الأساسية كالذرات والجزيئات، ثم تتناول العلاقات الأكثر تعقيدًا بين هذه الجزيئات وأنواع الروابط الكيميائية التي تربطها، وصولًا إلى دراسة التفاعلات الكيميائية المختلفة التي تحدث داخل المادة.
عند التخصص في الفيزياء أو الكيمياء، ينفصل التخصصان بشكل كبير مع الحفاظ على أساسياتهما المشتركة، لكن طريقة مذاكرة كلتا المادتين تظل متشابهة إلى حد كبير، سواءً لطالب في المرحلة الثانوية أو طالب جامعي في سنته الأخيرة، بغض النظر عن مدى تعمق الدراسة فيهما.
كيفية مذاكرة الفيزياء والكيمياء بشكل صحيح
قد يُشعِرُكَ تعدُّدُ طُرُقِ الدراسةِ بالضياعِ والتشتُّتِ وصعوبةِ اختيارِ الأنسبِ منها لكلِّ مادَّة، لذا سنُركِّزُ في هذا المقالِ على طُرُقِ دراسةِ الفيزياءِ والكيمياءِ تحديدًا، مُبيِّنينَ أوجهَ التشابُهِ بينهما رغمَ اختلافِ محتوى كلٍّ منهما.
لدراسة هاتين المادتين، يجب الانتباه إلى أنهما ينقسمان إلى شقين: شق حفظي أساسي، وشق تطبيقي يشمل حل المسائل والتمارين، ويتطلب التفكير والربط والاستنتاج والخيال، ويعتمد هذا الشق التطبيقي بشكل كبير على استيعاب الشق الحفظي.
1- كتابة الملاحظات:
عند البدء بدراسة أي درس جديد، قد يبدو محتوياً على كم هائل من المعلومات، من سرد لتجارب العلماء والأفكار المتنوعة، مما يُشعر الطالب بالضياع وعدم القدرة على تمييز المعلومات الهامة التي يجب حفظها، ولتجاوز هذه المشكلة، يُنصح بإعداد دفتر ملاحظات لتسجيل النقاط الأساسية التي يطرحها الدرس، كالمصطلحات والتعاريف العامة، بالإضافة إلى النظريات والأفكار التي ستكون ضرورية في المراحل اللاحقة.
سيكون هذا الدفتر مرجعًا قيّمًا لك في المستقبل عند نسيان معلومة ما واحتياجها، كما أنه ممتاز للمراجعة قبل الامتحانات، وبالنسبة لمعادلات الكيمياء، يُفضل تخصيص قسم منفصل لها وكتابتها بأسلوبك الخاص لتسهيل حفظها واسترجاعها.
بالإضافة إلى الملاحظات الأخرى، من المفيد تدوين القوانين المستخدمة في حل المسائل على أوراق ملونة منفصلة مع توضيح مدلول كل قانون، ووضع هذه الأوراق على لوح أو أي وسيلة أخرى لتكون مرئية وفي متناول اليد عند الحاجة إليها.
2- مساعدة صديق:
عند دراستك، من المحتمل أن تحتاج بشكل متكرر إلى الرجوع لمصادر خارجية لفهم معلومات صعبة من الكتاب المدرسي أو لمراجعة معلومات سابقة ذات صلة بموضوع دراستك الحالي. لحسن الحظ، أصبح بإمكانك الآن الوصول إلى مكتبة عالمية ضخمة ومجموعة واسعة من المراجع التي تتيح لك تعلم أي شيء تريده والاستفسار عن أي معلومة تحتاجها بكل سهولة ويسر.
تُعدّ قنوات اليوتيوب والمواقع العلمية الموثوقة، بالإضافة إلى الكتب الإلكترونية المتوفرة والتي يُمكنك حفظها على جهازك لتوفير الوصول إليها في أي وقت، مصادر قيّمة للمعرفة؛ حيث تُتيح لك هذه الأدوات تكوين مكتبة فيديوهات خاصة بك، ما يُسهّل عليك الرجوع إليها لاحقًا أو عند الحاجة إلى مراجعة أي معلومة، ممّا يُساهم في تعزيز عملية التعلّم والتطوير الذاتي.
3- الخرائط الذهنية:
تُعتبر الخرائط الذهنية من بين أكثر الأفكار ابتكارًا وعبقرية التي ظهرت في القرن العشرين، وذلك لما تتميز به من خاصيتين بالغتي الأهمية، تجعلها أداة فعّالة في مجالات متنوعة.
- إمكانية رسم خارطة ذهنية لأي فكرة مهما كانت، سواء كانت نظرية أو ملخصاً للدروس أو القوانين أو حتى المعادلات.
- المتعة أثناء رسمها وخصوصاً لمن يمتلك ذكاءً بصرياً ويحفظ من خلال الرسومات ونمط تعلمه بصريا..فهذا يجعل رسم هذه الخرائط استراحة خفيفة من الدروس والمراجعة منها سهلة أيضاً.
قد تُشكّلُ هذه الطرق المذكورة أساسًا منهجيًا متينًا لدراسة مواد الفيزياء والكيمياء بفروعها وتخصصاتها المتنوعة، حيث توفر إطارًا عامًا قابلًا للتطبيق على جميع الأقسام الفرعية، مما يُساعدُ الطالب على تعميق فهمه للمفاهيم واكتساب رؤية شاملة، ويُمكنُهُ من مواجهة التحديات الدراسية في هذين المجالين.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.