ما هو فضل صلاة الفجر والعصر

ما هو فضل صلاة الفجر والعصر؟ تُعدّ الصلاة عمود الدين والركن الركين من أركان الإسلام، حيث فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين خمس صلوات يومية، مؤكدًا على وجوبها في آيات قرآنية عديدة، كما في قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}.

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم منزلة الصلاة في الدين، حيث قال: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد”، مما يوضح أهميتها كأعظم فريضة بعد الشهادتين، ويؤكد على الأجر العظيم الموعود للمحافظين عليها، ومن بين هذه الصلوات، تبرز صلاتا الفجر والعصر كصلاتين ذواتي فضل عظيم، حيث تُعتبران مفتاحًا للجنة ونورًا للدرب، فالمحافظة عليهما دليل على الإيمان وسبب للفلاح في الدنيا والآخرة.

وفي هذا السياق، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “إن أولَ ما يُحاسبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملهِ صلاتهُ ، فإن صلحتْ فقدْ أفلحَ وأنْجَحَ، وإن فسدتْ فقد خابَ وخسرَ، فإن انتقصَ من فريضَةٍ شيئا، قال الربّ سبحانهُ وتعالى: انظروا هلْ لعبدِي من تَطوعٍ فتكملْ به ما انتقصَ من الفريضةِ، ثم يَكُونُ سائر أعمالهِ على هذا”، مما يُظهر أهمية الصلاة كأول ما يُحاسب عليه العبد، وأن صلاحها صلاح لسائر الأعمال.

كما وعد الله تعالى في كتابه الكريم المحافظين على صلاتهم بجنات النعيم، حيث قال: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}، وفي المقابل، حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التهاون في أدائها، حيث قال: “إنَّ العهدَ الَّذي بيْنَنا وبيْنَهم الصَّلاةُ فمَن ترَكها فقد كفَر”، مما يؤكد على خطورة ترك الصلاة وعظم شأنها في الإسلام.

فضل صلاة الفجر والعصر

تُعتبر صلاة الفجر والعصر من بين الصلوات الخمس التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهما من أهم أركان الإسلام. تتميز صلاة العصر بمكانة خاصة، حيث إنها “الصلاة الوسطى” التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، ممّا يُبرز أهميتها وفضلها.

قال تعالى في محكم التنزيل: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ” (البقرة: 238). هذه الآية الكريمة تحمل أمراً إلهياً بالمحافظة على جميع الصلوات، مع التركيز بشكل خاص على صلاة العصر، ممّا يدل على عِظم فضلها وجزيل ثوابها. وتتعدّد فضائل صلاتي الفجر والعصر، ممّا يجعلهما من كنوز الطاعات التي ينبغي على المسلم الحرص عليها. من بين هذه الفضائل:

  • النجاة من النار ودخول الجنة: من صلى الفجر والعصر في وقتهما، فقد حاز على أجر عظيم، حيث يُحرّم الله جسده على النار، ويُبشّر بدخول الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح: “من صلى البردين دخل الجنة”. والبردان هما الفجر والعصر. هذا الحديث يُبيّن فضل المحافظة على هاتين الصلاتين وأثرهما في نجاة المسلم يوم القيامة.
  • دخول الجنة بغير حساب: ورد في الأحاديث النبوية ما يُشير إلى أن من يُحافظ على صلاتي الفجر والعصر، قد يدخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب. فقد جاء في حديث عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا». وهذا يعني صلاتي الفجر والعصر، ممّا يُؤكّد فضلهما وأثرهما في مغفرة الذنوب ودخول الجنة.
  • فضل خاص لصلاة العصر: خصّ الله تعالى صلاة العصر بفضل خاص في قوله تعالى: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ”. ويكمن هذا الفضل في أن وقت العصر غالباً ما يكون وقت انشغال الناس بأمور دنياهم، ممّا يجعل أداء الصلاة في هذا الوقت دليلاً على صدق الإيمان والإخلاص لله تعالى. كما أن صلاة الفجر تأتي في وقت النوم والراحة، ممّا يُظهر فضل من يُؤثر طاعة الله على راحة نفسه.
  • شهادة الملائكة: من صلى الفجر والعصر في جماعة، كتبه الله تعالى من الراكعين الساجدين، وإذا مات بعد أدائها، شهدت له الملائكة عند ربه، قائلة: “يا رب جئنا عبدك فلان بن فلان وهو يصلي، وتركناه وهو يصلي”. وذلك لأن هذين الوقتين يتناوب فيهما الملائكة على العباد، ممّا يُضفي عليهما مزيداً من الفضل والبركة.
  • استجابة الدعاء: يُعتبر الدعاء بعد صلاة الفجر والعصر من الأوقات المُستجابة، حيث يُرجى فيها قبول الدعاء وقضاء الحاجات.

سنن صلاة الفجر

تُعدّ صلاة الفجر، أو صلاة الصبح كما يُطلق عليها أحيانًا، إحدى الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين، ولها، كغيرها من الصلوات، نوافل وسنن مؤكدة حثّ عليها النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك للازدياد من فضلها وبركتها. فمن سنن صلاة الفجر المؤكدة ركعتان نافلتان تُؤدّيان قبل أداء الفرض، وهما من النوافل التي كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يُوليها اهتمامًا خاصًا ومواظبة شديدة، حيث روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري قائلة: “لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ”، ممّا يدلّ على عظيم فضلهما وأهميتهما.

كما يُستحبّ للمسلم أن يحرص على الذهاب إلى المسجد مشيًا لأداء صلاة الفجر، لما في ذلك من أجر عظيم وبشرى بالنور التام يوم القيامة، إضافةً إلى فضل المبادرة والتبكير إلى المسجد لإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، وعدم تفويت هذا الفضل العظيم. وبعد الانتهاء من صلاة الفجر، يُستحبّ للمصلّي أن يمكث في مصلاه قليلًا، ليُردّد أذكار ما بعد الصلاة وأذكار الصباح المأثورة، لينال بذلك مزيدًا من الثواب والبركة.

الترهيب من تَرْك صلاة العصْر

وردت نصوص شرعية تحذّر المسلم من التهاون في أداء صلاة العصر أو الانشغال عنها بأمور الدنيا، ممّا يدلّ على أهمية هذه الصلاة وعظيم شأنها، ومن هذه النصوص ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله”، وهذا تشبيه بليغ يُظهر مدى الخسارة التي تلحق بمن يضيّع صلاة العصر، حيث شبّه النبي صلى الله عليه وسلم فوات صلاة العصر بفقدان الأهل والمال، وهما من أعظم ما يحرص عليه الإنسان في حياته.

فينبغي على المسلم أن يكون حريصاً على أداء صلاة العصر في وقتها، وأن يخشى من تضييعها كما يخشى من فقدان أهله وماله، لما في ذلك من الخسارة العظيمة والأثر السلبي على دينه ودنياه، ففي المحافظة عليها نيل الأجر والثواب، وفي تضييعها الخسران والعقاب.

أهميّة أداء الفرائض

تتجلى أهمية أداء الفرائض في كونها أفضل القربات إلى الله تعالى، حيث افترض سبحانه على عباده جملة من الفرائض وجعلها أحب الأعمال إليه وأعظمها منزلة في التقرب إليه، بل إن القائمين بهذه الفرائض على وجهها الصحيح هم من أولياء الله الذين يحظون بمحبته ورضوانه، كما ورد في الحديث القدسي الصحيح الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: “من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه…”، وهذا يدل على عظيم فضل الفرائض وأهميتها في تعزيز صلة العبد بربه.

وتجدر الإشارة إلى أن الفرائض تتفاوت في درجاتها وأهميتها، فليست كلها على مرتبة واحدة، بل إن أعلاها منزلة وأعظمها أثراً في تقريب العبد من مولاه هي فريضة الصلاة، التي تعد عمود الدين والركن الركين فيه، وقد جاء في فضلها قوله تعالى: “واسجد واقترب”، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”، مما يؤكد على مكانة الصلاة وأهميتها في تحقيق القرب من الله تعالى.


اكتشاف المزيد من عالم المعلومات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيك بهذه المقالة؟ كن أول من يعلق

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا. تساعدنا هذه الملفات على تذكر إعداداتك وتقديم محتوى مخصص لك. يمكنك التحكم في ملفات تعريف الارتباط من خلال إعدادات المتصفح. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية لدينا.
قبول
سياسة الخصوصية