مؤتمر دافوس هو الاسم الذي يستخدم أيضًا للإشارة إلى المنتدى الاقتصادي العالمي، إذ يجمع مؤتمر أو منتدى دافوس الاقتصادي العالمي قادة الأعمال والمستثمرين والسياسيين والصحفيين من جميع أنحاء العالم لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية الحالية، ومؤتمر دافوس عبارة عن اجتماع سنوي للمنتدي الاقتصادي العالمي WEF يعقد في كانون الثاني في مدينة دافوس السويسرية.
ويعد مؤتمر دافوس من أكثر الفعاليات شعبيةً وحضورًا على مستوى العالم ويركز على صياغة الأجندات العالمية والإقليمية والصناعية، وكانت ولادة مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي عام 1971م عندما قام البروفسور كلاوس شواب بتأسيس منظمة غير ربحية في سويسرا عُرِفت باسم منتدى الإدارة الأوروبي، وكان هذا بداية عملية استقطاب قادة الأعمال بالدرجة الأولى من أوروبا ومناطق أخرى لعقد اجتماع سنوي في كانون الثاني من كل عام في دافوس.
واستكمالًا لما هو مؤتمر دافوس ففي عام 1974م تم دعوة القادة السياسيين لحضور مؤتمر دافوس لأول مرة، وفي عام 1987م تم تغيير اسم منتدى الإدارة الأوروبي ليصبح المنتدى الاقتصادي العالمي، والجدير بالذكر أن مؤتمر دافوس يتناول موضوعًا مختلفًا للنقاش في كل عام وكان آخر هذه المواضيع هو العولمة 4.0 الذي تمت مناقشته في الفترة من 22 إلى 25 كانون الثاني 2019م والثامن والأربعين منذ إنشائه.
ومن أحد أكثر النقاط التي تمت مناقشتها ما إذا مقياس الاقتصاد بحاجة إلى تحديث، ومن المواضيع التي تمت مناقشتها أيضًا تغير المناخ والأثر الاقتصادي للاضطرابات التجارية واستخدام تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي بالإضافة للقلق الدائر حول فنزويلا.
أهداف منتدى دافوس
الغرض منه هو تقديم تقنيات الإدارة الأمريكية للشركات الأوروبية ذات الأداء الضعيف، ولكن منذ أن بدأت هذه الشركات المتواضعة، جمعت دافوس حوالي 3000 من النخبة في الأعمال التجارية والمالية والسياسة والشؤون العامة كل عام، وتجتاح العالم.
ووصف المنتدى مهمته الرسمية بأنها “تحسين حالة العالم”، وعقد المنتدى الاقتصادي العالمي الرسمي في مركز المؤتمرات وسط منتجع التزلج السويسري الصغير في دافوس، واستمع المندوبون إلى الخطب وحلقات النقاش وشاركوا في المؤتمر.
ولكن تم عقد حدث غير رسمي واسع النطاق في المنتدى الاقتصادي، حيث أن العديد من الفنادق الفخمة في المنتجع، وخاصة فندق “Steigenberger Belvedere”، لها أنشطة دولية، وهناك مجموعات من جماعات الضغط والدعاية والأخبار.
مؤتمر دافوس نجاحات وانتقادات
بعد التعرف على ما هو مؤتمر دافوس سيتم تسليط الضوء على النجاحات والانتقادات على واجهت دافوس، إذ اتَّخذ المنتدى الاقتصادي العالمي الاسم عام 1987م ليعكس أهمية القضايا الاقتصادية والسياسية العالمية بما في ذلك الفقر والمشاكل البيئية والصراعات الدولية والذي بدأ المنتدى بالعمل على حلها فورًا.
وتعد اتفاقية لا للحرب التي تم توقيعها من قبل اليونان وتركيا والتي كانتا قريبتين من الحرب بسبب الأبحاث التي أجرتها تركيا بالمناطق المائية القريبة من الجزر اليونانية من أكثر حلول الصراع البارزة في المنتدى الاقتصادي العالمي 1988م، كما وساعد المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” على تمهيد الطريق لبعض الاختراقات الدبلوماسية المهمة مثل أول اجتماع على المستوى الوزراي بين كوريا الشمالية والجنوبية وذلك في عام 1989م، وأول اجتماع وجهًا لوجه بين رؤساء المؤتمر الوطني الإفريقي نيلسون مانديلا ورئيس جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى معاهدة القاهرة عام 1994م.
وعلى الرغم من النجاحات إلا أن المنتدى الاقتصادي العالمي تعرض لانتقادات شديدة في أواخر التسعينات من القرن العشرين من قبل نشطاء ضد العولمة، الذين اتهموا المنظمة بحرمان الدول الفقيرة من خلال الترويج المفرط للرأسمالية العالمية، وقد وصف العالم السياسي الأمريكي صامويل هنتغتون المجموعة بأنها ثقب لسقي النخبة.
كما وصاخ مصطلح دافوس مان، واستمرت الاحتجاجات على أنشطة المنظمة حتى أوائل القرن الحادي والعشرين حتى استجابت المنظمة بتوجيه دعوات للمنظمات غير الحكومية والدول النامية وقدمت مؤتمر دافوس المفتوح عام 2003م وهو مؤتمر عام مجاني شبيه بالمنتدى الاقتصادي العالمي.