تُعتبر الحلبة من المشروبات الشعبية والمتواجدة في معظم المنازل، وذلك لما تتمتع به من فوائد صحية جمّة، حيث يُفضلها البعض كمشروبٍ دافئٍ بمفرده أو بإضافة الحليب إليه، كما يُعد استخدام الحلبة تقليدًا راسخًا يعود لمئات السنين، حيث استخدمها الناس في علاج طيفٍ واسعٍ من الحالات الصحية، بدءًا من اضطرابات مستويات السكر في الدم، مرورًا بمشاكل الجهاز الهضمي، وصولًا إلى حالات انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجال.
وتُستخرج الحلبة من بذور نبات الحلبة، وهي عبارة عن أعشاب يتم غليها مع الماء لتحضير مشروبٍ شبيهٍ بالشاي يُعرف باسم “شاي الحلبة”، ويُشاع أن تناول هذا المشروب بشكلٍ يومي قد ينطوي على بعض الآثار الجانبية المحتملة، وغالبًا ما تُستهلك الحلبة عن طريق الفم على شكل مشروباتٍ ساخنة، إلا أنها قد تتوفر أيضًا في أشكالٍ أخرى كمُكملاتٍ غذائية.
ومع ذلك، من الضروري التنويه إلى أهمية استشارة الطبيب المُختص قبل البدء في استخدام أي مُنتجٍ طبيعي، بما في ذلك الحلبة، وذلك للتأكد من ملاءمته للحالة الصحية الفردية وتجنب أي تفاعلاتٍ سلبية مُحتملة مع الأدوية أو المُنتجات الطبيعية الأخرى المُستخدمة.
درجة أمان الحلبة
تُعتبر الحلبة عمومًا آمنة للاستهلاك عند تناولها بالكميات المعتادة في الطعام، ويُحتمل أيضًا أن يكون استهلاكها بكميات أكبر آمنًا لفترات تصل إلى ستة أشهر، إلا أنه من المهم الانتباه إلى احتمالية ظهور بعض الآثار الجانبية نتيجة تناولها، والتي تشمل اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإسهال والانتفاخ وتكوّن الغازات واضطرابات المعدة، بالإضافة إلى أعراض أخرى كالدوار والصداع.
كما يُلاحَظ أحيانًا تغيّر رائحة البول لتُصبح شبيهة برائحة شراب القيقب، وقد تُسبب الحلبة أيضًا أعراضًا تنفسية مثل احتقان الأنف والسعال والصفير عند التنفس، وفي حالات نادرة قد تحدث آثار جانبية أكثر خطورة مثل تورم الوجه وظهور ردود فعل تحسسية لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الحلبة أو أحد مركباتها.
لذا يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل تناول كميات كبيرة من الحلبة وخصوصًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية أخرى لتجنب أي تفاعلات دوائية أو آثار جانبية غير مرغوبة. وفيما يأتي ذكرٌ لدرجة أمان الحلبة لدى مُختلف الفئات:
- الحوامل: يُعدّ تناول الحلبة غالباً غير آمنٍ عند تناولها بكمياتٍ أكبر من الكميات الموجودة في الطعام خلال فترة الحمل؛ إذ إنّها قد تُسبّب تشوّهاتٍ لدى الطفل، وتقلُّصاتٍ مُبكرة، كما أنّ تناول الحلبة قبل الولادة مباشرةً قد يؤدي إلى ظهور رائحةٍ غير عاديةٍ شبيهةٍ برائحة شراب القيقب لدى حديثي الولادة، ومع أنّ هذا الأمر غير ضارّ؛ إلّا أنّه قد يُخلَط بين هذه الحالة وبين مرض يُسمّى داء بول شراب القيقب، مع العلم أنّ هذه الرائحة ليس لها تأثيرٌ لمدّةٍ طويلة.
- المُرضعات: إنّ من المُحتمل أمان تناول الحلبة لفتراتٍ قصيرةٍ من قِبَل النساء المُرضعات؛ إذ يُعتقد أنّها قد تساهم في زيادة إدرار حليب الأم؛ وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أنّ تناول 1725 مليغراماً من الحلبة 3 مراتٍ يومياً ولمدّة 3 أسابيع لا يتسبّب بأيّ أعراضٍ جانبيةٍ لدى الأطفال الرُضّع.
- الأطفال: إنّ من المُحتمل عدم أمان تناول الحلبة من قِبَل الأطفال، فهناك بعض التقارير التي ربطت بين تناول شاي الحلبة وفُقدان الوعي لدى الأطفال، ولكنّ هذا الرابط غير مؤكد، وبالإضافة إلى ذلك؛ فكما ذكرنا سابقاً؛ يُمكن لتناول شاي الحلبة أن يُسبّب ظهور رائحةٍ للجسم شبيهةٍ برائحة شراب القيقب.
أضرار شرب الحلبة يومياً
تتضمن بعض الآثار الجانبية الشائعة غير المرغوب وأضرار شرب الحلبة يومياً ما يلي:
- الإسهال
- معدة مضطربة
- البول أو العرق أو حليب الثدي له رائحة كريهة
- الدوخة
- الصداع
- يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه الحلبة، على الرغم من ندرة حدوث ذلك.
- يجب على النساء الحوامل تجنب استخدام الحلبة لاحتوائها على مركبات يمكن أن تحفز الانقباضات وقد تسبب تشوهات الولادة.
- يمكن أن تعمل الحلبة أيضاً بشكل مشابه للإستروجين في الجسم، لذلك قد تؤثر سلباً على الأشخاص المصابين بسرطانات حساسة للهرمونات.
بشكل عام، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من أي مشاكل صحية بتجنب تناول الحلبة أو استخدامها بحذر شديد، مع ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل البدء في استخدامها بأي شكل من الأشكال، سواء كانت في صورتها الطبيعية كبذور أو أوراق، أو كمكملات غذائية.
على الرغم من أن الحلبة لا تتفاعل بشكل سلبي مع العديد من الأدوية الكيميائية المعروفة، إلا أن بعض المركبات العشبية الموجودة فيها قد تؤدي وظائف مشابهة لتلك التي تقوم بها الأدوية، مما قد يُشكل خطرًا عند تناولها معًا، حيث يُحتمل أن يُسبب ذلك تفاعلات دوائية غير مرغوبة أو زيادة في تأثير أحد المادتين بشكل يُضر بصحة الفرد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فهم مخاطر الجرعات الزائدة من الحلبة لا يزال بحاجة إلى المزيد من البحث والدراسات العلمية المُعمقة، ولذلك، كما هو الحال مع أي طعام أو مُكمل طبي آخر، يُفضل البدء بإضافة الحلبة إلى النظام الغذائي بشكل تدريجي وبمعدل بطيء وثابت، مع مراقبة أي آثار جانبية قد تظهر.
من المهم جدًا أن يتحدث الأشخاص، خاصةً أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة كداء السكري أو أمراض القلب، والنساء المرضعات، مع الطبيب المُعالج قبل البدء في تناول مكملات الحلبة أو زيادة مدخولهم الغذائي منها بشكل كبير، وذلك لضمان سلامتهم وتجنب أي مضاعفات صحية مُحتملة.
محاذير تناول الحلبة
يُنصح الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحيّة بالحذر والانتباه عند استخدام الحلبة، ونذكر من هؤلاء الأشخاص ما يأتي:
- الذين يعانون من الحساسية تجاه بعض النباتات: يُمكن للأشخاص الذين يُعانون من الحساسية تجاه بعض نباتات الفصيلة الفولية؛ والتي تشمل: البازلاء الخضراء، والفول السوداني، وفول الصويا أن يُصابوا بالحساسية تجاه الحلبة أيضاً.
- مرضى السكري: يُمكن لتناول الحلبة أن يؤثر في مستويات سكر الدم لدى مرضى السكري، ولذلك فإنّ من الضروري متابعة علامات انخفاض سكر الدم، ومراقبة مستوى سكر الدم لدى الأشخاص المُصابين بالسكري ويستخدمون الحلبة.
- الذين يعانون من انخفاض في ضغط الدم: يُمكن لاستخدام الحلبة أن يُسبّب انخفاضاً في ضغط الدم، ممّا قد يؤدي إلى حدوث انخفاضٍ كبيرٍ في مستويات ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يُعانون من انخفاضٍ فيه.
- المقبلون على إجراء العمليات الجراحية: كما ذكرنا سابقاً؛ فإنّه يُمكن لاستخدام الحلبة أن يؤثر في مستويات سكر الدم، وكذلك ضغط الدم؛ ممّا قد يتعارض مع السيطرة على مستويات سكر الدم، وضغط الدم خلال العملية الجراحية وبعدها لذلك فإنّه يجب التوقُف عن استخدام الحلبة قبل موعد الجراحة بأسبوعين على الأقلّ.
الفوائد العامة للحلبة
تُعدّ الحلبة من النباتات التي تُشبه إلى حدٍ كبير عشبة البرسيم في شكلها وخصائصها، ويعود موطنها الأصلي إلى مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط وجنوب القارة الأوروبية وغرب آسيا، حيث تُزرع وتُستخدم منذ القدم.
وتُستخدم بذور الحلبة بشكلٍ واسع في العديد من الاستخدامات، فهي تُضاف إلى الأطباق كنوعٍ من التوابل لإضفاء نكهةٍ مميزة، كما تُستخدم أيضاً في تحضير بعض المشروبات لإضافة قيمة غذائية ونكهة عطرية، وتدخل كذلك كعنصرٍ أساسي في تركيبات خلطات التوابل المتنوعة لإثراء النكهات والمذاقات.
بالإضافة إلى استخداماتها الغذائية، فإنّ مُستخلصات الحلبة تُستخدم أيضاً في صناعة مُستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والشعر نظراً لفوائدها المُحتملة، كما تُستخدم في صناعة أنواعٍ مُعينة من الصابون لإضافة خصائص مُرطبة أو مُغذية. ويجدر بالذكر أنّ بذور الحلبة تتميّز برائحةٍ عطرية نفاذة ومذاقٍ فريد يُشبه إلى حدٍ ما شراب القيقب الحلو، مما يجعلها إضافةً مميزة للأطعمة والمشروبات. ومن فوائد الحلبة العامّة نذكر ما يأتي:
- احتواؤها على مُضادات الأكسدة: تُعدّ الحلبة ذات محتوى عالٍ من مُضادات الأكسدة، ممّا يجعلها تمتلك تأثيراً مُضاداً للالتهابات، حيثُ إنّ مُضادات الأكسدة تساعد الجسم على التخلُّص من الأضرار التي تُسببّها موادّ ضارةٌ تُسمّى الجذور الحرّة.
- احتواؤها على الفيتامينات والمعادن: تحتوي الحلبة على العديد من العناصر الغذائيّة الضروريّة لجسم الإنسان؛ كالفيتامينات والمعادن، ومنها: الصوديوم، والكالسيوم، والزنك، وفيتامين ج، وفيتامين ب1، وفيتامين ب2، وفيتامين ب3، وفيتامين ب6، والفولات، إضافةً إلى المنغنيز، والفسفور، والبوتاسيوم، والحديد، والمغنيسيوم، وفيتامين ب7، وفيتامين أ، وفيتامين د.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.