التكنو بارك أو ما يسمى بحدائق التكنولوجيا، تمثل كحاضنات للأبحاث العلمية والابتكارات، حيث توفر البنية التحتية والدعم اللازم للشركات الناشئة والكبيرة على حد سواء، وتشجع على تبادل المعرفة والخبرات بين مختلف الأطراف المعنية، مما يساهم في تطوير المنتجات والخدمات الجديدة وتحسين جودتها.
ما علاقة وادي السيليكون بالتكنو بارك؟
لطالما كانت الابتكارات التكنولوجية محركًا رئيسيًا للتقدم البشري. ويعود تاريخ أولى هذه المراكز المتخصصة في الابتكار إلى عام 1951، عندما ظهر وادي السيليكون في كاليفورنيا. بعد نجاح هذا النموذج بشكل لافت، انتشر مفهوم الحدائق التكنولوجية عالميًا خلال السبعينيات، ووصل عددها اليوم إلى نحو ألف حديقة موزعة في مختلف بقاع الأرض. هذه الحدائق تعمل بمثابة حاضنات للأفكار والشركات الناشئة، تساهم في دفع عجلة الاقتصاد العالمي وتوليد فرص عمل جديدة.
انتشار التكنو بارك وانجازاتها
قد ابتدأت تركيا مسيرتها في مجال إنشاء الحدائق التكنولوجية في الثمانينيات، وواصلت جهودها في هذا الاتجاه بإنشاء العديد من مراكز الأبحاث التكنولوجية “TEKMER” خلال التسعينيات. ومع إقرار قانون خاص بحدائق التكنولوجيا عام 2001، شهد هذا القطاع نقلة نوعية، حيث وصل عدد الحدائق التكنولوجية اليوم إلى 84 حديقة، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة التركية لدعم الابتكار والريادة. وتعتبر هذه الشبكة الواسعة من الحدائق أحد أهم العوامل التي تساهم في تعزيز مكانة تركيا كمركز إقليمي للابتكار والتكنولوجيا.
وهكذا قد شهدت هذه الحدائق منذ تأسيسها إنجازات مبهرة، حيث تم تنفيذ 32.769 مشروع بحث علمي حتى الآن، ولا يزال هناك 9.106 مشاريع قيد التنفيذ.
وقد ساهمت هذه المنشآت في خلق أكثر من 55.000 فرصة عمل، واستقطبت نخبة من الكفاءات، حيث يعمل فيها حوالي 40.000 باحث وعالم. كما حققت هذه الحدائق قفزات نوعية في مجال الصادرات، حيث بلغ إجمالي صادراتها إلى أبرز الأسواق العالمية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا واليابان، حوالي 3.6 مليار دولار أمريكي في عام 2018، مما يؤكد مكانتها الرائدة في مجال الابتكار والبحث والتطوير.
تتصدر مدينة إسطنبول قائمة المدن الأكثر احتواء لحدائق التكنولوجيا حيث تحوي 11 حديقة، وتليها أنقرة العاصمة بـ 9 حدائق، ثم ولاية كوجال بـ 5 ثم ولاية إزمير بـ 4 حدائق. تحوي هذه المناطق على 2.260 علامة تجارية مسجلة إضافة إلى 1.053 قيد التسجيل، كما سجلت العديد من براءات الاختراع العالمية.