القائمة إغلاق

ما هي الجغرافيا وفروعها وأهميتها

يُعدّ علم الجغرافيا حلقة وصلٍ بين العلوم المختلفة، مثل علوم: طبقات الأرض، والأرصاد الجويّة، والنبات، والاقتصاد، وهو علمٌ قائمٌ بذاته يهدفُ بشكلٍ رئيس إلى دراسة الأرض على أنّها مسكن للإنسان، وهي كلمة يونانيّة-لاتينيّة، مُكوَّنة من مقطعَيْن: جيو (باللاتينيّة: Geo) ومعناها الأرض، وغرافية (باليونانية واللاتينية: Graphia) ومعناها وَصْف؛ فالجغرافيا علمٌ قديمٌ، أوجده الإنسان لمعرفة المكان الذي نشأ فيه، ومعرفة خصائصه من مناخ، ونباتات، وحيوانٍ، وأماكن توفّر المياه، حتّى يؤمّن ما يحتاج، ويحمي نفسه من المخاطر، ولا يكتفي علم الجغرافيا بالوصف، بل هو واسعٌ ومُفصَّل، يشملُ التحليلَ والرّبطَ والتفسيرَ.

نشأة الجغرافيا

علم الجغرافيا مرتبطٌ بالتّاريخِ القديمِ للإنسان، فقد أظهر الفراعنة في عهدهم اهتماماً بالتضاريس وتسخيرها لبناء مُدُنهم، كما اهتمّوا بالتجارة والسياسة، وهي أمورٌ تتطلب معرفةً جغرافيّةً بالمناطق، ومن الآثارِ الدّالةِ على الاهتمامِ الجغرافيّ للفراعنة: اكتشاف خريطة مصريّة لأحد المناجم، وفي العصور الوسطى في أوروبا، بدأت بعضُ الكشوفات الجغرافيّة، كتلك التي قام بها الأمير هنري الملّاح، أمّا في القرن التاسع عشرَ فقد تطّور مفهوم جديد، وهو ما يُعرَف بالجغرافيا البشريّة، كما كانَ للعربِ أثرٌ في علم الجغرافيا؛ فقد درسوا سطحَ الأرضِ، واهتمّوا بأحوالِ بلادهم من اتجاهاتٍ وطقسٍ، ومع بدء الفتوحاتِ الإسلاميّةِ، تعرّفوا أكثر على الجغرافيا الوصفيّة للمدن والطرق.

فروع علم الجُغرافيا

تتعدّد فروع علم الجغرافيا؛ إذ يدرس كلّ فرعٍ منها جانباً مؤثّراً في حياة الإنسان، ومن هذه الفروع:

الجُغرافيا الطبيعيّة

تُعدّ الجغرافيا الطبيعيّة أساساً لدراسة سطح الأرض والظواهر الطبيعيّة، وتُقسَم إلى:

  • جغرافيّة السّطح، أو جغرافيّة التضاريس: هي فرع من الجغرافيا، يدرس الغلاف الصخري والمائي، كما يدرس العوامل التي تؤثر على سطح الأرض، مثل: الزلازل، والبراكين، والعوامل الظاهريّة، والقوى المختلفة، وكلّ ذلك يندرج تحت علمٍ يُسمّى الجيومورفولوجيا.
  • جغرافيّة المناخ: هي التي تهتمّ بدراسة الغلاف الجويّ للأرض، وأثره على تشكيل سطح الأرض، وهو فرع مهمّ لأنّه يؤثر على الزراعة، والملاحة الجويّة، والسياحة.
  • الجغرافيّا الحيويّة: يدرس هذا الفرع النباتات والحيوانات، وأثر الأرض على الحياة الحيويّة وتوزيعها، وأثر هذه العناصر على حياة الإنسان.

الجُغرافيا البشريّة

تُسمّى الجغرافيا البشريّة بالجغرافيا الحضاريّة، ومن أقسامها:

  • الجغرافيا الاجتماعيّة: هي التي تدرس توزيع السّكان، والنّمو السكاني، والظروف المختلفة التي تؤثر في السّكان، وتهتم الجغرافيا الاجتماعية بالمدن ومواقعها، والعلاقات المكانيّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة بينها، كما تدرس المناطق الريفيّة، وعلاقتها بالمدن، وطرق النّقل بينها.
  • الجغرافيا الاقتصاديّة: تشمل الجغرافيا الاقتصاديّة الكثير من الدراسات المتعلّقة بالمجال الزراعيّ، مثل: المواقع الزراعيّة، والعوامل المؤثّرة عليها، والمجال الصناعيّ؛ إذ تهتمّ بتوزيع الصناعات وحركتها، والعوامل المختلفة التي تدعمها أو تُضعفها، ومجال الطّاقة، كتوزيعها ومصادرها، وجانب المواصلات والنّقل بكافّة أشكاله، ومجال التجارة بين الدّول، وأثره على الاقتصاد والسياسة. والمجال السياحيّ.

الجُغرافيا السياسيّة

تُعدّ الجغرافيا السياسيّة الفرع الذي يهتمّ بدراسة التّفاعل بين الإنسان والأرض من النّاحية السياسيّة؛ وذلك بهدف حفظ التوزان الدّولي، وتوضيح الحدود بين الدّول.

الجُغرافيا التاريخيّة

كان للأرض قديماً شكل يختلف عن الشكل الحاليّ لها؛ ففرع الجغرافيا التّاريخية يقدّم معلوماتٍ عن كيفية تشكّل سطح الأرض، وأثر الكشوفات الجغرافيّة على معرفة سطح الأرض.

مصادر البيانات الجُغرافيّة

يمكن الحصول على الدراسات والبيانات الجغرافيّة من عدّة مصادر، منها:

  • الدوريّات الإحصائيّة: هي إحصائيّات تُقدَّم سنوياً، ويمكن الحصول عليها من عدّة كتب ومراجع، ومن أهمّ النماذج التي تقدم هذه الإحصائيّات: منظّمة اليونسكو، وصندوق النّقد الدوليّ.
  • المجلّات: منها ما يصدر كلّ ربع سنة أو نصف سنة، وتعالج هذه المجلّات موضوعات جغرافيّة مختلفة.
  • الأطالس: تقدّم الأطالس معلومات تفصيليّةً عن العالم وقارّاته ودوله، إضافةً إلى الخرائط الطبيعيّة، والبشريّة، والاقتصاديّة، ومن أمثلتها: أطلس أكسفورد.
  • دوائر المعارف: يلجأ إليها الباحثون عادةً، ومن أمثلتها: دائرة المعارف البريطانيّة.
  • الكتب والمراجع: إذ توجد العديد من الكتب التي تتناول علم الجغرافيا بمختلف فروعه.

أهمية دراسة الجغرافيا

يوجد لدراسة الجغرافيا أهمية وفوائد عدّة، منها:

  • معرفة المواقع الجغرافية للأماكن، بالإضافة لمعرفة خصائصها المادية والثقافية.
  • فهم جغرافيا الزمن الماضي، ودراسة دورها في تطور الإنسان وأفكاره وأماكن سكنه والبيئة المحيطة به.
  • معرفة الاحداث المختلفة في العالم وربطها بالبلد الذي يعيش به الشخص.
  • التعرف على النظام البشري والعمليات المختلفة للإنسان، بالإضافة لمعرفة تغيرات سطح الأرض.
  • الاعتراف بالتوزيع المكاني والجغرافي للبشر وفهم الترابط المعقد بين الأشخاص والأماكن.
  • القدرة على تحليل العلاقات بين البيئة المادية والمجتمع.
  • تقدير الأرض بسبب إدراك أهميتها للبشرية، واتخاذ القرارات المناسبة للحفاظ على موارد الكوكب والبيئة قدر المستطاع.

Related Posts

اترك رد