تعرف الصحافة باللغة الإنجليزية بمصطلح (Journalism)، هي المهنة التي تعتمد على صياغة، ونقل، ونشر، وتحليل الأخبار، والمقالات، والنصوص الأدبية المنشورة في أحد المنشورات الصحفية، وتعرف الصحافة أيضاً، بأنها مجموعة من الوسائل الصحفية، والإعلامية التي تهدف إلى تسليط الضوء على أحداث سياسية، واجتماعية، وثقافية، مرتبطة بالشعوب، والمجتمعات المحلية، والدولية.
تعد الصحافة أداة من الأدوات المهمة في المجتمع؛ إذ إنها تساهم في تكوين مجموعة من الأبعاد الفكرية المرتبطة بالمعلومات عند الأفراد داخل المجتمع الواحد، وتجعلهم أكثر قُرباً من محيطهم، وتزودهم بكافة الأخبار حول الموضوعات التي يهتمون بمتابعتها، مثل: الرياضة، والفن، والمعلومات العامة، والدراسات الطبية، وغيرها.
أنواع الصحافة
تنقسم الصحافة عمومًا إلى نوعين رئيسَيْن يتميز كل منهما بالوسيلة التي يعتمد عليها في إيصال المعلومات، وفيما يأتي بيانها:
الصحافة الورقية
احتلت الصحافة الورقية ولأكثر من ثلاثة قرون مكانة رفيعة جدًّا في عمليات الاتصال بين البشر، إذ كانت أهم وسيلة يتمُّ من خلالها نقل المعلومات والأخبار إلى الناس، وكان لها دور كبير في حياة كل مجتمع، حيثُ بدأت الصحافة في العصور الوسطى في أوروبا، فقد كان البابا في بداية الأمر يسجل أحداث السنة على سبورة في بيته، فيجتمع الناس للاطلاع على ما فيها، ثمَّ نشأت النشرات العامة والتي تشبه الجرائد حاليًا، ثمَّ ظهرت النشرات الدورية، محل تلك الحوليات السنوية، وبقي استخدام الرسائل الإخبارية بين المدن الأوروبية لخدمة التجار، وصار هناك كتاب مهنتهم كتابة الأخبار ونسخها، ثمَّ ظهرت الوريقات الإخبارية في إنجلترا خلال حرب الثلاثين.
قد مثلت الوريقات الإخبارية أول مظاهر الصحافة في أوروبا، وكان في مختلف المدن مكاتب لتلك الأخبار، التي كان تجار الأخبار يقومون بها تلبية لأصحاب الثراء والنفوذ الذين يرغبون بالاطلاع على الأحداث التي تجري في العالم، وبعد اختراع الطباعة في القرن الخامس عشر وقع انقلاب فكري ومعرفي عالمي، أدَّى لانتشار العلوم والكتب بسهولة وبشكل واسع، لكن بقيت المطبوعات الإخبارية تحتل مكانة كبيرة، ومع انتشار المستعمرات والحرب التركية الإيطالية التي اشتركت فيها معظم الدول الأوربية زادت رغبة الناس لمعرفة الأحداث والأخبار حول العالم.
هذا ما أسهم في ظهور أخبار مطبوعة غير دورية ما لبثت أن تحولت إلى إصدارات سنوية ثمَّ كل ستة أشهر ثم شهرية، وأخيرًا صارت إصدارات أسبوعية، وظهرت أول صحيفة ورقية يومية مطبوعة في إنجلترا في عام 1702م، لتنتشر بعدها في جميع أنحاء العالم.
الصحافة الرقمية
ظهر الإعلام الإلكتروني في العصر الحديث ليعبِّر عن مرحلة من مراحل تطور التكنولوجيا الذي يعيشه البشر، فقد شمل ذلك التطور مختلف مناحي الحياة بما فيها وسائل التواصل التي أصبحت تعتمد على وسائل إلكترونية في نقل الأخبار والمعلومات وتزويد الناس بها، ولا تختلف الصحافة الرقمية في وظيفتها وغايتها عن الصحافة الورقية، ولا يميزها عن الصحافة الورقية إلا اعتمادها على الوسائل الإلكترونية الحديث في ذلك، ولا يقتصر التغيير على استبدال الصحيفة الورقية بوسيلة تكنولوجية حديثة كالحاسوب مثلًا، بل يشمل التغيير الوسائل والرسائل والمستقبل والمرسل وأنماط التسويق وغيرها.
تصبُّ التغييرات كلها حول وسائل الاتصال تلك، ما يخلق مناخًا جديًا إعلاميًا مختلفًا كثيرًا عن الوسائل القديمة في الصحافة الورقية بجوانيه الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، إذ يتميز الإعلام الإلكتروني عمومًا بالتنوع الكثير في المواقع والوسائل وسهولة الوصول إليها وسرعة النشر، فقد أتاح استخدام الإنترنت إنشاء صحف رقمية مختلفة الأبعاد والأحجام، وذات أحجام غير محدودة نظريًّا، وهذا ما يرضي مستويات مختلفة ومتعددة من الاهتمامات، ومن بداية التطور ذاك بدأت الصحف الورقية تتحول إلى صحف رقمية شيئًا فشيئًا، وقد عرَّف عدد من الباحثين الصحافة الرقمية تعريفات مختلفة.
منها أنّها الصحف التي تصدرُ ويتمُّ نشرها على شبكة الإنترنت، وتكون على شكل جرائد تظهر على شاشة الحاسوب وتشمل الكتابات والرسوم والصور وغيرها، أو هي الصحف التي تصدرُ ويتمُّ نشرها على شبكة الإنترنت أو غيرها من وسائل التواصل الحديثة، وقد تكون نسخة رقمية لصحيفة ورقية أو نسخة مستقلة ليس لها إصدار ورقي أو مطبوع، ويتمُّ تحديث محتواها باستمرار، ويمكن أن تكون إصدارًا دقيقًا للنسخة الورقية أو ملخصًا عنها.
بمعنى آخر هي الصحف التي تنشر عبر وسائل النشر الإلكتروني مثل شبكة الإنترنت دوريًّا، وتجمع بين مفهومي الصحافة وأنظمة الملفات المتتابعة، كما أنها صحافة لا ورقية تنشر عبر وسائل التواصل الحديثة، ويمكن للقارئ أن يتصفحها ويبحث داخلها ويحتفظ بأي مادة يشاء منها أو يطبعها.
ميادين الصّحافة
للصّحافة خمسة ميادين رئيسة، وهي:
الإذاعة
يَعتمِد عليها الملايين من النّاس المُتابعين لِلأخبار والنّشرة الجويّة بانتظام، وتُصنَّف الإذاعة بأنّها أولى الوَسائِل الإخباريّة؛ من حيث سُرعة نقل أيّ خبر جديد، إذ يُمكِن للمُذيع أنْ يَقطَع أيّ برنامج لإذاعة خبر جديد ومُهمّ بمجرّد وصوله.
التّلفاز
يَتميّز التّلفاز بِأنّه يَسمَح لِلمُشاهِد بِأنْ يَرى الأخبار اليوميَّة؛ سواءً عن طريق أفلام مُصوَّرة، أو تسجيلات، أو عن طريق البثّ المُباشِر.
الصُّحف
تُعطي الصُّحف تفاصيل الأخبار أكثر من غيرها من الوسائل الأخرى، وتتميّز عن الإذاعة والتّلفاز بأنّها تتعمّق أكثر في التّفاصيل، وتَسمح لِلقارئ أنْ يقرأ بِتمعُّن، وأنْ يستوعب الخبر، ففي الإذاعة والتّلفاز لا يُمكِن للمُستمِع أنْ يتحكّم في سُرعة إذاعة الخَبَر لاستيعابه أو التأنّي في سَماعِه، إلا أنّ الصّحف لمْ تتغلّب على الإذاعة والتّلفاز في سُرعة نَقْل الأخبار.
المجلّات
تُشبه المجلّات الصّحف، فهي تُمكِّن القارِئ من قراءة الأخبار بِتمعُّن ورَوِيّة، كما تُمكِّنه من اختيار الأخبار التي يُريدها، ومواضيعها مُتنوّعة؛ فهي تَحتوي مواضيع ذات صِلة بالفنّ، والتّعليم، والتّجارة، وغيرها من المواضيع المُختلفة.
حتّى وإن كان للتّلفاز أو الإذاعة أثر على المُتلقّي إلّا أنّ الصّحافة المطبوعة أفضل وسيلة للتأثير على النّاس، وذلك لِأنّها تبقى بين أيديهم ويتداولونها مهما كانت أعمارهم، وطبقاتهم، وثقافاتهم، ومُعتقداتهم.
وكالات الأنْباء
تتمثّل وكالات الأنباء بِالمؤسّسات التي تَبيع الأخبار، والصّور، والمقالات، وتُديرها مُنظّمات تجاريّة تَبيع موضوعات مُعيّنةً، مثل: أعمِدة النُصح والإرشاد، وأعمِدة الرّأي، والمُسلسلات، ومن الأمثلة على وكالات الأنْباء العالميّة: أجانس فرانس برس، وتقع في فرنسا، وكيودو الواقعة في اليابان، ووكالة أنباء الشّرق الأوسط في جمهوريّة مِصْر العربيّة، وسونا في جمهوريّة السّودان، و أسوشييتد برس في الولايات المُتّحدة، ورويترز في بريطانيا.