ما هي المنشطات الرياضية الممنوعة؟

تُعتبر المنشطات الرياضية من المواد المحظورة في عالم الرياضة نظرًا لما تُسببه من أضرار جسيمة على صحة الرياضيين، حيث يُعد استخدامها مخالفًا للوائح والقوانين الرياضية. ويُعرّف مصطلح “المنشطات الرياضية” بأنه يشمل مجموعة واسعة من المواد والطرق المحظورة التي يلجأ إليها بعض الرياضيين بشكل غير قانوني بهدف تحسين أدائهم الرياضي بشكل مصطنع، مدفوعين بروح المنافسة الشديدة ورغبتهم في الوصول إلى أقصى مستويات النشاط البدني.

هذا السعي غير المشروع نحو التفوق الرياضي قد يدفع الرياضيين إلى تعاطي مواد مُنشطة تُعرّضهم لمخاطر صحية جمة، ويُلاحظ أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الرياضيين المحترفين فحسب، بل قد تمتد لتشمل مختلف المستويات الرياضية، حتى في الدوريات المدرسية. ولمكافحة هذه الممارسات، تُصدر الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) بشكل سنوي “قائمة المنشطات المحظورة” التي تُعتبر مرجعًا دوليًا شاملًا يُحدد المواد والطرق المحظورة استخدامها في الرياضة.

وتتضمن هذه القائمة طيفًا واسعًا من المواد، وعلى رأسها “الستيرويدات البنائية” التي تُعرف شيوعًا باسم “المنشطات”، بالإضافة إلى مواد أخرى متنوعة تُحظَر سواء داخل المنافسات الرياضية أو خارجها، وذلك حفاظًا على مبدأ المنافسة النزيهة وصحة الرياضيين.

تُعرف المنشطات الرياضية بأنها مواد صناعية مُشابهة في تركيبها وتأثيرها لهرمون التستوستيرون، وهو هرمون ذكوري يُفرز بشكل طبيعي في أجسام الذكور، ويلعب دورًا حيويًا في بناء العضلات وزيادة الكتلة العضلية. يُعرف هذا التأثير باسم التأثير البنائي أو الأيضي. في بعض الحالات الطبية المُحددة، قد يصف الأطباء استخدام هذه المواد كعلاج.

على سبيل المثال، في حالات نقص هرمون التستوستيرون الشديد، وهي حالة طبية تستدعي تعويض الهرمون الناقص. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن استخدام هذه المواد بهدف تحسين الأداء الرياضي أو زيادة الكتلة العضلية بشكل غير طبيعي يُعتبر استخدامًا خاطئًا وغير قانوني، ويُعرّض المستخدم لمخاطر صحية جسيمة.

تتوفر المنشطات الرياضية في أنواع وأشكال مختلفة، ولكل منها خصائصه وتأثيراته الجانبية المحتملة. فيما يلي بعض الأنواع الأكثر شيوعًا من هذه المواد:

  • أنادرول (Anadrol): يُعتبر من المنشطات الرياضية القوية جدًا، ويُستخدم عادةً لزيادة الكتلة العضلية والقوة بشكل سريع. ومع ذلك، يرتبط استخدامه بمجموعة من الآثار الجانبية الخطيرة.
  • ديانابول (Dianabol): من المنشطات الرياضية الشائعة أيضًا، ويُستخدم لزيادة حجم العضلات والقوة. يُعرف بتأثيره السريع، ولكنه يحمل أيضًا مخاطر صحية.
  • وينسترول (Winstrol): يُستخدم غالبًا لتحسين شكل العضلات وزيادة صلابتها، بدلاً من زيادة حجمها بشكل كبير. يُستخدم في بعض الأحيان في فترات التنشيف قبل المنافسات الرياضية.
  • ديكا دورابولين (Deca Durabolin): من المنشطات الرياضية ذات التأثير البنائي المعتدل نسبيًا، ويُستخدم غالبًا في دورات طويلة. يُعرف بتأثيره الإيجابي على المفاصل.
  • إيكويبواز (Equipoise): يُشبه في تأثيره ديكا دورابولين، ويُستخدم لزيادة الكتلة العضلية بشكل تدريجي. يُعتبر أقل سمية من بعض الأنواع الأخرى.

تتوفر هذه المواد بأشكال مختلفة، حيث تُؤخذ عادةً عن طريق الفم في صورة أقراص أو كبسولات، ولكن من الممكن أيضًا أن تُعطى عن طريق الحقن تحت الجلد أو في العضل مباشرةً لإحداث تأثير موضعي وسريع. ويلجأ بعض الرياضيين إلى أساليب معقدة لتعاطي المنشطات، من بينها ما يُعرف باسم “التكديس” أو “الرصّ”، وهي طريقة تتضمن تناول نوعين أو أكثر من المنشطات في آن واحد، مع دمج طرق الإعطاء المختلفة، سواءً عن طريق الفم أو الحقن، وذلك لاعتقادهم بأن هذا المزيج يُحفّز نمو العضلات بشكل أسرع وأكثر فعالية.

بينما يتبع البعض الآخر أسلوبًا يُسمى “الهرم”، حيث يبدأ الرياضي بتناول جرعات منخفضة من المنشطات، ثم يزيدها تدريجيًا وببطء على مدى فترة زمنية مُحددة للوصول إلى ذروة الجرعة، وبعد ذلك يبدأ في تقليل الجرعات تدريجيًا أيضًا حتى يتوقف عن تناولها تمامًا. يُذكر أنه لا يوجد أي دليل علمي قاطع يدعم فعالية هذه الطرق المُتَّبعة في تعاطي المنشطات، سواءً التكديس أو الهرم، وتُعتبر هذه الممارسات عشوائية وغير مُثبتة علميًا، بل قد تُسبب آثارًا جانبية خطيرة على صحة المُتعاطي.

المنشطات الرياضية هي مواد محفزة تعمل على تنشيط الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى تحسين المزاج وزيادة النشاط واليقظة، ولها استخدامات طبية محدودة نظرًا لأضرارها المحتملة. تُحقق المنشطات شعورًا مؤقتًا بالنشاط والسعادة، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى أضرار جسيمة والإدمان، مما يُرهق الجسم ويُعرّض صحة الرياضيين للخطر.

تاريخيًا، استخدم بعض الرياضيين المنشطات لتحسين أدائهم في المنافسات، مما استدعى منع استخدام بعضها لضمان المنافسة العادلة. من بين هذه المنشطات “الكورتيكوستيرويدات”، التي تُستخدم طبيًا لتقليل الالتهاب وعلاج حالات طبية متنوعة، إلا أن استخدامها ممنوع في المجال الرياضي إلا للضرورة الطبية القصوى لمنع استغلالها لتحسين الأداء بشكل غير قانوني.

مثال آخر هو الكوكايين، وهو منشط قديم استخدمته قبائل الإنكا لزيادة القدرة البدنية والتحمل أثناء السفر لمسافات طويلة، ممّا أكسبه شهرة كمنشط رياضي، إلا أنه مُنع دوليًا في المنافسات الرياضية نظرًا لأضراره وإخلاله بمبادئ المنافسة النزيهة. تُعتبر المنشطات الرياضية، بمختلف أنواعها وتأثيراتها، موضوعًا بالغ الأهمية في عالم الرياضة، حيث تُفرض قوانين صارمة للحد من استخدامها غير القانوني وحماية صحة الرياضيين وضمان تكافؤ الفرص.

المنشطات صنف من العقاقير المخدرة التي تزيد من نشاط الدماغ وترفع بشكل مؤقت الانتباه والشعور والمزاج، وتشمل على بعض أنواع قانونية ومصرح باستخدامها بالإضافة إلى أنواع أخرى غير قانونية وغير مصرح بها لأنها تسبب الإدمان ومشاكل صحية كثيرة.

وعلى الرغم من الاختلاف بين أصناف المنشطات إلا أنها بالإجمال تشمل على العديد من القواسم المشتركة فيما بينها وتعتبر المنشطات الرياضية او المنشطات الشائع استخدامها بين الرياضيين من أشهر المنشطات من ناحية التعاطي بين الرياضيين وتشمل على مخاطر كثيرة لذلك فإنها محظورة من الاستخدام، فقد تم إدراج مئات المواد في قائمة الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات والأدوية المحظورة، وتتمثل طرق عمل المنشطات الرياضية المختلفة في:

منشطات بناء العضلات

تُعدّ المنشطات الرياضية، وخاصةً تلك المستخدمة لبناء العضلات، من أكثر المواد المحظورة التي يُقبض على الرياضيين بسبب تعاطيها، حيث يتجاوز عدد حالات الضبط فيها أي نوع آخر من المخدرات. يُقبل الرياضيون في مختلف المجالات على استخدام هذه المنشطات لتحقيق أهداف متنوعة؛ فنجد أن السباحين ورافعي الأثقال يلجأون إليها بهدف زيادة حجم العضلات وقوتها وخفض نسبة الدهون في الجسم، ما يُحسّن من أدائهم في المنافسات.

كما يستخدمها رياضيون في مجالات أخرى، حتى في رياضات لا تتطلب بالضرورة بنية عضلية ضخمة ككرة القدم وركوب الدراجات، وذلك لتسريع عملية شفاء العضلات بعد التمارين الشاقة أو الإصابات، ما يُمكنّهم من العودة إلى التدريب والمنافسة في وقت أقصر. ومع ذلك، يُحذّر الأطباء بشدة من المخاطر الصحية الجسيمة التي يُمكن أن تنجم عن استخدام هذه المنشطات على المدى الطويل، حيث تُسبّب آثارًا جانبية خطيرة تُهدّد صحة الرياضيين.

المنبهات المنشطة

المنشطات الرياضية، وخاصةً المنبهات المنشطة، تُستخدم لتعزيز الأداء الرياضي من خلال زيادة مدة اليقظة وتحسين سرعة رد الفعل وزيادة تدفق الدم إلى العضلات، مما يُساهم في تحسين القدرة على التحمل وزيادة قوة العضلات. ومع ذلك، فإن استخدام هذه المنشطات يرتبط بمخاطر صحية جدية، حيث تُسبب ارتفاعًا في معدل ضربات القلب واضطرابًا في تنظيم درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى تأثيرات نفسية مثل العدوانية أو الشعور بالنشوة. وتجدر الإشارة إلى أن الإفراط في استخدام المنبهات المنشطة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، حيث سُجلت حالات وفاة بين الرياضيين، مثل راكبي الدراجات، نتيجة لاستخدام هذه المواد خلال المنافسات.

الهرمونات والأدوية التي  تعدل هرمونات الجسم

المنشطات الرياضية هي مواد محظورة تُستخدم لتحسين الأداء الرياضي بطرق غير قانونية وغير أخلاقية، وتعمل هذه المنشطات بآليات مختلفة داخل الجسم، حيث يعتمد بعضها على تعديل الهرمونات الطبيعية، مثل استخدام هرمون الإريثروبويتين (EPO) الذي يحفز نخاع العظم على إنتاج المزيد من خلايا الدم الحمراء، ما يزيد من قدرة الدم على حمل الأكسجين إلى العضلات العاملة، وبالتالي تحسين القدرة على التحمل والأداء البدني، خاصة في رياضات المسافات الطويلة.

كما تشمل المنشطات الرياضية هرمون النمو البشري (HGH) الذي يُعتقد أنه يُساهم في بناء العضلات وزيادة القوة، ويُعتبر الكشف عنه في الدم أمرًا صعبًا. بالإضافة إلى ذلك، قد يلجأ بعض الرياضيين إلى استخدام مواد أخرى كالأنسولين، الذي يُستخدم عادة في علاج مرض السكري، وأدوية علاج سرطان الثدي التي تُعدل مستويات الهرمونات في الجسم، وأدوية الخصوبة التي تؤثر أيضًا على التوازن الهرموني، وذلك بهدف تحقيق مكاسب رياضية غير مشروعة.

الأدوية التي تخفي وجود عقاقير منشطة بالدم

وهي فئة خطيرة من المنشطات، من أمثلتها مدرات البول أو ما يُعرف بـ “حبوب الماء”، التي يلجأ إليها بعض الرياضيين، كالمصارعين على سبيل المثال، لإنقاص الوزن بسرعة قبل المنافسات، حيث تعمل هذه المدرات على زيادة إدرار البول، مما يُفقد الجسم كميات كبيرة من الماء ويُساهم في خفض الوزن بشكل مؤقت وسريع، إلا أن هذا الاستخدام يحمل مخاطر صحية كبيرة، بالإضافة إلى كونه مخالفًا لقواعد المنافسة النزيهة. كما أن هذه المدرات لا تُخفي وجود المنشطات فحسب، بل تُخفف أيضًا من تركيز الأدوية الأخرى في البول، مما يجعل عملية الكشف عن المنشطات أكثر صعوبة وتعقيدًا، وهذا يُشكل تحديًا كبيرًا للهيئات الرياضية المسؤولة عن مكافحة المنشطات والحفاظ على نزاهة المنافسات.

حاصرات مستقبلات بيتا

وهي أدوية تعمل على خفض ضغط الدم وإبطاء معدل ضربات القلب، مما يساهم في تقليل الشعور بالتوتر والقلق. يُلاحظ أن هذه التأثيرات قد تكون مفيدة في رياضات معينة تتطلب دقة وثباتًا عاليين، مثل الرماية والغولف، حيث يساعد التحكم في معدل ضربات القلب والحد من ارتعاش اليدين على تحسين الأداء.

ومع ذلك، يُعتبر استخدام حاصرات مستقبلات بيتا من قِبل الرياضيين في المنافسات الرسمية مخالفًا لقواعد مكافحة المنشطات، حيث تمنح هذه المواد المستخدمين أفضلية غير عادلة على منافسيهم. بالتالي، تخضع هذه المواد للرقابة الصارمة من قبل الهيئات الرياضية الدولية والمنظمات المعنية بمكافحة المنشطات لضمان نزاهة المنافسات وعدالة الفرص بين الرياضيين.

العقاقير الترويجية

يشمل مصطلح “المنشطات الرياضية” أيضًا بعض العقاقير الترويحية كالماريجوانا والمواد الأفيونية، والتي يُعدّ تعاطيها من قبل الرياضيين مخالفًا لقواعد المنافسة، وقد يؤدي إلى إيقافهم عن اللعب، كما حدث في بعض الدورات الأولمبية حيث تم إيقاف رياضيين، غالبيتهم من الذكور بنسبة تصل إلى 90%، بسبب تعاطيهم هذه المواد.


اكتشاف المزيد من عالم المعلومات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيك بهذه المقالة؟ كن أول من يعلق

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا. تساعدنا هذه الملفات على تذكر إعداداتك وتقديم محتوى مخصص لك. يمكنك التحكم في ملفات تعريف الارتباط من خلال إعدادات المتصفح. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية لدينا.
قبول
سياسة الخصوصية